أقدم أعظم تحية لأجمل إخوة رائعين في جمال جوهرهم الخاص أحباء يسوع
مصحوبة بسلام الله العميق الذي وهبنا إياه حسب قوة حبه المتســـــــــــــــــع
طالباً من الله لكم جميعاً ثبات في حق الإنجيل الذي هو موضوع خلاصنــــــا
يسعدني دائماً مشاركتكم الحلوة في المنتدى التي دائماً ما تعكس روح الشباب وفرح المحبة التي فيكم وبينكم ، فأنا دائماً متابع حركة الكتابة ، حتى ولو لم أعلّق على بعض الموضوعات مكتفياًً بقراءتها بكل مثابرة وتأني ، وبعضاً من الكتابات أجدها مكررة من عناوينها وأيضاً من أول سطرين فيها فاعبر عليها بلا تعليق ...
ولكني بأكثر تدقيق أريد أن أعلّق كتعليق عام على معظم الموضوعات الموضوعة ، ليس على صفحات المنتدى فقط بل كصورة عامة في جميع المنتديات بل وعلى مستوى التعامل الشخصي ، والمجتمع ككل !!!
من وجهة نظري أننا اليوم في معركة حقيقية مع الأمية !!!
وطبعاً لا أقصد بالأمية معرفة القراءة والكتابة ، ولكن قصدي أمية المصطلح وأمية الممارسة وفقر الفكر ، وانكماش المعرفة في إطار ضيق ، والتلقي المبهم من موضوعات مكتوبة ، وقد تم تناقلها بلا وعي أو إدراك أو فهم حسب المعرفة الحقيقية !!!
فمثلاً لو أتينا من الجانب الروحي واللاهوتي والكنسي ، فسنجد – بصراحة تامة – أن الكثيرين من الأكليروس والشعب يتممون الأسرار المقدسة بلا إدراك فعلي عميق على مستوى خبرة حضور الله كشخص حي وحضور محيي ، بل وأيضاً غير دارسين أو مُلمين لكل جوانبها حسب الكتاب المقدس وآباء الكنيسة ، وجميعهم يفسرون كلمة الله ويشرحون الأسرار حسب فكرهم وأحاسيسهم الشخصية ، رغم أنهم أميين فقراء حسب الروح ، وحسب الدراسة ، بل وحياة الخبرة العميقة مع الله الحي ، لذلك يصنفوا بأميين لم يتعلموا بعد حسب الحق والقواعد الكنسية الأصيلة !!!
ومن جهة الشعب عموماً – والشباب على الأخص - فقد تفشت فيه أمية جعلته عجين لين جداً عند أهل الثقة لا العلم ، فيشكله كل من هب ودب بسهولة جداً ويوجهه كما يشاء من جهة التعليم والفكر ، وأبسط دليل على ما أقول هو تناقل الموضوعات حتى لو فيها أخطاء عقائدية أو حتى إملائية غير واضحة ومبهمة ، وأيضاً دليل أهم وهو المعجزات التي انتشرت بشكل خاطئ جداً وعكس الكتاب المقدس وفكر الكنيسة المستقيم التي استلمته جيلاً بعد جيل ، والشعب مصدق بسبب أميته الروحية والكنسية ، التي تجعله يصدق كل ما يقوله أهل الثقة ، رغم من أنه لا يمت بصلة للكنيسة أو آباءها القديسين !!! ، بل انحرف الجميع عن مفهوم القداسة الأصيل في الكتاب المقدس وفكر آباء الكنيسة ، وتصوروا أن صنع المعجزات هي إظهار قداسة صانعها وأنه قريب جداً من الله ، وهو من يتكلم بالحق والصدق ، والله يعمل من خلال فمه ويداه !!!
عموماً بدون تطويل:
كل ما أريد أن أقوله في النهاية ، أني أدعوكم لكي ما نفتش الكتب ونعرف قوة الله ، ولا أحد يظن أنه معفي من أن يعرف ، ويتحجج بحجج وبراهين واهية كما نسمع وهو أن من كثرة المعرفة يزداد غماً أو هماً ، أو من يعرف كثير يدان أكثر ، ولكن أقول من لا يريد أن يعرف يدان أكثر بكثير من الذي يعرف ...
ولا يقول قائل : أن من كثرة المعرفة ممكن الإنسان يصاب بالجنون ، هذا محض افتراء لا دليل له من الصحة ، لأن القديس بولس الرسول وكثيرين من الرسل لهم علم واسع وعميق جداً ، بل أيضاً كثير من آباء الكنيسة أمثال القديس أثناسيوس الرسولي والقديس كيرلس الكبير ... الخ الخ ...
ولنا أن نصغي لكلمة الله ، فمكتوب :
الثور يعرف قانية و الحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم (اش 1 : 3)
لذلك سبي شعبي لعدم المعرفة و تصير شرفاؤه رجال جوع و عامته يابسين من العطش (اش 5 : 13)
قد هلك شعبي من عدم المعرفة لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي و لأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضاً بنيك (هو 4 : 6)
فأجاب يسوع و قال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله (مت 22 : 29)
فأجاب يسوع و قال لهم أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله (مر 12 : 24)
أحباء يسوع والكنيسة أنكم مدعوون من الله أن تعرفوه وتتذوقوا قوة الله ، وخبرة الحياة معه بعمق وآصاله ، ولا تتركوا أنفسكم بلا معرفة أو فهم ، فلا تسكتوا ولا تدعوه يسكت حتى يسلمكم بالروح القدس روح المعرفة والفهم ، حتى لا تتخبطوا في الظلام الدامس بعيداً عن إشراق نور الحياة في المسيح يسوع الذي له كل مجد وإكرام إلى الأبد مع أبيه الصالح والروح القدس آمين