السعادةالحقيقية
بقلم
بنت السريان
من لي بأديبِ عبقريِّ ينثرُ لؤلؤاً,
أو شاعرِ مُلهَمٍ قد أتاهُ وحياً ,
للسعادةِ يًعطي وَصفاً,
ولِعظَمتِها لائقا!
إنحنى لها قلمي أحتراماً,
وأبحريحاكي الموجَ تارةً,
وأخرى
يُلَمْلِمُ من عبيرِ البحرِ انشودة,
غاصَ في جوف ِالمحيطاتِ
أبهرَتْهُ خلائقاً
, لم يقعْ علىكُنْهِ مكنوناتها
قفلَ راجِعاً
فعالَمُ المياهِ أنهكَهُ تعباً,
وغدا به حائراً,
ركبَ صهوةََ الريحِِ
في السماء مُحلقاً
وفي مداراتِ الكواكبِ مُنقّباً
لحديثِ النجومِ ناصتاً
ولِسبْرِ أسرارِ الفلََك ِعاجزاً,
بإعجازِ تكوينِ الكونِ مُنبهراً
عادَ من رحلةِ الريح صامتاً
فعالمُ الفضاءِِسرُّه غامضاً
واقتحامه خطراً
إجتاز بين الرياض
وجنان بابل مستغرباً
أمال بنظره
نحو مطايب الأرض متذوِّقاً
دخل قصور الملوك
أعلى المناصب مرتقياً
إختبر فنون الحياة بِرُمًّتِها
وجد كل مجدها زائلاً
دخل بيوت الحكمة والمعرفة
للعلم قلبه موجهاً
,فتَّش الكتب
منقّباً فيها باحثاً ودارساً
, زاده ذلك ألماً وهمأ
ولم يذق للسعادة طعماً
فكلُّ ماعُمِلً تحت الشمس باطلا
رأيت كل الأعمال التي عُمِلَتْ تحت الشمسِ
فإذا الكل باطل, وقبض الريح
(باطل الأباطيل الكل باطل)
قال الجامعة
إذن ما العمل؟!
أ قلمي ذهبت أحلامه أدراج الرياح ؟
بحث كثيراًعن السعادة وما ارتاح
أنًّى له أن يهدر بكلمات الراح
وبالفشل باء قلمي في مسعاه
وحيثُ ْقادتْهُ قدماهُ
في باحةِ الكنيسة ِهناكَ إستراح
وكأنًّ حملاً ثقيلاًعن كاهلهِ انزاح
فتنفسَ الصُعَداءَ في بهجة ٍوانشراح
وَجّدْتُّها ,وَجَدْتُّها,قلمي صاح
تُرى ما الذي جرى !!!
إنفكَّت عقدةُ لسان قلمي وَتكَلَّمْ!!!
ما هذا التغييرُ المفاجيءُ
والتأثيرُالقاطع
ُفي أعماقِ نفسِك أيُّها اليراعُ الحاذقُ؟!!!!
دخلتُ الكنيسة ولا زال قلمي بين أناملي
فا.نتهزَ الفرصة
َوسجَّل أوَّلَ مُعطياتِ السعادة
ِ(إخترتُ الوقوفً على العتبةِ في بيتِ الرب ِّإلهي
على السّكَنِ في خيامِ الأشرارِ)
( مز84 :11 )
وبالتفاتة منّي رأيتُ طفلا يستعطي
ما أن وقعتْ عينايَ عليه
أبتسمَ لي
فهزًني شعورٌ غريبٌ قادني إليه
إقتربْتُ منهُ إحتضنْتُه أخذته بين ذراعيَّ
وبكيْت
غلَتْ دماءُفي قلبي أثارتْ شجوني
طاوعَتْها وانهمرَتْ بسخاءٍدموعي
تغسلُ بواطنَ جوانحي
,عندهاأحسست بالسعادة تدعوني
كي أتذوَّقَها لا أن أصِفَها صدّقوني
مساعدة هذا الطفل البريء المسكين
وإدخال الفرحة إلى قلبه الحزين
ترجمتْ بداخلي معنى السعادة باليقين
فأحسستُ بلذَّتها وقيمتها
عندها النفس تستكين
وأدركت أنَّ قلمي استمتع بمذاقها
فهي لا يمكن وصفها
مكنوناتها يكتشفها من يسبر غورها
لذا جاءت صيحة ُقلمي الثانية
ليسجِّل ثاني مقوماتها
(ومن سقى أحدَ ِ الصغارِ
كأسَ ماءٍ باردٍ فََقَطْ باسم تلميذٍ
فالحقَّ أقول لكم إنَّهُ لا يضيعُ أجرَهُ )
(مت 10 :42 )
(دعوا الأولاد يأتون إليَّ ولا تمنعوهم
لأن لمثل ِهؤلاء ملكوت السموات )
(مت 19 : 14 )
دقًّ ناقوسُ الكنيسةِ معلنا ً بدء ِالصلاة,
والكنيسة ُتكادً تخلو من المؤمنين,
فللكُِّلِّ أعذارٌ أعدّها الشيطان
وبإقناع مشين
كاهنٌ كهلٌ وقفَ على عتبةِ المذبحِ
ليُلقي موعِظَتَه للسامعين
تفرًَسَ بوجهِ الحضورِِ,
وبَدَلَ أنْ يتكلَّم صَمَت َ,
وأجهش في بكاءأبكى الحاضرين
وبعد هنيهةٍقال اسمعوني أجمعين
تركوني وحيدا
وذهبوا يحفرون لهم آبارا لا ماءَ فيها ,
هكذا اليوم الكنيسة تنادي بنيها
أين شعبي, أين أولادي؟!
