عندما تجد نفسك فى بحر من المشاكل
فانك تكون كالغريق يبحث عن قشه ليتعلق بها
فربما تكون تلك القشه طوق نجاه سليم
وربما يكون طوق ولكنه فارغ ليس به اى امل للنجاه
بل انه يجذبك الى اسفل
الى القاع .....حيث الغرق الحقيقى
قصه طوق النجاه
وكيفيه تعلقنا به
بينما هو طوق وهمى... لا يهدف للنجاه بل للغرق
دعونا ننزل مع هولاء الزوجان الشابان
الى هذا البحر الهائج
لنرى ماذا يفعل بهم
زوجان انجبا ثلاث ابناء
قذفت بهم ظروف الحياه الى المشاكل والمحن والصعاب
لم يستطيعا المواجهه والوقوف معا ضد التيار
بل اسرعا كل منهما يبحث عن طوق النجاه ويجذبه تجاهه
طوق النجاه
(المحاكم)
فهى طوق النجاه فى نظر اى غريق
كلا منهما يسرع باقتنائه
والنهايه واضحه
الطلاق
وترك كلا الغريقان (الزوجان)البحر الهائج
او اقصد شقه الزوجيه
الام ذهبت باولادها الى بيت والدها
والاب ذهب يؤجر مسكنا زهيدا يعيش فيه منفردا
ينتظر موعد رويه ابنائه وفقا لقوانين طوق النجاه
اقصد(المحاكم)
ومرت الايام والشهور و السنوات
ثلاث عشر عام كل منهما وحيدا
يعانى مشاكله صامتا فى الدنيا
لا يجد امامه ونيس يحكو له او يستمع اليه
وفى يوم ما بعد ثلاث عشر عام
ذهبت احدى الاقارب للقس الكاهن
ترجوه ان يحاول اعاده تيار الامواج
الى ذلك البيت المهجور
ربما يستطيع ان ينزع من اياديهم
طوق النجاه الوهمى
وجعلهم يواجهون التيار معا
بانفسهم دون مساعده
ولكن القس تردد
لان يعلم جيدا انه كلما طال الزمن
ذاد طوق النجاه قوه
ولكن ايمان تلك السيده وبكائها
جعله يفكر بمحاوله واحده
وفعلا....دخل القس الهادى
الى ذلك البيت الذى تقيم به الزوجه الغريقه
ليجد اسره الزوجه المومنه الصائمه
سعداء بقدوم رجل الله
يقدمون كافه ما تملكهم يداهم
وابتدا القس يتلو الانجيل والمزامير والتسابيح
واذ به فجاه ينطق ناظرا لوالد الزوجه:ارجوك يا اخى
فلتعد ابنتك الى بيت زوجها
دعها ....تواجه التيار معه
دعها تمسك بيديه ويواجهان معا تيار الحياه
لا تجعلها تمسك بذلك الطوق الزائف
الذى لا تجد من ورائه سوى الوحده والمرار
من اجل خاطر المسيح
من اجل اعين حبيبك يسوع
من اجل الام الهك
ومن اجل..... ومن اجل ....ومن اجل.....
وقف الاب ناظرا ودموعه تسبق صوته :لا تحلفنى يا ابى .
.ان اراد الرب حتى روحها فلياخذها.
.ان اراد الهى يسوع المسيح
حتى روحى وروح ابنتى فلياخذها
وكلنا سعاده بذلك
تاكد يا ابى انه من اليوم
لن تكون هناك عقبه بيين ابنتى وزوجها
اسرع الكاهن سعيدا باحثا
عن موطن اقامه الاب الغارق
وبمجرد ان راه
طالبه بان يذهب الى احضان اولاد يضمهم اليه
ويحملهم على كتفيه
ويواجه معهم و بهم تيارات وامواج الحياه
اسرع الاب غير مصدقا ما يسمع:ابعد ثلاث عشر عام
يحل الطوق؟؟؟
ابعد كل ذلك الفراق؟؟؟
يستطيع ان يجتمع مع ابنائه!!!!!
اسيستطيع ان يرى اعين اولاده عندما يصحون من نومهم ؟؟؟
وان ينظر دموعهم وابتساماتهم؟؟؟
وان يرى طموحهم واحلامهم
وان ينظر عيونهم التى يحلم ان يراها يوميا
بل .....وان ياخذهم الى احضانه غير خائفا
من وجود ذلك الطوق الزائف
اسرع الاب وقدماه تسبق الكاهن
الى بيت اسره زوجته
وبمجرد ان نظر حماه والد زوجته
اذ بهم يمسكان ببعضهما يقبلان بعضهما
ودموعهما تسبقهم
وندمهم على تعلقهم بطوق نجاه زائف
لم ينجدهم من الغريق بل اسقطهم الى القاع اكثر
ونظر الزوجان الى الكاهن قائلين :::والان ماذا؟؟؟؟
اسنحتاج الى طوق نجاه اخر ينجدنا من هذا الطوق الوهمى؟؟
نظر الكاهن وقال:::بلا....ما احله الله لا يفرقه انسان
ابنائى ....انتم مازلتم ازواج
حسب ديانتنا ومسيحنا وكنيستنا
لا حاجه لكم لاى شى
سوى الصلاه والتوبه والاعتراف
فكلاكما لم يخطى بحق الاخر
فعودا معا ابنائى وتعلما ان تواجها التيار معا لا متفرقين
وان وجودكم معا اقوى من وجود اى طوق للنجاه
عادا الزوجان معا بعد فراق ثلاث عشر عام
عادا معا بعد ان انهكت قواهم
ومرت اجمل ايام عمرهم هباء
لتعلقهم بطوق نجاه فارغ
لا يحمل اى معنى من معانى النجاه
ليتنا نعلم جميعا
ان طوق نجاتنا هو تمسكنا ببعضنا
ومواجهتنا التيار معا
فمعا نستطيع ان نعبر وننجو من الامواج
اتمنى ان اكون قد اوصلت لسيادتكم
فكرتى عن المحاكم وطوق النجاه