تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



القصص النصية هنا هتلاقى قصص جميلة نصية وممكن تكون مواضيع حلوة ونتعلم منها الكثير والكثير


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 11 )
mmg
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 14620
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : Ismailia
عدد المشاركات : 2,354
عدد النقاط : 13

mmg غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 04:39 PM ]


القصص جميل جدااااااا
ربنا يعوضك على المجهود الجبار ده


رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 12 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 09:28 PM ]


ميرسى مينا على ردك
ميرسى نمنمة

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 13 )
nona queen
ارثوذكسي برونزى
رقم العضوية : 42730
تاريخ التسجيل : Dec 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3,068
عدد النقاط : 29

nona queen غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 09:34 PM ]


ايه الجمال ده يا نهى
بجد القسم اتطور ونور فعلا باشرافك الجميل
ربنا يوفقك كمان وكمان يا قلبى وفى تقدم مستمر


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 14 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 09:34 PM ]


تحت المطر الغزير!


في حوالي السادسة والنصف بعد الظهر قلت لأبى الأسقف: هيا بنا إلى العربة لنذهب إلى دار رئيس الأساقفة الكاثوليكي لأن موعدنا معه هو الساعة السابعة مساءً، والمطر شديد للغاية، فسنضطر إلى السير بالعربة ببطء.
حاول أبى الأسقف أن يتأخر قائلاً: "ماذا يحدث لو تأخرنا ربع ساعة أو نصف ساعة؟"
قلت له: "لم أعتد على ذلك، فإن كنت غير مستعد فإني أذهب واعتذر له".
أخيرًا ركب معي السيارة وفى تمام الساعة السابعة كنا عند مدخل دار رئيس الأساقفة وإذ فتح الأسقف باب السيارة وجد رئيس الأساقفة واقفًا أمامه وسط المطر الغزير، فقد ترك قصره وسار في الحديقة ووقف عند مدخلها ينتظرنا!
دُهش الأسقف وقال: "لك حق، كيف كان يمكننا أن نتأخر ورئيس الأساقفة الشيخ واقفًا هكذا تحت المطر الغزير؟"
ليتنا نتعلم أن نحترم اخوتنا فلا نتأخر دقيقة واحدة عن موعدٍ لأحدهم، فإن التأخير هو احتقار لوقت اخوتنا!
كن مثلاً حيًا في دقة المواعيد، فهي علامة النضوج وتقدير قيمة الزمن، واحترام الغير!
يذكرني هذا بقصة رواها لي أحد الآباء بأمريكا: ذهبت مع أثنى عشر شخصًا إلى أحد الأديرة بأمريكا تبلغ مساحته حوالي 1000 فدانًا، مُستغل منه 250 فدانًا فقط.
أدهشني مع اتساع الدير وملحقاته دقة المواعيد فرئيس الدير مع جميع الرهبان يجتمعون سبع مرات كل يوم من الساعة 4.30 صباحًا حتى الساعة 8.15 مساءً للصلوات، بالمزامير يحضر الجميع بدون استثناء ولا يتأخر أحد منهم دقيقة واحدة.
يلتزم رئيس الدير مثله مثل راهب مبتدئ بتنظيف المائدة وخدمة الضيوف في دوره.
تأخرت أنا ومن معي ثلاث دقائق عن موعد الطعام، دُهشنا إذ وجدنا رئيس الدير مع كل الرهبان واقفين حول المائدة ينتظروننا لكي يبدأوا الصلاة... خجلنا من أنفسنا. لقد تعلمت أن أكون متواجدًا قبل الموعد بدقائق احترامًا لنفسي ولهم!



فقيرة غنية!


أذكر وأنا فتى صغير أن سيدة عجوز عاشت تعمل في بيت بمدينة إسنا بصعيد مصر، وقد ناهزت الخمسة والسبعين عامًا من عمرها. لها ابن مُصاب بالفالج (شلل) عاجز عن العمل، متزوج وله عشرة أولاد وبنات.
كثيرون كانوا يشفقون على هذه العجوز من أجل ابنها المريض وأحفادها الذين بلا عائل، فكانوا يقدمون لها بعض العطايا العينية والمالية.
اعتادت أن تسافر أسبوعيًا إلى ابنها بالأقصر لتقدم له احتياجاته واحتياجات أبنائه لتعود غالبًا في نفس اليوم إلى إسنا.
لم أرها قط تطلب إحسانًا من إنسان، لا تغيب عن أي قداس، سواء في يومي الأحد والجمعة أو في وسط الأسبوع. تذهب لتصلي لا لتطلب من الكنيسة معونة.
رقدت هذه السيدة في الرب، وأُقيمت الصلوات الجنائزية في كنيسة السيدة العذراء، التي مع اتساعها كانت مزدحمة بشعب المدينة، خاصة الفقراء والمساكين.
كان الفقراء يبكونها كأمٍ لهم... وإذ تحدث الكاهن مع بعضهم كانت المفاجأة أنه سمعهم يقولون:
إنها أمنا، تقدم لنا مرتبًا شهريًا، وتعطينا من العطايا العينية المقدمة لها ولابنها!" صورة حية للإنسان الغني جدًا باتساع قلبه للفقراء والمحتاجين!
لم تندب حالها من أجل ابنها العاجز عن الحركة وأحفادها العشرة... لكن باهتمامها بالغير كانت أبواب السماء مفتوحة أمامها، لتأخذ وتعطى بسخاء اخوتها الفقراء!
مثل هذه السيدة المملوءة حبًا ستديننا على انغلاق قلوبنا أمام اخوتنا، وعدم مشاركتنا لهم في احتياجاتهم، كما تديننا على قلقنا واضطرابنا بالنسبة للغد بلا سبب حقيقي!
وأنت أيها الفتى، هل لك القلب المتسع بالحب؟ أذكر أن حب العطاء يهبك الشخصية القوية، يفتح أمامك أبواب السماء كما تنفتح أبواب قلوب الكل لك!
حين تمد يدك للعطاء قدم نفسك باذلة، فترى يدّ السيد المسيح ممتدة لتتقبل العطية ذبيحة حب مقبولة ومرضية أمامه.
إذ تمتد يدي بالحب للعطاء،
أرى يدك الإلهية تُبسط لتحمل تقدمتي!
تعطيني سكناك أيها الحب الحقيقي،
يا من تسكن في القلوب المُحِبة.
تعطيني فرحًا وسلامًا فائقًا‍!
تهبني مائة ضعف في هذا العالم،
ونصيبًا في الأحضان الإلهية الأبدية.



هل هو صوتها؟!


روى لنا أبونا ميخائيل إبراهيم، نيَّح اللَّه نفسه، هذه القصة التي حدثت معه. جاءه الزوج الشاب يشتكي زوجته، قائلاً: "إنها تسبّني بألفاظ صعبة وقاسية بلا سبب"، ثم بدأ الزوج ينطق ببعض كلمات السبّ، وأبونا يسمع إليه حتى انتهى الزوج من حديثه دون تعليق من جهة أبينا.
سأله الأب الكاهن: "هل متأكد أن هذه الكلمات صدرت عن زوجتك؟"
- نعم، فأنا لا أكذب.
- هل هو صوتها؟
- إنه صوتها!
- هل أنت متأكد؟
إنها زوجتي، عشت معها كل هذه السنوات، وهي التي تسبّني.
ابتسم أبونا ميخائيل وهو يقول:
"إنها ليست زوجتك،
عدو الخير يتكلم على فمها لكي يحطم بيتكما.
هي صالحة،
لكن الشيطان يريد أن يهلكها ويهلكك.
ارجع إلى زوجتك ولاطفها".
عاد الزوج إلى بيته وصار يُصلي لأجل زوجته ولأجل نفسه، وصار يلاطفها بحبٍ صادقٍ فتحوَّل البيت إلى كنيسة مقدسة مملوءة سلامًا!


ليتك أيها الفتى لا تُعطي لعدو الخير مجالاً للعمل في أُسرتك أو في حياة أصدقائك. إن ثار أحد عليك أو ضايقك انتهر عدو الخير وترفق بالإنسان أخيك فتربح نفسك ونفسه.
الشخص القوى الحي الذي يعالج الأمور من جذورها، فلا يثور على الثائرين، ولا يواجه النار بالنار، بل يطفئها بمياه اللطف الحقيقي.
هب لي شخصية قوية وحكيمة،
فيتسع قلبي بالحب حتى للمقاومين!
وأدرك أن لدينا عدو واحد مشترك: إبليس وجنوده!
لنحب كل إنسانٍ، ولنسند الكل، فنحيا جميعًا بروحٍ واحدٍ!


لأستمع إلى الطرفين!


رأيته يجلس في آخر صف في الكنيسة وقد ظهرت عليه علامات الألم الشديد والمرارة، فناديته لأسأله عن سبب ألمه. أجابني: "إني مُر النفس، سأنتظرك حتى تنتهي من مقابلاتك مع كل الحاضرين لأجلس معك". وبالفعل إذ انتهيت من كل المقابلات جلست معه، فصار يروي لي ما حدث له:
"اليوم، الجمعة، كنت مضطرًا إلى الذهاب إلى العمل لأجل بعض الأمور المتأخرة. قلت لزوجتي سآخذ ابننا معي في العمل وسنعودا في الظهر.
إذ بدأت أعمل تذكرت إنني قد نسيت ورقة معينة بالمنزل، فعدت ومعي ابني. فتحت باب الشقة، ودخلت إلى حجرة النوم، ففوجئت بمنظرٍ غير لائق. لم احتمل منظر زوجتي وهي تخونني على سرير الزوجية.
لم أعرف ماذا أفعل سوى أنني رجعت بظهري وجئت إلى هنا أسأل: ماذا أفعل؟"
قلت له: "لقد سمعت منك، لكنني اعتدت أن استمع إلى الطرفين، ولا أحكم في أمرٍ بسماعي إلى طرفٍ واحدٍ مهما بدا الأمر واضحًا". قال: "لا مانع! لقد كنت أثق في زوجتي، فهي في نظري لن تكذب، وكنت أظنها طاهرة ومخلصة، لن تخونني حتى رأيت بعيني ما لا أصدقه!" صلينا معًا ثم ذهبت معه إلى بيته، وإذ قرع الباب ثم فتحه، وجدت زوجته تبكي بمرارة! قلت لها: "أريد أن أسمع منك فيما يقوله عنكِ". فقد ظننت أنها تبكي بسبب اتهامه إيّاها بالزنا وفضحه إيّاها.
بروح التوبة الصادقة قالت: "كل ما قاله لك حقيقي، فإنه لا يوجد شاهد! لكن ما يشغلني ليس كرامتي أمام الناس، ولا حتى استمرار حياتي الأسرية، وإنما أبديتي التي فقدتها بسبب خطاياي! لا أريد أن أقدم أعذارًا، فإنني في كل الأحوال مخطئة! لا أخشى الطلاق، فأنا مستعدة أن أنطق بالحق أمام المحكمة والكنيسة. إن أراد الطلاق لن أُدافع عن نفسي، بل أساعده على ذلك. إن أراد الزواج فمن حقه ذلك، أما أنا فسأقضي بقية حياتي في دموعي لكي يغفر لي إلهي!"
انهارت السيدة الشابة وهي تبكي بمرارة، ولم يحتمل زوجها منظر توبتها، وقد تأكد من صدق كلماتها فبكى. قال: "لقد ستر اللَّه عليّ في شبابي، ولا يزال يستر عليّ من جهة أفكاري وأحلامي الدنسة، ومن جهة نظراتي الخفية وربما لمساتي، الآن أستر أنا أيضًا عليكِ". قبَّلها الزوج؛ قائلاً لها: "لنبدأ معًا بدأً حسنًا! وليكن مسيحنا في وسطنا، يقدسنا بروحه القدوسّ".
عاش الزوجان إلى سنوات في حياة مقدسة ملتهبة، ولم يجرح أحدهما مشاعر الآخر! هكذا نجح الشاب المتزوج في اقتناء زوجته بالحب الغافر، فعاش معها في التوبة، وملأ الرب حياتهما سلامًا.
لا تتسرع أيها الفتى في الحكم على الآخرين، ولا تغلق باب التوبة أمام أحد، فيفتح اللَّه أبواب مراحمه أمامك! كن صريحًا مع نفسك كهذه الزوجة الشابة، إن سقطت فلا تستر على خطاياك بغلاف الرياء والخداع بل بدم السيد المسيح العامل في حياة الصادقين في توبتهم! سلِّم حياتك في يديّ الروح القدس الذي يبكت على خطية ويرفعك إلى حضن الآب القدوس.

† ! سترت عليَّ ولا تزال تستر، هب لي أن أستر على اخوتي †
بحبك كشفت جراحات اخوتي أمامي،
هب لي أن أضمِّدها، لا أن أُشهِّر بها!
تستر على أفكاري الخفيَّة وأحلام يقظتي وضعفاتي،
هب لي أن أستر على ضعفات اخوتي وسقطاتهم.




يتتتتتتبع

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 15 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 09:37 PM ]


أبونا مينا مات!


