ماذا تعرف عن غملائيل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
غملائيل اسم عبري معناه ثواب أو مكافأة الله ، فهو نفسه الاسم جملئيل (عد 1 :10 ،2: 20 ،7 :54 و59، 10 :23 ) . وغمالائيل رجل فريسي معلم للناموس ، ومكرَّم عند جميع الشعب ( أع 5 :34 –40 ) . وهو غمالائيل الأول ابن سمعان ، وحفيد المعلم الشهير هليِّل . وكان يشغل مركزاً رفيعاً في المجلس اليهودي ( السنهدريم ) . وهو أول من أُطلق عليه لقب ربوني ( في صيغة الجمع ، أي معلِّمنا ) . وكان في وقت من الأوقات المستشار الديني الرسمي لعائلة هيرودس . وتبدو أهميته فيما جاء بالتقليد اليهودي ( المشنا ) : منذ أن مات معلمنا غمالائيل ، اختفى مجد الناموس وماتت الطهارة والتعفف .
وكان غمالائيل يحمل طابع مدرسة هليل في نظرته المتحررة إلى شرائع السبت والزواج والطلاق . وفي الأصحاح الخامس من سفر أعمال الرسل . عندما ألقى القبض على الرسل ، وجاءوا بهم للمحاكمة قاصدين الحكم عليهم بالإعدام ، قام غمالائيل وأمر أن يُخرج الرسل قليلاً . ثم قال لهم : أيها الرجال الإسرائيليون ، احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا . لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلاً في نفسه إنه شيء . الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمائة ، الذي قُتل ، وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شئ . بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب وأزاغ وراءه شعباً غفيراً 000 والآن أقول لكم : تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم ، لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض . وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه ، لئلا توجدوا محاربين لله أيضاً . فانقادوا إليه ( أع 5 :33-40 ) .
وفي موقفه هذا من الرسل ، أكبر دليل على اعتداله ونظرته الثاقبة ، وإن كان البعض يقولون إنه إنما كان يسخر من الصدوقيين الذين كانوا يشككون في العناية الإلهية ، مما يدل على مدى حدة الصراع الذي كان بين مدرسة هليل الفريسية ، ومدرسة شمعي الصدوقية .
ويثير البعض مشكلة حول ذكر غمالائيل لثوداس ( أع 5 :36 ) ، على أساس أن يوسيفوس يذكر ثائراً بهذا الاسم أُعدم في 44 م في أيام ولاية فوداس . ولكن لا يمكن أن يكون ثوداس هذا هو نفسه الذي أشار إليه غمالائيل ، والذي يقول غمالائيل إن عصيانه حدث قبل قيام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب في عهد كيرينوس في نحو السنة السادسة بعد الميلاد .
وهناك إشارة أخرى لغمالائيل في سفر أعمال الرسل ، حيث يقول الرسول بولس في دفاعه عن نفسه: أنا رجل يهودي وُلدت في طرسوس كيليكية ، ولكن رَبَيت في هذه المدينة مؤدباً عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الأبوي ( أع 22 :3 ) . وتثير هذه الإشارة مشكلة أخرى ، إذ يقول البعض إنه إذا كان بولس قد تعلم من الرجل المعتدل غمالائيل ، فلماذا أبدى مثل هذه العداوة للكنيسة ؟ ولماذا لم يذكر غمالائيل في رسالته ، ولماذا كان موقفه من الناموس مختلفاً ؟
يقول البعض إن عبارة مؤدباً عند رجلي غمالائيل يمكن أن تعني تتلمذت في مدرسة غمالائيل أي على مبادئه .
وينكر البعض دراسة بولس في أورشليم . ولكن هذا الزعم تنقصه تماماً الدقة التاريخية التي يشتهر بها لوقا كاتب سفر الأعمال . على أي حال ، فإن الرسول بولس يبدى نفس وجهة النظر الفريسية لمعلمه الشهير ، فيقول مثلاً عن عبارة اقتبسها من بنوة إشعياء : مكتوب في الناموس ( 1كو 14 :21 ) ، وهو قول يناسب تماماً تلميذاً لغمالائيل ، إذ كان هو والفريسيون عموماً ، يطلقون الناموس على كل أسفار العهد القديم . كما أن التلمود اليهودي يشير إلى تلميذ لغمالائيل ، بالقول : ذلك التلميذ مما يحتمل جداً أنه إشارة إلى الرسول بولس .
أما لماذا لم يذكر الرسول بولس معلمه الشهير غمالائيل في رسائله ، فموضع فيه نظر ، فلا شك في أنه كان لاختبار تجديده وولائه الجديد للرب يسوع ، أثر في ذلك .