[aymonded]

الاتحاد بشخص المسيح الكلمة والسعي الحقيقي للكمال

لا يأتي إلا بوجودنا وسط الناس والعمل

مكتوب [ تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ] (رو12: 2)

تغيير النفس على المستوى العملي لا يأتي بالتمنيات أو مجرد أني أصدق أن الله قادر على تغيير النفس أو أقول أني اعتمدت فصرت خليقة جديدة في المسيح يسوع ، بالرغم من أن هذه حقائق جوهرية تمت فعلاً فينا ولكن يعوزنا التطبيق العملي بحمل الصليب وقبول المشقات فعلاً لنشترك في آلام الرب يسوع لنتغير عن شكلنا فعلاً !!!

ففي الوحدة وبعيداً عن الناس وفي داخل مخدعك – إن كان يوجد فعلاً – تستطيع أن تكتشف أخطاءك وتقدم توبة حارة صادقة حقيقية ، فيُغفر لك لأن الرب هو الطبيب الشافي الغافر الذنب فعلاً ، وستسري في قلبك فرح التوبة وقوة الرجاء في الله الحي ، وتحبه وتعشق التوبة عشقاً لأن فيها سر نجاتك وخلاصك المجاني المقدم لله بسهولة لنفسك التي تترجاه وتثق في محبته للخطاة ، وهذه تعتبر من أروع الخبرات لقلب كل من يترجى الله ويقدم له توبة حقيقية ...

+ ولكن ليست التوبة وحدها هي الطريق الروحاني أو الكمال فيه ، لأن الحياة مع الله الهدف منها هو الاتحاد السري للنفس مع المسيح ، والاتحاد بالرب يسوع بدايته طريق التوبة ، ثم بعد ذلك بذل الذات ، لأنه هو من قال للجميع بلا استثناء [ و قال للجميع إن أراد احد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعني ] (لو 9 : 23)

فالعمل الجاد [ أي نوع من العمل سواء دراسة أو خدمة ... الخ ... ] بكل أمانه وإخلاص وجدية ، هو الذي يُظهر إماتة الرب يسوع فيك وحياة يسوع في داخلك ، وألا كيف تموت عن الكرامة وشكلك السابق في طبيعة جسدك الضعيف الأرضي المحب للشهوة ؟ وكيف ستأخذ الشكل الجديد وتتغير عن شكلك بتجديد ذهنك !!!

+ فكيف تتغير أن لم تتصادم مع ذاتك العنيدة التي هي العقبة الحقيقية في خلاصك وأبديتك ؟ ويا لنعيمك أن عملت واشتغلت في خدمة متعبة فيها بذل كبير وعطاء عظيم ، لأنها ستكشف لك عيوب ذاتك وعنادها وكذبها وكبرياؤها قليلاً قليلاً ، وهذا لكي تكون واعي لما في داخل نفسك من معوقات وتقدم عنها توبة دائمة بصبر دائم واستمرار لتتخلص منها بقوة الله ، وذلك كله لكي تصل للمسيح الرب رجلاً متشدداً متمنطقاً على حقويك كما قال الرب لأيوب الذي تأدب بالألم [ أُشدد الآن حقويك كرجل ] (أيوب 38: 3) ، [ اسهروا اثبتوا في الإيمان كونوا رجالاً تقووا ] (1كو 16 : 13) ، ولكي تقول في النهاية مع أيوب [ فأجاب أيوب الرب فقال : قد علمت انك تستطيع كل شيء و لا يعسر عليك أمر . فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة و لكني قد نطقت بما لم افهم بعجائب فوقي لم اعرفها . اسمع الآن و أنا أتكلم أسألك فتعلمني . بسمع الأذن قد سمعت عنك و الآن رأتك عيني . لذلك أرفض و اندم في التراب و الرماد . ] (أيوب 42: 1 – 6)