وسط حديث المرحوم نظمي بطرس الوديّ معي قال لي: "أتعرف كيف نشأت صداقتي مع قداسة البابا كيرلس السادس؟" قلت له: "لا أعرف!"
قال لي:
"لم أكن أعرفه جيدًا، بل سمعت عنه أقوالاً متضاربة. وإذ رُشح للبطريركية هاجمته بعنفٍ على صفحات جريدة. اُختير للبطريركية، وصار بطريركًا، فذهبت لأهنئه بالبطريركية.
بعد أن هنأته، وقد لاحظت على ملامحه البشاشة، ظننت انه لا يعرف شيئًا عما كتبته عنه في الجريدة. في وسط حديثه اللطيف قال لي وهو مبتسم: (بيقولوا عليَّ كذا) ذاكرًا اتهامي له.
شعرت بالخجل الشديد منه، فقلت له: "حاللني يا سيدنا، فإنني لم أكن أعرفك!" ابتسم قداسة البابا وقال: "أنت لم تهاجمني، أنت هاجمت أبانا مينا المتوحد. أبونا مينا مات! أنا كيرلس أب للكل!"
شعرت بقلبه الكبير المتسع؛ ومنذ هذه اللحظة صرنا أصدقاء، وصارت بيننا محبة كبيرة.
هذه قصة قلب كبير، يعرف كيف يكسب الآخرين بحبه، ويُحول حتى المقاومين إلى أحباء. يعرف أن عظمة الإنسان ليست في مركزه ولا بشعبيته، وإنما باهتمامه بكل أحدٍ ليجعل منه صديقًا شخصيًا له.
لا تقل: إنه بابا وبطريرك، هذا عمله أن يكسب الكل، يقدر أن يسامح! فالقلب الكبير لا يرتبط برتبة كنسية ولا بالسن وإنما باتساعه ليقبل اللَّه فيه.

† ! ليمت قلبي الصغير! †
ليمت قلبي الصغير،
ولأحمل قلبك الكبير!

صار قلبي مقبرة ضيقة للغاية
لا يحتمل مضايقات الناس،
بل وكثيرًا ما يسيء فهمهم!


عوض المقبرة الضيقة هب لي مقدسًا متسعًا،
فتتفتح أبواب الفردوس في داخلي،
وتتحول أعماقي إلى جنتك،
تدخلها وتدخل معك خليقتك.
تستريح فيَّ،
وتستريح خليقتك بعملك في!


تنشغل نفسي بثمر روحك القدوس،
فتأكل وتشبع، وتفيض بالفرح!
لا تبالي بكلمات الغير ولا مضايقاتهم،
بل تدعوهم ليفرحوا معها ويتهللوا بك!




صدقوني: إني أحبه!


منذ سنوات إذ كنت في طريقي إلى القاهرة لتدريس مادة الباترولوجي (أقوال الآباء وكتاباتهم) تعرفت على شخص جلس بجواري في الديزل. روى لي هذا الإنسان الذي يقترب من الستينات هذه القصة:
"أنا أعمل مدير في...، وعلاقتي بكل زملائي والمرؤوسين ممتازة، فنحن نعيش كما في جوّ عائلي.
بدأ رئيسي يضايقني بلا سبب. كان عنيفًا جدًا معي، وكان حتى المرؤوسين لي متضايقين بسبي، إذ تربطني بهم علاقة حب.
بدأ يضغط أكثر فأكثر حتى أحسست أنه لا مفر لي سوى الخروج "على المعاش المبكر" خشية أن أُصاب بأزمة قلبية أو أي مرض خطير بسبب الضغط العصبي.
بدأت الفكرة تسيطر عليَّ، لكنني قررت أن أذهب إلى أبي قير في شقة خاصة بي لأقضي أسبوعين خلوة مع إلهي قبل أخذ القرار النهائي. وبالفعل طلبت أجازة أسبوعين وذهبت بمفردي إلى أبي قير.
كرست هذين الأسبوعين للصلاة، خاصة بالمزامير، وكنت أتمتع بالكتاب المقدس في جوٍ هادئ ممتع. نسيت كل مشاكلي ومتاعبي وطلبت مشورة إلهي. وجاء قراري في العمل مهما فعل! سأحتمله بفرح!
نسيت كل ما فعله بي رئيسي، وانطلقت في أول يوم بعد الأجازة مشتاقًا أن أراه، فقد اتسع قلبي بحبه جدًا.
التقيت بزملائي والمرؤوسين الذين استقبلوني بحرارة كأحد أفراد الأسرة، ثم قالوا لي: "اخبرنا ماذا فعلت برئيسك؟" قلت: "لماذا تسألوني هكذا؟" قالوا: "اليوم جنازته!" بكيت، وشعر الكل إني صادق في حبي له! قلت لهم: "صدقوني: إني أحبه!"
دُهش الجميع كيف أحب من يستخدم كل وسيلة لمضايقتي، ولم يدركوا أن الصلاة تهب الإنسان قلبًا متسعًا بالحب، فلا يضيق لأية مشكلة!

عزيزي الفتى...
يبدو أن كل إنسان في العالم يجتاز ضيقًا، ليس لأن الحياة مؤلمة لكن لأن قلوبنا ضيقة لا تحتمل متاعب الحياة. الحاجة لا إلى أن تزول الضيقات بل أن تتسع قلوبنا جدًا فلا تعاني من ضيقٍ مهما اشتد.
الالتقاء مع اللَّه، الحب كله، يعطي قلبك اتساعًا، فتتهلل نفسك حتى إن مررت بضيقة.
لسنا ننكر واقعية الحياة بآلامها وأتعابها، لكن الصلاة سند لك لتحول دموعك إلى تعزيات سماوية. "عند كثرة همومي في داخلي، تعزياتك تلذذ نفسي".

† ! هل يضيق قلبي بالهموم؟! †
هل يضيق قلبي بالهموم، وأنت ساكن فيَّ؟!
سكناك يحول قلبي إلى سماء،
فلا تستطيع آلام الحياة أن تأسرني،
ولا شرور الناس أن تؤذيني!

التقي بك وأتحدث معك، فيتسع قلبي بحبك.
أحب بالحق حتى مضايقيَّ،
واشتهي بالحق خلاصهم وسلامهم،
فأتلذذ بحياتي مهما اكتنفتها الآلام!

علمني كيف أتحدث معك،
هب لي أن أقتنيك، فأحمل حبًا صادقًا لكل إنسانٍ!





كن الأكبر!


جاءني فتى في الإعدادي يعترف، لكنه عوض أن يعترف عن خطاياه اعترف عن خطايا والده، قائلاً:
"إنني إنسان غضوب بسبب والدي؛
والدي إنسان عصبي وغضوب،
بسببه صار بيتنا جحيمًا لا يُطاق.
هذا ليس رأيي أنا وحدي بل رأى والدتي أيضًا،
فإنه لا يعرف التفاهم معها،
إنما يتصرف بغضبٍ شديدٍ وعنفٍ.
والدتي تذوق المرّ بسببه،
وأختي أيضًا تعانى الكثير بسبب والدي،
حتى أصدقائي يعرفون عن والدي عصبيته الشديدة...
لم يعد لنا من يزورنا بسببه...
فماذا أفعل؟!"
أحسست في داخلي بأن الفتى مسكين، بل والعائلة كلها تحتاج إلى رعاية. بابتسامة قلت للفتى: تُرى من المخطئ والدك أم أنت؟
- والدي طبعًا، فالكل يشهد بذلك!
- هل قمت بمسئوليتك نحو والدك؟
- وما هي مسئوليتي؟
- أما تؤمن أن اللَّه قادر أن يغير طبيعة والدك؟
- أومن!
- هل تصلي من أجل والدك؟ هل تصنع كل يومٍ مطانيات لكي يغير اللَّه طبيعة والدك؟
- لا!
- إذن أنت مقصر في حق والدك!
بمحبة تطلعت إلى الفتى وقلت له: "كن الأكبر... صلِ من أجل والدك، واصنع مطانيات كل صباحٍ من أجله... وعندما تراه في غضبٍ قابل غضبه ببشاشة، واخدمه بمحبةٍ!"
هزَّ الفتى رأسه وبابتسامة وقال: "سأكون أنا الكبير وأنفذ هذه الأمور!"
بعد عدة أسابيع جاءني الفتى وهو متهلل، فسألته عن حياته، أجابني انه يلمس نعمة اللَّه الفائقة في حياته وفي حياة الأسرة كلها! قال لي:
"كل شيء قد تغير،
والدي صار لطيفًا للغاية،
ليس فقط معي، وإنما أيضًا مع والدتي وأختي وأصدقائنا!
لقد عرفت كيف أكون أنا الكبير وأمتص غضبه بمحبة وبشاشة!"
عزيزي الفتى... هذه قصة واقعية تكشف كيف يمكن للفتى أن يكون الأكبر حين يعطي حبًا حتى للوالدين. كما نحتاج نحن إلى حب الوالدين هم في حاجة إلى حبنا! كما هم مسئولون أن يصلوا لأجلنا، ويصنعون مطانيات من أجلنا، نحن أيضًا نحبهم ونصلي لأجلهم ونصنع مطانيات لأجلهم.
سنلتقي يومًا في السماء ويصير الكل أخوة، وتقدر حياة الإنسان ليس حسب عمره الذي عاشه على الأرض، إنما حسب اتساع قلبه، فكثير من الأبناء سيكونون أعظم من والديهم في عينيْ اللَّه وملائكته وقديسيه، ويُحسبون الأكبر بل والأعظم!


† ! لأسمع يا مخلصي صوتك: †
لا تقل إني ولد!
كثيرًا ما استهنت بنفسي، وحسبت نفسي ولدًا صغيرًا، لا أحمل مسئولية قط!

كثيرون أطفال بالجسد لكنهم رجال بالروح!
وكثيرون شيوخ حسب العمر وبلا خبرة في الروح!

لتسكن يا مخلصي في قلبي،
ولتهبه بروحك القدوس الناري الحب.
لن يستريح حتى يرى العالم كله في راحة حقة، مستقرًا فيك!

هب لي قوة فأسجد أمامك كل يوم،
طالبًا تقديس نفسي الضعيفة،
وتقديس نفوس كل أفراد عائلتي،
بل تقديس كل البشرية أسرتي الحقة!
لأمت وليحيا الكل! لأتألم وتستريح كل نفس!
لأحمل العار ويتمجد الجميع!




تحطمت سيارتي وملأني الفرح!


بدأت الزيارة حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل حيث انطلقت مع بعض الأساقفة والكهنة إلى منزل أحد العاملين في بلدٍ أوربي، وكان معنا شاب أعزب يتسم بالبساطة؟
روى لنا الشاب قصة عاشها بنفسه، فقال:
كان لديّ سيارة جديدة، تحطَّمت تمامًا في حادثة، واشتريت السيارة التي استخدمها الآن.
كنت سعيدًا جدًا حينما شاهدتها قد تحطَّمت، لأنني أشعر أني استحق هذا!"
استطرد الشاب البسيط حديثه، قائلاً:
جئت إلى هذه المدينة، وقد وضعت في قلبي ألاّ أتدنس.
بدأت مثل كثير من الشباب القادمين من مصر أعمل في مطعمٍ، لكي أشق طريق حياتي في بلدٍ غريبٍ.
فوجئت برئيستي في العمل تحبني جدًا. حاوَلَت الالتصاق بي بكل وسيلة. صارحتني أنها تفكر في الطلاق من زوجها، وطلبت مني أن أتزوجها، فرفضت تمامًا، وأوضحْت لها أنني لا أقبل هذه العلاقة مطلقًا.
استغلت ظروف غربتي، فكانت تطلب من مدير المطعم أن تأخذني معها لإتمام بعض التزامات خاصة بالمطعم، ظنًا منها أن لقاءنا معًا بمفردنا في السيارة قد يؤثر عليّ.
حاولت بكل الطرق أن تنفرد بي، لكنني كنت جادًا معها في أعماقي الخفية كما في سلوكي.
حاولت أن تقّبلني فكنت أرفض.
وضعت في قلبي ألاّ أخطئ مهما كلفني الأمر. لكن تحت الضغط الشديد وفي ظرف معين استسلمت مرة واحدة إلى لحظات، غير أنني سرعان ما تداركت الأمر، وظهر الحزن عليّ دون أن أمارس الشر بصورته الكاملة. لم احتمل التهاون من جانبي، وشعرت أنني فقدت الكثير... ووقَفَت هي أمامي تتعجّب لما يحدث، كأني إنسان شاذ لا مشاعر له.
صارت خطيتي أمامي، وأدركت أنني استحق تأديبًا إلهيًا حتى تتمرّر الخطية في حياتي، هذه التي استسلمت لها إلى لحظات. قدَّمتُ توبة أمام اللَّه، وأحسست بالندم لا يفارقني.
اعترفت بخطيتي أمام أب اعترافي، ووعدت اللَّه في حضرته ألاّ أبقى في هذا العمل مهما كانت الظروف.
لم تمض أيام كثيرة حتى كنت مع صديق لي نتجه بسيارتي إلى مكان معيّن، وكنّا نستمع إلى بعض أغاني مثيرة عِوض الاستفادة بوقتنا.
في الحال مددت يدي وأخرجت "الكاسيت" ووضعت بدلاً منه "كاسيت" لقداسٍ إلهي.
كنت أستمع إلى تسجيل القداس الإلهي وأنا متهلل جدًا باللَّه، حتى جاء القول: "مستحق وعادل؛ مستحق وعادل..." وإذا برجلٍ مخمورٍ يقفز فجأة نحو العربة، وكان الوقت ليلاً، ونحن في طريق زراعي. حاولت تفاديه ففقدت سيطرتي على عجلة القيادة، وانحرفت السيارة عن الطريق، وسقطت، وانقلبت بنا خمس مرات.
وجدت نفسي مع صديقي خارج السيارة؛ كيف؟ لا أعلم، خاصة وأنني كنت أستخدم حزام السيارة. تطلَّعت إلى صديقي وقلت له وأنا أتأمل السيارة: "أني مسرور للغاية".
تطلًّع إلىّ صديقي إذ حسبني أتحدث في غير وعي نتيجة الصدمة.
أكملت حديثي: "أنا أعلم لماذا سمح اللَّه لي بتحطيم السيارة. أشكره لأجل محبته لي واهتمامه بي". كانت علامات الفرح واضحة عليّ.
جاء رجل الشرطة لمعاينة الحادث، فسألني: "من بداخل السيارة؟" فقد توقّع أن من بداخلها حتمًا قد مات. قلت له: "لا أحد؛ فقد خرجت أنا وصديقي كما ترانا، ليس بنا (خدش) واحد!"
قال رجل الشرطة في دهشةٍ: "مستحيل! كيف خرجتما من السيارة وقد تحطمت تماماً؟!" ثم استطرد حديثه قائلاً: "في الأسبوع الماضي، وفي نفس الموقع انحرفت سيارة، وانقلبت بنفس الكيفية، ومات من كان يقودها!؟"
عُدت إلى منزلي وحسبت نفسي قد ربحت الكثير... لا أدري ما هو هذا الربح، إنما كان قلبي متهللاً، وأعماقي مملوءة فرحًا، مع أنه لم يكن لديّ المبلغ الكافي لشراء سيارة أخرى، ولم يكن التأمين يغطيني.
أكمل الشاب قصته فروى لنا أنه عاد إلى عمله بعد أن قرر أن يُسرع في تركه، ليس خوفًا من أن تحلّ به عقوبة ما - أي تأديب إلهي، أو خسارة مادية تلحق به - وإنما شوقًا نحو خلاص نفسه.
روى لنا كيف لمس يدّ اللَّه تدفعه للترك. فقد جاءته رئيسته التي شعرت بأن كل وسائل اللطف قد فشلت في جذبه إليها، فأرادت أن تستخدم وسائل الضغط والعنف. صارت توبخه وتتهمه علانية أمام زملائه أنه بطيء في عمله. وكان الكل يعلم أن ما تقوله كذب، إذ يشهدون له بنشاطه في العمل، وأنه يمارس عملاً يحتاج للقيام به ثلاثة أشخاص.
لم يعرف زملاؤه سرّ تحوّلها ضدّه، إذ كانوا يعتقدون أنها كانت تلتصق به لأجل اهتمامه بعمله ونشاطه وقدرته.
قال لها: "إن كنتُ بطيئًا في عملي، فأنا أقوم بدور ثلاثة أشخاص، ومحتاج إلى شخصٍ يعمل معي".
أجابت في غضب شديد وبلهجة عنيفة: "إمّا أن تُسرع في عملك أو تستقيل".
هنا شعر كأن صوت اللَّه يحدّثه خلالها. في الحال وبغير تردد قال لها أمام الحاضرين: "الآن أنا مستقيل".
ألقى بما في يده وانطلق ليخرج، فأدركت أنه جادٌ في قراره. حاولت أن تثنيه عن عزمه هي ومن معها. صارت تلاطفه لعلّه يعدل عن قراره، لكنه أصرَّ وخرج، ليس من أجل كرامته، وإنما لأجل أبديته.
لم يمض أسبوع حتى وجد عملاً لم يكن يظن أن يحصل عليه، ولا وجه للمقارنة بينه وبين عمله الأول، من جهة نوع العمل والدخل. لقد شعر أن يدّ اللَّه قد كافأته لأنه اهتم بخلاص نفسه وهو في بلدٍ غريبٍ وتحت ظروفٍ قاسيةٍ، وعلى حساب احتياجاته الضرورية.

