[aymonded]

سؤال أتى في إحدى المنتديات:

• س: بما أن الأناجيل تعلمنا أن قوة الإيمان يحل كل أنواع المشاكل ويشفى كل الأمراض (وقد أكدت العلوم هذا الشيء), لماذا بعض القديسين لم يشفوا أنفسهم بقوة الإيمان ؟

جـ في الحقيقة والواقع الإلهي من جهة الخبرة، فأن موهبة الشفاء التي تُعطى هي إحدى مواهب الروح لا يملكها الإنسان لكي يوجهها كيف ما شاء، لذلك لا أحد من الرسل ولا القديس بولس لم يُشفي نفسه مع أن عنده الموهبة وقد شفى غيره بقوة عمل الروح القدس، لأن ليس للرسل حق التملك على مواهبهم ولا لأي أحد، بل هي عطية الله التي يُعطيها ولا يملك واحد - مهما ما على شأنه او ضعف - أن يتصرف فيها كما شاء بل كما يوجهه الروح القدس نفسه الذي وحده منه تخرج قوة الموهبة وفعل عملها، لأن كل القديسين لا يقدروا أن يتسلطوا على الروح القدس بل هو من يملك عليهم وحده فقط، هذا أولاً والذي ينبغي أن يوضع في الذهن والفكر...

أما من الجهة الأخرى فأن المعجزات والآيات هي آية لغير المؤمنين لكي يؤمنوا، ولم تكن لفائدة المؤمنين إلا في حدود ضيقة للغاية، لأن الذي يؤمن بالله وضع ثقته التامه فيه وفي عمق آلامه وأمراضه تخرج منه شهادة إيمان حي أمام العالم كله، لأن في عمق الألم والضيق يجد الناس المؤمنين بالمسيح أنهم في هدوء وسلام مع شكر دائم لله رغم من المحنة والآلام الشديدة التي تعتصرهم، وبذلك يتمجد الله في آلامهم، وبالطبع ليس كل ألم أو ضيق يدخل فيه الإنسان لكي لا يقع في كبرياء أو غيره أو يُشابه القديس بولس طبعاً، لأن الألم مجد النفس الخاص لأنه شركة مع المسيح القيامة والحياة، وشهادة خاصة في وقتها لتمجيد الله الحي...

لذلك من يختبر قوة الصليب ويدخل في آلام الجسد من أي نوع، يتعزى وتتحول لحساب مجده الخاص الذي يشكر الله عليه كل حين وكل وقت، وطبعاً أحياناً يستمر الألم فترة وأحياناً تطول وقد تقصر، ولكن من يؤمن لا يتزعزع لأنه صار عقله مستنير ويرى الله، ويفهم مشيئته في حياته، ويرى آلامه في نور قيامه يسوع، لذلك لا يتزعزع أو يهتز إطلاقاً...

وبالطبع نحن لم نسمع عن رسول أو قديس شفى نفسه قط ولو كانت عنده الموهبة بكل قوتها وبها شفى الكثيرين، وذلك لثلاثة أسباب:

• أولهما لكي يعلم العالم كله والناس عموماً أن ليس له سلطاناً على ذاته بل هو يخضع لسلطان الله وحده، لأن الله لم يعطه أي سلطان على نفسه، بل الرب هو ملكه وإلهه فقط لذلك ليس له القدرة على أن يُشفي نفسه إلا لو صلى وطلب مشيئة الله، وبكونه سلم حياته لله لذلك الله وحده هو الذي يشفيه أو لا يُشفيه حسب تدبيره في حياته الشخصية..

