تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



القسم الادبي لمن يهوى الشعر والنثر وكتابة القصص والتاليف

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


( بدائية ) قصة قصيرة

( بدائية ) في أبسط حال أمام عيني ظهرت ، دخلت قاعة الدرس دونما أدنى إحساس لنا نحن المتواجدين منها بصوت ، وكأنها تركت للطبيعة فرصة للتحدث وبدون قصد

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
محمد السابع
Banned
محمد السابع غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 38263
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة : جمهورية مصر العربية
عدد المشاركات : 41
عدد النقاط : 19
قوة التقييم : محمد السابع is on a distinguished road
Post ( بدائية ) قصة قصيرة

كُتب : [ 11-12-2008 - 12:25 AM ]




في أبسط حال أمام عيني ظهرت ، دخلت قاعة الدرس دونما أدنى إحساس لنا نحن المتواجدين منها بصوت ، وكأنها تركت للطبيعة فرصة للتحدث وبدون قصد ، وانتبهت عيني لسماع صوت الصورة . لا أدري لماذا اجتُذبتُ لها وكأنها الفطرة التي جبل الإنسان عليها ولها حنينه الدائم ، جلست أفكر ملياً متأملاً أسبابا كثر فهناك الكثيرات الجاذبات الفاتنات المتزينات وكذا يخاطبن العين بالصورة لكن شتان إنها صورة السطح وقشرة الألوان .
ابرزت قلمها الرصاص لتكتب شئ لا ادريه ، انتبهت لهذا ونظرت لما في يدي فوجدت ذلك التناقض الصارخ في قلمي الحبري الأحمر الذي أحمله بين أصابعي ، ولكن في هذه البقعة الفكرية الهينة ، وكأني وجدت تكاملا ما في شراسةٍ وحنان ، بين ثورةٍ ومناجاة ، بين كبرياء بتظاهر ، وكبرياء بتواضع دون أدنى احتفال منها بالكبرياء .
وبدأ التعارف البيني خلال فواصل الراحة بين المحاضرات ، فلم يخرج ذا التعارف عن حدود الزمالة الدراسية البحته .
وجائت أخرى ، بجمال ظهرت ، متألقة بأبهى صورة من الجمال وتناغم الألوان ، إنها وبحق رؤية عيني " جميلة " ! وحدث بينهما تواصل بل صارا كأصدقاء .
أما انا فصرت لا تستريح جوارحي كل يوم إلا إذا سقطت مصادفة أو عن قصد على تلك البدائية فارا من مخالبٍ خلابة تنهش الصياد . ورغم ذلك لم يحدث بيننا كلام إلا في حدود زمالة بوجود أصدقاء أو بإشراف محاضر ولم أرد في الواقع أكثر من ذلك .
وفي ذات يوم صبوح ، لم يعكر صفو صباحه شئ ، شمسٌ طالعة ، ونسيم هادئ يهف ، قبيل المحاضرة واقف انا أنتظر بداية الدرس لأدخل ... وأتت . ضاقت عيناي لتضح لها صورة الأتية من أشعة الشمس ، ولكن تبع ضيق عيني انكماش بين حاجبي ، وامتعاض على فمي ، كل ذلك كان سببه غضبٌ نبع بانفجار في داخلي وكأني رأيت عدو . إنها هي الجميلة .. ، البدائية !؟؟! كيف ؟ لقد تلونت ، ويقنت وحدي أنه تدبير شيطانة ، فهل اكون كشيطان ؟ تقدمت إليها وهي متجهة في مسارها وقلت أول ماقلت " ما هذا ؟ " فقالت ، بابتسامة تحاول إخفاء وراءها ضحكة كبرياء الجمال الوضعي " ماذا ! " فقلت " ما هذا الذي فعلتِ ؟ " فامالت راسها استغرابا وقالت بامتعاض : " ماذا !؟؟! "
فقد كان التعارف بيننا لا يسمح بهذه التساؤلات المجهولة والخاصة ، لذلك تراجعت بهمتي قليلا خاشياً حدة انفعال لا يحمد عقباه ، ورأيت حينئذ شيطاني منتشيا ، لقلة حيلتي ، فنهرته ، وواصلت ، وبقوةٍ قلت : " من أوحى لكِ أنك قبيحة كي تستعيني بجمال مستعار ؟ " لكنها قالت وبامتعاضٍ أكبر كاد يقتلعني من مكاني " !!! ماذا !!! " وكانت كلمة ترجع همتي أميالا لوراء ، وقلت في نفسي لو نطق لسانها بكلام مفيد لبنيت عليه حورا يوضح الأمر ، إلا انها ـ بماذا ـ تضع جدار يأمرني بالتوقف عند تلك الحدود . ولكني قلت لنفسي ، مُصرا " إنه الشيطان " وواصلت بقوة ، وحسست مع إصراري أن قد بدأ الشيطان يتنازل ، ويتخاذل ، فقد هدأ استغرابها من هجمتي ، وفي عينيها ترقرقت طبقة دمع لمعت ، رايتها . حينها آثرت الانسحاب ، ولكن قبل فعل ذلك قلت " أنا آسف ، ولكن لم تكوني بحاجة لشئ كي تسترعي انتباه أحد " ثم انصرفت . ودون أن احاول رمقها بعيني في ذلك اليوم ، وكانها هي الأخرى انزوت ، حتى عن الكلام فلم أسمع لها أيضا صوت ، واخذت أفكر مليا ، أتكون تفهمت قصدي ، أم تكون اعتبرتني جلفٌ متخلف ؟ وبين هذه وتلك صرت حائرا متندم ، ولكنه قد حدث ما حدث ، وسيان الآن إذ لم يكن بيننا كلام قبلا ، ولن يكون بعد إلى الأبد .
في اليوم التالي وفي راسي الموضوع لم يزل ، أتت ، أحسست بها فقط من أطراف ثيابها ، وقد اخذت تحوم مظهرة صوتها بنقاش مع الآخرين من الصديقات ، أما انا ، فأخذت انئى بلا نظر ، فلا أود رؤيتها بعيني رمز زيف متشكل ، فصرت أشيح بوجهي لأطراف أخرى في المكان وأبتعد ولكنها أخذت تستمر ، وتحوم في محيط تواجدي ، حتى دخلني إحساس ، بأن لديها ما تود قوله ، وكأني أحتج بذلك فقط كي أراها ! فنظرتُ وكانت الرسالة في أبسط حال إلى قد وصلت وما كان مني إلا رداً بابتسامة مغلفة بلمحة رضا وارتياح .
2004 ، محمد السابع



رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاجزاء الثلاثة لكتاب قصص رمزية قصيرة للقمص تادرس يعقوب ملطى ferdinand مكتبة الكتب 20 04-21-2016 02:59 PM
10 - سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين - الروح القدس إلهام الشجاع sallymessiha القسم اللاهوتي 0 09-13-2013 08:44 PM
4 ـ تابع سلسلة مقالات قصيرة عن الروح ـ تنازل الروح sallymessiha القسم اللاهوتي 3 06-10-2010 02:45 PM
فساتين قصيرة جميله جدا bassem8800370 قسم الازياء 6 04-30-2010 05:00 AM
مفاجأه ارسل 10 رسائل قصيرة SMS يومياً لكل انحاء العالم مع TTMessenger 3 الماكس مايكل قسم برامج الانتر نت 14 11-11-2009 09:33 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 10:44 AM.