[اشرف وليم]

نفس من العالم تصرخ


!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!


اماتبالي يارب..انني اهلك!!!


!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!




الهي اله الخليقة كلها ...


ربي ... رب كل البشرية ...


مخلصي ... مخلص العالم كلة ...


اما تراني انني اهلك !!


فاين انت ! ولماذا تبعد عني !


اتبعد انت ! اما انا الذي شردت بعيدا عنك !


سيدي ... تري الخطوط متداخلة ... والدروب متشعبة ... بل ومتشابكة ... الاتجاهات ... الاهداف ... الوسائل ... الخ


وتراني تاية في وسط هذ ... وذالك ...


اخاف ... لئلا يتحطم القارب ...


اخاف ... لئلا يتلقفني حوت ...


اضيع وسط المياة التي تعج وتجيش ... فهيا واسرع ... با مشتهي كل الامم ... اعط حصانة ونعمة للقارب ... وان انزلقت لليم ... فاعط امرا ان يلفظني ... الي حيث انت موجود ...


ففي حضنك الدفء ... والامان ... والنعم


صرخت كثيرا ... يا سيدي ...


لكن لن تذهب ادراج الرياح ... ولن تموت يا سيدي ... هذة الصرخات


بل هي ... كدوائر حصاة ملقاة في بحر الروح ...


تجمع ... وتعد ... وترصد عندك ... فهي محسوبة ومعدودة ... وقائمة امام الاب تصرخ ... والابن بذبيحة نفسة يشفع فيها ويغطيها ... ويعطيها البراءة


والروح القدس الناري ... يشفع فينا بأنات لا ينطق بها ومجيد ... بصبر واحتمال ... وانتظار وتعزية ... وسند ومعونة ... وتعضيض ...


ويصرخ ويقول لكل نفس علي الطريق :


" هنا صبر القديسين "


هنا مهما كانت الام هذا الزمان الحاضر ... لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا فيجاوبها الاب القدوس الحق وبقول :


حولي عينيك عني لانهما قد غلبتاني ... بدم ابن اللة ... بالروح القدس الذي يعمل كل يوم مع النفس البشرية في رحلتها الطويلة نحو الابدية ... من هدم لكل اركان القديم وجسد الخطيئة ... وترميم لكل عناصر الحب ... واعطاء امكانيات جديدة ... للانسان الجديد ...


غلبتاني بمراحم اللة الواسعة ... غلبتاني بصلوات الملائكة والقديسين ...


" يا بنات اورشليم ... انا سوداء وجميلة بما تقدم من نغم "


سوداء... بفعل الخطيئة ... وجميلة بعمل الروح القدس


سوداء... بانشغالي عن التمتع بالهذيذ مع حبيبي ... وجميلة... بصوت اللة القائل ...


" تعالوا الي يا جميع النتعبين وثقيلي الاحمال وانا اريحكم ... "


سوداء بالارادة الضعيفة ... بالخجل ...


سوداء... بارتباطي بالعالم والجسد ... وجميلة... بالرجاء المفرط في محبتة ...


سوداء... بصغر النفس احيانا ... وبالغطرسة احيانا ... وجميلة... يعمل الروح في نحو الافراز ... والتمييز ... والابداع ...


سوداء... بالتردد ... وجميلة... بمراحم اللة الواسعة التي تفرح بحياة الميت ورجوع الخاطئ ... وصدرة الواسع ... وقلبة الكبير ... الذي يحتضن الخليقة كلها ...


اخيرا ... يارب


اما تبالي يارب ... انني اهلك ... هيا واسرع وانقذني ... من هذا ... وتلك

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: التأملات الروحية والخواطر الفكرية