تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > المناقشات الروحية > سؤال وجواب

سؤال وجواب أسأل وأبونا يجاوب

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


هل المسيح أتى لأجل خطية آدم وذبائح العهد القديم كانت تكفي لغفران الخطايا

سؤال أثاره البعض: هل بسبب آدم وحده اتى المسيح ليخلص الناس من خطيته التي توارثوها، وعلى ذلك كانت الخطية في العهد القديم تُغفر بالذبائح لأن الله قال أن

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Sm96 هل المسيح أتى لأجل خطية آدم وذبائح العهد القديم كانت تكفي لغفران الخطايا

كُتب : [ 10-22-2011 - 02:36 PM ]


سؤال أثاره البعض: هل بسبب آدم وحده اتى المسيح ليخلص الناس من خطيته التي توارثوها، وعلى ذلك كانت الخطية في العهد القديم تُغفر بالذبائح لأن الله قال أن كل واحد يكفر عن خطيته بالذبيحة الحيوانية !!! أي أن الخطايا التي ارتكبها الإنسان في العهد القديم غُفرت على أساس سفك دم الذبيحة ولكن عُلق الغفران التام والمصالحة مع الله بسبب آدم وحده، فجاء المسيح ربنا لكي يخلصنا من خطية آدم وترك لنا خطايانا الشخصية لكي يتم الغفران بالتوبة وحدها !!! وقدم غفران تام لكل من قدم الذبائح قديماً !!!
الإجابة: أولاً، المشكلة كلها تتلخص في مفهوم الخطية المشوه عند البعض وعدم فهم الأسفار الإلهية والاقتطاع منها وعدم أخذها كاملة مترابطة مع بعضها البعض، وانحصار الفكر في الفلسفة وليس في المفهوم الصحيح حسب إعلان الله في الكتاب المقدس وخبرة الإنسان على مر العصور ومعاملات الله على مر تاريخ الخلاص كله ليشرح ويفهم الإنسان عملياً وليس فكرياً، لأن الله ليس إله الجدل ولا الفلسفة إنما إله إعلان ووعد يخلص الإنسان ويشفيه من الموت الذي تسلط عليه ....

ولكننا سنضع بعض الآيات بدون تعليق كثير للرد على السؤال بإيجاز شديد: ولنلاحظ وندقق في كلام القديس بولس الرسول الذي قال اننا أخطأنا نحن بأنفسنا وصرنا تحت حكم الموت بسبب خطايانا وليس بسبب خطايا آدم وحده، لأننا حملنا منه الموت وبعد ذلك استمرينا نُخطأ وكل واحد فينا صار يحمل الموت في داخله لأن طبيعة الخطية وأجرتها = موت، لذلك ملك علينا الموت من ابتداء آدم واستمر في سلطانة يقوى يوماً بعد يوم لأننا ابتدئنا نخترع الشر ونزداد خطية على خطية حتى أن رائحتها فاحت وصارت رائحة فساد بلا قدرة على الشفاء لأن ما فسد لا يُمكن إصلاحه إلا لو صار جديداً، لذلك قد زيد الناموس بسبب التعديات وطقوسة للتأديب، وأُعطي لكي يكشف ويفضح قلب الإنسان وأعطى الله الذبائح للتكفير عن الخطية ليظهر للإنسان كم كانت الخطية خاطئة جداً وكل ما يفعله الإنسان لن ينفع بسبب تعدياته لأنه أصبح فاسد لا يستطيع ان يخلص ولا يصلح ولا لمزبلة لأنه ميت بالخطايا والذنوب، لذلك لم تشفيه الذبائح بل صار يقدمها مراراً وتكراراً ولم يستطع ان يريح ضميره المتعب قط، ولم يستطع ان يثبت في أحكام الناموس فاستحق اللعنة، لأن الناموس بكل أحكامة وفرائضة كشف الخطية وأظهر الإنسان في مرآة الوصية كم هو مشوه غير صالح إلا أن يموت بسبب سلطان الموت الذي ملك عليه والفساد الذي يفوح منه مثل الجيفة التي لحيوان ميت وقد بدأ في التحلل ولم يُعرف له شكل أو منظر، فهو يسير في ظلمة الموت والظلمة أعمت عينيه عن الله الحي فسار من ضلال لضلال أردأ، ومن موت لفساد حتى أنه لم يستطع أن يتعرف على الله تعرف حقيقي من نفسه، وهذا ظهر في تيه الإنسان عن الله على مر عصور طويلة، وحتى لما تعامل الله مع الإنسان واتخذ شعب مثالاً ليكون قائد الشعوب في معرفة الله، هو نفسه الذي سُميَّ شعب الله المختار، ضل عنه وعصى وصياه وتركه وعبد آلهة أخرى، ولم يعرفه كنور وحق وحياة، بل ضل عنه أيضاً بصورة ملفتة للنظر وشديدة الجرأة، وهذا يُظهر كيف أن الإنسان عموماً لم يستطع أن يثبت في وصية الله لأنه ضال ومظلم داخلياً وبسهولة ينقاد للخير الغير موجود، لأنه لا يرى ولا يبصر هيئة الله ولا يتعرف عليه ويعرفه لأنه لا يستطيع لأن عنصر الموت يعمل في داخله مبدداً صورة الله التي خُلِقَ عليها ...

