تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > الكتاب المقدس > تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد

تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد كل ما يخص الكتاب المقدس من تفاسير فى العهد الجديد

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


متى 26يوم الخميس من أحداث أسبوع الآلام: 4- يسوع المسيح في بستان جسثيماني

يسوع المسيح في جثسيماني (مت30:26، 36-46+ مر26:14، 32-42+ لو39:22-46+ يو1:18) (مت30:26، 36-46) الآيات (30، 36): "ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون. حينئذ جاء معهم يسوع إلي ضيعة يقال لها

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
Bible
ارثوذكسي مكافح
Bible غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 132359
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 108
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : Bible is on a distinguished road
افتراضي متى 26يوم الخميس من أحداث أسبوع الآلام: 4- يسوع المسيح في بستان جسثيماني

كُتب : [ 10-26-2011 - 04:52 PM ]


يسوع المسيح في جثسيماني (مت30:26، 36-46+ مر26:14، 32-42+ لو39:22-46+ يو1:18)

(مت30:26، 36-46)
الآيات (30، 36): "ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون. حينئذ جاء معهم يسوع إلي ضيعة يقال لها جثسيماني فقال للتلاميذ اجلسوا ههنا حتى امضي واصلي هناك."
سبحوا= كان اليهود معتادين أن يسبحوا بالمزمورين (115، 116) في نهاية أكلهم الفصح وهنا هم قدموا تسابيح بعد تناولهم سر الشكر. وهذا ما تعمله الكنيسة أثناء التوزيع أنها تسبح بالمزمور (150).
جثسيماني= كلمة آرامية تعني معصرة زيت، وهي كانت في بستان للزيتون علي جبل الزيتون، وغالباً كان يملكه مارمرقس. وكان هذا البستان مفضلاً عند الرب يسوع ليجتمع فيه مع تلاميذه للصلاة والتعليم. ولقد أتى السيد مع تلاميذه إلى هذا المكان كمن يدخل بإرادته إلى المعصرة، ولقد رآه إشعياء بروح النبوة يجتاز المعصرة الحقة (أش1:63-3). رآه إشعياء يجتاز المعصرة وحده. وإن كان يسوع يصلي في ضيقته فكم بالأولى نحتاج نحن إلى الصلاة في ضيقاتنا فيسندنا الله.

الآيات (37، 38): "ثم اخذ معه بطرس وابني زبدي وأبتدأ يحزن ويكتئب. فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت امكثوا ههنا واسهروا معي."
بطرس وإبني زبدي= هم رأوه أيضاً في حالة التجلي، فمن رأى التجلي يكون مستعداً أن يعاين الآلام دون أن يشك. يحزن ويكتئب= ليس خوفاً من الآلام الجسدية وإنما لأجل ثقل الخطية التي لا يقبلها ولا يطيقها، والموت الذي كان مقبلا عليه وهو ضد طبيعته، فهو الحياة، وخيانة البشر وكراهيتهم له وهذا ضد طبيعته فهو المحبة. ولكنه أتى ليحمل خطايانا ويميتها بموته. نفسي حزينة جداً حتى الموت= هو كإنسان كاد يموت لو لم يلقي معونة جسدية ليحتفظ بحياته لذا ظهر له ملاك يقويه. ونرى أن تلاميذه لم يستطيعوا حتى أن يشاركوه في أحزانه وصلاته بل ناموا.. حقاً لقد جاز المعصرة وحده. وشدة الحزن قد تؤدي للموت فعلاً.

