الابـــن:
يا إلهي أهل العالم يحتقرون من لا يشاكلهم، ويتقولون عليه أنه جاهل، وينقدون أولادك بأنهم نفوس غير مريحة، ويصفونهم بأنهم معقدون وصفات أخرى كثيرة.
الرب يسوع:
يا بُنيَّ لا تهتم برأي أهل العالم فيك.. هذا شئ طبيعي أنهم ينتقدون، وينبذون، وينفرون بل ويهاجمون من لا يشاكلهم، أما أنتم فلا تتأثروا بانتقاداتهم، واثبتوا فيَّ ولا تميلوا عن ثباتكم بسبب انتقاداتهم، واحذروا لئلا تحولكم انتقاداتهم إلى الشك فى روحياتكم، وفى صحة مبادئكم، وليكن الحق فيكم أقوى منهم، ومن كل شكوكهم.
تذكر يا بُني َّ... إنني قلت لكم هذه الحقيقة، قبل أن تكون. لو كنتم من العالم، لكان العالم يحب خاصته، لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم.
فإن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم… ليس عبد أعظم من سيده إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم
حقا ً يا بُنىَّ أن الأشرار ظلمة، لأن إله هذا الدهر قد أعمى أذهانهم، ولكن أعلم يا بُنىَّ جيداً، أن أولادي المؤمنين بي، هم أنوار في وسطهم فيكفى وجودكم معهم يبكتهم على خطاياهم، وشرورهم لعلهم يرجعون إلىًّ ويصبح الجميع نوراً.
ألا تذكر يا بُنىَّ ما قلته في الموعظة على الجبل، لكل أولادي المؤمنين في كل زمان ومكان قائلاً "أنتم نور العالم ولا يمكن أن تخفى مدينة كائنة على جبل ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال بل يضعونه على المنارة ليضئ لكل من في البيت هكذا فليضئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة فيمجدون أباكم الذي في السموات.