+[ كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً الخطية هي التعدي ] (1يو3: 4)
+[ من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس ] (1يو3: 8)
+[ نؤمن بمن اقام يسوع ربنا من الاموات. الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا ] (رو4: 24، 25)

+[ لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار.... ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب. لأنه إن كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته. ] (رو5: 6 – 10)

+[ من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع (وليس آدم وحده لأن الخطية سادت على الكل بالموت والجميع أخطأ ولم يثبت في جميع أحكام الناموس ولا الوصايا). فأنه حتى الناموس كانت الخطية في العالم (قبل الناموس كانت الخطية موجوده في العالم ولكنها غير ظاهرة اي الإنسان ميت ولا يدرك مثل إنسان ملابسة متسخة جداً ولا يدري لأنه لا يملك مرآة يرى فيها نفسه) على أن الخطية لا تحسب إن لم يكن ناموس (لأنه كشفها وأظهرها وبينها ودانها في قلب الإنسان). لكن قد ملك الموت من آدم إلى موسى وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي. ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة لأنه ان كان بخطية الواحد مات الكثيرون (بسبب انحراف آدم دخل الموت ومات الكثيرين اي ملك عليهم سلطان الموت) فبالأولى كثيراً نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين. و ليس كما بواحد قد أخطأ هكذا العطية لأن الحكم من واحد للدينونة (كمثال للبشر) وأما الهبة فمن جرى خطايا كثيرة (وليست خطية آدم وحده فقط لأن آدم لم يرتكب خطايا كثيرة وغير مسئول عن خطايا البشر لأن كل واحد مسئول عن خطية نفسه) للتبرير. فإذاً كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة. لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً. وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية (أي تظهر وتبان في داخلي لأن الناموس أظهرها لأنه حينما قال لا تشتهي فانا اكتشفت بذلك كم أنا شهواني لحد الجنون ولم استطع ان أتخلص من شهوتي وانحرافي عن الوصية) ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا. حتى كما ملكت الخطية في الموت (وهذه نتيجة الخطية أنها ملكت للموت وكل واحد أخطأ بنفسه وسرى الموت فيه وملكت الخطية فيه) هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا ] (أنظر رومية5)

+[ فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة. لأنه أن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته. عالمين هذا أن إنساننا العتيق (إنسان الخطية وقانون الموت الذي تسلط عليَّ) قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية (لأننا بواسطته تحررنا من سلطان الخطية والموت، إذن المشكلة في عبوديتنا للخطية وخضوعنا لسلطانها علينا بالموت والانفصال الدائم عن الله). لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية (الخطية وسلطان الموت وليس فعل آدم وحده لأن المسيح مات لأجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا) ] (رو6: 4 – 7)

+[ لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحراراً من البر. فأي ثمر كان لكم حينئذ من الأمور التي تستحون بها الآن لأن نهاية تلك الأمور هي الموت. وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية. لأن أجرة الخطية هي موت (ثمرتها الطبيعية ونتيجتها والموت ملك على جميع الناس بسبب خطاياهم وليس بسبب آدم وحده ) وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا ] (رو6: 20 – 23)

إذن المشكلة كلها أننا عبيد الخطية ولو كان الله علق توبة الناس بسبب آدم وحده لكان غير عادل لأنه هو الذي قال انه لن يفتقد ذنب الآباء في الأبناء، فأن كان أبي قد أخطأ فما ذنبي أنا لأُلقى في الجحيم وتعلق غفراني بسبب خطية من ولدني، ولكن أن كنت أنا نفسي أخطأت ومش نافع وصرت أنا نفسي وبشخصي تحت سلطان الخطية والموت فأنا استحق الموت عن عدل لأني أنا نفسي تم الحكم فيَّ: أني تحت الخطية بالرغم من اني لم أتعدى على الله بشكل خطية آدم ولا شبهها ولكن بعد سقوط آدم انغلقت الأذن على الله وابتدأ الناس يخترعون الشر – كما قال القديس اثناسيوس الرسولي – وصار الكل مدان وأُغلق على الجميع في العصيان تحت حكم الدينونة لأن الكل مدان يحتاج لمخلص مهما ما قدم من توبة وذبائح لأن ذبائح العهد القديم كله لم تُصلح الضمير والناموس قد زيد بسبب التعديات وإظهار شرور الإنسان:
[ فلماذا الناموس قد زيد بسبب التعديات إلى أن يأتي النسل الذي قد وعد له مرتباً بملائكة في يد وسيط، فهل الناموس ضد مواعيد الله حاشا لأنه لو اعطي ناموس قادر ان يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس. لكن الكتاب أغلق على الكل تحت (سلطان) الخطية ليعطي الموعد من إيمان يسوع المسيح للذين يؤمنون. ولكن قبلما جاء الإيمان كنا محروسين تحت الناموس مغلقاً علينا إلى الإيمان العتيد أن يُعلن. إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان. ولكن بعدما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدب. لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ] (غل3: 19 - 27)، [ لست أُبطل نعمة الله لأنه إن كان بالناموس برّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب ] (غل2: 21).
عموماً لم يستطع أن يثبت الإنسان في أحكام الناموس رغم كل ما رآه من معجزات ومن قوات متنوعة فالكل يصرخ ويحتاج لوسيط ليُصالحه مع الله ...


[ ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني (حررني) من ناموس الخطية والموت. لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد (أي الإنسان العتيق إنسان الخطية) فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد (جسده الذي اتخذه بالتجسد من طبعنا). لكي يتم حكم الناموس فينا (أي حكم الموت) نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ] (رو8: 2 – 4)
لذلك قال الرسول أيضاً [ فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا (نحن وليس آدم وحده فقط) حسب الكتب ] (1كو15: 3)، [ الذي أسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا ] (رو4: 25)




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 11-14-2011 الساعة 11:58 AM
رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل المسيح أتى لأجل خطية آدم وذبائح العهد القديم كانت تكفي لغفران الخطايا

كُتب : [ 10-22-2011 - 02:48 PM ]


يقول القديس أثناسيوس الرسولي :
[ 1- فالله لم يكتفِ بأن يخلقنا من العدم ، ولكنه وهبنا أيضاً بنعمة الكلمة إمكانية أن نعيش حسب الله ، ولكن البشر حَوَّلوا وجوههم عن الأمور الأبدية ، وبمشورة الشيطان تحولوا إلى أعمال الفساد الطبيعي وصاروا هم أنفسهم السبب فيما حدث لهم من فساد بالموت . لأنهم كانوا – كما ذكرت سابقاً – بالطبيعة فاسدين لكنهم بنعمة اشتراكهم في الكلمة كان يمكنهم أن يفلتوا من الفساد الطبيعي لو أنهم بقوا صالحين .

2- وبسبب أن الكلمة سكن فيهم ، فإن فسادهم الطبيعي لم يَمَسَّهم كما يقول سفر الحكمة : " الله خلق الإنسان لعدم الفساد وجعله على صورة أزليته لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم " ( حك 2: 23 – 24 ) وبعدما حدث هذا بدأ البشر يموتون ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فمن ذلك الوقت فصاعداً بدأ الفساد يسود عليهم بل صار له سيادة على كل البشر أقوى من سيادته الطبيعية ، وذلك لأنه حدث نتيجة عصيان الوصية التي حذرهم أن لا يخالفوها .

3- فالبشر لم يقفوا عند حد معين في خطاياهم بل تمادوا في الشرّ حتى أنهم شيئاً فشيئاً تجاوزوا كل الحدود ، وصاروا يخترعون الشرّ حتى جلبوا على أنفسهم الموت والفساد ، ثم توغلوا في الظلم والمخالفة ولم يتوقفوا عند شرّ واحد ، بل كان كل الشرّ يقودهم لشرّ جديد حتى أصبحوا نهمين في فعل الشرّ ( لا يشبعون من فعل الشرّ ) .

1- لأجل هذا إذن ساد الموت أكثر وعم الفساد على البشر ، وبالتالي كان الجنس البشري سائراً نحو الهلاك ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى كان الإنسان العاقل المخلوق على صورة الله آخذاً في التلاشي ، وكانت خليقة الله آخذةً في الانحلال . ] ( القديس أثناسيوس الرسولي – تجسد الكلمة ف 4: 1و 2و 3 + ف 5 : 1 )
_________________
يقول القديس كيرلس الكبير ، موضحاً موقف الرب يسوع من خطيتنا ويظهر اننا لم نُخطأ فقط في آدم وحده بل اننا ايضاً دسنا الوصية المقدسة بغرادتنا وحريتنا (لذلك نقول في القداس الإلهي: أنا الذي اختطفت لي قضية الموت، ولم يقل آدم اختطف قضية الموت وحده) ولنصغي لكلمات هذا القديس الحلو وندقق فيها جداً :
[ أننا أخطأنا في آدم أولاً ، ثم دسنا بعد ذلك الوصية المقدسة . ولكن المسيح يُهان لأجل خطايانا ، لأنه حمل خطايانا في ذاته ، كما يقول النبي ، وتألم عوضاً عنا . وصار سبب خلاصنا من الموت بتقديم جسده للموت .
ولذلك كانت الضربة التي تقبلها المسيح هي أتمام للعار الذي حمله ، ولكنها كانت تحمل خلاصنا من عبئ تعدي آدم أبينا وخطيتة ، ورغم أنه واحد إلا أنه الذبيحة الكاملة عن كل البشر وهو وحده الذي حمل عارنا ] ( عن شرح يوحنا 18 : 22 للقديس كيرلس الكبير )
_________________
طبيعة الخطية :
[ أن الخطية والموت والشيطان معاً طبيعة واحدة ، لأنهم يشتركون في التعدي . الأول والثاني أي الخطية والموت ، لا يمكن فصلهما عن بعضهما ، والثالث هو المصدر ( أي الشيطان ) .
الأولى ( الخطية ) لا وجود لها إلا في الخطاة . والثاني ( الموت ) هو النتيجة . والثالث ( الشيطان ) هو مصدر الغواية لترك الحق ، أي الحدود التي تخص الطبيعة .