آية (39): "ثم تقدم قليلاً وخر على وجهه وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت."
إن إرادة الآب وإرادة الإبن واحدة فهما روح واحد، ولكنه جاء نيابة عنا نحن الذين رفضنا إرادة الله فخضع للصليب بسرور من أجل الطاعة للآب. وفي نفس الوقت كان المسيح يريد ذلك. ونرى في كلام المسيح أنه يعلن إرادة الآب المحب (يو16:3). لماذا طلب المسيح أن تعبر عنه الكأس [1] هل خاف؟ [2] هل هو لا يعلم أنه سيقوم؟ [3] هل إرادته غير الآب؟
1) لقد سلَّم المسيح نفسه بإرادته، فهو كان يمكنه الهرب وقت أن سقط الجند عند قوله أنا هو (يو6:18)، بل هو كان في إمكانه أن يؤذيهم كما سبق وفعل بشجرة التين بل هو قال لتلاميذه "قد إقترب الذي يسلمني" فلو أراد الهرب لهرب. وكان يمكنه أن يجتاز كما إجتاز من قبل دون أن يمسه أحد (لو29:4، 30+ لو53:22+ يو10:10+ في6:2-8+ يو17:10+ يو1:17+ مت21:16-23+ مت46:21+ يو44:7+ يو59:8) بل هو ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم حين تمت الأيام لإرتفاعه (لو51:9). من هنا نفهم أنه لم يخاف الموت. وهناك من يسأل لماذا ذهب إلى بستان جثسيماني في جبل الزيتون ألا يعتبر هذا هروباً؟ والإجابة أن اليهود كانوا لا يريدون إلقاء الأيدي عليه وسط المدينة حتى لا يحدث شغب كثير بسببه. والدليل أن يهوذا كان يريد أن يسلمه خارجاً عن الجمع، والمسيح كان يعلم أن يهوذا كان عارفاً بأنه يذهب إلى بستان جثسيماني (يو2:18). ولو حدث قتل وشغب لكان هذا دليلاً لليهود أن بسببه صار شغب وقتل وبالتالي فهو يستحق الموت، وتكون حجتهم أنهم قتلوه ليمنعوا الشغب. وهو ذهب للبرية أيضاً ليعطي فرصة لتلاميذه أن يهربوا بعد إلقاء القبض عليه (يو8:18، 9). فكان التلاميذ في ضعفهم سينكرون الإيمان كلهم كما فعل بطرس، فضلاً عن أن السيد كان قد إعتاد أن يصلي في البرية وهو لم يرد أن يصلي في العلية فيسمعونه، أي تلاميذه. ولو حدث القبض عليه في المدينة فسيدافع عنه أحباؤه، وهو لا يريد لأحد أن يدافع عنه. فهو يسلم نفسه بإرادته ولا يريد كرامة بشرية من أحد، كما أنه لا يريد أن يُقتل أحد بسببه.
2) هو أعلم تلاميذه بقيامته (مت21:16)، بل كان يعلم كل شئ، وعلم أن بطرس سينكره 3مرّات، وعرف أن بطرس يصطاد سمكة بها استاراً (مت27:17) وهو علم حال السامرية وكان يعلم ضمائر الناس وتنبأ بما سيحدث لأورشليم وأعظم شيء في هذا المقال قوله ليس أحد يعرف الآب إلاّ الإبن (مت27:11). إذاً هو كان عارفاً بما سيحدث له، فلماذا إذاً صلّى لتعبر عنه هذه الكأس؟ هو بهذا أظهر أنه إنسان كامل يضطرب ويحزن، كما كان يجوع ويعطش.. وهو بسماحه أظهر إضطرابه لنعرف إنسانيته ثم أظهر شجاعته بعد ذلك مع الجند. وكان إظهار إضطرابه ليستدرج الشيطان ليقترب منه فيغلبه الرب، فهو كان يخفي عن إبليس تدبيره. وهو صلَّى هكذا لنتعلم أن نصلي "لتكن مشيئتك".
3) السيد قال أنا والآب واحد (يو30:10) وكل ما للآب هو لي (يو15:16). فإذا كانا واحدا في الذات فهما واحداً في المشيئات. والمشيئة الإلهية إتحدت أيضا بالمشيئة الإنسانية حين إتحد اللاهوت بالناسوت. وحتى قوله ما جئت لأصنع مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني (يو19:5،38:6) لا يعني وجود مشيئتان بل أن الجسد في ضعفه العادي يريد شيئاً ولكن المسيح لا ينفذه، لأن مشيئته هي أن يصنع مشيئة الآب. بل حتى القديسين صار لهم نفس الوضع فهم لا يصنعون سوى مشيئة الله ولا يستجيبون لنداءات الجسد. فكم بالأكثر من إتحد لاهوته بناسوته. لكل هذا نرى أنه أطاع حتى الموت موت الصليب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). أي إنسان منا إذا علم أن هناك ضيقة تنتظره من المؤكد سيضطرب ويتمنى ألا تحدث، ويصلي. وبعد فترة من الصلاة يقنعه الروح القدس بأن يسلم الأمور لله، فيقول "لتكن مشيئتك" والمسيح لأن إنسانيته كانت كاملة إضطرب إذ أتت الساعة بينما هو كان يعرفها. وصلى. ولكن لم يأخذ الأمر معه وقتاً ما بين "إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس" وبين "ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" لقد أختزل الوقت إلى لا شئ. فإرادته هي إرادة الآب هي الإرادة الإلهية التي فيه.
4) يضاف لذلك تشوق السيد لهذه اللحظة التي يفدي فيها البشرية بدليل قوله "قوموا ننطلق من ههنا" أي لماذا أنا مازلت بعيداً عن بستان جثسيماني حيث يُلقى القبض عليّ. وهذا تنبأ عنه إشعياء "ليس لي غيظ. ليت عليّ الشوك.." (4:27، 5).