اعترف لك بغني حبك الفائق،
وعمل روحك القدوس فيّ.
وبه أنعم ببرك!

من يحملني إلى سمواتك إلا روحك القدوس؟!





رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 16 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 09:39 PM ]


صفعني بالقلم!


بعد نياحة أبينا المحبوب جاءت فتاة تعترف قائلة:
لقد أحببت شابًا غير مسيحي... عشت معه، وكدت أن أفقد إيماني بسببه.
كان أبونا المحبوب بكل حبٍ ولطفٍ يسندني حتى تركت هذه العلاقة ورفضتها من كل قلبي.
بعد نياحته بدأت أحن للخطية، وعدت إلى علاقتي بالشاب.
في المساء ظهر لي أبونا وكان غاضبًا؛ لأول مرة أجده يصفعني على خدّي قائلاً:
ألم أقل لك أُتركي هذا الشاب، ولا تعيشي في الخطية؟!
قمت من نومي نادمة وقررت أنني بنعمة إلهي لن أعود ثانية إلى الخطية!"

أبي الحبيب
قلبك الناري لن ينطفئ!
حبك المتسع لكل نفسٍ يحتضن الكل!
عملك بالرب لن يتوقف قط!




أبونا بيشوي! أبونا بيشوي!




اعتادت إحدى الفتيات في أمريكا الشمالية أن تتصل بأبينا بيشوي كامل أثناء علاجه بلندن تسأل عن صحته. بعد رحيله تعرضت في إحدى شوارع نيوجيرسي لاثنتي عشر طعنة من شابٍ، نُقلت على أثرها إلى المستشفي في حالة خطيرة ميؤوس منها.

إذ كانت فاقدة النطق في غير وعيها كانت تتمتم: "أبونا بيشوي! أبونا بيشوي! (ماتسبنيش!)".

إذ كانت تخدم مع أبينا بيشوي ديمتري بإيست برانزويك اتصل البعض به قائلين: "إنها تطلبك... تعال صلِّ لأجلها"، وبالفعل جاء يسأل عنها، وصلى لأجلها، ورشمها بالزيت المقدس!

إذ عادت إلى وعيها قالت:

"أشكر إلهي الذي لم يتركني،

فقد أرسل لي السيدة العذراء والبابا كيرلس وأبانا بيشوي كامل، صلوا من أجلي.

وإذ تركتني السيدة العذراء وأيضًا البابا كيرلس سألت أبانا بيشوي ألاّ يتركني...

كنت أناديه: "أبونا بيشوي (ماتسبنيش)".

بالفعل بقي معي كل الوقت حتى النهاية!

قال أحد الجراحين الأمريكان:

"لقد قمت بمعالجة الجراحات غير القاضية،

أما الجراحات القاضية الميؤوس منها فلم يكن ممكنًا أن أفعل شيئًا.

شعرت بيدٍ خفية كانت تعمل أثناء العملية!"


† ! صداقات من العالم الآخر! †

نزلت أيها العجيب لتخلصني، وتدخل معي في صداقة فريدة! صرت قريبًا إليً عميقًا في نفسي، أعمق من نفسي!

أراك، وأسمعك، وألمس حبك!

وهبتني صداقات من العالم الآخر! فتحت لي أبواب السماء فأصادق ملائكتك، وأحسب السمائيين أحباءً مخلصين.

فتحت لي باب الفردوس، فأدرك أن الموت لم يحطم حب اخوتي، يصلون عني ويطلبون من أجلي، يشتهون خلاصي،

وينتظرون عبوري إليهم. نعم! عجيبة هي أعمالك معنا!







هدية الفلاح للملك



بينما كان مجموعة من الفلاحين يحرثون الحقل سمعوا اصوات موسيقى من بعيد تطلعوا نحو الصوت فوجدوا الملك وقد ارتدى الثياب الملوكية يحف به اعداد كبيرة من رجال الدولة والحراس وفرقة موسيقى تنشد له اناشيد المديح والعظمة .

ترك الفلاحون المحراث وجروا نحو الملك وحاشيته ، وكانوا فرحين للغاية ، فقد جاء الملك الى قريتهم وها هو بلاقرب من حقلهم لم يعرف الفلاحون كيفيعبرون عن فرحهم وتكريمهم للملك .

اذ اقتربوا الى الملك انطلق احدهم الى مجرى ماء وملاء كفيه ماء ثم تقدم الى الملك وهو متهلل يقول له:" اقبل يا سيدي جلالة الملك هذا الماء هدية مني "

دهش الملك وكل حاشيته لهذا التصرف العجيب تطلع اليه الملك وفي دهشة سأله:" ما هذا يا ابني ؟"

في هدوء شديد قال الفلاح :

سيدي جلالة الملك لقد ملاء الفرح قلبي ....

انني للمرة الاولى اراك ، خاصة وانت فى قريتي ، واقتربت جدا الى حقلي .

اني اشعر بعجز شديد للتعبير عن حبي .

سيدي ماذا اقدم لك وانت الغني والسخي وانا فلاح لا يملك الا القليل ؟

لقد اردت ان اعبر عن محبتي وتقديري لجلالتك ،

فأخذت من هذا المجرى كف ماء اقدمه .

ليس لأحتياجك اليه ، لكن هذا هو كل ما يمكنني ان افعله .

اقبله رمزا لقلب متسع يحمل حبا فائقا لك .

فرح الملك بالفلاح واحتضنه ، ثم تطلع الى رئيس الخزانة وقال له : " اعطه مبلغا كبير من المال ، ما قدمه الفلاح يفوق ما قدمه الكثيرون ."




النجدة ! النجدة

بينما كان تامر يسير في منطقة جبلية انزلقت رجلة فصار يهوي في منحدر خطير ، لكن شجيرة في طريقة أنقذته . أمسك بها وتطلع حوله ليس من طريق يسير فيه . أعلاه منحدر لا يستطيع أن يتسلقه ، ومن أسفل منحدر لعدة ألاف الأمتار . بدأ يصرخ " النجدة ّ! النجدة ! ، لكن أحداً لا يسمع صوته لكي يلقي إليه حبلاً ويسحبه .

صار يصرخ بأعلى صوته يطلب النجدة ، وأخيراً سمع صوتاً رقيقاً يناديه : " تامر . تامر . هل تراني ؟"

- لا من أنت.

- أنا الذي حفظتك كل أيام حياتك .

- أنا في خطر أنقذني .

- لا تخف إني أراك .

- أين أنت؟

- أنا في كل موضع .

- هل أنت هو الله .

- نعم . الق بنفسك في يدي . اترك الشجرة التي قدمتها لك ، فيداي تحملانك .

- إني لا أرى يديك . أريد حبلاً ، أريد أيادي بشرية تحملني .

توقف تامر عن الحديث مع الله وصار يصرخ : النجدة ! النجدة ! لكن لم يوجد من يسمع نداءه !

يا لغباوتي حتى عندما اسمع صوتك لا أستجيب .

أثق في الأذرع البشرية لا الأذرع ألإلهيه .

هب لي بروحك القدوس أن أرتمي في حضنك .

الأسد المريض والتعلب الحكيم

مرض الأسد ملك الوحوش يوماً ما لم يعد قادراً على الخروج من عرينه ، وكان أن يموت جوعاً . بعث الملك رسولاً إلى حيوانات الغابة التي اجتمعت معاً ، وأخبرهم لرسول بأن جلالة الملك الأسد يعلن أسفه عما حدث منه كل أيام حياته حيث افترس حيوانات كثيرة . وأنه قد قرر في مرضه معاهدة صلح مع جميع الحيوانات ، ولا يطلب منهم شيئاً سوى أن يذهب كل يوم واحداً منهم يسأل عن صحته ويؤنسه في مرضه ويخدمه .

فرحت الحيوانات لهذه الاتفاقية الجديدة وقامت بعض الحيوانات بزيارة الملك كل حسب قرعته

ولما جاءت القرعة على الثعلب حمل بعض الهدايا للملك وأنطلق نحو المغارة ، وعند باب المغارة وقف يتأمل في الرمل ثم عاد وترك المكان هارباً .

سألته الحيوانات : إلى أين أنت ذاهب ؟

أجابهم الثعلب الحكيم : نظرت إلى الرمل فوجدت أثار أقدام الحيوانات خارج المغارة ، فعلمت أن المغارة قد تحولت مقبرة لكل الداخلين إليها . إنني أشكر الرمل لأنه أشبه بجواز سفر يسمح بالدخول ولا يسمح بالخروج .

لقد حبست العدو الشرير كما في مغارة ، بصلبيك حطمت إمكانياته .

لا تنفع بآثار أقدم الأخرين .

أفترس الكثيرين ، وحرمهم من الحياه .

لأرجع وأهرب إليك .

أنت ملجأ لي يا غالب كل قوة الظلمة .


الحمار المتمارض

كان الحمار حزيناً على الدوام ومتذمراً ، فإن صاحبه مزارع ، يستيقظ قبل صياح الديك ويأخذ حماره إلى الحقل ، ويضع عليه الكثير من الخضراوات والفواكه، ويذهب إلى سوق الجملة لكي يبيع المزارع محاصيله للتجار .

كان الحمار يعود إلى السوق والظلام لا زال باقياً ، فيعبر في طريقة على الكثير من الحمير ويجدهم لا يزالوا نائمين ، فكان دائم السخط ، حاسباً أن حظه غاية في السوء أن هذا المزارع قد اشتراه ليذله بالعمل الشاق ، ويحرمه من نوم الفجر بينما كل زملائه الحمير يتمتعون بهذا النوم .

لجا الحمار إلى حيلة ، فتظاهر بالمرض والعجز عن العمل ، وأضطر المزارع إلى بيعة فأشتراه دباغ جلود ، فرح الحمار أنه تخلص من المزارع الذي يوقظه قبل صياح الديك ، وبالفعل كان الدباغ يبدأ عملة بعد شروق الشمس ، لكنة كان يضع عليه جلود حيوانات رائحتها كريهة للغاية ، فقد الحمار طعم الحياة بسبب الرائحة الكريهة .

عندئذ أدرك الحمار أن سر تعاسته ليس قلة النوم ولا نوع الأحمال التي توضع عليه ، وإنما قلبه الذي لا يعرف الشكر ولا الرضا .







رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 17 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 09:42 PM ]


النمر الضعيف

أخذ فلاح قطته معه إلى الحقل لكي تصطاد الفئران التي تأكل صغار طيوره وتقرض الذكائب التي بها المحاصيل . بدأت قطته بالعمل حتى صار الحقل نظيفاً من الفئران . شعرت أن الفلاح قد ظلمها ، فأنه لم يقدم لها طعاماً كافياً حتى تبحث عن الفئران لتأكلها .

قررت القطة أن تهرب من الفلاح ، فتركت الحقل وانطلقت إلى الصحراء المجاورة . فجأة وجدت نمراً أمامها فارتعبت جداً .

تطلع لها النمر وفي دهشة قال :

" من أنت ؟ وما أسمك ؟

أراك ابنة عمي .

شكلك يشبهني تماماً لكنك صغيرة الحجم جداً وضعيفة .

ماذا حل بك ؟

بكت القطة وهي تقول :

كنت أود أن أكون مثلك يا أبن العم .

لكنني أعاني الأمرين من الإنسان .

إنه قوي وعنيف .

لقد حطم حريتي ، وأذلني فصرت قليلة الحجم وضعيفة البنية .

إنك ضخم وقوي لأنك حر لم يستعبدك إنسان .

في سخرية قال النمر

" هل يوجد كائن أقوى مني ؟!

ما هو حجم الإنسان ، وما هي إمكانياته ؟!

قالت له القطة : " تعالى معي أيها الأخ نمر لتراه بنفسك" .

ذهب الاثنان معاً إلى الحقل ، وإذا رأي الفلاح استخف به جداً ، وقال له : " قالت لي القطة إنك قوي جداً أقوى مني . وأنا أراك ضعيف لا تتحمل وثبة من عليك ؟ جسمك ضعيف وعضلاتك مرهفة وأسنانك صغيرة ، وجلدك رقيق ، كيف تقول أنك أقوى مني ؟ أتريد أن ندخل معاً في معركة ؟"

أجاب الفلاح : " لقد فاجأتني بحضورك مع قطتي ، وأنا في حقلي تركت قوتي في كوخي الصغير . أنتظر حتى أحضر قوتي معي ؟"

- نعم أنتظر .

- كيف أضمن أنني أعود فأجدك في الحقل لم تهرب ؟

- إنني لن أخاف منك سأنتظر .

- لكي أضمن ذلك اسمح لي أن أربطك بالحبل في الشجرة حتى أذهب إلى الكوخ وأحضر معي قوتي فنصارع معاً .

- ليكن


النملة السعيدة

اعتادت النملة بهيجة أن تعود كل يوم إلى حجرتها متهللة . كانت تروي للنمل أصحابها عن الخالق المبدع الذي أوجد هذا العالم الجميل . فكانت تخلق جواً من الفرح . وإذ عادت يوماً وهي تغني وتسبح الله ، سألها أصحابها : أرو لنا ما أعجبك اليوم يا بهيجة ؟ نراك متهللة جداً أكثر من كل يوم .

قالت لهم بهيجة :

بعد أن أنتهيت من عملي معكم انطلقت أتمشى على صخرة ، ووقفت أتأمل في السماء الزرقاء الجميلة . عبرت بي يمامة تطير ، كان جناحاها الجميلان أشبه بمروحتين رائعتين .

قالت لها : يالك من يمامة جميلة ! لقد أبدع الخالق فأعطاك جناحين جميلتين ، وصوتاً عذباً . إني أرى لمسات الخالق المبدع واضحة فيك .

بينما كنت أتحدث معها إذا بتيار جارف يقتحم المكان فانجرفت في الماء .

أسرعت اليمامة إلي ، وقد أمسكت بمنقارها فرعاً صغيراً من الشجر . تسلقت عليه ، ثم انطلقت بي اليمامة تحملني بعيداً عن الماء . لقد أنقذتني من موت محقق !

شكرتها على محبتها ولطفها وحنانها .

بعد قليل نامت اليمامة على فرع شجرة ، وإذا بصبي يراها ، فأمسك بمقلاع ليصوب حجراً عليها ليصطادها . أسرعت إليه ولدغته في قدمه فصرخ وقفز .

استيقظت اليمامة وطارت في الجو ، ولم يستطيع الصبي أن يصطادها . لقد أنقذتها من يد الصبي القاسية .

إني اشكر الله الذي أعطاني أن أنقذ اليمامة .

حقاً إني محتاجة إليها ، وهي محتاجة لي !

ليت البشر يدركون ذلك فلا يحتقر أحدهم الأخر .

القوي محتاج على الضعيف ، كما الضعيف إلى القوي .

الكبير يحتاج إلى الصغير ،كما الصغير إلى الكبير





غباوة سجين



سمع أخنوخ عن الإمبراطور وعظمته وجبروته وأيضًا عن غناه وجماله فأحبه جدًا، وكثيرًا ما كان يقتني صورته ليضعها أمامه ويخاطب صاحبها في إجلال وإكبار.

ارتكب أخنوخ جريمة ما دفعت به إلى السجن، ليعيش في زنزانته يعاني من العزلة والضيق في مرارة. لكنه بقي مواليًا للإمبراطور لا حديث له مع السجّان أو المسجونين أو الزائرين إلاّ عنه!

إذ كان الإمبراطور يحب السجين جدًا، اشتاق أن يُسجن عوضًا عنه. فتخفي الإمبراطور مرتديًا زي سجين عِوض الثوب الملوكي والتاج، طالبًا تنفيذ الحكم الصادر ضد أخنوخ فيه.

دخل الإمبراطور الزنزانة بثياب رثة، ليأكل خبز الضيق ويشرب ماء المرارة، يعيش بين جدران السجن وسط المساجين الأشقياء، بينما انطلق أخنوخ في حرية يخلع الثياب الرخيصة المهينة، ويرتدي ثيابًا فاخرة، يشارك أسرته وأصدقاءه الحرية والحياة.

كم كانت دهشة الكثيرين حين شاهدوا هذا السجين - الذي أحبه الإمبراطور، وُسجن عِوضًا عنه - يخجل من الإمبراطور ويستهين به، محتقرًا إيّاه لأنه ارتدى ثياب السجن، ودخل إلى زنزانته نيابة عنه. لقد كرَّمه جدًا في غيابه وُبعده عنه كجبّارٍ عظيمٍ حيث كان محاطًا بالعظمة الملوكية، والآن يستخف بحبه!

هذا ما حيّر القديس يوحنا الذهبي الفم الذي روى لنا قصة الجحود هذه إذ رأى اليهود واليونانيين يحتقرون المصلوب من أجلهم، متذكرًا كلمات الرسول بولس: "ونحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1كو23:1).

لم يكونوا قادرين على قبول حب اللَّه الكلمة وتنازله ليدخل إلى زنزانة حياتهم، رافعًا إيّاهم إلى حرية مجد أولاد اللَّه.

يبقى الصليب سرّ العشق الإلهي، يختبره من عرف الحب الإلهي العملي الباذل، فيرى اللَّه ليس في معزلٍ عنه وإنما يبادره بالحب.

ليصمت فم ذاك الفيلسوف الفرنسي، سجين القرن العشرين، القائل: "أبانا الذي في السماوات؛ لتبقَ أنت في سماواتك ولنبقى نحن في أرضنا...!"


† ! جراحات مجد وقوة †

كثيرًا ما يخفي الإنسان آثار جراحاته. فتبَّنى الطب الحديث علم التجميل، ليخفي كل أثرٍ للجراحات، حاسبًا إيّاها تشويهًا!

أما أنت يا مخلصي فقمت من الأموات، تحمل في جسدك الممجد آثار جراحات الصليب! إنها ليست تشويهًا تحتاج إلى تجميل! بل هي جراحات الحب الفائق! جراحات مجد وقوة ! تبقى سر جمال فائق أبدي

صليبك وجراحاتك هي قوة اللَّه للخلاص، ليست عثرة، بل موضوع عشقٍ لنفسي، ليست جهالة، بل كشف عن الحكمة الإلهية!

صليبك بجراحاته فتح أبواب السماء، وضمني إلى مصاف السمائيين! أنعم بالحياة السماوية، وأشارك السمائيين تسابيحهم وتهليلاتهم!

على الصليب بسطت يديك المجروحتين، لتضم الشعب مع الشعوب، وتقيم من كل الأجناس أعضاء جسدك الواحد!

صليبك مزق الصك المكتوب ضدي، فديتني من بنوة إبليس لأصير ابنًا للَّه، عوض العبودية المرة وهبتني حرية مجد أولاد اللَّه!

صليبك شهَّر برئيس هذا العالم، حطّم سلطانه ونزع عنه مملكته! صرتُ حرًا، تقيم فيَّ مملكة النور! قدمت لي برك، فلا تحطمني الخطية! وهبتني سلطانًا، فلا أخاف قط


صليبك العجيب كشف لي عن شخصك الحبيب! أنت حبي، يا شهوة قلبي! أنت حياتي وقيامتي، يا غالب الموت! أنت نوري وتسبحتي، يا مصدر الفرح! أنت خبز السماء وينبوع المياه الحية! أنت قائد نفسي وطريق الحق، تحميني من الشباك! نعم! لأصرخ قائلاً مع الرسول: "أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلاّبصليب ربنا يسوع" "قد رُسم بينكم يسوع وإياّه مصلوبًا!








لدغة عقرب!
قصة واقعية حدثت مع شاب في صعيد مصر. جلست وأنا فتى مع راهبٍ روى لي القصة التالية:
"عشت في بداية حياتي إنسانًا متدينًا، أحب الصلاة الشخصية والحياة الكنسية. كانت الكنيسة بالنسبة لي بيتي الذي فيه استريح. حقًا كانت تهاجمني أفكار الشهوة، لكنني كنت أقاومها، مشتاقًا أن أحيا في الطهارة، واختبر العفة. في شبابي التقيت بفتاةٍ، اتسمت بالعفة مع الوداعة واللطف. وتكوّن بيننا نوعًا من الصداقة البريئة، إذ نعيش جميعًا في البلد كعائلة واحدة. كنت أرى فيها كل ما هو طاهرٍ وعفيفٍ، لكن مع مرور الزمن تعلقت نفسي بها، وأحسست بأنها احتلت مكانًا في قلبي هو ليس بمكانها. وكانت هذه أول تجربة لي في هذا المجال.
كنت أصرخ ليلاً ونهارًا لإلهي، خشية أن أكون في طريق منحرف يهدم حياتي الروحية... لكن تعلقي بالفتاة كان قويًا. اتصلتْ بي فجأة وأخبرتني أنه لا يوجد أحد بالمنزل، وطلبت مني أن أزورها.


في البداية ترددت كثيرًا؛ إنها أول مرة التقي فيها مع فتاة وحدها بغير معرفة أسرتها، لكن تعلقي بها سحب كياني كله نحو بيتها... كنت أسير كمن بغير إرادته. وفي نفس الوقت كنت أصرخ طالبًا الإرشاد من مخلصي.

كنت أتقدم برجلٍ وأتراجع بالأخرى... كنت في صراعٍ مرٍ! سرتُ حتى بلغت البيت، وإذ أمسكت "بـسقّاطة" الباب لأطرقه إذا بعقربٍ كانت مختفية لسعتني! صرخت في أعماق قلبي قائلاً:

"أشكرك يا إلهي، فقد بلغتني رسالتك. أشكرك يا مخلصي، فإنك تقود حياتي! ماذا تريد يا رب مني؟!"

أسرعت بالعودة إلى بيتي للعلاج من لدغة العقرب، بل بالأحرى لأُراجع حسابات قلبي الخفية. جلست مع نفسي ساعات طويلة أتساءل: ماذا تريد يا رب مني؟ وكان قراري بلا تردد... انطلقت إلى الدير لأكرّس كل طاقاتي لمن أحبني!


† ! لقد غيرت لدغة العقرب مسيرة حياتي كلها! †
لتتحدث يا ربي معي ولو بلدغات عقرب لتعلن اهتمامك بي ها أنا بين يديك، ماذا تريد يا رب مني؟ لست أسأل أن أكون راهبًا أو متزوجًا، بل أن ُكرِّس قلبي بالكمال لحساب ملكوتك، وتتجلى أيها القدوس في أعماقي! وتكرز بإنجيلك خلال سلوكي الحيّ!





حوار مع نملة!!!

إذ أحب سليمان الحكيم الطبيعة انطلق من وقت إلى آخر إلى حدائقه وأحيانًا إلى شواطئ النهر كما إلى الجبال والبراري، وكان يراقب بشيء من الاهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى الحشرات، حيث يرى في تصرفاتها اهتمام اللَّه بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية
لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزءً من حبة قمح أثقل منها، تبذل كل الجهد لتنقلها إلى جحرٍ صغيرٍ كمخزنٍ تقتات بها. فكر سليمان في نفسه قائلاً: "لماذا لا أُسعد هذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءًا من قمحة؟ لقد وهبني اللَّه غنى كثيرًا لأسعد شعبي، وأيضًا الحيوانات والطيور والحشرات!"

أمسك سليمان بالنملة ووضعها في علبة ذهبية مبطنة بقماشٍ حريريٍ ناعمٍ وجميلٍ، ووضع حبة قمح... وبابتسامة لطيفة قال لها: "لا تتعبي أيتها النملة، فإنني سأقدم لكِ كل يوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي... مخازني تُشبع الملايين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات". شكرته النملة على اهتمامه بها، وحرصه على راحتها.

وضع لها سليمان حبة القمح، وفي اليوم التالي جاء بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الآخر. وضع الحبة وجاء في اليوم التالي ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة، وهكذا تكرر الأمر يومًا بعد يوم...