وقد جاء الرب يسوع المسيح ، فأباد الخطية والموت معاً ؛ لأنه عندما أباد الموت ، فصل الموت عن الخطية ، وجرد الشيطان الذي به سلطان الموت من سلطانه ( كولوسي2 : 15 )

وهناك فرق بين من يشرح الخطية كتعدًّ ، ومن يشرح الخطية في نور إنجيل ابن الله ، لأن المسيح يسوع ربنا كشف لنا عن طبيعة الخطية , وعندما نتكلم عن الخطية ، فإن الموت والشيطان معاً هما مصدر الظلمة والفساد والتعدَّي والموت .

... هل تريد أن تعرف جذور الخطية ؟
تأمل حب الرئاسة . هو من الشيطان الذي أراد أن يكون مثل الله ، وأغرى آدم لكي يسلك في ذات الطريق ، فوقع في فخ الموت الروحي الذي أدى إلى موته الجسداني بعد ذلك ؛ لأنه لم يمت بعد السقوط ، بل عاش كل حياته خارج الفردوس . ولأن بذرة الموت في الروح الإنسانية ، لذلك زرع الرب بذرة الحياة في القلب لكي تنمو بمياه روح الحياة الذي أقام ربنا يسوع من الأموات .

* هل مات الرب يسوع المسيح على الصليب بنفس موت آدم ؟
لقد مات لأنه أخذ " الحكم " الذي كان يخصنا ، ولكنه مزق " الصك " ورفعه من الوسط ، أي أزاله من علاقة الشركة بين الله والإنسان ، فقد مزقه بالصليب عندما سمره في الصليب . هذا حدث لأجلنا . فهو ، إذن ، لم يمت موت آدم . ولذلك السبب يقول الرسول بطرس في يوم العنصرة إن الموت عجز عن أن " يمسكه " ( أع2: 24 ) ...

ومات الرب يسوع فعلاً لأن نفسه انفصلت عن جسده ، وهو ذات موت آدم ، ولكن له سلطان الحياة ، فموته ليس كموت آدم ، ولكن لأن الرب له سلطان الحياة ، فموته ليس كموت آدم فقط ، لأننا لا يجب أن ننسى أن الرب نزل إلى الجحيم ، ليس كميت تحت سلطان الموت أي الشيطان ( عب2: 14 ) ، بل نزل وشتت قوات الظلمة ، وأباد قوات الجحيم ، وكسر شوكة الموت ، ومزق الصك ن لأن له سلطان الحياة .

... آدم خَلُصَ بموت الرب وتواضعه . والصليب وحده هو الذي يكشف عن ضعف القوة وعجزها ، فهو ميزان القوة الحقيقية ، أي قوة المحبة والتواضع التي أعلنها الرب .] ( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس : 1 و 2 و3 و 4 )


________________________
الموت الروحي :
[ الموت الروحي والجحيم هما وجهان لعملة واحدة ، لأن الجحيم هو الحياة المحصورة التي لا نمو فيها والتي فقدت الهدف أو غاية الوجود ؛ لأن الإنسان إذ خُلق على صورة الله فهو بدون الله يصبح صورة لنفسه ، وبذلك يحدد وجوده ويحصره في الوجود غير النامي والمحدود ، بصورة الإنسان التي خلقها لنفسه ، ولذلك يعجز الإنسان عن أن يرتفع إلى ما هو أعلى من صورته الإنسانية ، لأن محاربة صورة الله فينا تجعلنا غرباء عن وجودنا الحقيقي ، وأسرى وجودنا الكاذب الذي صنعناه لأنفسنا .