26يوم الخميس أحداث أسبوع الآلام: divider-3.jpg
قصص حزن المسيح تختلف من إنجيل لآخر فلماذا؟

لقد أخبر كل واحد من الإنجيليين بحال من أحواله، وبعضهم إشترك في بعض الأخبار. وعموماً هم إقتسموا الأخبار ومن هنا نرى تكامل الأربعة أناجيل.
26يوم الخميس أحداث أسبوع الآلام: divider-3.jpg
لماذا كانت آلام المسيح رهيبة؟

كانت أحزان المسيح لا تحتمل، فأضف لآلام الجسد آلام النفس أيضاً، فهو تألَّم بسبب خيانة يهوذا تلميذه وهروب باقي تلاميذه وصراخ الجموع ضده وهو الذي كان يجول يصنع خيراً،وهذا يضاد طبيعته التي هي المحبة. وحزين لهلاك اليهود الذين أتى لخلاصهم. وهو كان عالماً بكل الآلام والإهانات التي ستقع عليه. ونضيف لهذا أن المسيح كان سيحمل خطايا البشر، وهذا ما فاق إحتماله لقداسته المطلقة، وكان سيتذوق الموت وهو الحياة نفسها، بل كان يعلم أن الآب القدوس سيحجب وجهه عنه حينما يحمل خطايا البشر، وهذه النقطة بالذات يصعب علينا أن نتصورها لأننا لا نعلم حقيقة العلاقة بين الآب والإبن. والمسيح أراد إظهار ضعفه وحزنه وإضطرابه ليطمع فيه الشيطان ويظن أنه قادر أن يغلبه، فيغلبه المسيح. وأيضاً كونه أظهر ضعفه فقد أظهر إنسانيته الكاملة. هو بالضعف هزم قوة الشيطان وبالموت داس الموت.
26يوم الخميس أحداث أسبوع الآلام: divider-3.jpg
لماذا صلّى المسيح 3 مرّات أو لماذا أيقظ السيد تلاميذه 3 مرّات؟

هذا فيه إشارة إلى رقم (3) رقم القيامة وهذا ما قاله بولس الرسول (رو11:13-14 + أف14:5) وكان المسيح يصلي ليعلم تلاميذه أن يصلوا عند أي تجربة، وهو كان يطلب منهم الصلاة في هذه الساعة بالذات والتي إقترب فيها إلقاء القبض عليه حتى لا يقل إيمانهم فيه ويضربهم إبليس بالشك. والسيد كما علّم تلاميذه التواضع بأن غسل أرجلهم علمهم الصلاة في الضيقات في هذه الليلة. وكما علمهم أن يصلوا منفردين، إنفرد عنهم ليصلي، ولكنه لم يبتعد كثيراً ليتعلموا طريقة الصلاة. وهم أخذ (3) تلاميذ فشهادة الثلاثة قانونية. وهم كانوا أقرب التلاميذ لنقاوتهم ومحبتهم الكاملة. وهو أرادهم أن يشهدوا حزنه على العالم الذي فسد وإسرائيل إبنه البكر الذي رفضه، وأن آلامه كانت حقيقية. ويشهدوا بهذا أمام العالم فيكره الناس الخطية التي سببت كل هذا للرب.