سألها سليمان الحكيم: "لماذا تحتجزين باستمرار نصف حبة قمح؟" أجابته النملة: "إنني دائمًا احتجز نصف الحبة لليوم التالي كاحتياطي. أنا أعلم اهتمامك بي، إذ وضعتني في علبة ذهبية، وقدمت لي حريرًا ناعمًا أسير عليه، ومخازنك تشبع البلايين من النمل، لكنك إنسانٌ... وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني يومًا فأجوع، لهذا احتفظ بنصف حبة احتياطيًا. اللَّه الذي يتركني أعمل وأجاهد لأحمل أثقال لا ينساني، أما أنت قد تنساني!"

عندئذ أطلق سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية، مدركًا أن ما وهبه اللَّه لها لن يهبه إنسان!


† ! أنت لا تنساني †
قد تنسي الأم حتى رضيعها، أما أنت يا رب فلا تنساني! قد تسمح لي بالحياة المملوءة آلامًا، لكن شعرة واحدة من رأسي لا تسقط بدون إذنك!
رعايتك فائقة وعجيبة لكل خليقتك، لكنني لن أدرك كمالها إلا يوم مجدي، أراك تحملني إلى حضن أبيك، وتهبني شركه المجد الأبدي! فأدرك أن لحظات المرّ التي عشتها كانت طريق خلاصي، اكتشف حكمتك الفائقة وأبوتك الفريدة. حقًا إنك لا تنساني!

في مشاغلي الكثيرة قد أنسي حتى احتياجات جسدي، وأهمل حتى نفسي الوحيدة! أما أنت فترى نفسي أثمن من العالم كله! نزلت إلى أرضنا لتقتنيني، وقدمت دمك الثمين لخلاصي! ووهبتني روحك القدوس ليجدد أعماقي! نعم إني أنسي نفسي، أما أنت فلا تنساني!


لنعشْ كسائرِ البشر!


كان أسدٌ يتمشى في وسط الغابة، وإذ به يرى كل الحيوانات تهرب من أمامه وتخشاه، إذ هو ملك الحيوانات. زأر بقوة فدوّى صوته في كل الغابة، وخرج عشرات الأسود واللبوات والأشبال بسرعة إليه.
رأوه واقفًا في صمتٍ، فقال أحدهم: "سمعنا زئيرك فأتينا جميعًا، كل أسدٍ ومعه لبوته وأشباله؛ جئنا لكي نعمل معك، أو ننقذك إن كنت في خطر!"

قال الأسد " أشكرك، إني لست في خطرٍ... إني ملك، تخشاني كل الحيوانات البرية، وتهرب من أمامي، لكن خطر بي فكرة أردت أن أعرضها عليكم."

- ما هي؟

- لنعش كسائر البشر.

- ماذا ينقصنا لكي تشتهي أن تكون كالبشر؟ إننا من جهة الجسم أقوى، من جهة الحرية نتمشى في الغابات بحرية...

- ينقصنا أن نتشاجر معًا، ويأكل بعضنا لحم بعض، فهذا من سمات البشر!

- كيف يكون هذا، ونحن دائمًا نعمل معًا... إن افترسنا حيوانًا نقتسمه جميعًا، ونعطي الشيوخ والمرضى والأشبال نصيبها حتى وإن لم تتعب معنا؟

- تعالوا نختلف معًا في الرأي ونتقسم إلى جماعات مختلفة، نحارب بعضنا البعض، ونأكل بعضنا بعضًا!

- يستحيل، فإنه إن أكلنا بعضنا بعضًا فنينا، لأن أجسامنا ليست هزيلة كغالبية البشر، وأسناننا ليست في ضعف أسنانهم!

- لنحاول، فنحمل خبرة البشر...

- كيف نختلف معًا، ونحن بالطبيعة نعمل معًا؟!

هذه القصة الخيالية على ألسنة الأسود من وحي ما كتبه القديس يوحنا ذهبي الفم، إذ يقول إن الإنسان قد انحط إلى مستوى أقل من الحيوانات والحشرات، فيطالبنا الكتاب المقدس أن نتعلم الجهاد وعدم الكسل من النملة، والعمل الجماعي حتى من الحيوانات المفترسة كالأسود... فإنها وإن كانت مفترسة لكنها لا تأكل بعضها البعض بل تعمل معًا، أما الإنسان فيختلف حتى مع من هو قريب إليه.
أذكر أنني دُعيت للتدخل في مشكلة في أمريكا الشمالية بين أب وابنه قاما بمشروع معًا كشريكين ونجح المشروع، فرفع الأب على ابنه قضية يطالب فيها أن المشروع ملكًا له، ناكرًا شركة ابنه معه، هذا الذي من لحمه ودمه!! يا لبشاعة الخطية! ما لا تفعله الحيوانات المفترسة يرتكبه الإنسان بغير حياء!


† ! صرت عندك كبهيمةٍ! †
وهبتني يا ربي عقلاً، وأعطيتني نعمة الإرادة الحرة، لعلي بنعمتك ارتفع إلى سماواتك وأتشبه بملائكتك! أتعرف عليك وأتمتع بأسرارك، وأحيا في مجدٍ فائق!
لغباوتي حطمتني الخطية، أذلتني وانحدرت بي إلى الهاوية! لكنك في حبك نزلت إليّ، لتحملني على منكبيك، وأحيا بالحق ابنًا مباركًا ومقدسًا! لا أعود أتعلم من الحيوانات، بل من السماء عينها! أرى الخليقة كلها تخدمني، من أجل حبك الفائق لي!

تطلع النبي إلى ما فعلته به الخطية فصرخ: "صرت عندك كبهيمةٍ!" لا تتعجب أيها الحبيب، فإن الحيوانات تلتزم بقوانين الطبيعة، وتسلك أفضل من كثير من البشر!



خطية تافهة!



منذ سنوات طويلة جاءتني سيدة غنية وسخية في عطائها للفقراء، وفي خجل قالت لي:
- لي ثلاث شهور أصارع لكي آتي إليك وأعترف!
- لماذا؟
- لأني سقطت في خطية تافهة، وأنا في خجل من أن أذكرها أمامك.
- كلنا تحت الضعف، حتى فيما نظنّه خطايا تافهة!
- أنت تعلم إني لم ارتكب ثلاث خطايا كل أيام حياتي:
• فالكل يعرف أنني جريئة جدًا، لن أكذب، مهما تكن الظروف.
• عشت في شبابي دون أية خبرة في العلاقات الخاطئة، لم أدخل في علاقة عاطفية قط حتى تزوجت.
• وهبني اللَّه الكثير، أحب العطاء أكثر من الأخذ؛ لن أمد يدي إلي مال غيري.
ثلاث خطايا لم ارتكبها: الكذب، الزنا، والسرقة!
- هذه نعمة من اللَّه وليست فضلاً منكِ!
- هذا ما اكتشفته أخيرًا.
- إنني في خجل أقول لك:
بينما كنت في "ماركت" أخذت شيئًا ثمنه جنيهًا واحدًا... هذا مبلغ تافه للغاية، ووضعت هذا الشيء في حقيبتي وخرجت دون أن أدفع الثمن.
خرجت وإذا بنارٍ ملتهبةٍ في قلبي.
عدت ووضعت الشيء مكانه.
ومع هذا فإنني لازلت أبكي بمرارة... لن أغفر لنفسي ما قد فعلته... لماذا فعلت هذا؟ هل كنت في وعيي أم لا؟
أنا لست محتاجة...
أعطي الكثيرين بسخاء!
ثم انهارت السيدة في البكاء...
- هل تبكين لأجل خطيتك؟ أم لأجل كرامتك التي أُهينت ولو أمام نفسك؟
- الحق، إني حزينة على نفسي، لم أكن أتوقع إني أسقط في خطية تافهة كهذه.
- هذا درس لنا جميعًا... فالخطية خاطئة جدًا، ونحن ضعفاء للغاية؛ إن كنا نهزمها فمن أجل غني نعمة اللَّه الفائقة!

أقدم لك هذه القصة الواقعية التي لم تعد صاحبتها بيننا، لكن قصتها لا تفارق ذهني... إنها درس حيّ لي ولك، ليس من هو عظيم ولا من هو طاهر أو مقدس بذاته، ومهما كانت خبراته الماضية أو قدراته. إنها نعمة اللَّه وحدها التي تسند الفتى كما الرجل أو السيدة، والطفل كما الشيخ، لتقيم منهم قديسين على صورة ربنا يسوع القدوس.
لا تخف الخطية فإن الذي معك أعظم من الذي عليك!
ولا تستهين بالخطية فإن فارقتك نعمة اللَّه تسقط فيما لا تتوقع قط!


† ! اسندني فأخلص! †
اعترف لك بغني حبك الفائق،
وعمل روحك القدوس فيّ.
وبه أنعم ببرك!

اعترف لك بخطاياي،
فبدون نعمتك أسقط حتى في التفاهات.
احتقر نفسي الضعيفة للغاية،
وأشعر بضعف إرادتي...
من يهبني قوة الإرادة إلا أنت؟!
من يقدس حواسي ومشاعري غيرك؟!
من يحملني إلى سمواتك إلا روحك القدوس؟!




درسٌ من شيخٍ ساقطٍ


في بدء خدمتي في الكهنوت جاءني رجل شيخ لا أعرفه وطلب مني أن يعترف. وفي خجلٍ شديدٍ همس قائلاً: "إني لأول مرة أسقط في خطية الزنا".
في بساطة ظننته أنه يشكو من نظرةٍ خاطئةٍ هذه التي نحسبها أيضًا زنا... فقال لي إني لست اقصد النظرة. تحدثت معه على أنها لمسة خاطئة، لكنه عاد ليؤكد أنه ارتكب الخطية فعلاً...
لم أكن في ذلك الوقت أتصوّر إنسانًا ما يرتكب هذه الخطية...
في مرارة ذهبت إلى أبينا المتنيح القمص إبراهيم ميخائيل وأنا منكسر النفس جدًا... رويت له ما حدث دون ذكر للاسم، خاصة وأن أبانا من القاهرة لا من الإسكندرية.
إذ رآني مرتبكًا للغاية هدأ من روعي قائلاً:
- أتعرف لماذا أرسل لك اللَّه هذا الشيخ الساقط؟
- لست أعلم!
- يريد أن يعطيك في بدء خدمتك الكهنوتية عدة دروس، منها:
الدرس الأول: لا تأتمن جسدك حتى إن بلغت الشيخوخة أو كنت كاهنًا! كن حريصًا وحذرًا!
الدرس الثاني: لا تقسو على شابٍ ساقطٍ، فإن الخطية خاطئة جدًا، وقتلاها أقوياء حتى من الشيوخ... ترفّق بهم لكي تسندهم ضد الخطية.
لست أقول تتهاون مع خطاياهم، لكن لا تُحطم حتى الساقطين، أقمهم بالرجاء الحيّ.


† ! نعمتك سند لي! †
ما أحوجني إلى نعمتك كسند لي،
هي تسندني إن كنت قائمًا فلا أسقط!
لا أتكل على خبراتي الماضية،
ولا طهارة سبق أن عشتها،
ولا على مركز لي في الكنيسة،
لكن نعمتك وحدها تسَّور حولي وتحصني!
كثيرون أقوياء وعظماء وشيوخ سقطوا!
اسندني لأكمل أيام غربتي بسلام!

افتح قلبي بالحب فأترفق بكل فتى! اسند الكل وأُشجع الجميع!
لا أدين أحدًا مهما تكن سقطاته،
فأنا شريك معه في الضعف البشري!





شيخ فتى يبني الكنيسة!

بدأت المفاوضات الخاصة بشراء مبني كنيسة القديس يوحنا - بِوِسْت كوفينا، كاليفورنيا - تتعثر، إذ ظهرت مشاكل في الشراء. قلق البعض، وبدأ الكثيرون يبحثون عن حلولٍ، فالأرض متسعة جدًا، والشعب يتزايد، ولم يعد نشاط الكنيسة يحتمل تأجيل الشراء! لقد أنهك المرض قُوى الشماس الشيخ الفريد حنا، لكن بقي قلبه الملتهب بنار روح اللَّه القدوس شابًا لا يعرف الشيخوخة أو الضعف. كان يردد مع مسيحه: "أما الجسد فضعيف وأما الروح فنشيط".
ماذا يفعل هذا الشماس المنهك القُوى بجسده المريض، والغَني بروحه وإنسانه الداخلي؟! لقد شعر بالمسئولية كعضوٍ في الكنيسة... إنه ليس بكاهنٍ ولا عضوٍ في مجلس الشمامسة، لكنه عضو في جسد المسيح، كنيسة اللَّه، لهذا صمم على شراء المبنى.
امتص موضوع شراء المبنى كل تفكيره، وشغل أحلام يقظته... لكن ماذا في يديه؟! انطلق في الصباح المبكر جدًا إلى الأرض الجديدة المُختارة للشراء، ودخل إلى حديقتها المتسعة ووجّه أنظاره نحو مبنى الكنيسة. بسط يديه للصلاة يطلب عونًا إلهيًا.
إنها كنيسة المسيح، إله كل المستحيلات! انحني ليركع على العشب مؤمنًا أن الركب المنحنية تحرك قلب خالق السماء والأرض... ثم قام منتصبًا. وعاد يكرر السجدات، واحدة تلو الأخرى، طالبًا مراحم اللَّه، صانعًا سجداته 400 مرة بالرغم من مرضه!
عاد إلى بيته والفرح يملأ قلبه، كأن أبواب السماء قد انفتحت لتستجيب صلاته وسجداته (مطانياته)... وشعر أنه كسب الكثير! استعذب هذا العمل الخفي، فصار يكرره يومًا فيومًا دون توقف، ليبدأ صباحه بالمطانيات الأربعمائة على العشب... وهكذا نظر اللَّه إلى حبه وتواضعه وغيرته وسمع له!
أُشتري مبني الكنيسة، وكان المساهم الأول هو هذا الشماس التقى الذي قدم قلبه وحبه وأسلوبه الروحي قبل أي تبرع مادي! عرفت هذا فخجلت من نفسي... كم مرة استخدمت الطرق البشرية لحل مشاكل الكنيسة، بينما يترقب مسيح الكنيسة قلوبًا شابة تعرف كيف تفتح أبواب السماء لينحني اللَّه ويسمع همسات الحب الخارجة بروح التواضع؟!