وعندما قال الرسول عن ربنا له المجد أنه " أدان الخطية في الجسد " ( رو8: 3 ) ، فقد قَبِلَ موت الجسد الذي يشتهي الخلود ، ويسعى للبقاء بقوة الحياة الداخلية بدون الله ، أي بدون نعمة الله المصدر الحقيقي للحياة .
أما الرب يسوع فقد أخذ جسدنا وردَّه إلى الحياة التي لا تموت بالشركة في أُقنومه الإلهي ( سرّ التجسد ) ، وهي شركة في الآب والابن والروح القدس .

وعندما ذاق الرب الموت بالجسد على الصليب ، حكم على فساد الخطية كأسلوب ( أو وسيلة ) للحياة ، فقد رفض الحياة التي لا تعرف الله ولا تقبله بعكس آدم .

فعندما ذاق الموت ، وضع نهاية لاغتراب الجسد عن الله وعن الحياة الداخلية ؛ لأن الجسد يغترب عن الروح الإنسانية عندما يصبح وسيلة وأداة للخطية ، فيترك الحياة الطبيعية ويتشكل بكل صور الخطية ويقع أسيراً للموت ؛ لأن موت الخطية نابع من الخطية التي يصفها الرسول بأنها " أعمال الجسد الميتة " ، أي تلك التي لا حياة فيها ، والتي تجعلنا غرباء عن أنفسنا ، وعن أجسادنا ، وعن مصدر الحياة . ] ( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس : 5)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

Sm96 رد: هل المسيح أتى لأجل خطية آدم وذبائح العهد القديم كانت تكفي لغفران الخطايا

كُتب : [ 10-22-2011 - 02:55 PM ]


بالنسبة لموضوع ذبائح العهد القديم وهل هي بقادرة على التكفير عن الخطية والغفران هذا كله شرحه القديس بولس الرسول في رسالة العبرانيين وفي عبارة واحدة موجزة ومركزة قال : [ وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مراراً كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية ] (عبرانيين10: 11 )، وأكتب شرح القديس يوحنا ذهبي الفم على الفقرات التي توضح أن الذبائح لم تكن سوى رمز ومجرد ظلال وغير قادرة على فعل الغفران ...

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم في شرح عبرانيين 10: 2 – 7، العظة السابعة عشر:

[ لماذا كانت الحاجة إلى ذبائح كثيرة، طالما أن ذبيحة واحدة كانت كافية؟
لأنه من خلال الذبائح الكثيرة وتقديمها المستمر، يُظهر أن هؤلاء لم يتطهروا أبداً. لأنه تماماً مثل الدواء، عندما يكون قوياً وقادراً على استرداد صحة المريض فأنه يستطيع أن يقضي على المرض كلية ويتمم الشفاء الكامل إذا استُخدم مرة واحدة، وبذلك يكون قد حقق النتيجة المرجوة وأُظهر فاعليته، وبذلك لا يكون هُناك حاجة لتناوله مرة أخرى. أما إذ استُخدم باستمرار، فأن هذا يُعد دليل على ضعفه في أن يمنح الشفاء، لأن سمة الدواء أن يُستخدم مرة واحدة، وليس مرات عديدة، هكذا هُنا أيضاً (فيما يتعلق بالذبيحة). بمعنى أنه لماذا كانوا يحرصون دائماً على تقديم الذبائح؟

لأنه إذا كانوا قد تخلصوا بالفعل من كل الخطايا بالذبائح، ما كانوا ليقدموها كل يوم. كذلك كان هُناك بعض الذبائح التي كانت تُقدم كل يوم عن كل الشعب، في المساء وفي الصباح. إذاً فما كان يحدث، هو بمثابة اعتراف بوجود الخطايا وليس بمحوها، كان اعترافاً بالضعف، وليس دليل قوة. لأن الذبيحة الأولى لم يكن لها حقيقة أي قوة. لهذا قُدمت الذبيحة الثانية (ذبيحة المسيح)، ولأن الذبيحة الأولى لم تنفع مطلقاً، فقد تبعتها ذبيحة أخرى، إلا أن كثرة هذه الذبائح كان يُعد دليلاً على وجود الخطايا. بينما تقدماتها بشكل مستمر كان دليل ضعفها ] (القديس يوحنا ذهبي الفم عظة 17على شرح رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين مترجم عن اليونانية طبعة 2010 صفحة255 - 256)