آية (41): "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف."
لاحظ كلمات التشجيع الروح نشيط والجسد ضعيف= أي أن السيد يعطيهم عذراً في نومهم، أن جسدهم ضعيف، لكن روحهم نشيطة.

آية (45): "ثم جاء إلى تلاميذه وقال لهم ناموا الآن واستريحوا هوذا الساعة قد اقتربت وابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة."
ناموا الآن وإستريحوا= هو توبيخ لطيف المقصود به ناموا الآن إن إستطعتم فلقد أتت الساعة التي تتفرقون فيها. والسيد يعاتبهم فهم لم يفهموا قوله إسهروا لذلك قال لهم ناموا. وربما قصد أنه غير محتاج إليهم في الأمور التالية التي ينبغي أن يحتملها وحده.

آية (46): "قوموا ننطلق هوذا الذي يسلمني قد اقترب."
هنا نرى السيد هو الذي يذهب ليقابل يهوذا= قوموا ننطلق. وهذا يثبت أنه سلم نفسه بإرادته.
- المسيح حمل كل خطايا البشر في جسده ليموت بها ليلغيها بقوة قيامته وقدوسيته.

(مر26:14، 32-42)
آية (26): "ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون."
بعد أن قدّم السيد جسده ودمه ذبيحة حب سبح مع تلاميذه، ربما تسابيح الفصح المفرحة، معلناً أن العلية قد إمتلأت فرحاً وحمداً لله. ولماذا أخذ السيد تلاميذه إلى جبل الزيتون؟
1- ليشاركوه حزنه وبكائه على أورشليم، وليعلموا كم قدم لأجلهم.
2- هو ذهب ليصلي، ليدخل في لقاء مع الآب يتسلم فيه كأس الصليب من يديه مع مرارته الشديدة، وكأن السيد يريد أن يعلم تلاميذه أن يتقبلوا من الآب أي شيء حتى الصليب المر الذي يسمح به، هنا يعلمهم حياة التسليم الكامل.
3- هو صعد أيضاً على جبل الزيتون، والزيتون بما فيه من زيت يشير لعمل الروح القدس فهم لن يستطيعوا تقبل الألم من يدي الآب ولا مشاركة المسيح أحزانه إلاّ بمعونة الروح. والسيد كان يعدهم أيضاً لحمل الصليب والآلام، فإن كانوا قد فعلوا هذا بالرب فلسوف يفعلون بهم هكذا. لكن هناك تعزيات سمائية تساندهم.
4- أخذ معه تلاميذه الذين رأوا التجلي، فإذا رأوه يحزن ويكتئب ودموعه تتقاطر يدركوا تأنسه ودخوله تحت الآلام دون أن يتعثروا، فقد رأوه في تجليه ومجده.
5- إن كان آدم قد خالف الله في بستان ففقدت البشرية سر حياتها وبهجتها وسلامها خلال عصيانه، ففي بستان جثسيماني دخل آدم الأخير كما إلى معصرة يعتصر فيها بالألم ليرد بطاعته للآب ما فقدته البشرية.

آية (34): "فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت امكثوا هنا واسهروا."
أحزان يسوع هنا ليست بسبب الموت الجسدي والآلام النفسية وإلاّ لكان كثير من الشهداء قد أظهروا شجاعة أكثر من المسيح. ولكن أحزان المسيح الجسدية والنفسية يضاف لها أحزانه الروحية لإحتجاب وجه الآب عنه كحامل خطايا وهو الذي بلا خطية. أحزانه لن نفهمها ولن ندركها ولن يدركها سواه. وإذا كان المسيح قد صلَّى للآب لتصير إرادته خاضعة فعلينا أن نصلي نحن أيضاً قائلين لتكن إرادتك، فهو ذهب للصليب منتصراً إذ سلم إرادته للآب، وهكذا كل من يسلم إرادته للآب ينتصر. ومن يريد أن تثبت إرادته هو لا إرادة الله ينهزم. وإسهروا= ليكونوا مستعدين للهروب إذ يأتي الجند للقبض على يسوع.

