كتاب كلمة منفعة
البابا شنوده الثالث
( 137 )
لماذا نصلي
************
نحن نصلى تنفيذا لأمر، وأداء لواجب.
كلا
فالصلاة هى تعبير عن الحب الذي في قلب الإنسان نحو الله.
الإنسان البار يحب الله
ومن محبته له يفرح بأن يتكلم معه.
تماما كما يكون بينك وبين صديق عزيز علاقة مودة.
فأنت تكلمه وتتحدث إليه، في أي موضوع
المهم أن تكلمه، وكفى.
داود النبي
رجل الصلاة المعروف
هو مثال عملي لصلاة الحب
يقول للرب:
(كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه، كذلك اشتاقت نفسي إليك يا الله)
(عطشت نفسي إليك)
(التحقت نفسي وراءك)
(متى أقف وأتراءى أمام الله) (مز 62، مز 5، مز 42)
إنه يحب الله ويشتاق إليه
لذلك يصلى.
إن كنا نصلى
فذلك لأننا نشعر بهذا الحب نحو الله.
وبينما تبدو الصلاة ثقيلة يمكننا في نفس الوقت أن نقف مع أصدقائنا بالساعات نتكلم ولا نمل لأن بيننا وبينهم حبا.
الصلاة إذن هى حب
وهى صلة مع الله كما يبدو من اسمه.
هى التصاق بالرب
وهى رفع القلب والفكر إلى الله.
هناك أشخاص لا يصلون إلا ليطلبوا من الله شيء.
فإذا لم يوجد شيء يطلبونه امتنعوا عن الصلاة
كأن المنفعة الشخصية هى الدافع لهذه الصلة مع الله!
وهؤلاء يوبخهم القديس باسليوس بقوله
(إذا وقفت لتصلى، فلا تبدأ صلاتك بالطلب، لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنت تصلى)!
ثق أن جميع احتياجاتك ستأتيك دون أن تطلب.
ولتكن صلاتك لا طلبا بل حبا.
المسيح إلهنا عندما كان يصلى
ماذا كان يطلب
كان يقضى الليل كله في الصلاة
ولم يكن محتاجا إلى شيء
فكل شيء في قبضة يديه
أليس هو القائل
(كل ما للآب هو لي)
صلاته إذن كانت حبا
كانت تعبيرا عن الحب الذي بينه وبين الآب.
والإنسان عندما يحب الله يحب ملكوته
فيطلب أولا ملكوت الله وبره
(متى 6: 33)
وبهذه الطلبات تبدأ الصلاة الربية:
(ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك)
(خبزنا الذي للغد، اعطنا اليوم)
الخبز السماوي
الذي لمستقبلنا الأبدي
الخبز الروحي
جسدك ودمك
أعطنا اليوم.
إنها طلبة مبنية على الحب.
أعطنا يا رب ذاتك
لأننا بك نتغذى
أعطنا كلامك الحلو
لأننا نحيا بكل كلمة تخرج من فم الله.
أما أنت يا أخي
إن كنت لم تصل بعد إلى الصلاة
التي كلها حب
فاطلب من الله ما تريد:
كن صريحا مع الله.
افتح له قلبك وحدثه بكل ما فيه.
وإن لم يكن فيك هذا الحب
صلى لكي يعطيك الرب إياه.
قل له باستمرار:
(أعطني يا رب أن أحبك).