تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



أقوال الأباء وكلمات منفعة كل ما يفيدنا فى حياتنا من اقوال وكليمات منفعه

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


الخير والشر

ثمـة خطأ سائد عند الناس يجـعـل الله خالـقا مبدأي الخير والشر، وكأن الله خلق الانسان ووضعه امام خيارين: إما أن يختار الخير وله الثواب، او أن يختار الشر وله العقاب.

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
1مايكل
ارثوذكسي متقدم
1مايكل غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 865
تاريخ التسجيل : Jul 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 333
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : 1مايكل is on a distinguished road
RG6 الخير والشر

كُتب : [ 07-04-2007 - 08:22 PM ]


ثمـة خطأ سائد عند الناس يجـعـل الله خالـقا مبدأي الخير والشر، وكأن الله خلق الانسان ووضعه امام خيارين: إما أن يختار الخير وله الثواب، او أن يختار الشر وله العقاب. إنْ هذا الا تبسيط لحقيقة ساطعة، هي أن الله خلق الانسان صالحا على صورته. ولكن الانسان، جَحوداً، يختار الابتعاد عن الصلاح فيعمل الشر، الذي ليس سوى انعدام الخير، فالخير وحده ذو جوهر بالحقيقة، وعدمه هو الشر، اي أن الشر لا جوهر له.



يتّفق على هذا القول جلّ الآباء؛ فيقول القديس يوحنا الدمشقي (+750) في كتابه الثمين "المائة مقالة في الإيمان الارثوذكسي"، بعد أن يؤكد أن الله خلق كل شيء حسنا جداً: "إن الشر إنْ هو الا فقدان الخير وبعاد عمّا هو بمقتضى الطبيعة الى ما هو ضدّ الطبيعة". معنى هذا أن الله خلق الانسان بطبيعة صالحة تعمل الخير، واذا صنع الانسان الشر، فهذا يكون ضدّ الطبيعة الحقيقية للانسان. الشرير، اذا، هو انسان شاذّ غير طبيعي، لانه يسلك بخلاف طبيعته. ويتابع القديس الدمشقي مستنتجا: "فليس الشر جوهرا، إنْ هو الا عرضٌ اي تحويل طوعي مما هو بمقتضى الطبيعة الى ما هو ضد الطبيعة. وهذا ما نسمّيه الخطيئة". فاعل الكبيرة او الخطيئة يقمع طبيعته الأصليّة التي خلقها الله وجعلها فيه، فيختار العمل بعكس ما هي مجبولة عليه، لذلك يكون عمله ضدّ الطبيعة وضدّ الله الذي خلقها.

ويعرض الدمشقي في مكان آخر موضوع الفضيلة التي زرعها الله في الانسان الذي بحريته اختار الانحراف عنها، فيقول: "إن الفضيلة زُرعت في طبيعتنا من قِبل الله الذي هو نفسه بدء كل صلاح وعلّته، وبدون مساعدته ونجدته لا يمكننا أن نريد الصلاح او أن نعمله. وأن في استطاعتنا اما أن نستمر في الفضيلة وأن نتبع الله الذي يدعونا اليها، وإما أن ننحرف عن الفضيلة -وهذا يعني أن نصير في الرذيلة- ونتبع الشيطان الذي يدعونا اليها بدون اغتصاب". اذاً، الشر والرذيلة ليسا سوى انحراف ضدّ الطبيعة التي خلقنا الله عليها. ويتابع قائلا: "وما الرذيلة الا الابتعاد عن الخير، كما أن الظلام هو زوال النور". اما العودة الى طبيعتنا فتتم بالتوبة الى الله، اي انها "عودة عمّا هو ضد طبيعتنا الى ما هو بحسب طبيعتنا".

ثم يطرح الدمشقي سؤالا أساسيا: "ما السبب في خلق الله مَن يعرفهم سيخطأون ولا يتوبون؟"، وهو نفسه يجيب بالتأكيد أن الله يعرف مصير كل انسان وكل خليقة من حين إخراجها من العدم الى الوجود، الا انه يريد من الانسان أن يقضي على الشر، وذلك لانه "اذا كان الذين سيوجدون بسبب صلاحه تعالى يمنعهم عن الوجود أنهم سيصيرون اشرارا برضاهم، فيكون الشر قد غلب صلاح الله". المعركة الحقيقية هي تلك التي تقوم بين الانسان ذي الإرادة الحرّة وبين الشهوات التي تقوده الى الشر. الانسان هو المدعو الى القضاء على كل ما يجره الى الابتعاد عن الصلاح. الله يحترم حرية الانسان، وهو يريد أن يختار الانسان البقاء معه بهذه الحرية، لذلك لا يتدخل في منع وجود الأشرار.

