هل يفارق الروح القدس الإنسان ساعة الخطية ويعود إليه في التوبة ؟ 10 – الروح القدس لا يفارقنا ولا بالموت – قيامتنا بقوة الروح القدس بقلم القديس مار فيلوكسينوس
تحت عنوان لا تطفئوا الروح
وفي حالات خاصة لبعض القديسين يقوم بعمل المعجزات ، وذلك حتى بعد نياحتهم ، لأن عظام الأبرار ، أي الرسل والشهداء وكل القديسين ، على الرغم من أن الحياة الطبيعية ليست بعد فيهم بسبب الموت ، فإن الروح القدس يظل في هذه العظام وهو الذي يقوم بالمعجزات الباهرة فيهم ، وحتى الأرواح الشريرة تصرخ بمرارة عندما يعاينون قوة الروح ، كما أن الأمراض تُشفى . وفي القيامة عندما تعود النفوس إلى أجسادها تجد الروح القدس فيها ، فهو لا يُفارق الأجساد بالمرة ، ولا يفعل ذلك منذ الوقت الذي قبلوا فيه الروح في مياه المعمودية .
وعلاوة على ذلك فإن قيامنا من الأموات سوف تتم بقوة الروح القدس الذي ينا . ولأن الروح القدس في المؤمنين فحتى عندما يموتون ، فإن موتهم لا يُدعى " موتاً " وإنما " راحة " . حسبما يقول الرسول بولس : " يا إخوتي أريد أن تعلموا هذا كي لا تحزوا من جل الراقدين مثل باقي الناس الذين لا رجاء لهم " ( 1 تس 4 : 13 ) .
وحين يموت مؤمن مُعمد ، حتى لو كان قد أخطأ خطايا عديدة بعد المعمودية (1) ، فإنه إذا مات في الإيمان ، فعندما تفارق نفسه جسده ويموت الموت الطبيعي ، فإننا نحمل جسده إلى القبر ونعامله كحي نائم . والسبب في ذلك واضح وهو أن الروح القدس الذي أخذه عندما وُلِدَ الولادة الثانية من رحم المعمودية لم يفارقه . ولقد قال ربنا يسوع : " إن كان أحد لا يولد مرة ثانية من الماء والروح فلا يقدر أن يدخل ملكوت السموات " ( يو 3 : 5 )
- يتبــــــــــــــــــع -
____________________
(1) طبعاً لا يتكلم هنا عن حياة الانحلال ولا يقصدها إطلاقاً ، لأن لا يوجد مؤمن مُنحل ، لأن الخروج عن منهج الإيمان ليس بإنكاره إنما برفض عمل الروح القدس في القلب ، ورفض حثه على التوبة ، هنا الإنسان لا يستفيد من حضور الروح القدس في قلبه ويطفئه بعدم رضا قبول التوبة ، وبذلك تنقطع حياة الشركة ، وهي حالة تُسمى إحزان الروح القدس التي يُمكن أن تؤدي إلى إطفاءه ( كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم – عظة 11 على 1 تس 5 : 19 )