رد: سؤال وجواب
كُتب : [ 09-25-2010
- 08:07 PM
]
في إنجيل لوقا البشير الإصحاح ال 16 يقول الرب في سياق الحديث عن وكيل الظلم :
[ و أنا أقول لكم إصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية. الأمين في القليل أمين أيضاً في الكثير و الظالم في القليل ظالم أيضاً في الكثير. فإن لم تكونوا أمناء في مال الظلم فمن يأتمنكم على الحق. و إن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم. ]
الحديث بالطبع ان أخذ كاملاً سيظهر القصد منه : فحينما تكلم الرب عن تصرف وكيل الظلم ( وهو الحرامي العايش حسب نصاحة أهل هذا الدهر) وهو الذي عمل بالحكمة حسب مهارة أولاد العالم ؛ فالعالم الحاضر الظالم الشرير هو السيد ، وهذا السيد أقامنا رغماً عنا وكلاء له لنكدح ونتعب ونشتري ونبيع ونعمل في الزرع والبناء والتجارة والصناعة والبنوك والاختراعات والاكتشافات وجمع العلم من أجله ، فالكل يعمل لمصلحة العالم والارتقاء بالمجتماعات ككل ، وفي النهاية نأخذ نصيبنا الشرعي من هذا السيد أي العالم الذي نعمل من أجل مصلحته ، وهذا هو مال الظلم أي المال الذي يخص العالم وليس الله ، لأن ممكن بهذا المال أن يبيع الإنسان أخيه وكل قريب من أجله ، أو حتى يُصرف على ملذات الإنسان وشهوات قلبه ، أو على ما يمتع الجسد وحده ، فهو بذلك يظل مال ظلم إلى أن يتحول لرصيد نعمة وحكمة ووعي روحي ليصبح لنا رصيد حي أمام الله القدوس إذا كنا نقدم هذا المال لأجل الله في الأخ الفقير والمسكين وللمذلين والمرضى وذوي العاهات وبذلك نظهر عمل الله فينا وأننا مؤهلين للعمل مع الله الغني في الرحمة ، لأن أولاد الله لهم الروح القدس الذي يطبع في داخلهم صورة المسيح الرب الذي أتى من أجل المسكين والضعيف ومن أجل كل محتاج ...
عموماً كيف يأتمنا الله على النعم الروحية العظيمة جداً أن لم نكون أمناء فيما لهذا الدهر من مال ظلم وبه نعمل لأجل ملكوت الله ، وليس المال فقط ينطبق عليه الكلام بل صحتنا الجسدية وأوقاتنا وعملنا وموهبة كل واحد فثينا ، فينبغي أن يكون كل ذلك لحساب ملكوت الله ولأجل مجده العظيم ، وبذلك نكنز لنا كنز سماوي ، ونصنع لنا أصدقاء بمال الظلم في العالم الآتي ونمجد الله في هذا العالم الفاني ...
أقبلي مني كل تقدير لشخصك الحلو
النعمة معك كل حين
|
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