إن الله لا يريد الشر لكنه يسمح به، احتراما منه لحرية الانسان. فيقول القديس الدمشقي: "إن الأمور التي هي في استطاعتنا، بعضها صالح ويشاؤه الله عن تصميم ورضى، وبعضها طالح وشرّ في الحقيقة ولا يشاؤه الله لا سابقا ولا لاحقا، انما يتركه لحريتنا". ولا يجوز نسبة مسؤولية أعمال الانسان الى قوة خارجة عن إرادته، فالانسان ليس آلة مبرمجة مسبقا، وغير صحيح أن لا حَوْلَ له ولا قوة على مجابهة الخيارات التي تنشأ أمامه. ويؤكد القديس نفسه "انه لا يجوز تسجيل الأعمال القبيحة والظالمة على الله، ولا على القضاء، ولا على القدر، ولا على الطبيعة، ولا على الحظّ، ولا على الفطرة"، ويختم هذه الفكرة بقوله: "وعليه بقي أن الانسان، اذا عمل او صنع، فهو مبدأ أعماله الخاصة، وهو حر". اذاً، كل انسان مسؤول عن أعماله، أكانت صالحة ام شريرة.

ايّ دور للشيطان في هذا؟ يقول القديس الدمشقي إن الشيطان هو ابو الشر وهو الذي أوجد الخطيئة. كيف تّم ذلك؟ يجيب قديسنا: "هو، كما خلقه الله، لم يكن شريرا بل صالحا، لأن الخالق قد صنعه ملاكا منيرا بهيا وحرا. وقد ابتعد هو برضاه عن الفضيلة التي هي بمقتضى الطبيعة، وصار في ظلمة الشر، مبتعدا عن الله الصالح وحده والمحيي والمُطْلِعِ النور". يبقى أن الانسان الذي ينقاد الى مغريات الشيطان هو وحده المسؤول عن الخطيئة التي يرتكب، وهو وحده سيدفع ثمنها. ويصح هنا القول بأن "ولا تَزِرْ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى".

يعتبر القديس مكسيمُس المعترف (+662) أن الانسان ليس مكرها على الاتحاد بالله، فهو حرّ وحريته "التي هي صورة الله فيه" تعطيه الإمكانية بأن يرفض الله ويذهب تاليا الى الجحيم، او أن يتحد بالله ويحيا الى حياة أبدية. فطالما دامت لنا الحياة الدنيا طالما كان لنا الخيار بأن نكون مع الله او ضده. واذا شئنا في الختام أن نميز بين البشر، نستطيع القول إن الانسان "الطبيعي" هو الذي يتوق الى الله، اما الانسان "غير الطبيعي" فهو الذي يتوق الى الشر ويعمله.



مايكل:36_3_16:



رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 07-04-2007 - 11:51 PM ]


موضوع حقيقي رائع وفي منتهى الأهمية
لأن الشر ليس له كيان أو وجود إلا في من يرضى به ويعمل له كيان بفعله الخاص والتواء قلبه

فالشر هو عدم الخير والظلمة ، أي غياب النور الحقيقي عن النفس
والشر لم ولن يكون مزروع فينا ، بل هو كالزوان وسط الحنطة ممكن أن بتنقى من داخلنا ويتلاشى باشراق النعمة على القلب ، فيكفي أن نقترب من النور الحقيقي ربنا يسوع المسيح فتتبدد الظلمة التي ليست إلا هي حالة غياب النور

غنى النعمة ووافر السلام لشخصك الحلو
حقيقي يا احلى غالي من أروع ما وجدت في المنتدى
موضوع رائع عن صدق وحق

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
1مايكل
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 865
تاريخ التسجيل : Jul 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 333
عدد النقاط : 10

1مايكل غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 08-21-2007 - 09:31 AM ]


شكراا ليك


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
kiko
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 17
تاريخ التسجيل : Apr 2007
مكان الإقامة : stdemiana-avatomas.net
عدد المشاركات : 2,435
عدد النقاط : 11

kiko غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 08-21-2007 - 10:41 AM ]


\حلو جدااااا ربنا يبارك حياتك

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
كاترين
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 826
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,960
عدد النقاط : 10

كاترين غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 08-21-2007 - 11:16 AM ]


راااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ئع
ربنا يعووووووووووووووووووووووو ضك


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
1مايكل
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 865
تاريخ التسجيل : Jul 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 333
عدد النقاط : 10

1مايكل غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 08-21-2007 - 11:21 AM ]


شكراا ليكو


رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
font, داخلنا, بل, حالة, حقيقي, حلو, حياتك, احلى, الشر, الحقيقي, الخاص, الخير, السلام, التي, المسيح, المنتدى, القديس, القلب, النعمة, النور, النفس, ربنا, رائع, جدااااا, أروع, أو, عدم, على, عن, ،, غياب, صدق, size, ما, ممكن, منتهى, موضوع, له, ليس, ليست, نقترب, هو, هي, وجدت, وجود, وسط, يبارك, يسوع, يكون, فينا

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخير كثيراً ما يغلب الشر Stray sheep عظات قداسة البابا شنودة الثالث 2 03-13-2011 08:04 PM
كلمه مساء الخير مادونا نبيل القصص النصية 14 11-26-2009 01:22 PM
هل كانت شجرة معرفة الخير والشر في حواء ؟! الزملكاوى البرنس مناقشات دينية وروحية 1 11-14-2009 04:06 AM
معاااااااكل يوم تابع الخير الاسمى firygorg التأملات الروحية والخواطر الفكرية 4 06-26-2009 04:03 PM
مساء الخير ياسيدى Nana_English القصص النصية 2 03-30-2009 12:05 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 09:16 AM.