• وثانيهما: لكي يعلم هو والجميع أن الموهبة ليست من ذاته ولا بقدراته ولا يقدر أن يتسلط على عطية الله أو يملكها لحساب ذاته، بل أخذها لا لنفسه بل لخدمة الناس فقط، وليس له الحريه أن يتصرف فيها كيف ما شاء، لأن لو منعها عن أحد يأخذها منه الله ويدينه لأنه لم يتاجر بما اعطاه سيده، بل دفن الوزنة التي أئتمنه عليها لذلك يستحق الدينونة لأنه صار عبداً شريراً، وأن أخذ يفتخر أنه صاحب معجزات أو يتكبر أو ينتفخ على الناس أو يظن أنه شيئاً، فالله يقاومه بشدة ويرفضه من الإيمان لأن الله يقاوم المستكبرين بفكر قلوبهم والمتواضعين يعطيهم نعمة، ولذلك لا يعطي الله إنسان موهبة لذاته أو ليكون له القدرة على أن يستغلها لحاسب مجده الشخصي أو يتصرف فيها كما يشاء حسب رأيه الشخصي، لذلك كل من ينال موهبة يتواضع بشدة وينسحق أمام الله ولا ينسى قط أن الله هو الواهب والمُعطي وأن لله وحده صاحبها وليس هو...

• وثالثهما: لكي يعرف الناس أن ليس لهذا القديس قوة في ذاته أو أن الموهبة تنبع منه هو شخصياً أو هو صاحبها، أو عنده قدرات خاصة، أو هو من ينبغي أن يتبعه أحد، فيكرمونه وينسون مانح الموهبة، لأن لو كان له القدرة على شفاء ذاته وأن يفعل بالموهبة ما يحلو له، لكان عبده الناس وظنوا أنه الله في الأرض، وهذا خطير، وهذه الروح تجدها عندما تبالغ الناس في تكريم القديسين لدرجة أن يتفوهوا بكلمات عليهم وكأنهم ينبوع الحياة نفسها وليسوا بشر، لذلك لم يعطي الله أحد الموهبة في المطلق، لكي لا يتبعهم الناس وينسوا الله فيهلكون...

لذلك - ومما قلناه سابقاً - أننا لن نجد أن واحد عنده موهبة الشفاء ويكون قادراً على شفاء نفسه لأنه لن يقدر أبداً بل سيظل في احتياج لأن يشفيه الله او يلجأ للعلاج مثل باقي الناس ويقبل العلاج من يد الأطباء ويتناوله بشكر، بل وقد يتعجب الأطباء أنفسهم أنه يشفي الآخرين ومع ذلك يطلب منهم العلاج، لأن ليس له سلطان على ذاته ولا يقدر أن يتحكم في ما نال من الله حسب رأيه أو مزاجه الشخصي، لأن الله سيظل هو وحده الواهب والمُعطي وصاحب الأمر أولاً وأخيراً، ولا يتسلط أحد على ذاته بل يعطي ذاته لخالقه لأنه هو حياته، وهو من يقوده حسب مسرة مشيئته، لذلك من ينال الموهبة عليه أن يخضع لله ويتضع تحت يده القوية، ويحذر من أن يغتر في نفسه لئلا يهلك وتصير الموهبة دينونة له، كونوا معافين

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: سؤال وجواب

[emmmy]

.
.
.
.


لماذا لم يستطيع القديسين أن يشفوا انفسهم

ولا انفسهم ولا غير انفسهم صدقنى القديسين ملهمش سلطان على شفاء امراض ولا غير شفاء امراض كلة بيرجع لارادة ربنا بس
ممكن تقولى في امثلة لا حصر لها من الكتاب المقدس تثبت عكس كلامك
هقولك طلبتهم كانت متفقة مع ارادة ربنا ولو مكنتش متفقة معاها مكنتش استجابت ؛ وبيهم من غيرهم ربنا هيعملها ؛؛ صلتنا بالسمائيين مش اكثر من اتصال الكنيسة المجاهدة بالكنيسة المنتصرة عشان نفضل فاكرين اعمالهم ونتمثل بيها ونفضل فاكرين الهدف اللى احنا عايشين عشانة ( السما )
بدليل ان فى طلبات كتير مش بتستجاب خالص وممكن القديسين يكونوا طلبوها من ربنا بس ربنا بيرفضها
يبقى ملهمش سلطان على حاجة ؛ ولا على انفسهم ولا على غيرهم

