[بنت السريان]

صرخة الحقيقة
بقلم بنت السريان

إحتدمت المشاعر بصدري
وألمتني تساؤلات
بجمرالحيرةإصطدمت
فاعتلت الروح سور الحياة الشامخ
ترقب جنون البشر
رعد قاصفٌ أحرق الشجر
وبرق أضاء الكون
كشف عيوب من لم يتوخّى الحذر
وهسيس النار يأكل سنين العمر
هادم اللذات
يحصد بمنجله اليابس والأخضر
وعن عمله لا يتوانى ولا يتأخّر
عجبي الكل في صراع يتعثّر
وما من يعي أو يأخذ العبر
ترى ! أما آن الاوان للجروح أن تلتئم؟
وللقروح ان تبحث عن البلسم!
وملايين القلوب المنكسرة
أما حان لها الوقت أن تُرحَم؟
النفس البشرية تتمخض
تحت وطأة الالم
تئن وتضطرب
كأس المرارة تشرب
وتحتسي كؤوس الهوان
بسيل دمع ملهب
ووسط حمم براكين
وويلات
وكوارث طبيعية تصخب
وبصوت أجشٍّ
الجموع البشرية - تنحب
والقطيع الصغير
بصبر يقتني نفسه
ولحدث عظيم يرقب
صدىً أصمّ
صوت له لا يُسمع ُ
والعمر يولي أدباره ولا يرجع
والسنين في مسيرها تسرع
وتهرب من المستقبل المفجع
وكأني بالعالم
يدور بحلقة مفرغة
مدارها من حجمه أوسع
يتمرّغ بين شهوات الجسدٍ
وتعظم المعيشة
وشهوة عيون غافلة عن القمع
لمَ أيها الرعاة
تغرقون في بحر الحياة اللاذع؟!
وتتركون القطيع إليه الذئاب تهرع
لمَ أيّتها البشرية الحمقاء
تتصاممين عن السمع.؟!
إنّه صوت يجلجل
ومنذ الأزل يهدر
يدك الجبال
ويسكت صفير الريح
ويبكم هيجان البحر
المسيح آتٍ
ها هو على السحاب
وقريب هوعلى الأبواب
أيّتها البشرية
إنِّ الربَّ يمهل
لعل ضميرك باب التوبة لا يهمل
فقد أن الأوان وعن قريب سيصل
هلمي أزيحي عن كاهلك ماأحناه من ثقيل الحمل
واستحمّي بنهر المحبّة
وابعدي عنك الهلع
أهدري بصوتك لمن يحنّ ويسمع
مزّقي دفاترك العتيقة
وتسربلي بثوب
حيك من ضربات السوط والوجع
متشحا بأثمن الدماء
دماء يسوع
فهو من لك الغفران قد صنع
حاججي ربّك
فمن دون الحوار معه نفسك لا تشبع
ولكل صوت عليك يشتكي ويعاديك
له يقمع
وإن ضاق صدرك
فصلاة التسبيح والاستغفار
لك باب السماء تفتح وتوسّع
وإن كنت خجلى من خطاياك
فالخاطي هو من بالباب يقف نادماً ويقرع
عودي لرشدك أيتها الجاحدة
قبل فوات الأوان
ما مضى فات والمؤمل غيّبٌ
إن ربحت العالم كله وخسرت نفسك
ذاك لا ينفع
إستيقضي قبلما القلب يهجع
فإن جاء الأجل وحلَّ القدر
ففي القبر لا أحد فيك يشفع
عزيزي القاريء
البشرية هي أنا وأنت وكل بني ادم
بغض النظر عن الدين والجنسية والعرق
والحديث لي ولك ولكل من يقرأ أو يسمع
هيا خذ بيدي و إلى طريق الجلجثة ننطلق
ونصعد درب الصليب مع الرب
وهناك وفوق منحدر الجلجثة
نرمي أحمالنا
ونعلن توبتناوإيماننا بحقّ
وأمام المسيح المصلوب
على الخشبة معلّق
نسمع صرختنا للعالم أجمع
َصرخةَ الحقيقةبفمنا تُنطّق
صرخة مَنْ مِنَ الأسر قد أُعتق
بالمسيح تحطّمت القيود
والباطل زهق
المسيح قد غلب
وأعطى الغلبة
لكل من آمن به وصدَّق

بنت السريان

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: التأملات الروحية والخواطر الفكرية

[اشرف وليم]

شكرا لتعب محبتك
الرب يبارك حياتك