[aymonded]

القديس الأبَّا إيسيذوروس البيليوزومي الكاهن المكرم

ولد القديس إيسيذوروس في مصر ، في الإسكندرية . وبينما كان ما يزال في شبابه ، غادر المدينة إلى الدير قرب بيليوزيوم ، وصار فيما بعد أباً وكاهناً للدير .

ويُسميه القديس ساويرس الأنطاكي : [ الكاهن المكرم القديس إيسيذوروس ، مذبح المسيح ، إناء خدمة الكنائس ، كنز الكتاب المقدس ]
وتُسميه أقوال الآباء Apophthegmata Patrum [ الأبــــــَّا القديس إيسيذوروس البيليوزومي ] . وعادة يُطلق هذا اللقب " أبَا " Abbasعلى أب الدير أو أب البرية أو أب الرهبان ( وكما شرحنا سابقاً في كلمة أنبَّا في قسم الطقس الكنسي على صفحات المنتدى - للدخول على هذا الشرح أضغط هنــــــا ) . كما ظهر هذا اللقب أول ما ظهر في العمل الأدبي الذي قام به روستيكوس الشماس الروماني في اختيار وتجميع 94 رسالة من رسائل القديس إيسيذوروس وترجمها إلى اللاتينية وألحقها بأعمال المجمع المسكوني الثالث ( مجمع أفسس ) . وفي هذا المجلد ذُكر اسم القديس إيسيذوروس ملقباً باللاتينية بكلمة " مُعلم الكنيسة " doctor ecclesiae و " أبا الدير بيليوزيوم abbas monasterii circa pelusium "

ويُرجح أن عائلته كانت من نسب شريف . أما قراءاته فتُظهر سعة إطلاعه على شعراء اليونان والمؤرخين والخطباء والفلاسفة ، مما يشهد للتربية الإسكندرية المعروفة في ذلك الوقت . وقد أحس بالتأثير العظيم الذي أحدثته الرهبنة المصرية ، والتي شجعها عُزلة القديس أثناسيوس الرسولي في نفيه الثالث ، واضطهاد كبار المتوحدين القديسين بعد نياحته ، والتي كان لها التأثير العميق على القديس أغسطينوس قبل توبته ( كما ورد في اعترافاته – أنظر كتاب اعترافات القديس أغسطينوس بقلمه الشخصي )

وقد قرر القديس إيسيذوروس أن يتبنى الرهبنة الكينوبية ( رهبنة الشركة ) كما نظمها القديس باخوميوس في طبانسين . وقد اختار بيليوزيوم وهي مدينة على الحدود عند مصب النيل ، ويصفها القديس جيروم بأنها " ميناء آمن جداً " و " مركز لكل الأعمال المتصلة بالبحر " ، ولكن أهلها قديماً ضُرب بهم المثل في تبلد الحس . وقد رسمه أسقفها أمونيوس قساً . وصار القديس إيسيذوروس راهباً ملتزماً في تكريسه ، وكان يؤمن بأن الحياة الرهبانية هي [ إقتداء بوصايا المسيح ] ( الرسائل 1: 278 ) ، وقد تنيح ما بين عام 435 وعام 450 م كما يُقرر ذلك المؤرخ تلمونت ( Tillem. XV. 116 )

ومن سمات هذا القديس العظيم الذي يحمل في قلبه كل السمات الرسولية حافظاً التعليم ، كان له جرأة عظيمة ورسائل في منتهى العمق والقوة وقد امتد تأثيره لأبعد ما يكون مع أنه لم يكن قد غادر قلايته قط في ديره في بيليوزيوم . ورسائله الألفان تشهد على ذلك ، والباحث فيها يقف أمامها مذهولا من حريته وجرأته متعجباً من أحكامه الصائبة ، وقد وبخ الكثيرين من الأساقفة والكهنة والشمامسة لأجل استقامة السيرة وحفظ التقوى ، ولنا أن نقتطف جزء من هذا الزخم الأصيل الذي له ونصغي إليه وهو يتكلم عن الأذى الذي يحدث للجدل المسيحي من سوء تصرف المسيحيين المجادلين قائلاً :
[ إن كنا نغلب الهراطقة والوثنيين واليهود بتعاليمنا الصحيح ، فنحن ملتزمون أيضاً بأن نغلبهم بسلوكنا ، لئلا إذا غلبناهم في المعركة الأولى فسيغلبوننا في المعركة الثانية ، ثم إذ يرفضون ديانتنا يدينوننا في سلوك حياتنا ]

ونختم هذه السيرة العطرة التي ستظل نبراساً لنا ومصباح مضيء في كل العصور ، بقول اللاهوتيين عنه :
[ إن صورة المطَوَّب القديس إيسيذوروس جد مؤثرة . لقد كان مُعلماً قبل أي شيء وقد شهد بقوة . لكن قوته كانت بسلطان باطني وليس بسلطة خارجية ]

___________
أنظر :
Georges Florovsky, the Byzantine Ascetic and Spiritual Fathers, Vol. 10, p. 1943
دراسات في آباء الكنيسة إعداد أحد رهبان برية القديس مقاريوس – الطبعة الثانية 2000 من ص566 - 573

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: سير القديسين

[magdy totti]

بركة صلوات القديس العظيم
القديس الأبَّا إيسيذوروس البيليوزومي
تكون معنا امين
ميرسى ا / ايمن على السيرة العطرة

[aymonded]

فرح الله قلبك وقلب الجميع بسير القديسين والآباء القديسين
لتتعطر حياتنا بالعطر السمـاوي الحلو وبعطر كل فضيلة
النعمة معك يا أجمل أخ رائع أحبه من قلبي