[ريم الخوري]

نعلم بأن السرور يتلو الأحزان ،وحتى لا نيئس من التجارب ، ونقطع الأمل من الحصول على المرساة ، فإذا لم تكن التجربة لا يكون الإكليل ، ان لم تكن الأحزان فلا حاجة إلى التعزية ، كما انه لا صيف بلا شتاء . ماذا نبرر أنفسنا إذا لم نحتمل ما يحل بنا من المصائب بعظمة نفس وشكر . وإذا كنا لا نعلم أننا لا ندخل الملكوت إلا بهذا الطريق ,الله لا ينزع التجارب بل يسمح لنا بها لكي يعلمنا إننا أصبحنا أكثر قوة ولكي نستمر متواضعين فلا ننتفخ بعظمة مواهبنا إذ تضغط التجارب علينا .
القديس يوحنا الذهبي الفم

[ريم الخوري]

الانسان - خاصة بعد ان تمتع بالنعمة الالهية - يحمل قوة وسلطانا لا يقدر عليهما الشيطان انه بلا شك يقاومنا على الدوام , وقد " تسبب في هلاك الكثيرين" لكنة ليس هو سر آلامنا المطلق . هو يثير الأضاليل ويوحي لنا بها ويشككنا . لكنة يعجز عن ان يلزمنا بها لا ارادياً " انه لا يقدر ان يرغمنا على شيء , او يسوق ارادتنا
قد يهينك العالم كله , لكنك ان لم تهن نفسك بنفسك لا تكون مهاناً
القديس يوحنا الذهبي الفم

[ريم الخوري]

اجذبوا بالعمل لا بالكلام
السماع لا يفيد ما لم يصحبه التنفيذ بل يجعل دينونتنا اشد . اسمع ما يقوله السيد المسيح" لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية. وأما الآن فليس لهم عذرا في خطيئتهم "( يو 15: 22)
ويقول الرسول : "لأن ليس الذين يسمعون الناموس هم ابرار عند الله "(رو 2: 13) وهذا قيل من اجل السامعين ولكن أراد الرب ان يعلم المعلمين انهم لا ينتفعون من تعليمهم شياً ما لم تنطبق تعاليمهم مع سلوكهم وكلماتهم مع حياتهم
اذا يقول النبي " وللشرير قال الله مالك تحدث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك وأنت قد أبغضت (التعليم ).( مز 49: 16- 17)
ويقول الرسول: وتثق انك قائد للعميان ونور للذين في الظلمة ومهذب للأغبياء ومعلم للأطفال ولك صورة العمل والحق في الناموس فأنت إذا الذي يعمل تعليم غيرك الست تعلم نفسك " (رو 2: 19- 21)
لهذا ليت شغفنا لا يكون متزايداً الى مجرد الاستماع, فانه بالحق حسن جداً ان نقضي وقتنا دائماً في الاستماع للتعاليم الإلهية. ولكنها لا تفيدنا شياً ان لم ترتبط بالرغبة في الانتفاع منها . من اجل هذا لا تجتمعوا باطلاً بل لا اكف عن أتوسل إليكم بكل غيرة كما كنت افعل من قبل – يقول الذهبي الفم – " تعالوا بإخوتكم الى هنا . ارشدوا الى هنا الضالين . علموهم بالعمل لا بالكلام فقط" هذا هو التعليم ذو السلطان . الذي يأتي خلال سلوكنا وأعمالنا. فانك وان كنت لا تنطق بكلمة , لكنك بعد ما تخرج من هنا يقول الذهبي الفم تعلن للبشر الذين تخلفوا عن الربح الذي ههنا وذلك بواسطة طلعتك ونظراتك وصوتك وكل تصرفاتك وهذا كاف للإرشاد والنصح
يلزمنا ان نخرج من هذا الموضع كما يليق بمكان مقدس . كأناس نازلين من السماء عينها , وقورين وحكماء وناطقين وصانعين كل شيء بلباقة دعوا الآخرين يروا أثار البركات التي تمتعوا بها فيدركون أنكم صرتم ودعاء وأكثر حكمة واتزان تأملوا أي امتياز تتمتعون بها خلال الإسرار المقدسة تتكلمون مع السيد معدين في صفوف الملائكية فان تهيأت نفوسكم فلا حاجة الى ما ننطق به لانهم يرون ما نلناه ويلتمسون خسارتهم
القديس الذهبي الفم في كيف نشهد للرب

[ريم الخوري]

