كُتب : [ 01-17-2008
- 01:48 PM
]
بصراحة تامة وبلا مواربة أنا عن نفسي مش قادر استوعب موضوع الأسر الجامعية لأسباب كثيرة جداً أسمحوا لي مرة أخرى بتركيز أن أذكر مرة أخرى ، لأن على ما يبدو أن اللي بيعلق على الموضوع لا يراجع الموضوع بكل تعليقاته ، وأعود أركز في الكلام تأكيداً على هذا الكلام الحلو الذي كتبه اسحق إبراهيم وتصحيح نيافة الأنبا موسى للوضع الراهن ...
الأسر الجامعية تدعو للانعزال عن المجتمع الجامعي – دون قصد أو دراية لا أعرف – والابتعاد عن الانخراط في الأنشطة في الجامعة وقصرها على الأسرة وفي داخل حدودها ، مع أن المفروض كل جامعي يدخل فيها وينخرط وسط باقي الناس ليشهد لله بكل تقوى والتزام وسط العالم ، ويكشف لهم الحب الأصيل وكيف يكون المسيحي الملتزم
وان أراد أحد أنشطة كنسية متنوعة على ما أعتقد أنها موجودة في كنيسته الأساسية ....
وأيضاً كل واحد قادر أن يتعرف على الآخرين دون مساعدة من أحد ، أن لكل شخص شخصبته المستقلة وهو قادر أن ينميها في مجتمع الجامعة الذي لابد من أن ينخرط فيه بلياقة ، ويظهر إننا أتعودنا على الانعزالية عن المجتمع بحجة انه وضع في الشرير واللي يعيش فيه يبتعد عن الله ، مش عارفين أننا ملح الأرض ونور العالم ، وشهادة حسنة لله بسلوكنا وحياتنا المستنيرة والواعية لكل ما هو حولها !!!
وأن العالم هو المحك الرئيسي لظهور عمل الله فينا وحياة التقوى ...
الهروب من العالم مش حل ، ولا الانعزال عنه مطلب الكتاب المقدس ولا كان رؤية الآباء ولا حتى الرسل أنفسهم ، بل كل هروب يُحسب علينا لا معنا ، لأننا نهرب من أن نُكتشف أمام الآخرين وحياة القداسة المزيفة التي أرتديناها كثوب ، وأصبحنا نظهر صورة التقوى وفي سلوكنا وفي حياتنا ننكر قوتها ، فأصبح لنا شكل الروحيين في الظاهر أما الباطن اله يعلمه جيداً ونحن أيضاً !!!
وعلى ما يبدو نسينا أن الله هو فاحص الكلى والقلوب ويرى خفايا القلب ونياته ...
عموما التساؤل : لو كان هدف الأسرة التعارف والتقرب ، فالجامعة مفتوحة ومجال واسع لذلك واعتقد أن الأسر الجامعية عرفت بعضها منها ، أما أن كانت من أجل الحفاظ على البنات والأولاد من التيه وسط الآخرين والعالم ومشكلاته ومشكلة الارتداد – كما أسمع من البعض – هذا زيف وليس حق لأن التيه لا يأتي إلا من الابتعاد عن الله من الداخل وليس الخارج ولو حتى كان في داخل الكنيسة ، لأن مشكلة والخاطئ الحقيقية الخطية في داخل قلبه ومشكلة المؤمن الداخلية هي الكبرياء !!!
وأيضاً هذا التصرف ، ينم عن عدم الثقة في الله القادر أن يحمينا وسط شرور العالم وكأننا قادرين بأنفسنا وقدراتنا الخاصة عن حماية أنفسنا من كل تيه حينما ننعزل وننفرد بذواتنا ، مع أن هذا الفعل يكشف عن أن إيماننا نظري وثقتنا في الله مجرد أوهام وشكل خارجي ، ولنا صورة التقوى وننكر قوتها ..
ومكتوب : ( إن لم يحرس الرب المدينة فباطل يسهر الحراس )
وأيضاً هذا التصرف الانعزالي للحماية ينشأ أشخاص ضعفاء إيمانهم ضعيف جداً لا يقدروا على مواجهة المجتمع ولا ضيقاته ومشكلاته ، دائماً يحتاجوا لآخر يدافع عن إيمانهم ويحل لهم مشكلاتهم ، فهذا لا ينشأ رجال الله قادرين بالنعمة وإلهام الروح على المواجهة بالحب والثقة في الله مصدر حياتهم ووجودهم ...
كل اللي أطلبة قبل مواجهة الموضوع أن نجلس مع أنفسنا بصدق ونكتشف ما في أعماق قلوبنا من إيمان ومحبة عميقة لشخص المسيح الكلمة المتجسد وهل نحيا فيه وله وهو يحيا فينا ونمتلئ منه في صلوات المخدع وقراءة الكلمة ، وما هو هدف حياتنا ورجائنا !!!!
آسف للتطويل وإعادة كلمات مراراً كتبتها ووضعتها في بعض المنتديات وأولهما هنا ، ولكن أحببت مرة أخرى أن أتوسع قليلاً في هذا الموضوع الخطير الذي عزلنا عن المجتمع وظننا أننا نرضي الله ونخدمه !!!
وكنت أو أ، يسمح لي وقت أن أذكر كلمات الآباء القديسين عن تربية النفس وسط العالم الذي قادر أن يكشف زيف كل نفس تدعي أن لها الله أب ، وهل هي تعيش لله فعلاً والا لها صورة التقوى كقشرة خارجية تحمي بها كبريائها وعدم الاعتراف بأنها عن صدق بعيدة عن الله وتحتاج إليه فعلاً وعن صدق ، وهل نحن خدام حقيقيين والا مزيفين لنا مجرد صورة وشكل نخدع به أنفسنا ونطلب كرامتنا وسط العالم الذي فشلنا أن نحقق فيه ذاتنا !!!
النعمة معكم ومع الجميع آمين
|
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
.jpg)
العرض العادي