دفعا الكثير!!



قيل أن إمبراطورًا قرر أن يبني كنيسة ضخمة لا يشترك أحدٌ غيره في نفقاتها. وكان الإمبراطور ينفق بسخاء عليها حتى تم البناء... وإذ وضعوا لوحة تذكارية عند المدخل جاء فيها اسم الإمبراطور قُبيل تدشينها وافتتاحها، لاحظ المسئولون أن اسم الإمبراطور قد اختفي ونُقش اسمان بدلاً منه. تعجب المسئولون لذلك، فانتزعوا الحجر، وجاءوا بغيره نُقش عليه اسم الإمبراطور، وتكرر الأمر ثانية ثم ثالث...
سمع الإمبراطور بذلك فلبس المسوح، وصلى إلى اللَّه أن يكشف له الأمر. ظهر له ملاك الرب وأخبره أن طفلين يستحقان ذكر اسمهما أكثر منه، لأنهما دفعا الكثير.
تساءل الإمبراطور: كيف دفع الطفلان الكثير، وقد قام هو بدفع كل النفقات؟
قال له ملاك الرب إن الطفلين محبان للَّه جدًا، اشتاقا أن يقدما لبناء بيت الرب تبرعًا، لكنهما لا يملكان مالاً، إنما يحملان قلبين غنيين بالحب. لقد قرر الطفلان أن يحملا وعاءً يملآنه ماءً، يضعانه في طريق الجمال الحاملة للحجارة التي يُبني بها بيت الرب... كانا يتعبان طول النهار، ليقدما حبهما وجهدهما، فاستحقا هذه الكرامة!
هذان هما العاملان مع اللَّه ولحسابه خفية!
حقًا يحتاج بيت الرب إلى جنود خفيين، سواء كانوا أطفالاً أم شيوخًا أم شبانًا أم رجالاً أم نساءً... إمكانياتهم الحب الخالص الكثير الثمن!
بيت الرب لا يبنيه الكاهن وحده ولا الشمامسة، بل كل عضو حيّ! حينما استصغر إرميا النبي نفسه سمع الصوت الإلهي: "لا تقل إني ولد...
أنا أكون معك" (إر1).
لا تقل إني أصغر من أن أساهم في بيت الرب، فاللَّه يعمل بالكثير كما بالقليل ليخلص على كل حالٍ قومًا. لا تنشغل بكثرة إمكانياتك أو عدمها... فاللَّه الذي خلق اللسان تكلم خلال فم موسي الذي اعتذر بثقل لسانه (خر3),
أذكر في الستينات جاءتني سيدة من بني سويف وكان زوجها زميلاً لي في العمل قبل الكهنوت... قالت لي: أريد أن ابني كنيسة في الإسكندرية باسم الملاك ميخائيل، ثم قدمت لي مبلغ 120 جنيها، قائلة: خذ هذا المبلغ لتبني به الكنيسة... أخبرت أبانا بيشوي كامل بالأمر فدهش هو أيضًا وأخذ المبلغ وحفظه... ولم تمضِ إلا شهور قليلة وبطريقة غير طبيعية بُنيت كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمالها!
أتريد أن تبني كنيسة المخلص؟ استمع إلى كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم إذ يقول: "علموا الذين في الخارج أنكم كنتم في حضرة اللَّه، كنتم مع الشاروبيم والسيرافيم وكل السمائيين". يطالب القديس كل رجل أن يبني بيتًا للرب في قلب زوجته، وكل زوجة في قلب رجلها، وكل عبد في قلب سيده... بالحياة الإنجيلية المملوءة حبًا وفرحًا وتهليلاً ينضم إلى الرب كل يوم الذين يخلصون.
بالحب الصادق الناضج المملوء اتضاعًا نقيم بيتًا للرب في قلوب كثيرة، ولا يقف السن عائقًا، ولا المركز أو الإمكانيات أو المواهب!
ماذا نقدم في بيت الرب؟
اكتفي هناك بكلمات العلامة أوريجينوس التي اقتبستها في كتاب: "الكنيسة بيت اللَّه":
[أهلني يا ربي يسوع المسيح أن أساهم في بناء بيتك...
مسكن الرب الذي يريدنا أن نقيمه هو القداسة... بهذا يستطيع كل إنسانٍ أن يقيم للَّه خيمة داخل قلبه...
في الخيمة يشير القرمز والإسمانجوني والكتان النقي... إلى تنوع الأعمال الصالحة.
يشير الذهب إلى الإيمان،
والفضة إلى الكرازة (مز6:12)،
والنحاس إلى الصبر.
والأخشاب التي لا تسوس إلى المعرفة التي يتمتع بها المؤمن في خلوة البرية، والعفة الدائمة التي لا تشيخ.
يشير الكتان إلى البتولية،
والأرجوان إلى محبة الاستشهاد،
والقرمز إلى ضياء المحبة،
والإسمانجوني إلى رجاء ملكوت السماوات.
بهذه المواد تُقام الخيمة.]
[ليكن للنفس مذبح في وسط القلب،
عليه تُقام ذبائح الصلاة ومحرقات الرحمة،
فتذبح فوقه ثيران الكبرياء بسكين الوداعة،
وتُقتل عليه كباش الغضب وماعز التنعم والشهوات...
لتعرف النفس كيف تقيم داخل قدس أقداس قلبها منارة تضيء بغير انقطاع.]



كنيسة جديدة! وقلب جديد!



يتهلل قلبنا مع إنشاء كنيسة جديدة، مقدمًا الشكر للَّه الذي يقبل أن يقيم له بيتًا، يعلن عن سكني اللَّه وسط شعبه، فيتطلع بروح الرب إلى الأعماق مشتاقًا أن يتجدد كل يومٍ، بكونه هيكل اللَّه وروح اللَّه يسكن فيه (1كو16:3).
أين يُبني بيت الرب؟
قيل إن أخًا تطلع إلى وفرة حصاده فشكر اللَّه على عطاياه، ثم قال في نفسه: "إن أخي المتزوج هو أكثر احتياجًا مني إلى هذا الحصاد، أحمل إليه مما وهبني إلهي... أعطيه مما ليس هو ملكي!" وبالفعل حمل بعضًا مما لديه وذهب إلى حيث حصاد أخيه ووضعه هناك.
شعر الأخ بفرح شديد وسعادة داخلية، فقرر أن يكرر الأمر في الليلة التالية، وبالفعل عاد متهللاً كأنه في السماء! كرر الأمر للمرة الرابعة والخامسة... وكان حصاده لا ينقص بل يزيد!
َ في إحدى الليالي إذ كان يحمل مما لديه منطلقًا إلى حيث مخزن أخيه وهو يسبح اللَّه فرحًا رأى شبحًا وسط الظلام: رأى إنسانًا يحمل أيضًا محصولاً... يقترب منه. إنه أخوه!
ألقى الاثنان ما يحملانهما وتعانقا... لقد اكتشفا أن كل منهما كان يحمل مما لديه لأخيه، حاسبًا أنه أكثر احتياجًا منه! هنا التقى القلبان الملتهبان حبًا، الشاكران للَّه والمسبحان له...
في هذا الموقع بُني هيكل سليمان كما جاء في التقليد اليهود!
أتريد أن تساهم في بيت الرب؟
أتريد أن تبني بيت الرب؟
قدّم حبًا لأخيك، احمل إليه حياتك مبذولة لأجله، فيقبل اللَّه عبادتك، وتسابيحك، وتشكراتك، ويقيم ملكوته في داخلك (لو21:17)، ويعلن سمواته فيك، وتحمل شركة الطبيعة الإلهية (2بط4:1)، أي شركة سمة حب اللَّه الفائق للبشرية، وتتمتع بشركة السمائيين الذين لغتهم الحب والفرح والتسبيح غير المنقطع!
حيث يوجد الحب الأخوي الصادق يقيم الرب بيته الخفي، ويعلن مجده، وتصير للرب المسكونة كلها!
زيارتي لأحد المرضى بالمستشفي الجامعي بالإسكندرية تعرفت على أستاذ جامعي غير مسيحي، قال لي إنه صديق البابا كيرلس السادس، تعرّف عليه هو وأسرته وأصدقاؤه حين كان طفلاً. قال لي:
"كنا نحبه جدًا وهو راهب بمصر القديمة...
نخشاه، لكن نجرى إليه كأب لنا،
فنتمتع ببشاشته وملاطفته.
أتعرف ماذا كان والديّ وأصدقاؤهما يقولون عنه؟
إنه ليس من هذا العالم!
هكذا يُبني بيت الرب فينا فنشهد للعالم أننا بيت سماوي!



حرية وراء القضبان



كان هنري ثورو Thoureau H.البريطاني ثائرًا على نظام العبودية، فرفض دفع ضريبة الانتخاب لدولة تساند العبودية. أُلقي القبض عليه، ووضع وراء القضبان، فأسرع إليه صديقه المخلص رالف والدو اميرسون Ralf Waldo Emersson يزوره في السجن، وكان يتطلع إليه بنظرات مملوءة دهشة، كيف يلقي بنفسه في السجن خاصة وأنه بهذا التصرف أغلق على نفسه فرصة العمل لحساب المتألمين.
في دهشةٍ قال الصديق: "لماذا هذا يا هنري؟ ماذا تفعل أنت في داخل السجن؟"
في شجاعةٍ أجابه هنري: "لا يا رالف، فإن السؤال يكون هكذا: ماذا أنت تفعل خارج السجن؟"
لست أقيِّم تصرف هنري في عدم اشتراكه في الانتخابات، فهذا ليس عملي ككاهن، لكن ما أُعجب به ومنه، أن هنري شعر بالحرية وهو وراء القضبان، لأنه يشارك الذين تحت العبودية آلامهم. كما يقول القديس بولس الرسول: "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" عب 3:13.
عوض أن ندين الساقطين نحسب سقطاتهم كأنها سقطاتنا، ونرى ضعفنا الخفي قي ضعفهم الظاهر، فنترفق بهم ونعينهم بالصلاة والعمل، في حكمة وبحب.
مع كل إنسان يسقط أرى نفسي ساقطًا،
أرى ضعف طبيعتي في اخوتي.
من يعيننا إلا أنت يا مخلص العالم؟‍
من يسندنا إلا روحك الناري؟ من يشبع أعماقنا إلا أحضان الآب السماوي؟




المدالية الذهبية نزعت آلامي!



في الدورة الأولمبية عام 1976 أصيب اللاعب الياباني للجمباز Shun Fujimoto بكسر في ركبته اليمنى وهو في تدريبه الأخير قبل الدخول في السباق بأسبوع.
حزن اليابانيون جدًا فقد علقوا آمالهم بل وكل ثقتهم إنه حتمًا ينال المدالية الذهبية قي الجمباز. فقد الكل الأمل، أما هو ففي تطلعه إلى نصرة بلده لم يضطرب وطمأن كل من حوله أنه لن ينسحب من المباراة مهما كلفه الثمن.
في الأسبوع التالي نزل فوجيموتو أرض الملعب، وكان الكل يتعجبون إذ ربط رجله بثلاث أربطة ضاغطة حول ركبته المكسورة... كيف يمكن لمثل هذا أن يدخل الجولة؟
سُئل اللاعب عما وراء تصرفه هذا فأجاب: "نعم إن آلام الكسر في ركبتي تطعنني كسكينٍ، فكنت أحاول إخفاء دموعي. لكن الآن وقد نلت المدالية الذهبية طار الألم!"


اكشف يا رب عن المجد الذي أعددته لي،
والاكليل السمائي الذي ينتظرني.
فأصرخ مع الرسول بولس قائلاً:
"أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام،
أسعى نحو الغرض،
لأجل جعالة دعوة اللَّه العليا في المسيح يسوع" (في 13:3،)14.




عجلة الزمن



في الحرب العالمية الثانية أُلقي القبض على قائد عسكري ألماني عُرف بنجاحه العسكري وقدرته.
فرح القواد الأعداء عند إلقاء القبض عليه، فقيدوه وساروا به إلى سجن عسكري، ودخلوا به إلى زنزانة.
كانت أعين القادة المملوءة شماتة وهي تتطلع إلى وجه القائد، متوقعين انهياره نفسيًا، لكنهم لاحظوا بشاشة وجهه، بل كان يضحك وهو ينحني بظهره ليدخل الزنزانة كمن يدخل إلى موكب نصرة.
- لماذا تضحك وأنت تدخل الزنزانة؟
- أضحك من أجل الزمن. بالأمس كنت إلى فوق، لكن اليوم نزلت بي العجلة إلى أسفل؛ غدًا تنزلون أنتم أيضًا مع عجلة الزمن التي تلهو بالجميع.


من يلتصق بعجلة الزمن تلهو به،
ترتفع به وتنزل به لترتفع به ثانية وتهبط به!
هب لي يا رب أن التصق بالكلمة الإلهية الثابتة إلى الأبد.
ترتفع بي يومًا فيومًا حتى استقر في أحضانك.
بصليبك سمرني في كلمتك، وحل أعماقي من الزمن!



لا تغلق باب سيدنا!