أينَ أنتَ ياشعبَ المسيح؟
جيلٌُ يكرِّمُني بشفتيهِ
وقلبُه بعيدٌ عنّي ,
شعب قد شوََّه أسمي ,
الكنيسة تعاتب وبأعلى صوتها
أليسوا أولادي يفتقدونني
إن كانوا يحبونني ؟!!!!
بكى الكاهنُ, ومن شِدَّةِ حًزنِه أبكانا,
وأبكى قلوبَ الحاضرين معنا.
والشعب يتخبط في بحرمن الوهم
بعيدا عن نعم السعادة
التي تحملها إليهم الكلمة الحية
في ربوع الكنيسة
هلُمُّوا تذوقوا جسد ودم المسيح
الذي يدرأ الأخطارعنّا
وبنعم السعادة الحقيقية يزوِّدنا
بين أحضان الرب يسوع إلهنا
فننعم بعصر ازدهاريليق بنا
كأولاد والمسيح أبينا
(هلموا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب)
تعالوا يا أحبَّائي
ذوقوا شهد العسل
تلذَّذوا بسعادة تغرف من عطايا الإله الحي
وتغدق على البشر,
هلُمّوا ذوقوا معنى السعادة الحقيقية,
هي في المنتظر
من يطلبها ويقبل إليها
لا ترُدُّه نبعُ محبَّة هي بينكم
أطلبوا تجدوا ,إسألوا تعطوا
إقرعوا يفتح لكم
ماذا رأيك عزيزي القاريء
هل ستحذو حذونا؟
وتبحث عن السعادة معنا؟
إنْ أردت ذلك أنشدها
فهي في كلِّ عملِ خيرٍ تفعله
وفي كُلِّ مساعدة تقددِّمها.
إنْ أردْتَّ أقبل إلى الكنيسة ,
ولا تبتعد عنها
,فقط إسأل عن السعادة واطلبها
تناديك وتأخذك بالأحضان تجدها
وإنْ أردْتَ في قاموس المحبَّة
إبحثْ عنها
تجدها ,عند كلِّ فقير أو مريضٍ
عند كل غريب ووحيدٍ
عند كل بائس ومسكين ٍ
عند كل أرملة ويتيمٍ
عند كل محتاج لكلمة مواساة وتعزيةٍ
بما تقدِّمه لهم من مساعدةٍ
والسعادة الأعظم
هي عند كل يائس ٍوملحدٍ وأسيرٍ
إن جاهدت الجهاد الحسن
وكنت له المصباح المنير
كي يهتدي لمعرفة المسيح
الاله القدير
إن ْهديتَ الذين لا يعرفونه إلى معرفتهِ
والذين لا يعبدونه إلى عبادته ِ
آنذاك ستعرف معنى السعادة الحقيقيةِ
عندما تكون نوراً
تضيء بين الأمم بأعمالك
فيمجدون الذي في السموات
يسوع أباك
عندما يشاهدون أفعالك
وتصبح أنت مصباح نور
في ملكوت الرب ,
وتبلغ ابدية سعادتك
مجدًا لله
فقد وضع السعادة الحقيقية
في متناول يديك
ها هو واقف علىالابواب يقرع باب قلبك
هيّا افتح له وابلغ سعادتك
الشماسة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
السعادة الحقيقية بقلم بنت السريان
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