آية (36): "وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك فاجز عني هذه الكأس ولكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت."
آبّا الآب= هو تعبير يعني "يا أبويا الآب" وإستخدمه بولس الرسول (رو15:8+غل6:4)
(لو39:22-46)
دخل المسيح إلى البستان في هذه المرة الأخيرة كما إلى هيكله المقدس ليترك ثمانية من تلاميذه في الدار الخارجية، ويدخل بثلاثة منهم إلى القدس، وأخيراً ينطلق بمفرده ليجثو في قدس الأقداس كرئيس كهنة أعظم يقدم ذبيحة فريدة عن العالم، يقدم حياته مبذولة طاعة للآب وحباً للبشرية وكل منّا يستطيع أن يدخل معه وبه إلى جثسيماني وندخل إلى معصرة الألم، كل بحسب قامته الروحية إمّا مع الثمانية أو مع الثلاثة، أمّا العمل الكفاري فللمسيح وحده، هو إختصاصه وحده. وعلينا أن نعرف أن كل البركات التي أخذناها تُثير حسد الشياطين فيثيروا ضدنا التجارب وعلينا أن نصلي لنغلب.


آية (40): "ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة."
صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة= بعد كل مرة نتناول فيها علينا أن نصلي ولا ننام لكي ننال النصرة والغلبة أن هجمات العدو لابد وستأتي. المسيح كان يريد لتلاميذه أن يكونوا في حالة صلاة حين تأتي التجربة ويصل يهوذا والرجال فلا يضعفوا ويخوروا. وهذا معنى وصية المسيح وبولس الرسول أن نصلي بلا إنقطاع ولأنهم لم يصلوا فبطرس أنكر إذ أتت التجربة وباقي التلاميذ هربوا.

آية (41): "وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى."
وجثا على ركبتيه= دليل ناسوتيته. وهو جثا وحده دون التلاميذ. فالتلاميذ لم يكن لهم أن يشاركوه هذه اللحظات التي حمل فيها ضعفنا وشفع بدمه عنا لدى الآب. كان عمله فريداً في نوعه.

آية (42): "قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك."
لتكن لا إرادتي بل إرادتك= السيد صحح وضع البشر بالنسبة للآب، فآدم وبنيه عصوا وبحثوا عن إرادتهم (الأنا) وليس ما يريده الله. وجاء السيد المسيح ليقدم الطاعة والخضوع كنائب عنا، مع أن إرادته واحدة مع أبيه. لقد كان السيد يمكنه أن يحضر جيوش الملائكة لتمنع عنه هذه الكأس، ولكنه هو أرادها، فهو أراد أن يشرب الكأس التي أراد له الآب أن يشربها ويقدمها له. بهذا يقدم نفسه مثالاً لشرب كأس الآلام بصبر. قدّم نفسه مثالاً بالعمل لا بالكلام.

آية (43): "وظهر له ملاك من السماء يقويه."
ظهر له ملاك من السماء يقويه كانت هناك ملائكة تسبح يوم الميلاد، وبشروا الرعاة، وتقدموا لخدمة السيد بعد التجربة من إبليس (مت11:4). وملائكة بشرت النسوة بعد القيامة، وملائكة تراءت للتلاميذ بعد الصعود. وهذا ما دفع البعض أن يتصور أن هناك ملائكة قد تعينوا لخدمة السيد وقت تجسده، فإذا كانت الملائكة تخدم البشر أفلا تخدم ملك الملوك (عب14:1). وهكذا كل من يصلي يجد معونة من السماء فالملائكة تخدم البشر في محبة. ويقال أن الملاك الذي ظهر للمسيح كان يقول له "لك القوة يا رب،لك المجد، لك العزة" وهذا ما تسبح به الكنيسة في أسبوع الآلام.
وربما أن الملاك حين رأى السيد في آلامه في البستان تقدم ليقويه، كما حاول بطرس أن يضرب عبد رئيس الكهنة ليساعد المسيح، ولكن غالباً فالمسيح لم يكن محتاج لمعونة الملاك وبالتأكيد لم يكن محتاج لسيف بطرس. وكأن الملاك الذي أتى للسيد ليقويه أراد أن يقول له، حتى وإن قام عليك البشر ولم يعرفوك فنحن نعرفك من أنت، نحن نحبك حتى وإن لم يحبوك، نعرف عظمة مجدك وإن لم يعرفها البشر.