[aymonded]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emmmy . . . . لماذا لم يستطيع القديسين أن يشفوا انفسهم ولا انفسهم ولا غير انفسهم صدقنى القديسين ملهمش سلطان على شفاء امراض ولا غير شفاء امراض كلة بيرجع لارادة ربنا بس ممكن تقولى في امثلة لا حصر لها من الكتاب المقدس تثبت عكس كلامك هقولك طلبتهم كانت متفقة مع ارادة ربنا ولو مكنتش متفقة معاها مكنتش استجابت ؛ وبيهم من غيرهم ربنا هيعملها ؛؛ صلتنا بالسمائيين مش اكثر من اتصال الكنيسة المجاهدة بالكنيسة المنتصرة عشان نفضل فاكرين اعمالهم ونتمثل بيها ونفضل فاكرين الهدف اللى احنا عايشين عشانة ( السما ) بدليل ان فى طلبات كتير مش بتستجاب خالص وممكن القديسين يكونوا طلبوها من ربنا بس ربنا بيرفضها يبقى ملهمش سلطان على حاجة ؛ ولا على انفسهم ولا على غيرهم

طبعاً القصد من الكلام أن الله حينما يُعطي موهبة لأحد، بكل تأكيد تتفق مع مشيئته لأن القديس بطرس الرسول لما أقام المُقعد، الروح تحرك فيه بنعمة الله فتم الشفاء، لذلك لم يشفوا أحد بذاتهم ولا بإرادتهم بل بقوة الله التي تعمل فيهم وتحركهم طبعاً.
فكلامك صحيح أكيد من جهة العمل مع المؤمنين، لأن المسيحي الحي بالإيمان لا ينتظر أعجوبة ولا معجزة لأن في النهاية سيموت بالجسد ويذهب لحضن المسيح رب الحياة والمجد مع جميع القديسين، لكن الغير مؤمن يحتاج شيء يرد له قوة الإيمان لذلك الآيات والمعجزات والأعاجيب هي آية لغير المؤمنين.. أشكرك على ردك الواعي، النعمة معك

[emmmy]

.
.
.
انت انسان رائع يا مستر ايمن وفيك كمية نقاء مدهش
. طيب مع لينا ...
اوك . أنا هسأل سؤال تانى !! لية المعجزات زمان فى أيام ابائنا الرسل كانت سهلة وكتيرة
أعتقد عشان الناس مكنتش تعرف ربنا ( الكلمة المتجسد ) فكان بيسمح بدة عشان يعرفوة ويؤمنوا بية صحححح ؟؟
دلوقتى لأ مبقاش فى معجزات كتير لية ..؟؟
هو ربنا كان بيسمح بالمعجزات دى لهدف لية هو ولا اية ؟؟

[aymonded]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emmmy . . . انت انسان رائع يا مستر ايمن وفيك كمية نقاء مدهش . طيب مع لينا ... اوك . أنا هسأل سؤال تانى !! لية المعجزات زمان فى أيام ابائنا الرسل كانت سهلة وكتيرة أعتقد عشان الناس مكنتش تعرف ربنا ( الكلمة المتجسد ) فكان بيسمح بدة عشان يعرفوة ويؤمنوا بية صحححح ؟؟ دلوقتى لأ مبقاش فى معجزات كتير لية ..؟؟ هو ربنا كان بيسمح بالمعجزات دى لهدف لية هو ولا اية ؟؟

سلام لشخصك العزيز والمحبوب في كنيسة الله
المعجزات في البداية كانت لإثبات عمل الله مع غير المؤمنين والذين لم يعرفوا الله بعد، ولكي تكون شهادة للرسل أنفسهم بعمل الله وإجابتك صحيحة بكل تأكيد، لكن الآن الكل يعرف كلمة الله وعارف من هو شخص المسيح الكلمة المتجسد - باتكلم عن المسيحين - فمعنى أنهم يركزوا على المعجزات يبقى لا يوجد إيمان حي حقيقي...