يروي لنا ثيؤدورت قصة بطلين، عرفا مفهوم البطولة الحقة.
سمع الأسقف أمبروسيوس عن المنشور الذي أصدره الإمبراطور ثيؤدوسيوس، وعرف أنه سيكون ضحيته سفك دماء بريئة. في حكمة دخل الأسقف إلى هيكل الرب يطلب مشورته. رفع عينيه إلى اللَّه وكأن لسان حاله يقول:
"من يقدر أن يقف أمام الإمبراطور في العالم كله؟
لكنني أقول مع إرميا النبي إن نارًا قد استعلت في عظامي لا أستطيع أن أصمت.
في قوة قال داود: أتكلم أمام الملوك ولا أخزى.
إذن لأمنعه من دخول المقادس الإلهية، ولو كان الثمن حياتي كلها على هذه الأرض."
التقى الأسقف أمبروسيوس بالأب روفينيوس الذي يحمل له الإمبراطور اعتزازًا، وفي هدوء قال له: "ليتك تبلغ الإمبراطور أن قراره هذا يهرق دماءً بريئة. أخبره أنه حتى إن برره الناس لا يبرره اللَّه. وليعلم إني لن اسمح له بالدخول إلى المقدسات ولو كانت تكلفة ذلك رقبتي!"
اضطرب روفينيوس جدًا، وأسرع إلى الإمبراطور يبلغه بكلمات الأسقف قبل حلول الكارثة، فهو يعلم ما للإمبراطور من سلطانٍ وما للأسقف من حزمٍ.
كان الإمبراطور قد تحرك بالفعل من قصره متجهًا نحو الكاتدرائية، وإذ استمع إلى روفينيوس لم يتراجع، بل انطلق في طريقه.
رآه الأسقف قادمًا، وفي شجاعة وبخ الإمبراطور على قراره الجاحف. توقع الأسقف ثورة الإمبراطور والتسرع في إصدار حكم ضده، لكن المفاجأة أن الإمبراطور في تواضع قال للأسقف:
"إني لم آت لأكسر قوانين،
لست أدخل إلى المقدسات قسرًا،
إنما أتيت لكي تحل لي قيودي.
لا تغلق باب سيدنا الذي يفتحه أمام كل القادمين بالتوبة".
"كيف أحلها وقرارك المتسرع يسفك دماء بريئة؟...
إن أردت فلتصدر أمرًا بتأجيل قرارك هذا شهرًا حتى يُفحص الأمر بترٍو، وتُمارس العدالة.
فمن يستحق الموت ليمت، ولكن لا يهرق دم بريء.
ليس لدي مانع، فسأفحص الأمر خلال شهر، فقد تسرعت في إصدار المنشور".
حينئذ سمح الأسقف للإمبراطور أن يدخل إلى كنيسة اللَّه. وكما يقول المؤرخ ثيؤدورت أن الإمبراطور إذ دخل صحن الكنيسة لم يقف ليصلي أمام إلهه، ولا ركع لكنه انبطح على الأرض ولم يبالِ بمن هم حوله، وكان يصرخ بكلمات داود النبي: "لصقت نفسي بالتراب فأحيني كقولك".


أخطأ الإمبراطور وكاد أن يسفك دماءً بريئة!
لم يبالِ بكرامة مركزه ولا بسلطانه،
بل بروح الاتضاع فتح أبواب مراحمك.
لم يلم الأسقف على حزمه،
بل لام نفسه على شرها.
اجتذب بصيرتي إلى أعماق نفسي،
فلا انشغل بسلطان زمني،
بل بإعلان ملكوتك فيّ،
اعترف لك بخطاياي،
واثقًا في غنى مراحمك الكثيرة.
هب لي قلب الأسقف أمبروسيوس،
لا أبالي بحياتي الزمنية،
بل بخلاص نفسي وخلاص اخوتي.
أهابك فلا أهاب أحدًا.
أرضيك فلا أطلب رضى البشريين!





رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 18 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 09:45 PM ]


نار في السفن!



مع بداية هذا العام، في أول يناير 1996، انتقلت إنسانة مؤمنة عانت من مرض السرطان قرابة شهرين، كان المرض يجري سريعًا في المخ..
سألت نفسي: "لماذا يسمح اللَّه لكثير من مؤمنيه أن يعانوا خاصة من الأمراض الخبيثة قبل رحيلهم من هذا العالم؟"
يسمح اللَّه بذلك لكي يدرك المؤمن أن رجاءه كله في السماء، فلا يشتهي ما لجسده بل ما لمجده الأبدي. إنه كمن يؤكد لمحبوبه الإنسان أنه يليق به أن يضع يده على المحراث متطلعًا إلى كنعان السماوية ولا ينظر إلى الوراء.
هذا يذكرني بما رواه Green عن المكتشف الأسباني كورتز Cortez أنه رسا بسفنه في Vera Cruz في عام 1519 م ليبدأ غزوه للمكسيك، وكانت قوته الملازمة له صغيره جدًا، تعدادها 700 رجلاً. ما أن نزل رجاله من السفن وانطلقوا إلى الشاطئ حتى أشعل النار بسرعة شديدة في السفن الإحدى عشرة التي كانت في خليج المكسيك.
لقد تعمد حرق السفن التي حملت رجاله، ليروا بأعينهم النار المشتعلة أمامهم، فيتأكدوا أنه لا طريق لهم للحركة سوى الدخول إلي المكسيك لمواجهة الموقف أيا كان دون رجعة إلى سفنهم وهروبهم من المعركة!
هكذا كثيرًا ما يسمح السيد المسيح بتدمير موضع راحتنا الزمنية حتى ندرك أنه لا طريق لنا سوى الدخول في المعركة مع عدو الخير لندخل في السماويات، ولا يرتبط قلبنا بشيء إلا بالتمتع بالنصرة لنوال الإكليل.
كثير ما يسمح اللَّه بإغلاق كل طريق واسعٍ أمامنا حتى نجد أنه لا خيار لنا سوى قبول الطريق الضيق.


أشكرك أيها القائد العجيب والحكيم،
تأتي بي إلى المعركة الروحية،
تأتي بي تحت قيادتك يا واهب النصرة.
تحرق حولي كل السفن فلا أفكر في التراجع.
أجد راحتي ونصرتي فيك لا في سفن العالم.
تدخل بي في مواجهة عدو الخير إبليس،
تخفيني فيك فلا أكون طرفًا في المعركة.
بك وفيك أغلب على الدوام،
إذ وعدتني: ثقوا أنا قد غلبت العالم!



توقف عن الحديث معي، لكي يتحدث مع الجزار!



إذ كان الفلاح العجوز يحرث أرضه اعتاد أن يضع ثورًا وبغلاً معًا يقوما بسحب المحراث.
تكونت صداقة قوية بين الثور والبغل اللذين كانا يمارسان عملهما معًا بكل اجتهاد.
قال الثور للبغل: "لقد تعبنا أيامًا كثيرة في حرث الأرض، ولم يعطنا الفلاح راحة كافية. هيا بنا نلعب دور المريضين ، فيهتم بنا ويريحنا قليلاً."
أجاب البغل:
" لا، كيف نتمارض وموسم الحرث قصير، والأيام مقصرة.
إن الفلاح يهتم بنا طوال العام،
ويقدم لنا كل احتياجاتنا.
لنعمل باجتهاد حتى ننتهي من عملنا، فيفرح الفلاح".
قال الثور:
"إنك غبي وغير حكيم.
لتعمل أنت باجتهاد،
فيستغلك الفلاح،
أما أنا فسأتمارض".
إذ تظاهر الثور بالمرض قدم له الفلاح عشبًا طازجًا وحنطة واهتم به جدًا وتركه يستريح.
عاد البغل من الحرث مرهقًا إذ كان يسحب المحراث بمفرده، فسأله الثور: "ما هي أخبارك؟"
أجابه البغل: "كان العمل شاقًا، لكن اليوم عبر بسلام".
عندئذ سأله الثور: "هل تحدث الفلاح عني؟"
أجاب البغل: "لا".
في الصباح قام الثور بنفس الدور حاسبًا أنه قد نجح في خطته ليعيش في راحة ويعفي نفسه من العمل؛ يأكل ويشرب وينام بلا عمل. وفي نهاية اليوم جاء البغل مرهقًا جدًا. سأل الثور البغل كما في اليوم السابق عن حاله فأجابه: "كان يومًا مرهقًا جدًا، لكنني حاولت أن أبذل جهدًا اكثر لأعوض عدم مشاركتك إياي في العمل". فتهلل الثور جدًا وسخر بالبغل لأنه يرفض أن يتمارض فيستريح معه.
سأل الثور البغل: "ألم يتحدث معك الفلاح بشي عني؟" أجابه البغل: "لم يتحدث معي بشيء، لأنه كان منهمكًا في الحديث مع الجزار". هنا انهار الثور وأدرك أن الفلاح سيقدمه في الغد للذبح، لأنه لا يصلح للعمل بعد".

كثيرًا ما نظن أن راحتنا هي في الكسل والتراخي،
فنتمارض وتعطي لأنفسنا أعذارًا،
ولا ندرك أننا بهذا نعد أنفسنا للذبح.

كثيرًا ما نتلذذ بشهوات الجسد،
ظانين أن ذلك فيه راحة ومكسب،
لكنه تأتي لحظات ندرك أننا كنا نذبح أنفسنا.

لنعمل ولنجتهد الآن، فنحيا ونغلب ونُكلل!




اهرب لحياتك



كان كلب قوي يفتخر بين اخوته الكلاب بقدرته على الجري.
ذات يوم إذ كان يجري وراء أرنب ليقتنصه هرب الأرنب منه ولم يستطع أن يلحق به.
سخرت الكلاب منه قائلة: "أين بطولتك في الجري؟ هوذا أرنب ضعيف استطاع أن يهرب منك ويسبقك في الجري".
صمت الكلب قليلاً، ثم قال لهم:
" لا تنسوا أن الأرنب كان يجري لأجل حياته، أما أنا فكنت أجري من أجل عشائي! "
قد سبق الأرنب الكلب، لأن الأرنب كان يهرب لإنقاذ حياته، أما الكلب فكان يجري ليقتنص الأرنب ويأكله! حينما يكون الجرى من أجل حياتك تحمل طاقات فائقة فلا يستطيع عدو الخير أن يلحق بك ويفترسك.
الهروب قوة وشجاعة، إن أدركنا أن الخطية قاتلة لنفوسنا ومهلكة لحياتنا الأبدية .









لا حاجة لنا إليه!


وُلد جيمز سميثسن James Smithson عام 1765م في فرنسا، وكان ابنًا غير شرعي لدوق إنجليزي مشهور، من سلالة الملك هنري السابع، وذلك من جهة والدته.
كابن غير شرعي حُرم جيمز من الجنسية الإنجليزية ومن التمتع بغنى ميراث والده الحقيقي.
إذ وجد الشاب جيمز نفسه مرفوضًا بذل كل الجهد لينجح في حياته، فصار أحد قادة العلماء الإنجليز وعضوًا في الجمعية الملكية (صار رئيسًا لجمعية القادة العلماء) وذلك في الثانية والعشرين من عمره.
في عام 1829م مات جيمز دون أن يتزوج وقد ترك لابن أخيه ثروة عظيمة، وقد كتب جيمز وصيته عن ميراثه بعد وفاة ابن أخيه.
لقد ظنت الجمعية البريطانية العلمية بأن جيمز قد أوصى بالكثير من ميراثه لحسابها، ولكن إذ نُشرت الوصية صُدم الكل.
كتب جيمز: "كما رفضتني إنجلترا، لهذا أنا أرفضها". وإذ كانت إنجلترا قد دخلت في معركتين خطيرتين مع ولاياتها الثائرة ضدها في أمريكا فلكي يعلن جيمز استخفافه الشديد بمن أساءوا معاملته قدم كل ما يملكه لحساب الحكومة الأمريكية لتأسيس معهدٍ علميٍ في هذه الدولة الناشئة. وقد صارت هذه المؤسسة لها شهرتها العظيمة في العالم.
لقد أخطأت إنجلترا خطأ فاحشًا حينما استخفت بهذا الشاب لأنه وُلد غير شرعي، وقد ظنت أن لا حاجة لها إليه، فخسرت الكثير .
ليتنا لا نستخف بإنسان ما أيا كانت إمكانيته أو وضعه...
من أروع العبارة التي كنت أسمعها من المتنيح أبينا القمص بيشوي كامل: "الكنيسة تحتاج إلى ظافر كل طفلٍ". هكذا كان يقدر أبونا كل نفسٍ، ولا يحتقر أحدًا من الأصاغر!
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إن شعر جفن العين أو حاجب العين لا يساوي شيئًا، إن نزعناه لا يستحق إلا أن يُلقى في سلة المهملات، ومع هذا فالجسد كله بوجه عام، والعين بوجه خاص، يحتاج إلى هذا الشعر. فبدون شعر الجفن أو الحاجب يفقد الجسد جماله ككل وتتعرض العين للخطر! فإن كنت عينًا لا تحتقر الجفن الذي يحميك ولا الحاجب الذي يكسبك جمالاً..





