تابع - شرح قانون الإيمــــــــان للقديس كيرلس الكبير عامود الدين
مصباح الأرثوذكسيــــــــة المضيء
(11)
وهكذا تأنس الكلمة دون أن يفقد ما هو عليه ، فظل الله عندما ظهر في شكلنا . وبالإضافة إلى ذلك نحن لا نعتقد أن المسيح هو إنسان صار بعد فترة إلهاً ( كهرطقة نسطور ) ، وإنما هو الكلمة أي هو الله وقد صار إنساناً . وهذا يعني أننا نعترف إنه الإله والإنسان في آنٍ واحد .
أما الذين يقسمونه إلى ابنين والذين يدعون أن الله الكلمة اتصل بإنسان من نسل داود وأعطاه بسبب هذا الاتصال شركة في كرامته ورتبة بنوته وجعله يُصلب ويموت ويقوم ويصعد إلى السماء ويجلس عن يمين الآب لكي تعبده كل الخليقة لأنه بشكل رمزي أخذ الكرامة الإلهية ، فكل الذين يدعون هذه الأمور ويتخيلون وجود ابنين إنما ينتهون إلى جهل وتعطيل غاية السرّ ( أي التجسد ) .
فالمسيح – كما قلت – لم يصبح إلهاً بعد أن كان إنساناً ، ولكنه الكلمة الذي هو الإله ، تجسد وتأنس ، ويؤكد هذا قول الرسول بولس بأنه أخلى ذاته لأنه بطبيعته الذاتية له ملء اللاهوت الذي يجعلنا نعترف به كإله .
فهو ليس واحد من الخليقة التي نالت الملء بعد أن كانت فارغة وإنما هو الذي تواضع وجاء من العلو الإلهي والمجد الذي لا ينطق به . وأيضاً أنه ليس إنسان متواضع وارتفع إلى المجد الإلهي ، وإنما هو السيد الحرّ الذي أخذ صورة العبد .
إنه لم يكن عبداً ارتفع إلى مجد الحرية ، ولكنه إذ كان في صورة الآب وله ذات المساواة مع الآب صار في شبه الناس ، أنه ليس إنساناً صارت له شركة في غنى التشبه باللاهوت ( أي ليس مجرد إنسان خُلِقَ على صورة الله – تكوين 1 : 26 )
شرح قانون الإيمان للقديس كيرلس الكبير
للدخول على الجزء العاشر فقرة 14
أضغط هنـــــــــــــــــــــــ ـــا