كل ابن لا يدرب جيداً لا يمكنه عندما يرث بيت أبيه ان يحسن الاستفادة منه , لذلك يسمح الله أولاً بالتجربة والعذاب ثم يمنح الموهبة . فالمجد للسيد الذي يمنح نعيم الصحة بأدوية لاذعة. فما من إنسان الا ويبدو له الوقت مريراً عندما يسقى دواء التجارب المر, ولكننا نعلم انه بدونها يستحيل الحصول على بنية قوية والصبر ليس أمراً نملكه بقوتنا الذاتية, فمن أين للفخار قوة الصمود أمام مجرى المياه ما لم تجففه النار الإلهية. فإذا خضعنا بتواضع وطلبنا بثبات ورغبة على الدوام ننال كل شيء بالمسيح يسوع ربنا .
القديس اسحق السرياني (في سبب سماح الله بتجربة محبيه)

[ريم الخوري]

التمس فهماً لا ذهباً ، واقتنِ سلاماً لا مُلكاً

القديس اسحق السرياني

[اشرف وليم]

شكرا لتعب محبتك
الرب يبارك حياتك
رائع

[ريم الخوري]

كما ان الشمس الصافية والشديدة اللمعان تصعد الى السماء ,هكذا ايضا النفس الطاهرة التي تغادر الجسد تصعد وهي شديدة اللمعان بمرافقة الملائكة الى الملكوت
القديس ذهبي الفم مواجهة الموت

[ريم الخوري]

ان الرب رغم قربه من قديسيه واستعداده لمساعدتهم في كل وقت . لا يظهر لهم قوته جليا بعمل او بعلامة محسوسة دونما ضرورة, وذلك كي لا تتعطل مساعدته لنا ونتأذى. وان يتركهم يجاهدون وحدهم في كل شيء قدر استطاعتهم , ويتعبون في الصلاة فانه يتخذ هذا التدبير ليظهر لهم ديمومة عنايته الخفية بيهم ومتى تغلب عليهم احدي الصعوبات بسبب ضعفهم , وتوقفوا عما يعملون لعدم قدرتهم الطبيعية على اتمامه , فانه يتممه هو بنفسه ويساعدهم كما يليق بعظمته وقدرته, وكما يعلم هو تعالى. كما انه يشددهم خفية حتى يتغلبوا على الضيق المحيق بهم. واذ يعتقهم منه بمعرفتهم وبصورة حسية انما ليوقظهم الى التمجيد فيستفيدوا في كلتي الحالتين (في التخلي وفي المساعدة) ومتى استدعت الحاجة اظهار تدبيره لهم فانه يفعل ذلك بحسب الضرورة . ان طرقه حكيمة جداً ولا تبلغ الينا بطريق الصدفة, ولكن عندما نحتاجها وتكون ضرورية لنا
القديس اسحق السرياني

[ماروجيرافك]

يا رب ماذا أطلب منك وأنت لم تدعني معوزا شيئا من أعمال كرامتك ، أنت يا رب ترعاني فلا يعوزني شيء ، كل ما أعطيتني حتى الآن كثير عليّ ، أعطيتني فـوق ما أطلب وفـوق ما أستحق بحيث أشعر بفيـض منك

[ريم الخوري]

ان غرض اللـه من التأديب معروف ولا نناقش عليه . ولكن مع هذا فإن طريقة قبولنا نحن للتأديب هي التي تحدِّد تأثير التأديب !! فاحتمالنا التأديب ( برضى ) هذا بحد ذاته يحوِّل الألم إلى درس منفعة .

قبول التأديب من يد اللـه يضعنا في الحال موضع البنين ، والعكس هو الخطر أي أن رفض التأديب هو بمثابة رفض التعامل مع اللـه كأبناء أو بالتالي رفض البنوَّة للـه ، حيث لا يكون من مفر إلا أن يحوِّل اللـه التأديب إلى عقوبة . لأن رفض البنوَّة معناه رفض السيد المسيح : " كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد اللـه " ( يو 1 : 12 ) ، وبالتالي مَنْ يرفض السيد المسيح يمتنع أن يكون ابناً للـه .
"إذاً يتحتَّم علينا أن نفرح بالتأديب لأنه علامة بنوة قانونية "
ألا يحتاج الطبيب الذي يعالج المريض أن يفتح الجلد بالمشرط أو يستخدم الكي ليستأصل الألم ؟ إنك لا تعارض الطبيب الذي يفعل هذا . بل تكافئه بمنحه هدية . اللـه الطبيب السمائي بمشاعره الأبوية لديه الرغبة الأكيدة لمساعدة الذين خلصهم من الموت . لهذا السبب يرسل لنا ضيقات وقتية حتى يحررنا من الموت الأبدي .
القديس يوحنا ذهبي الفم