تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



التأملات الروحية والخواطر الفكرية يتناول التأملات الروحية للأباء الأولين أو القديسين المعاصرين أو أعضاء المنتدى

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


لن يكون ظلام بعد

يقول رب المجد يسوع: " أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناًً" (يو2:14)، فما هو هذا المكان؟ وما هى سماته؟ إنَّه السماء المسكن الذي أعدّه الله لسُكنى قدّيسيه، ليستريحوا من أتعابهم، ويتنعموا

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
فكتور
اغسطينوس
فكتور غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 108429
تاريخ التسجيل : Jun 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 10
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : فكتور is on a distinguished road
افتراضي لن يكون ظلام بعد

كُتب : [ 12-12-2011 - 08:26 AM ]



يقول رب المجد يسوع: " أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناًً" (يو2:14)، فما هو هذا المكان؟ وما هى سماته؟ إنَّه السماء المسكن الذي أعدّه الله لسُكنى قدّيسيه، ليستريحوا من أتعابهم، ويتنعموا بعد حياة قد أثقلها المرض وأضناها التعب.. إذن فالموت وإن كان نهاية إلاَّ أنَّه في نفس الوقت بداية!
إننا على الأرض نأكل من شجرة امتزجت ثمارها بمرارة السقوط، فلولا الخطية ما كان الألم، أمَّا في السماء فلن تكون خطية بعد، وهكذا تتلاشى نتائج الخطية وما تحمله من ألم، ماذا فعلت الخطية بالإنسان؟ أنزلته لمستوى الحيوان! ولهذا عندما اشتهى أن يأكل أعطاه الله العشب (تك18:3)، الذي كان قبلاً طعام الحيوان (تك3:1)، أمَّا في السماء فسنأكل من المن المُخفى وشجرة الحياة التي في وسط فردوس الله (رؤ7:2).
قبل السقوط كان آدم يحيا فرحاً، فما أن سقط حتى ملأ الخوف قلبه، لكنَّ القديس يوحنَّا يقول: " وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ في مَا بَعْدُ " (رؤ1:21)، فما هو المقصود بالبحر؟ أعتقد أنَّ الخوف والاضطراب والقلق.. لن يكون لهم مكان بعد، وكيف نخاف ونحن بين أحضان أبينا نبع الحُب ومصدر السلام؟! كما أننا لن نخجل بسبب عرينا لأننا سنرتدي ثياب الطهارة والبر والتقوى..
لا نُنكر أننا نحيا على أرض الألم، وإبليس خصمنا "كَأَسَدٍ زَائِرٍ يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1بط8:5)، لكننا في السماء لن نُجرَّب بعد، ولن يغوينا الشيطان مرّة ثانية، لأنَّه لن يقدر أن يدخل السماء.
يقول مُعلّمنا بولس الرسول: "يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ.." (1كو42:15-44)، تُرى ما هى سمات جسد القيامة؟ روحانيّ، مُمجد.. سمات كثيرة لَعَلَّ أهمها عدم قابليته للفساد وعدم ميله للخطية.. فالشهوات إذن ستبطل وكل انحراف لن يكون بعد.
لو قلنا إنَّ السماء بيت فهى أجمل بيت في الوجود، لأنَّها بيت الله، ولو قلنا أنَّها مدينة فهى واسعة لكي تسع كل المؤمنين، وجميلة، فقد وصف سفر الرؤيا أبوابها - رمزياً- بأنَّها من اللؤلؤ وشوارعها من الذهب، وأساس سورها من الحجر الكريم، وفى وسط سوق المدينة - أي الشارع الرئيسيّ - شجرة الحياة، التي تُعطي كل شهر ثمرها وورقها لشفاء الأمم (رؤ12:22).
على الأرض نرى أمام أعيننا الأرض وقد تلوّثت بالقاذورات، وما أكثر الأماكن التي نجستها الخطية.. والهواء هو الآخر تدنّس بدخان الحقد والغيرة.. أمَّا في السماء فسيكون كل شيء طاهراً، نظيفاً، جميلاً.. ولهذا شبّهها يوحنَّا الحبيب بعروس في يوم زفافها كتعبير عن نظافتها وحلاوتها.. ولكن جمال العروس هو صورة باهتة لجمال السماء، لأنَّ العروس سيأتي يوم تشيخ ويذبل جمالها، أمَّا جمال السماء فدائم وفى نفس الوقت لا يتغير.