آية (44): "وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض."
صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض= هذه الظاهرة ظاهرة نادرة تسمى HEAMATIDROSIS. لأنه في الأحوال العادية حين يزداد الألم بالإنسان حتى لا يستطيع أن يتحمل، ففي هذه الحالة غالباً ما يفقد الإنسان وعيه، ولكن إذا لم يحدث هذا فإن الشعيرات الدموية المحيطة بالغدد العرقية يزداد الضغط عليها فتنفجر وينضح الدم من البشرة مختلطاً بالعرق. وهذا لا يحدث من جبهة الإنسان فقط بل من الجسم كله، ويكون نتيجة ذلك أن يتسمم جسم الإنسان. ولأنها ظاهرة طبية فقد لفتت أنظار لوقا الطبيب. ونزل الدم على الأرض، وهذه أول مرة يسفك فيها دم المخلص لأجلنا. وتلطخت ثيابه بالدم. ولوقا يحدد هذه الحالة بقوله وإذ كان في جهاد= فقد دخل السيد المسيح في صراع حقيقي، حتى سال دمه وصار هابيل الجديد الذي تتقبل الأرض دمه طالباً النعمة لكل مؤمن. وبينما كان السيد في هذا الجهاد كان تلاميذه نائمون ويهوذا والكهنة يتآمرون.
قطرات دم نازلة على الارض = لتعطى حياة للبشر الذين على الأرض، فالدم حياة. ولأن دم المسيح يعطى حياة فهو يتكلم أفضل من هابيل (عب 12: 24). ولاحظ ما قيل عن جهاد المسيح والكأس التي شربها (عب 5: 7).

(يو1:18)
آية (1): "قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه."
خرج= هذه لا تفيد العلية، فالسيد وتلاميذه سبق وتركوا العلية التي كانوا مجتمعين فيها (راجع يو31:14) "قوموا ننطلق من ههنا" كإفادة للخروج من العلية. وغالباً ذهبوا للهيكل. أمّا قول الكتاب هنا خرج فهي تفيد خروجهم من الهيكل إلى عبر وادي قدرون إلى جبل الزيتون. خصوصاً إن وادي قدرون يفصل الهيكل عن جبل الزيتون الملئ بأشجار الزيتون. وبذلك تكون صلاة المسيح الشفاعية الختامية قد حدثت في الهيكل.
قدرون= هو نهير يجف صيفاً فيترك قاعه جافاً كالوادي ليَمُرْ المارة فوقه، وفي الشتاء يمتلئ من المطر. وهذا المشهد الحزين لخروج المسيح إلى جبل الزيتون هو مشهد مكرر لخروج الملك داود حزيناً هارباً من إبنه إبشالوم بمشورة أخيتوفل. وإسرائيل هي إبن الله البكر وأخيتوفل رمز ليهوذا وكلاهما إنتحر (2صم23:15، 30).


رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
26يوم, بستان, الخميس, الآلام:, المسيح, جسثيماني, أحداث, أسبوع, متى, من, يسوع, في

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاضرات تبسيط الايمان للانبا بيشوى marina shohdy دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 3 09-17-2015 03:40 PM
الرؤيا 1 - تفسير سفر الرؤيا أبونا أنطونيوس فكرى patrick b تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 10-01-2012 06:38 PM
مرقس 2 - تفسير إنجيل مرقس الآيات (23-28): في كتاب إنجيل متى (مت1:12-8) Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 11-01-2011 02:10 PM
موسوعة 1000 سؤال اجاب عنه قداسة البابا شنودة فى المحاصرات الاسبوعية Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 0 08-13-2009 08:00 AM
تفسير بعض الايات الصعبه فى انجيل متى (منقول) وردة حزينة تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 08-10-2008 09:45 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 12:59 PM.