يا أحبائي أن كنا نهرب من العمل والمسئولية الموضوعة علينا ، بكل أتعابها وآلامها ، ونهرب من الضيقات بالراحة والكسل ، فكيف سيتحمل الجسد إماتات الرب يسوع ؟ وكيف سنشهد للمسيح الرب ونصل إلى الملكوت ؟ هل الكرامة أو الراحة هي التي ستصل بنا لذاك الميناء الهادئ ؟ هل قبول الناس لنا وتكريمنا وإعطائنا حقوقنا هما ما سيصلان بنا إلى ملكوت الله ؟ هل انتقامنا من أعداءنا وأعداء المسيح والمسيحية هما الذي سيريان القلب ويرسخان السلام لنا ؟
وما هو رأينا في كلمات القديس بولس الرسول [ نحن الأحياء نُسلَّم دائماً للموت من أجل يسوع ] (2كو 4: 11)

يا أحبائي المسيحية ليست كرامة ومجد وراحة ، بل آلام وموت ، حمل صليب عار المسيح لأنه غنى عظيم لا يفهمه أو يستوعب سره أهل هذا الدهر ، لأن الصليب عند الجاهلين جهالة أما عندنا نحن المخلصين هو قوة الله [ فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله ] (1كو 1 : 18)

الله يصنع له رجالاً أشداء قادرين على الغلبة بقوته لأن عندهم رسالة ضخمة عظيمة وهي الشهادة له بإيمان حي ومحبة عظيمة قادرة على البذل حتى الموت لأن فيها حياة مستترة مع المسيح في الله : [ فاشترك آنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح ] (2تي 2 : 3) ؛ [ فلا تخجل بشهادة ربنا و لا بي أنا أسيره بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله ] (2تي 1 : 8)

عموماً لكي تصل لهذه الخبرة : [ لأنكم قد متم و حياتكم مستترة مع المسيح في الله ] (كو 3 : 3) ، لابد من أن تبذل ذاتك وتجحدها وهذا لن يتم مع نفسك بل وسط الآخرين سواء في داخل المجتمع أو الدراسة أو العمل أو الأقارب أو الزملاء أو الخدام أو في داخل الكنيسة وسط الجماعة عموماً ، وأي عمل صالح عموماً تقدمه تحتاج فيه إلى بذل ذاتك ، فتقبل التعب وتبذل الجهد والعرق ، بل وتقبل الإهانة واحتقار وغيرة وحسد الآخرين لكونك تعمل عمل الرب بأمانة وإخلاص ولا تنتظر مجد أو مدح أو شكر ، وتقبل أحياناً الإهانة في المجتمع لأنك منسوب للمسيح الرب ، بل وتقبل القتل برضا والاستهانة بالمسيحية بصبر وتحمُل مع الشكر بكل رضا ومسرة ، وهذا دليل أكيد على إماتة الذات التي هي علامة الاتحاد الحقيقي بالمسيح ، وهي تعتبر قمة محبة القريب التي ينبع منها الصلاة والصوم من أجله ...

___+++___ ملحوظة نختم بها حديثنا الصغير والهام ___+++___

الخدمة بكل أنواعها [ سواء خادم أو شماس أو راهب أو كاهن أو ذو رتبة كنسية أي كان نوعها ] ليست غاية في حد ذاتها ، بل هي أولاً وأخيراً شهادة للمسيح الرب ، فإن لم تتدرب في هذه الشهادة بالعمل والجهد وإماتة الذات وقبول كل أنواع التعب والمشقة مستعداً للموت على المستوى الفعلي ، فإلى أين ستصل !!!

فشكل الخدمة أو ثوب الكهنوت الأسود أو ثوب الرهبنة وشكلها لن يخلصك قط ولا حتى الاسم ، لأن أسمك الجديد هو الذي سـتأخذه في الملكوت ، والذي سوف يتناسب تماماً مع إيمانك الحقيقي وعلاقتك بالمسيح الحي .

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك)

[minabobos]

جميل اوى الموضوع ميرسى يا مستر

[aymonded]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة minabobos جميل اوى الموضوع ميرسى يا مستر

وهبنا الله أن نحيا باذلين ذواتنا ومحققين
مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيحي يحيا فيَّ
أقبل مني كل حب وتقدير ؛ النعمة معك

[menasas]

Thank you to benefit

[aymonded]

وهبنا الله أصالة حياة التقوى والبرّ
أقبل مني كل تقدير لشخصك المحبوب في الرب
النعمة تغمر قلبك سلام ومسرة دائمة