لقد لَعَنَ الله الأرض بسبب خطية آدم (تك17:3)، ثم لعن قايين بعدما قتل أخاه هابيل (تك10:4)، لكن ما يُعزينا هو أن السماء لن يكون فيها لعنة (رؤ3:22).

على صفحات الجرائد نقرأ عن أُلوف البشر، الذين يئنون من الفقر ويصرخون من الحرمان لكنّهم في السماء لن يجوعوا أو يعطشوا، ولن تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر" لأَنَّ الْحَمَلَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ" (رؤ16:7،17).

كما أنَّ الله سوف يمسح " كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ" (رؤ17:7)، كتعبير عن العزاء الذي سينالونه عوضاً عن آلامهم المريرة، التي ذاقوها وهم على الأرض، وكيف يتألمون ثانية والسماء لا يكون فيها " حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ " (رؤ21: 4).

إذن فالصراخ من الاضطهاد، والوجع من المرض.. كلها آلام لن يكون لها مكان في حياتنا، لأنَّ السماء لن يكون فيها مال لنحزن على فقدانه، والأشرار الذين يُعذّبوننا لن يدخلوا هذا المكان الطاهر، أمَّا الأمراض فلن تُصيبنا لأننا سنقوم بأجساد روحانية مُمجدة، غير قابلة للمرض أو التعب أو حتى الموت مرّة ثانية...

إننا على الأرض كثيراً ما نشكو من الظلام المُخيف، ظلام الليل، المرض، الفشل... ولكن هل فكرت مرّة في مدينة مضيئة على الدوام؟ لا أظن أنَّ السماء في حاجة إلى شمس أو قمر أو نجوم... لماذا؟ لأنَّ الرب سينيرها (رؤ5:22)، وما نور السماء الذي سيملأها إلاَّ انعكاساً لنور مجد الله الساكن فيها.

قد يأتي الليل على الأرض محفوفاً بالظلام، ومع الليل تأتي الأخطار.. لكن في السماء لن يكون شر، ولن نسمع عن جريمة قتل أو سرقة.. ومن أين تأتي هذه الأوبئة البشرية والسماء لن يدخلها قاتل أو لص أو زاني؟

على الأرض كثيراً ما نشكو من الجهل، ولولا الإيمان لتشتت عقولنا.. ولكن في السماء سنعرف كل شيء ونرى كل شيء، ومن هو يا تُرى الذي سيُضيء أذهاننا؟ إنَّه الله، ولهذا لن يكون في السماء غبيّ أو جاهل لأنَّ الجميع سيتعلمون من الله مباشرة.

كم مِن مرّة بكيت حزناً على موت قريب أو صديق؟ ولكن هل فكرت مرّة أنَّك في السماء سوف ترى الملائكة والقديسين الذين لم ترهم؟ فكم ستكون فرحتنا عندما نحيا معهم ونراهم! وماذا عن رؤية الله؟!!

فلا تحزنوا على كل ما يُصيبكم من تجارب، فعمَّا قريب سينكشح ظلام الألم، فإذا افتقدكم الألم بوجهه القاسيّ، فلا تستقبلوه بـ " لا " بل بـ " نعم "، لأنَّه سيأتي يوم تعيشون في مجد دائم، وعيد لن تنقطع أفراحه، حينئذ لن يكون ظلام بل أنوار وأفراح على الدوام..
من كتاب الراهب كاراس.............



رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
emmmy
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 49304
تاريخ التسجيل : Feb 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 7,158
عدد النقاط : 31

emmmy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لن يكون ظلام بعد

كُتب : [ 12-12-2011 - 12:52 PM ]


شكرا لتعب محبتك
ربنا يعوضك


رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بعد, ظلام, لن, يكون

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه lena makram مكتبة الكتب 9 10-04-2014 02:01 PM
قرائات اسبوع الالام Team Work® الطقس الكنسي الارثوذكسي 5 03-29-2010 09:39 PM
قراءات الجمعه العظيمه ماروجيرافك الطقس الكنسي الارثوذكسي 7 04-17-2009 01:05 AM
من يكون صـــــــــــــــاحب الرســـــــــــــالة؟؟؟؟؟؟؟؟؟ kiko التأملات الروحية والخواطر الفكرية 4 03-22-2009 02:14 PM
قلب الرجال حسب نوع برجه <منقول> روفــــا الموضوعات الشبابية 5 04-20-2008 02:58 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 04:52 PM.