ليتشدد وليتشجع قلبك (مز 27: 14)
احبائى الطلبة....
يطيب لي أن أكتب اليكم في هذه الأيام لكي تمتلئوا بالإيمان
والشجاعة والإصرار على النجاح, ربما تساورك الهواجس أو
الشكوك في أن الوقت قد صار قصير والأيام تمر بسرعة!
حينما قالوا للسيد المسيح عن الخمس خبزات والسمكتين وكان
الجمع خمسة آلاف رجل, ما هذه لمثل هؤلاء؟
إن ملىء كف من الدقيق ودهنة زيت أو خبزات قليلة وصغار
السمك حينما توضع في يدي الله تعني الكثير.... إذن لا تستهن
بالوقت المتبقي مهما كنت تراه غير كاف لأنك حينما تطرحه بين
يدي الله سوف يبارك فيه, هل كان هناك أقل من ملء كف دقيق
وقليل من الزيت لكن الأوعية امتلأت وفاضت.
(ليقل الضعيف بطل انا...يؤ10:3)
لماذا الخوف.....؟ ربما تطاردك أفكار انك قد لا تستطيع أن تحقق
آمالك في النجاح..... إن أفكار مثل هذه تدفعك إلى الشعور بالتوتر
فيتسرب اليك الخوف والضعف, لا تنزعج من الامتحانات, لا
تضطرب حينما ترى أن الأيام تمر بسرعة وأتك لا تستطيع
ملاحقتها ولا تؤنب نفسك أو تلومها على مافاتك من وقت, أنا
لست ألومك لأن تيارات الأفكار السلبية تهاجم من له طموح
النجاح. ولكن أنصحك أن لا تقع تحت مشاعر الضعف لكي لا
تصل إلى درجة هؤلاء الأشخاص الذين يجردهم الخوف والضعف
من القدرة على مواصلة جهادهم, وإن أقصر الطرق للفشل هو أن
يستسلم الشخص للخوف.
إبدأ بالعمل الجاد في هذا الوقت الثمين المتبقي, واجه الموقف
بشجاعة ولا تضيعه في التردد بسبب الندم والضعف, حول كل
طاقتك وجهدك بأن تذاكر, وحينما تكون إيجابياً تلتهب بالحماسة
وترى القوة في داخلك واعلم أن إلهك قريب جداً منك ويهمس في
داخلك:
"لا تخف.... أنا معك.... لا أهملك ولا أتركك" (يش 1: 4)
واختبر ما قاله يوئيل النبي أن الضعيف يصير بطلاً.
لماذا القلق...........؟! لقد عاتب السيد المسيح تلاميذه قائلاً لهم
لماذا تخطر أفكار في قلوبكم (لو 24: 28) لقد مضى الليل الطويل
والتلاميذ يصارعون البحر الثائر بأمواجه العالية والرياح العاتية
التي تلعب بسفينتهم وكانت الوحدة تؤرقهم والخوف يملأ قلوبهم
ولم يعد أي أمل في النجاة, وانقضت الساعات الطويلة والأمل في
نجاتهم يتضاءل حتى الهزيع الأخير من الليل, فجاءهم يسوع
الذي يحبهم, وأتاهم ماشياً فوق الأمواج وحينما دخل السفينة
صار هدوء عظيم, لقد أراد أن يدربهم على الإيمان لينالوا اختباراً
لذيذاً لا ينسوه طول حياتهم, كانت المشكلة عنده تختلف عنها
عند التلاميذ فليس حولهم إلا ما يوحي بالخوف والوحدة
والقلق لكنها عند المسيح اختبار ايمان وثقه فيه
ثم نصره. لقد أتاهم في الساعات الأخيرة:
ثق أن إلهك يحبك وعيناه تراك ولن يتركك
وهو يأتي اليك ويدخل معك في اختبار إيمان لذيذ لأن الهدوء
سيملأ نفسك لا تقلق أن الله يحبك ويريد لك النجاح وسوف لا
يتركك انه إله الهزيع الرابع.