ويقول أيضاً القديس يوحنا ذهبي الفم في شرح عبرانيين 10: 8 – 13، العظة الثامنة عشر :
[ لقد أظهر بالكلام السابق أن الذبائح كانت بلا فائدة من حيث تحقيق النقاوة الكاملة، وأنها ضعيفة جداً. بل أن الواحدة قد أتت ضد الأخرى، فإن كانت هذه الذبائح أمثلة وظلال، فكيف، بعد ما أتت الحقيقة، لم تتوقف ولا تراجعت، بل كانت تُمارس؟ هذا بالضبط ما يظهره هنا، أنها لم تعد تُقدم بعد، ولا حتى كمثال، لأن الله لا يقبلها. وهذا أيضاً يبرهن عليه ليس من العهد الجديد، بل من الأنبياء، مُقدماً منذ البداية أقوى شهادة، أن الذبائح القديمة قد أُنقضت وانتهت، وانه ليس من المقبول القول بأنها تصنع كل شيء، فهي تأتي باستمرار في تعارض مع الروح القدس. ويُظهر بكل وضوح أن هذه الذبائح لم تتوقف اليوم فقط، بل منذ ظهور المسيح، بل الأفضل أن نقول، بل وقبل ظهوره، وأن المسيح لم يُبطلها مؤخراً، بل توقفت قوتها أولاً ثم أتى بعد ذلك، فقط أُبطلت سابقاً وحينئذٍ أتى المسيح. إذاً لكي لا يقولوا أنه بدون هذه الذبيحة (أي المسيح)، كان يُمكن أن نُرضي الله، فقد أنتظر هؤلاء أن يزدروا بأنفسهم، وحينئذٍ ياتي المسيح، لأنه يقول "ذبيحة وقرباناً لم ترد" (مزمور51: 16) .

لقد نقض كل شيء بهذا الكلام، وبعدما تكلم بشكل عام، نجده يتكلم بشكل خاص يقول لم تُسّر بالمحرقات التي كانوا يقدمونها، من أجل غفران الخطايا ... كانت تُقدم (الذبائح) مراراً كثيرة؟ لم يتضح، أنها كانت ضعيفة وانها لم تفد ابداً، من حيث أنها كانت تُقدم مراراً كثيرة فقط، بل ومن حيث إن الله لا يقبلها، لأنها زائدة، وبلا فائدة. هذا تحديداً هو ما يعلن عنه في موضع آخر فيقول: " لا تُسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها " (مزمور51: 16). إذاً بحسب هذا الكلام هو لا يُريد ذبيحة. فالذبائح ليست هي بحسب إرادة الله. بل هو يُريد إبطالها، وبناء على ذلك، فهي تُقدم بحسب إرادة الذين يقدمونها. ] (القديس يوحنا ذهبي الفم عظة 18على شرح رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين مترجم عن اليونانية طبعة 2010 صفحة262، 263)


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 10-24-2011 الساعة 12:17 PM

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: هل المسيح أتى لأجل خطية آدم وذبائح العهد القديم كانت تكفي لغفران الخطايا

كُتب : [ 10-23-2011 - 10:33 AM ]


عموماً وباختصار بالنسبة لما ذُكر في رومية واستنتاج وراثة الخطية في الطبيعة البشرية وأن الرب يسوع أتى لأجل خطية آدم فقط، وأن خطيانا الشخصية تغفر فقط بالتوبة والجهاد الروحي بعد المعمودية ولا علاقة لها بكفارة المسيح، فالقديس بولس الرسول يقول:
[ من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع ] (رو5: 12)، بمعنى أن الموت دخل إلى العالم بالخطية، واجتاز الموت إلى جميع الناس لأن الكل أخطأ، فنحن حملنا الموت من آدم ( أي نقدر نقول ورثنا الموت وليس فعل الخطية نفسها ) ولكننا كلنا أخطأنا فتسلط الموت وملك على الجميع إلى أن فسدنا كلنا وأتى الرب يسوع ليجدد طبعنا ويرفع الموت ومن ثم الخطية التي تسببت فيه، فيجدد طبيعة الإنسان لذلك قال أحد الآباء بالنص الواحد الآتي :
[ ولكن الله لم يُرسل المسيح ليُصلح ما أفسده آدم بل ليحمل طبيعة الإنسان، ليرتقي بها إلى فوق الإنسان، فغرس فيها النعمة عوض الخطية، ووهبها روح الحياة الأبدية والقداسة لتقوى على سلطان الموت وتدوسه. وهكذا صار الربح الذي نالته طبيعة الإنسان بالمسيح أعظم بما لا يُقاس من الخسارة التي خسرها آدم . وتاريخ الإنسان الذي كان ينحدر بسرعة نحو الفناء، انقلب صعوداً ليؤرخ للخلاص والحياة الأبدية "فأن سيرتنا نحن هي في السماوات" (في3: 20) ]

+ وبالنسبة لموضوع "إذ أخطأ الجميع" بحسب ما شرحه الآباء وجمهرة كبيرة من اللاهوتيين على مر العصور :

