تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > المناقشات الروحية > سؤال وجواب

سؤال وجواب أسأل وأبونا يجاوب

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


ما معنى النسك المسيحي الذي يتناسب مع روح الإنجيل

بسبب اسئلة كثيرة تاتي على الفيس عن موضوع النسك وما يتبعه من زُهد وضعت هذا الموضوع باختصار وتركيز شديد، لأن ليس غرضي اكتب بحث كامل عنه بل مجرد إرشاد عام

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
RG6 ما معنى النسك المسيحي الذي يتناسب مع روح الإنجيل

كُتب : [ 02-02-2018 - 12:11 AM ]


بسبب اسئلة كثيرة تاتي على الفيس عن موضوع النسك وما يتبعه من زُهد وضعت هذا الموضوع باختصار وتركيز شديد، لأن ليس غرضي اكتب بحث كامل عنه بل مجرد إرشاد عام للجميع.
أولاً ما معنى كلمة النسك:
بالنسبة للمعنى العام في القواميس العربية تعني:
نَسُكَ الرَّجُلُ أي صَارَ نَاسِكاً أي: زاهِدًا مُتَعبِّدًا، والزُّهْد: الانْصِرافَ إلَى العِبادَةِ وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا، الإِعْراضَ عَنْها احْتِقاراً لَها، ويأتي أيضاً بمعنى: أعرض عنه وتركه مخافة الحساب أو العقاب، لاحتقاره أو قلَّته أو التّحرُّج منه.

طبعاً هذا المعنى العام في القواميس والمعاجم العربية
ليس لهُ أي علاقة بالمسيحية، مع أن هذه المفاهيم موجودة في ذهن البعض خطأ، لأن النسك والزهد عندنا لا يأتي بمعنى التحرج من شيء ما في الجسد، لأنه خلقة الله وليس فيه شيء مُحرج أو فيه عيب، ولا الزهد ايضاً عندنا هو التخلي التام عن الحاجة الطبيعية للإنسان، لأن حياتنا في المسيح تجعلنا نُكرم الجسد ونحفظه هيكلاً مقدساً للرب، كما أننا لا نحتاج أن نخاف لا من حساب ولا عقاب، لأن ليس شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (أنظر رومية 8)، ومن هذه الآية نستطيع ان نفهم النسك في المسيحية على مستوى البرّ في شخص المسيح الرب، لأن كل ما نفعله هو أننا لا نسلك حسب الجسد خاضعين لشهواته ورغباته المنحرفة، أو الإفراط في شيء يجعلنا نخرج عن سلامة التدبير الروحي، بل سلوكنا بالروح يجعلنا نقوِّم الجسد ونُقنن احتياجاته لكي يكون في كمال صحته وقدرته البدنية ونشاطه العقلي الكامل، لكي يخضع للروح القدس، لأننا لا نعبد الله بأرواحنا أو بالنفس فقط، بل بالجسد والنفس أيضاً، لأن كل ما نفعله أننا نحيا في حالة من المصالحة ما بين الجسد والروح، بمعنى أننا نحيا غير منقسمين ما بين شهوات الجسد ورغباته وبين صوت الروح القدس والخضوع للوصية.
ثانياً يلزمنا أن نعرف:
أن النسك ليس هدف في حد ذاته ولا هو طريق الخلاص وشفاء النفس، ولا هو انسحاب من العالم أو إهمال الجسد وقهره وإزلاله وعدم إعطاءه حقه من جهة تسديد حاجته الطبيعية والاهتمام به من ناحية الصحة والعافية، لأن أي إهمال في هذه الجوانب كفيل أن يُصيب النفس بحالة من الهبوط الروحي الشديد والسقوط من التدبير الحسن والوقوع في فخ الشيطان، فالجسد ينبغي ان يُحترم قانونه الطبيعي وتُسدد حاجته الطبيعية باتزان دون تفريط، فالنسك المسيحي الأصيل يضبط الجسد بميزان حساس، لأن النسك دون إفراز وتمييز وتدبير حسن هو سلاح قاتل للنفس وكفيل أن يقضي بالتمام عليها ويقذف بها بعيداً عن الله.
ثالثاً: ينبغي أن نعي ونفهم طبيعة النسك المسيحي الأصيل،
ولا نركض وراء خبرات الرهبان الخاصة، لأن هناك فرق كبير بين النسك الرهباني ونسك الذين يعيشون في العالم وهم ليسوا رهباناً، وهناك فرق بين النسك الرهباني العام والخاص، فلا يصح أن نُعمم ما هو خاص على ما هو عام ونخلط الأمور ببعضها بسبب قراءتنا لبستان الرهبان والأفعال الشخصية التي للبعض، لأن هذا أخطر ما يكون، لأن الإفراط في أي شيء يؤدي لفقدان الحياة الروحية كلها بل وفقدان النفس كلياً لتسير في طريق آخر غير الطريق الذي دعانا إليه شخص المسيح الرب.