لأن الذي آمن إيمان حي فلماذا يحتاج لمعجزة الآن، لأن المعجزات هي آية لغير المؤمنينن وليست للمؤمنين، لكن المؤمنين يهتمون بمعجزة التوبة وتجديد النفس وتغييرها لصورة الابن الوحيد، لأن هذه هي معجزتنا الدائمة التي نطلبها ونسعها إليها ونزداد وننمو فيها دائماً... النعمة معك

[emmmy]

مش عارفة بقى بس اللى انا حاسة بية وعن تجربة حقيقى
ان القديسين ميقدروش يعملوا حاجة مش متفقة مع ارادة ربنا فى الاصل ؛
ميقدروش يغيروا اللى ربنا راسمة من قديم الازل مع كل واحد فينا وحتى صلواتهم مش بتغير حاجة
واذا كان حد بيطلب شفاعة معينة من حد معين وتحصل معجزة فدة لان الطلب اصلآ متوافق علية من زمان وسواء القديسين طلبوها او لأ ربنا هيحققها .. ربنا بس بيحب يكرم بعض القديسين فى بعض الاحيان عشان تفضل الصلة بينا وبينهم دائمة
أصل فى ناس كتير بتفتكر إن القديسين هما اللى بيعملوا المعجزات
لألألألألألأ خالص نهائى ؛
وربنا سمع صوت القديس موسى الاسود من غير ما يطلب شفاعة حد وتم المعجزة معاة بمعرفتة شخص الرب يسوع
إستاذ أيمن ربنا لما كان بيسمح بحدوث معجزات كتير كتير فى البداية عشان الغير مؤمنين يقدروا يأمنوا .. طيب ما فى ناس كتير دلوقتى برضوا محتاجة تشوف دة ؟؟؟
وسؤال كمان . هو انا معنى انى عارفة ان طلبتى مش مستجابة وان استجابتها فى عدم استجابتها يبقى كدة انا مش محتاجة لشفاعة بقى ولا إية ؟؟
هتقول ما احنا اتفقنا ان المعجزة الحقيقية واللى احنا محتاجنها كمؤمنين هى التوبة ومعرفة الله معرفة حقيقة صححح ..!!!
هقولك تمام .. بس دة اصلآ مش محتاج شفاعة لان دة هدف ربنا الاول والاخر
(( لم يأتى ليدعو ابرارآ بل خطاة الى التوبة ))
(( لم يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا ))

[aymonded]

أختي العزيزة هناك خلط في الكلام في موضوع الصلوات والطلبات وشفاعة القديسين وعلاقتنا مع الكنيسة كأعضاء بعضنا لبعض..
أولاً: تستحيل الصلاة أن تُرفع وتُسمع عند الله أن كانت مخالفة لمشيئته التي هي واضحة في الوصية !!!
ثانياً: أي معجزة تحدث خارقة للطبيعة هي عن حاجة لازمه والله وحده من يراها ويفعلها لخير الإنسان لأجل أن يحيا بالإيمان أو أنه من خلالها يُرسل رسالة معينه لن يفهمها الشخص إلا بهذه الطريقة، وليس الإنسان هو من يحددها أو يطلبها لكن الله يمنحها مجاناً من عنده لأنه يرى ضرورة ذلك
ثالثاً: علاقتنا مع القديسين تختلف عن من هم من خارج، لأننا رعية مع القديسين وأهل بيت الله بسب إيماننا وإننا في الكنيسة، فكلنا واحد في المسيح كأعضاء، ولا أتكلم هنا عن قامة كل واحد وتعمقه في الحياة الروحية لأن لكل شخص عمقه الخاص ودرجه تأصلة وإيمانه ومكانته حسب نعمة الله
رابعاً: الله يعرف احتياجات الناس تمام المعرفة ويعطي كل واحد في الوقت المعين والساعة المحددة التي تناسبه، اما نحن فرؤيتنا دائماً قاصرة لا نفهم ولا ندرك أو نعي حدود مشيئة الله واتساع معرفته، لأن ما نراه محتاج قد يراه الله في قلبه غير محتاج وكلامه غير ما في قلبه، أو قد يكون أميناً لكن الله يرى أنه ليس وقتاً مناسباً لئلا تتعثر حياته وترتبك أو تعتمد على المجزه ويفتخر بها وينسى مُعطيها، وهناك أشياء أخرى كثيرة الله وحده المنوط بها ويحددها وليس نحن إطلاقاً... النعمة معك