جنون واعظ


لاحظ الواعظ الأمريكي Rowland أنه غالبًا ما كان يُتهم بالجنون وعدم الواقعية لأنه يتحدث كثيرًا عن الأبدية، خاصة عقاب الأشرار الأبدي، الأمر الذي لا يقبله كثير من الأمريكان المعاصرين.
إذ يريد الإنسان تسكين ضميره وهو يرتكب الخطأ يحاول تسفيه من يتحدث عن نار جهنم والعذابات الأبدية بكونها عقائد قديمة تحمل روح الخوف وتحطيم النفس.
كثيرًا ما كان يروي هذا الواعظ لسامعيه القصة التالية:
إذ كنت أسير في طريق صخري منحدر سمعت فجأة أصوات بشرٍ تصدر عن حفرة صخرية على جانب الطريق. في حذرٍ شديدٍ سرت نحو الصوت وإذ بي أجد ثلاثة رجال كادوا أن يُدفنوا تمامًا في الحفرة الصخرية. لم أشعر بنفسي سوى انني أصرخ وأستغيث بأعلى صوتي، وكانت المدينة على بعد حوالي الميل... سمع البعض صراخي فأسرع كثيرون إليّ فوجدوني استغيث، ولا حول لي ولا قوة على إنقاذ الرجال.
بذل الناس كل جهدهم حتى أنقذوا الرجال، وكنا جميعًا فرحين متهللين.
لكن ما يدهشني انه لم يتهمني أحد بالجنون حين رأيت ثلاثة رجال يدفنون أحياء فكنت أصرخ وأستغيث، بينما كثيرًا ما يتهموني بذلك وأنا أرى جماهير الخطاة ينحدرون إلى الموت الأبدي ويهلكون ، وها أنا أصرخ كي يهربوا إلى السيد المسيح، الطريق الإلهي لكي لا يهلكوا .

حقًا كثيرًا ما يسخرون منا حين نهتم بخلاص اخوتنا كما سخر الشعب وكل القيادات بإرميا النبي القائل:
"لأني كلما تكلمت صرخت،
ناديت: ظلم واغتصاب.
لأن كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرة كل النهار.
فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد.
فكان في قلبي كنارٍ محرقةٍ محصورة في عظامي،
فمللت من الإمساك ولم أستطع" إر8:20،9.






تجري القوانين في الطرق التي يشتهيها الملوك!


إنه مثل أسباني قديم Alla reyes van leyes do quieren يعني أن الإنسان يستخدم سلطانه في تحقيق مآربه تحت ستار استخدامه للقوانين أيا كان نوعها.
وراء هذا المثل قصة واقعية ترجع إلى بدء القرن الثاني عشر حيث كان يلزم أن يقرر الملك الفونسو السادسAlfonso VI إن كانت دولته تستخدم كتاب القداس الغوصي أم الروماني. لقد أعلن أنه سيلقي بالكتابين في النار، فالكتاب الذي لا يحترق يُستخدم. وإذ لم يحترق الكتاب الغوصي وكان يريد الملك استخدام الكتاب الروماني ألقى بالغوصي مرة ثانية في النار فاحترق، عندئذ أعلن أن دولته تستخدم الكتاب الروماني. وبسبب هذا انتشر هذا المثل بين الأسبان وصارت له شعبيته .
إنه مثل يكشف ليس فقط عن سوء استخدام بعض أصحاب السلطة لمراكزهم في وضع قوانين تتناسب مع تحقيق أهوائهم أو في تفسير القوانين حسب ميولهم الشخصية، إنما يكشف عن الأنا ego في حياة الإنسان، حتى في تعامله مع اللَّه.
في كل صلواتنا نقول:" لتكن إرادتك لا إرادتنا"، لكننا نبقى نلح في صلواتنا لكي يتمم اللَّه إرادتنا الذاتية. كثيرًا ما نصمم على الطريق الذي نسلك فيه تحت ضغط إرادة شهوات الأنا أو الجسد، ونحاول أن نهبه مسحة دينية، مقدمين كل تبرير ممكن.




إنه لا يهينني!


في إحدى زيارتي للعائلات بسانتا مونيكا، كاليفورنيا، إذ وقفت بالسيارة جاء الصبي يلتقي بي متهللاً ووراء كلبه الصغير الذي كان يلعب معه في الحديقة أمام المنزل.
- أراك مسرورًا بالكلب!
- نعم، إني أحبة جدًا... ألعب معه ويلعب معي.
- ماذا دعوته؟
- لاكي Lucky، وقد نسبته إلى اسم العائلة Surname.
- هل تحبه أكثر من أختك؟
- بالتأكيد!
- هل تحبه أكثر من زملائك في المدرسة؟
- نعم، فهو لا يهينني. لا يقول لي: "أنت سمين You are fat" كما يفعل زملائي ويهينوني...
خرجت كلمات الصبي من أعماق قلبه وهو مرّ النفس. لقد وجد في كلبه الصغير الحب، يعطيه أغلب وقته ليلعب معه، الأمر الذي لا يقدمه له أفراد أسرته. يداعبه ويعبِّر بطريقة او أخري عن فرحه به ولا يهينه كما يفعل زملاؤه. لقد أشبع الكلب الصغير احتياجات صبي صغير الأمر الذي لم يقدمه له أسرته ولا زملاؤه!
قلوب كثيرة تحتاج إلى حبك لتعطيها من وقتك ورقتك، ولا تجرح مشاعرها ولو على سبيل المزاح!


هب لنا يا رب أن نشبع قلوب اخوتنا بالحب،
فلا يطلبونه من كلب أو قطٍ،
ولا يستجدونه بطريقٍ أو آخر!
املأنا بعمل روحك المفرح،
فنفيض بالتهليل على اخوتنا.
لا تخرج من فمنا كلمة جارحة،
ولا تصدر عن ملامحنا حركة فيها سخرية.
هب لنا أن نحترم كل نفسٍ بشرية.
وألا نستخف بطفلٍ أو رضيعٍ،
يا من تحملنا في أحضانك الأبوية.





ماذا تقول الحائط لأختها؟


في جوٍ مملوء حبًا ولطفًا اعتاد الأب أن يجلس مع ابنه الوحيد بعد العشاء يتسامران ويتناقشان في أمورهما اليومية.
كان الابن، الصبي الصغير، يشعر أن هذه الفترة هي أسعد لحظات عمره، فينتظر نهاية العشاء ليجلس مع أبيه ويتحدث معه بصراحة وفي جوٍ روحي مبهج.
في إحدى الأمسيات، أراد الابن أن يروى لأبيه بعض الطرائف، فقال له: "حاول أن تعرف ماذا تقول الحائط لأختها الحائط؟"
بابتسامة حاول الأب أن يهرب من الإجابة فقال لابنه: "لا أعرف، اخبرني أنت ماذا تقول كل حائط لإختها". أجاب الابن: إنها حتمًا تقول لأختها: "هلم نلتقي معًا عند الزاوية التي تربطنا معًا وتوًّحدنا" .
صمت الأب قليلاً ثم قال لابنه:
"كلامك حق، وكان يجب أن أعرف الإجابة.
إنه يليق بكل مؤمن حقيقي أن يقول لأخيه:
هلم نقترب معًا نحو حجر الزاوية ربنا يسوع المسيح،
ففيه وبه نتحد معًا!
هو يسندنا معًا ويوحدنًا، لنصير بيت اللَّه الحي!"


كلما أقترب إليك يا حجر الزاوية المرفوض،
أقترب إلى اخوتي،
وأصير معهم واحدًا فيك!

بدونك أصير وحيدًا،
أشعر بالعزلة عن اللَّه والناس،
حتى إن التف الكل حولي.

بك أشعر بالدفء،
حتى إن تركني الكل!

بروحك القدوس اجذبني إليك،
فأجري مع اخوتي إليك،
نفرح ونتهلل بك،
يا سعادة نفسي.





بنات النجار


استمع أستاذ أمريكي لواعظ يتحدث عن الأخوَّة العامة، حيث كشف الواعظ عن حب اللَّه الفائق للإنسان، واشتياقه أن يضم البشرية كلها معًا كاخوة وكأبناء اللَّه الواحد. وإذ كان هذا الأستاذ يؤمن بخلاص كل البشر مع تجاهل إيمانهم ، الفلسفة التي انتشرت في هذا القرن في الأوساط الغربية فأعطت نوعًا من الميوعة من جهة الإيمان. إذ يتساءل الكثيرون: هل تظن أن اللَّه يُهلك هؤلاء الملايين من الملحدين؟ هل ستهلك أمم بأسرها لأنهم بوذيون؟ الخ.
أراد الأستاذ الأمريكي أن يحرج الواعظ ، فدخل معه في الحوار التالي:
- أليس كل جنس البشر هم سلالة آدم وحواء؟
- نعم هم أبناء آدم وحواء.
- أليس اللَّه هو خالق آدم وحواء؟
- اللَّه هو خالقهما.
- إذًا حتمًا كل البشر هم أبناء اللَّه لأنهم صنعة يديه.
عندئذ أشار الواعظ إلى الكراسي التي بالقاعة وسأل الأستاذ الأمريكي:
- من الذي صنع هذه الكراسي.
- نجار بالمنطقة يدُعى ( فلان).
- هل هذه الكراسي هي أبناء أو بنات النجار؟
- حتمًا لا.
عندئذ قال الواعظ:
- إنها ليست بنات النجار لأنها لا تحمل حياته فيها. هكذا ليس كل إنسانٍ هو ابن اللَّه، إنما الذي يحمل حياة اللَّه فيه، حتى إن دُعي مسيحيًا ويمارس بعض العبادات.

تذكرني هذه القصة بما حدث منذ أكثر من عشرين عامًا حين وقفت بجوار المتنيح القمص ميخائيل سعد في فناء كنيسة القديس مارمرقس بالإسكندرية وبنظرة أبوية تطلع إلى أحد الفراشين، وكان واقفًا بجوار باب الكنيسة.
تقدم الأب الكاهن نحو الفراش وبحنو سأله عن حياته الروحية فشعر أنه لا يتمتع بشركة حية مع اللَّه، لا في صلواته ولا في قراءته للكتاب المقدس أو توبته أو اعترافه أو تناوله الخ. هزَّ الكاهن رأسه بحزنٍ شديدٍ وهو يقول للفراش:
أنا حزين يا ابني لأن خلاصك ثمين.
إنك تقف عند باب الكنيسة لكنك لا تدخل بروحك فيها.
إنك تشبه النجارين والحدادين والعمال الذين صنعوا الفلك في أيام نوح.
دخل نوح الفلك ومعه زوجته وأولاده ونساؤهم،
وأيضًا الحيوانات الطاهرة والنجسة والطيور،
أما النجارون والعمال فلم يدخلوا.
صنعوا الفلك لمن يتمتعوا به، أما هم فحرموا أنفسهم من الخلاص.]


هب لي يا رب أن أسأل نفسي: هل أنا بحقٍ ابن لك؟
هل أحمل حياتك مستترة في داخلي؟
اسمي المسيحي لن يشفع فيّ.
معموديتي لن تخلصني إن كنت قد أهمل ت نموي فيك.
عبادتي تدينني أمام عرشك الإلهي!

ليعمل روحك القدوس في أعماقي،
ليبكتني على خطاياي فأتوب، وأعترف بكل ضعفاتي.
ليعلن لي بهجة خلاصك، فأتمتع بحياتك في داخلي.
وأعيش كما يليق بابن للَّه!




الألف والياء


تطلع مارك الصغير إلى مكتبة أبيه فوجد الموسوعة الأمريكية بمجلداتها الضخمة. قال الابن لأبيه: "من أين جاء كاتبوا هذه الكتب بحروف ليملأوا عشرات الآلاف من الصفحات بأبحاث ودراسات يشتاق الكثيرون أن يقرأوها؟" ابتسم الأب وقال لابنه: "إن كل هذه المجلدات لا تحوي إلا 26 حرفًا إنجليزيًا. بهذه الحروف سجل لنا العلماء هذه الموسوعة القيَّمة".
وإذ كان الابن مندهشًا، قال له الأب: "يسوع المسيح دعا نفسه الألف والياء، فإننا إذ نقرأ سفر الحياة نجد أسماء المتمتعين بالميراث الأبدي، هؤلاء جميعهم في المسيح يسوع وليس أحد خارجًا عنه! إنه الألف والياء الذي به تُسجل أسماؤنا في سفر الحياة!

هب لي أن أختفي فيك،
فتنقش اسمي على كفك الإلهي،
وتسجله في سفر الحياة!
أنت هو الألف والياء،
بدونك لا يُكتب اسمي في السماء!









يتببببببببببببببببببببع

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 19 )
milano kaka
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 20728
تاريخ التسجيل : Mar 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,267
عدد النقاط : 10

milano kaka غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-26-2009 - 01:21 AM ]


الله ع المجموعة الاخيرة
ميرسى كتير يا نهى ع تعب محبتك ومجهودك الرائع
بس انا عاجز عن اى كلمة شكر

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 20 )
عماد حسنى
شاعر المنتدى
رقم العضوية : 624
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 9,092
عدد النقاط : 34

عماد حسنى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-26-2009 - 06:34 PM ]


فعلا مجهودك اكتر من جبار
ربنا يعوضك على الموسوعه الكبيره الحلوه جدا جدا دى
لازم هانرجع للموضوع ده كتير
الف الف شكر يا نهى

رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احلى عيد ميلاد لاحلى بنوتة nermos1982 منتدى مناسبات الاعضاء 31 01-22-2010 08:14 PM
احلى هدية لاجمل نانا قصدى بنت الراهب الصامت emmmy منتدى مناسبات الاعضاء 11 12-23-2009 12:39 AM
الموضوع دة عبنى فى منتدى وقلت اجبهلكم بعنوان بكرة احلى سيزر الروش القسم الادبي 5 09-26-2009 01:48 PM
انا جديد معاكوا فى احلى منتدى دينى جميل kero ch منتدى مناسبات الاعضاء 10 09-13-2009 08:13 PM
مساء الخير على احلى اعضاء وعلى احلى مشرفين واداريين على احلى منتدى دينى مسيحى kero ch منتدى مناسبات الاعضاء 5 08-18-2009 03:50 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 01:40 AM.