لماذا اليأس........؟! قد تبدو أمامك الظروف أنها أصبحت صعبة
وأنت فيموقف متأزم؟ لكني أؤكد لك انك سوف تجتازها وتخرج
منتصراً, فقط لا تخف وتنظر تحتقدميك ويبدأ فكرك بحسابات
عقلانية محدوده, ارفع قلبك ليمتلأ بالإيمان والثقة فيالمعونة
الإلهية توقع الأفضل واحترسمن أفكار اليأس, لقد اجتاز بولس
الرسول موقفاًعصيباً حتى قال "اننا تثقلنا جداً فوق الطاقة حتى
يأسنا من الحياة" (2 كو 1: 8), ولكنه يعود فيحدثنا عن المعونة
الإلهية التي رافقته ووعد المسيح له "قوتي في الضعفتكمل" (2
كو 12: 9) لقد عاش ايوب تجربة قاسية حتى صار على حافة
اليأس, كانت ثقتة فيالله انه غوى "علمت انك تستطيع كل شىء
ولا يعسر عليك أمر" (أي 42: 1) اعلم ان إلهميحب الضعفاء انه
ليس إله الأقوياء المعتزون بأنفسهم, هو إله الذين يترجونه
فيتمجد بقوته في ضعفهم, انه إله المعجزات فوق الزمان
والظروف والإمكانيات المحدودة, انه يتمجد في ضعفك.
"ان المنقي الرب لن يصادف شراً بل فيالتجربة أيضاً ينجيه
منها" (يشوع بن سيراخ 36: 1) قد يكون فضول منى ان أكلمك
فيحياتك الشخصية وامورك الخاصة ولكني اهدف أن تكون
علاقتك بالله في سلام وأن تكونحياتك في صلح مع الله حتى
تصير نفسك في سلام, لأن نجاحك هو ثمرة السير مع الله
لأنمعونة الله ونعمته تعمل في الانقياء التائهين فقد كان يوسف
رجلاً ناجحاً لأن الله كان معه (تك 39: 2). وهذه خبرة داود ان
الذي لا يسلك في طريق الأشرار كل ما يصنعهينجح فيه (مز 1)
فالنجاح إذن هو وليد حياة القداسة والسير في خوف الله وقد
نتسائل بينك وبين نفسك, وهل يتعامل الله مع إنسان مثلي كان
مهملاً في حياته الروحية لوانزلق في بعض الخطايا, أجيبك انه
ينتظر تلك اللحظة التي تعود فيها إلى احضانه, وانهسيمنحك دون
ادنى شك ما تحتاجه من معونه ويهبك معها النجاح وهذا اختبار
نحميا "انإله السماء يعطينا النجاح" (نح 2: 20).
يبقى شىء واحد هو انك في هذه الظروف تحتاج إلى صديق
مقتدر تتحدث معه عن اتعابك وتسأل منه المعونة,
الصلاة هى الطريق إلىالله فيها تتحدث معه وتعرف كيف
تشق طريقك دون ان يهاجمك القلق او التوتر
الذي يرهقأعصابك لأن الصلاة تملأ عقلك
ووجدانك بمشاعر الطمأنينة والسلام الداخلي فتنال قوة, كما
أنها تجنبك مخاوفك وأوهامك فتجد نفسك تعمل في نشاط وبلا
إجهاد ذهني, فلا تبدأالمذاكرة إلا بعد ان تقف أمام الله ونتحدث
معه في حديث المحبة تسأل منه ابونا ومعونته وأنت مملوء ثقة
في محبته وبلا شك انك قبل ان تترك مكان الصلاة فسوف
تحس بيده الحانية تربت على كتفك لتشجعك وصوته يتردد في
داخلك "انا معك لا اتركك" (تك 28: 15).
هل تعلم ان معك جيش عظيم من الملائكة والقديسين يقفون
لمساعدتك وهذا ماحدث مع اليشع النبي وحينما فتح الرب عيني
جحزي غلام اليشع ابصر وإذ بالجبل مملوءخيل ومركبات نارية
(2 مل 6: 17).واعلم ان الله لم يعطنا روح الفشل (2تي1: 7).
انت لا تعرف ماذا ينتظرك من ظروف طيبة ومشجعة وبكل تأكيد
سوف تكون فيصالحك فلا تقبل الهزيمة وأنت لديك مع المعونة
الإلهية إمكانيات النجاح والتفوق "فقط حينما تهاجمك الأفكار
السلبية لا تجادلها بل انتقل الى موقف الهجوم وتأكد بكل يقينان
معونة الله تسندك وإني اهنئك مقدماً بالنجاح "وسلام الله الذي
يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع"
(تي 4: 7)