فهذه الآية انقسم فيها الشراح المحدثين فمن يقول أن الناس تعدوا في حياتهم الخاصة والفردية، ومن يقول أن الكل تعدوا لما أخطأ آدم أو في خطية آدم ، ولكن في الحقيقة أن كلا القولين والشرحين ناقص، والفكر الصحيح حسب آباء الكنيسة هو كما قاله القديس بولس الرسول نفسه [ إذ أخطأ الجميع] أي فعلوا بأنفسهم الخطية. فالخطية دخلت إلى العالم ليس كعنصر طبيعي موروث في الطبيعة بل كعنصر طياع يمكن التحكم فيه على حد ما، بدليل أن ممكن الإنسان أن لا يُخطأ، ولكن لو كان موروث في جينات الإنسان، فلا يستطيع أن يختار بين أن يُخطأ ولا يُخطأ، وهذا موجود مثلاً عند البوذيين فهم لا يشتمون ولا يكذبون وغيرها لم غيرها مكن الأفعال الإنسانية العظيمة والمبادئ القوية التي يحترمونها جداً بل ويفوق كل عملهم نسك الرهبان والراهبات على مر العصور كلها...،
كذلك الموت دخل إلى العالم وساد بسيادة الخطية ولكن سيادة الموت ليست حتمية (جسدياً وروحياً)، بدليل مَنْ أُخِذوا إلى السماء بدون أن يجوزوا الموت (الجسدي) كأخنوخ وإيليا، وبدليل من بررهم الله كإبراهيم وإسحق ويعقوب فلم يُعتبروا أمواتاً روحياً، لأن قيل عن إبراهيم أب الآباء أنه تبرر بالإيمان. والله قال أنه إله أحياء وليس إله أموات ، بل قال أنه إله أحياء إله ابراهيم واسحق ويعقوب !!!

عموماً الجميع أخطأوا لأنهم لم يستطيعوا أن لا يخطئوا، وليس لأنهم حتماً كانوا لابد من ان يخطئوا لأن فيهم خطية آدم وورثوها، وإلا كيف يدانون عن خطايا وُضع عليهم حتمية صنعها لأنهم ورثوها؟
فهنا عدل الله لا يجد له مقراً ويُلام قضاء الله، لأن أن كان آدم أخطأ فلماذا أُحاكم أنا على خطيئته، أو لماذا يتحتم عليا أن يتعلق خلاصي وقبول الله لي بسبب آدم بدون مسئولية شخصية واضحة وظاهرة أمام ضميري وقلبي ناتجة مني أنا شخصياً، وحاشا بالطبع أن يُلام قضاء الله العادل لأني انا بنفسي وشخصي أخطأت وعشت في حالة فساد على مستوايا الشخصي عملياً في حياتي الواقعية، لأن الخطية شوهت طبعي واحتجت لطبع جديد لينقذني من جسد هذا الموت (أي الإنسان العتيق المتسلطة عليه الخطية ومنها الموت ومن بعده الفساد فلم أعد أصلح ولا لمزبلة). فمستحيل أن يُدين الله إنساناً أخطأ بدون إرادته. فالكل أخطأ بإرادته، ولهذا يحق لله ان يُدين...

ونعود نُأكد بكل وضوح تام مع الحرص على ان كثيرين يتكلموا عن وراثة الخطية ليس حرفياً ولكن كتأمل ولكنه غير دقيق وغير وافي لشرح السقوط وخيطتنا وعموماً باختصار شديد نقدر أن نقول:
[ الخطية ليست عنصر موروث في الطبيعة البشرية التي سلمها آدم لأولاده، ولكنه سلم طبيعة انفتحت على الشيطان وأصبحت مستهدفة لكل حيلة ومؤثراته بالفكر أولاً ثم الحواس جميعاً. فهنا احتمال الخطية وارد ولكنه ليس حتمياً...
كذلك آدم لم يُسلم الخطية لأولاده كفعل من الأفعال يمارسونه هو بعينه عن حتمية واضطرار ولكنه سلم طبيعة عارفة بالخير والشر، ومعرفتها للشر هي التي تجرها لعمله وليس لديها القدرة لمقاومته، لأن مقاومة الخطية هي قوة نعمة الله التي فقدها آدم حينما طُرد من امام وجه الله . فآدم نستطيع ان نقول أنه ورَّث لنا طبيعة فاقدة للنعمة مُستهدفة لإغراء الخطية.
ومن هُنا استعبد كل أولاد آدم للخطية والشر، ولا عذر لإنسان بالطبع، لأنه بإرادته ومعرفته واختياره يُخطئ، ولا لوم على الله بالطبع، لأن النعمة ليست حقاً من حقوق طبيعة الإنسان، والإنسان – آدم – فقدها بإرادته !!! من هنا فالأطفال ليست لهم طبيعة شريرة وارثة للخطية، ولكن لهم طبيعة فاقدة النعمة، عريانه من النعمة (من أعلمك أنك عريان هل أكلت من الشجرة !!! ) وهنا قال الآباء أن آدم اتعرى من النعمة فرأى أنه عُريان وابتدأ يخجل من جسده لأنه قبل فيه الموت ودخله عنصر غريب عنه وأصبح غريب عن الله النور والحياة، لذلك اصبحت طبيعتنا قابلة للموت ونحتاج أن يظهر المخلص الذي يرفع الموت وسلطان الخطية التي ملكت بالموت ... ]