فعلينا أن ننتبه ونعي أن النسك في ذاته لا يُخلِّص أحد ولا حتى مقياساً للقداسة،
بمعنى ليس القديس هو الذي يتنسك ويزهد في الحياة أكثر من غيره، ولا من يصوم بأكثر حزم أو بكثره شديدة أو يعطي ميطانيات (سجود) أكثر، فكل حركات الجسد لا تُخلص الإنسان وليست سمة القداسة وطهارة ونقاوة القلب، لأن القداسة تعني تكريس أو تخصيص النفس لله كلياً جسداً ونفساً وروحاً، ونقاوة القلب لا تأتي بحركات الجسد بل بالطاعة والخضوع للوصية والغرض والهدف معاينة الله وليس البلوغ لحالة من الزُهد والتخلي عن حاجات الجسد، لأن الرب بنفسه قال: "طوبى للأنقياء القلب لانهم يعاينون الله؛ أنتم الآن انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به (متى 5: 8؛ يوحنا 15: 3)
رابعاً: ينبغي أن ننتبه لأصوامنا
فالصوم أساسه النسك أي الزهد وعبادة الله الحي بفرح، وهو عادةً يتم بالانقطاع عن الأكل فترات محددة تختلف من شخص لآخر، وهنا ينبغي أن نهتم بأن نضبط صومنا بدقة، أي يكون تحت إشراف طبي سليم، بمعنى أن لا نصوم كيفما اتفق بدون تدبير حسن مُتقن، بمعنى لو هناك مريض بالمعدة أو بالقولون، هذا الإنسان يحتاج نظام خاص يخضع تحت إشراف طبي لكي يتناول طعام يخص حالته لكي لا يتعب ويمرض فيصير هناك قصور في صلواته وتركيزه فيما يسمع من عظات واشتراك في الصلوات أو يقرأ في كلمة الله أو يقف ليُصلي في مخدعه، وهكذا بالنسبة لباقي الأمراض..

كما أنه ينبغي أن ننظم حياتنا حسب المرحلة العمرية وأيضاً حسب اعمالنا في العالم، فالطالب يختلف عن العامل أعمال يدوية، وهي تختلف درجاتها من جهة المشقة وبذل الجهد، وأيضاً هذا يختلف عن الموظف الجالس على مكتب والمدير وغيره من الأعمال المختلفة، فكل واحد لهُ تدبيره الخاص الذي يتناسب مع حياته الشخصية ووضعه الاجتماعي والمرحلة العمرية التي يمر بها، فالموضوع كله يتلخص في ضبط حياتنا بتدبير حسن تحت إرشاد مع التمييز والإفراز.

طبعاً مش محتاج اشرح كيفية ضبط الجسد بقانون طبيعي سليم، لأن لازم انتبه لأكلي وشربي من جهة اختيار ما يتناسب ما حاجة الجسد للحفاظ على صحته لا لإهلاكه أو ضعفه، لأننا لا نضعف الجسد ونجعله يشعر بالوهن حتى الأعياء والإصابة بمشاكل مرضية تطفأ نضرته وتشل حركته الطبيعية السليمة، لأن هذا خطر على حياتنا كلها، ويعتبر أيضاً عدم أمانه في الحفاظ على الجسد الذي لم يعد لنا بل لله، لذلك مكتوب: لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله (1كورنثوس 6: 20)
فالجسد أفضل من الطعام والشراب وهو للرب فينبغي أن نجعله للرب فعلياً حينما نسير في القداسة، لأن إكرام الجسد الحقيقي هو في التقديس والطهارة، أما الهبوط به من مستوى المجد للهوان لا يأتي إلا عن طريق الشهوات المنحرفة عن مسارها الطبيعي والحياة بالملذات المبددة لطاقات النفس الروحية، فلنكرم أجسادنا ونحفظها ولا نبدد طاقتها أو نشلها بكثرة أصوامنا بإفراط أو العمل بما يفوق طاقتنا وإمكانياتنا لأن هذا سيدمرنا، لأن حتى لو نجحنا في هذا الإفراط سندخل في سقطة الكبرياء، فالله لا يطلب نسكنا بل قلبنا، لأنه قال اعطيني قلبك وليس نسكك ولا أعمال جسدك، فقط نحن نضبط الجسد لكي نخضع بالتمام لله، فاحذروا أن تخسروا جسدكم وتضيعوا صحتكم بحجة النسك وأعمال الزهد التي تتبعه، لأن الكل مطالب أن يحفظ جسده لا أن يهمله بل يقوته ويربيه تحت سلطان الروح القدس بحكمة وإفراز أي بتدبير حسن تحت إرشاد.



رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذي, الإنجيل, المسيحي, النسك, روح, ما, مع, معنى, يتناسب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رجاء الانسانية فى اتحاد المخلوق رافى - سمير المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) 0 11-08-2011 03:22 PM
متى 6 - تفسير انجيل متى دستور الملك (ب) - التدبير الإلهي dina_285 تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 06-01-2010 09:16 AM
شخصيات سفر أعمال الرسل dina_285 رجال ونساء الكتاب المقدس 0 03-03-2010 01:10 PM
هدية روحية، تفسير انجيل متى البشير الطاهر الذي يتلى في الاحد الواقع قبل ميلاد المسيح kcart1 دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 2 02-18-2009 08:40 PM
علم النفس المسيحى الجزء الثانى وردة حزينة قسم المناقشات الثقافيه والعلميه 6 10-19-2008 03:24 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 11:53 AM.