مهما كنت ... مهما فعلت .. مهما أصبحت .. فهناك فى داخلك صوت!!
صوت يطاردك ... يناشدك .. لا يفارقك ! صوت يدوى فى داخلك
صوت سائراً معك سنوات و سنوات .. بصبر .. بحُب .. و حنان!
لم ييأس و أنت تهمله ! لم يغضب و أنت تُبعده ! صوت عنيد .. صابر .. يشاركك منامك و يقظتك ..
دائماً معك ..هادئاً .. ضارعاً .. متوسلاً .. راجياً .. هامساً ..
قائلاً :
لا تهرب منى ! لا تبعد عنى ! لن أتركك تفلت منى ! إذا ذهبت إلى أقاصى الأرض
ستجدنى هناك .. منتظرك .. مشتاق لك .. لأننى احببتك !!!
إنه صوت إله .. أب .. يُحبك جداً .. و يعرف كل شىء عنك .. كل شىء .. حتى ما فى داخلك ..
إنه يعرف ما فى داخلك ! يعرف إحتياجك .. أمراضك .. سقطاتك و ضعفاتك و مخاوفك..
يعرف أحزانك و أوجاعك .. و يتأثر جداً .. و يئن قلبه .. و هو يسمع بُكائك !!
إنه صوت إله .. أب .. يُريد أن يمسح كل دمعة من عيونك .. و يأخذك فى أحضانه ..
و يملأ داخلك بروحه و شفائه وفرحه و سلامه ! إنه صوت إله .. أب ..
قال عنه أوغسطينوس .. النفس القلقه الخائفة التعبانة الحزينة لن ترتاح إلا فيه ؛
أنه صوت أباك .. الذى أحبك جداً .. ..
هو الطريق و الحق و الحياة و لن يجىء أحد إلى الأب إلآ به (يوحنا 14)
فتعال إليه .. و إرمى حِملك و خطاياك و همومك عليه ..
اُترك مخاوفك و مرضك و قلقك تحت صليبه عند قدميه و ثق .. مهما كانت خطاياك
هو يطهرك من كل خطية
إنه يريد أن تتكلم معه الآن .. ببساطة .. بإيمان صغير .. جداً .. بندم و إحتياج .. بجوع و إشتياق ..
أطلب منه أن يدخل و يسكن قلبك التعبان .. وتأكد تماماً .. أن من يُقبل إليه لا يخرجه خارجاً
انه الهك الذى يحبك وينتظرك