وماذا عن خطايانا الشخصية التي نفعلها :
أولاً: لابد أن نعلم اننا بالمعمودية لبسنا المسيح [ لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ] (غل3: 27)، وأخذنا إنسان جديد مولود من الله لا يُخطأ ويحفظ نفسه في الرب ثابت [ نعلم أن كل من ولد من الله لا يُخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه ] (1يو5: 18)، إنما خطايانا ناتجه عن تلبية رغبات الإنسان العتيق الباقي فينا الذي ينبغي أن نخلعه كل يوم ونلبس الجديد [ الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه ] (كو3: 10)، أي نرفض كل أعمال الإنسان العتيق
[ أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور ] (اف4: 22)، لأن فينا قوة الله ونعمته الساكنة بالإنسان الجديد وحضور الروح القدس الذي به نغلب وننتصر بقوة الله، ولكن أن تعثرنا وسقطنا يقول الرسول : [ يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً ] (1يو2: 1 - 2)، فالمسيح ليس كفارة عن خطية آدم وحده بل عن كل خطايا العالم كله وحتى كل خطايانا الشخصية، وهذه هي التوبة أولاً الرجوع لقوة الله وعمله فينا، وثانياً الإيمان بكفارة المسيح الرب الذي فيه غفراننا الأبدي عن كل خطية [ أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ] (1يو1: 9)، إذن التطهير لا دخل فيه لإنسان بل هو عمل الله وحده وتجديد الروح القدس: [ لا بأعمال في برّ عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس ] (تي3: 5)...
فجهدنا الروحي كله هو خضوعنا لعمل الله والثبات فيه بالإيمان والمحبة: [ أثبتوا في وأنا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضاً أن لم تثبتوا في ] (يو15: 4)، فنحن من ذواتنا ومهما ما كان جهدنا وتوبتنا من غير قوة الله وعمله وتنقية القلب بكلمته لن نقدر أن نأتي بثمر من ذاتنا إطلاقاً إن لم نثبت في المسيح الرب ...
[ كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا إثبتوا في محبتي ] (يو15: 9)
[ (هذا هو جهدنا ايضاً وثباتنا في المسيح عملياً) أسهروا اثبتوا في الإيمان كونوا رجالاً تقووا ] (1كو16: 13)
[ والآن أيها الأولاد إثبتوا فيه حتى إذا أُظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه ] (1يو2: 28)
ولنتيقن اننا بدون المسيح الرب في داخلنا لن نستطيع ان نفعل شيئاً إطلاقاً، واي شيء نفعله خارجاً عنه فهو لا يُقبل لأن كل ما يقبل هو حسب عطية الله وعمله فينا وليس حسب أعمال برنا ولا شطارتنا ولا قوتنا ولا أي شيء آخر من مثل هذا القبيل حتى لو كان صحيح جداً وصالح، فالرب بنفسه يقول: [ أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا ] (يو15: 5)، والرسول يقول: [ أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني ] (في4: 13)


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 10-28-2011 الساعة 01:11 PM

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
هونا
ارثوذكسي جديد
رقم العضوية : 981
تاريخ التسجيل : Jul 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4
عدد النقاط : 10

هونا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل المسيح أتى لأجل خطية آدم وذبائح العهد القديم كانت تكفي لغفران الخطايا

كُتب : [ 10-24-2011 - 02:20 AM ]


بجد موضووووووووووووووووع رائع
ربنا يباركك


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: هل المسيح أتى لأجل خطية آدم وذبائح العهد القديم كانت تكفي لغفران الخطايا

كُتب : [ 10-24-2011 - 10:45 AM ]


اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هونا مشاهدة المشاركة
بجد موضووووووووووووووووع رائع
ربنا يباركك
ويبارك حياتك ويسعدك بغنى مجد نعمته ويمتعك بقوة خلاصه العظيم
لتتذوقي قوة الشركة مع الله القدوس الحي
كوني معافاة باسم الثالوث القدوس
آمين فآمين

رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخطايا, العهد, المسيح, القديم, خطية, آدم, أتى, تكفي, لأجل, لغفران, هل, وذبائح, كانت

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفاسير إنجيل متى21- 1- دخول السيد المسيح إلى أورشليم هو طريق للقيامة Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 1 04-12-2020 04:20 PM
تاملات فى احداث اسبوع الالام فايز فوزى التأملات الروحية والخواطر الفكرية 1 04-09-2020 02:39 PM
* اختلاف توقيت صلب المسيح عند مرقس و يوحنا asmicheal مناقشات دينية وروحية 37 11-05-2011 12:33 PM
متى 26يوم الخميس من أحداث أسبوع الآلام: 2- خطب المسيح الوداعية Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 10-26-2011 04:49 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 11:11 AM.