الشخصية الجذابة
للدكتور / مجدي اسحق
للحب طاقة اقتحام ..تدخل لأعماق النفس لتخرج أفضل ما فيها ..
فاذا أردت أن تربح الناس .... عاملهم علي أنهم كرماء ..أسخياء ..محبين ..فسوف يتحولون الي هذه الصورة بعينها
رغبة منهم في أن يكونوا علي أحسن صورة أمامك!!
فالناس – كقاعدة عامة –
أمناء , مخلصون , متعاونون , و قليلون منهم هم الذين يشذون عن هذه القاعدة ..و الأحري بك .... لذلك أن تعاملهم علي هذا الأساس لتخرج أفضل ما فيهم
V.V.V.V
هنا أتذكر "....." و كان مأمورا لاتحاد ملاك العمارة التي يقيم بها أحد أقاربي .و كان هذا المأمور مقاتلا عنيدا شديد البأس قاسي الكلام ,حاد الطباع , مهاجم من الدرجة الأولي ...
فكلما ذهبت لزيارة هذا القريب قضينا أغلب الوقت نتحدث عن المعارك الطاحنة التي كانت تدور في العمارة بين هذا المأمور و بين السكان ..
و قد تصادف أن حضرت واحدة من هذه المنازعات الحامية بل قل هذه الحرب العالمية ..
كان المأمور يقتحم الحديث اقتحاما .و يندفع في هجوم حاد ..يكيل التهم و يقطع الأحاديث و يفرض رأيه دون أن يقبل أي مناقشات أو حوارات أو حتي مجرد تعليقات !!
و النتيجـــــة ؟!
كراهية و عداوة و تبادل للشتائم و التهم ..
بالتالي انهارت مرافق العمارة للحد الأسوأ ..نظرا لرفض السكان التعاون مع هذا المأمور المكروه ..
و حدث بعد فترة من الزمن أن ذهبت لقريبي ..فوجدت العمارة علي أحسن حال ؟!!
المصاعد قد تغيرت و السلالم تبدلت و المدخل قد استعاد شبابه و جماله القديم .
و سألت باندهاش:ماذا – تري – قد حدث ؟..
و كما توقعت حدث الآتي
فقد انتقل المأمور القديم الي شقة أخري , هربا من (جحيم السكان المشاكسين ) من وجهة نظره !!.
.و جاء مأمور جديد ..يتقن فن التعاملات الانسانية و علي دراية كاملة بأصول كسب ثقة الآخرين ..
رغم أنه لم يبلغ من العلم و المناصب ما وصل اليه المأمور القديم ..
و بدأ القائد الجديد في خطة محكمة لاعادة الثقة بين الملاك و بعضهم :
+ فبدأ بزيارة كل شقة لمدة دقائق يعرفهم بنفسه
+و أثناء الحديث العابر علي باب كل ساكن ..كان يمتدحه مدحا خالصا ..و يؤكد له ثقته الخالصة في حسن تعاونه و توقعه أن تصير العمارة بفضل مشاركته – أفضل عمارة في المنطقة
+ ثم دعا الجميع لاجتماع ليعرض عليهم آرائه ..
و طلب من كل واحد أن يتكلم بكل حرية مؤكدا للكل رغبته في احترام رأيه بالكامل .
فماذا تعتقد أنه حدث ؟
لما هجم هذا القائد بالحب ..
استجاب الجميع – تقريبا – بالتعاون ..
لقد استطاع أن يخاطب فيهم النوايا الحسنة و الدوافع النبيلة
فأسرع كل ساكن الي المشاركة لكي يثبت نفسه أولا – و للآخرين ثانيا أنه الأفضل و الأكرم و الأفضل أخلاقا و صفاتا .
.فيما عدا ساكن واحد فقط عرف عنه العنف و المشاكسة و الفصال ...استجاب الجميع و قرروا التعاون التام من أجل الوصول بعمارتهم الي الأفضل ..
و حتي هذا الساكن العنيد قرر تأجيل الدفع الي أن يري بعينيه نتائج هذا
( التعاون ) الذي طالما سمع عنه سابقا دون جدوي !!
نظرية التحقيق الذاتي
هناك نظرية شهيرة في علم التربية اسمها (نظرية التحقيق الذاتي ) ..
هذه النظرية تقول أن الصورة الذهنية التي نلقيها في عقول أولادنا – سواء سلبية أو ايجابية – هي التي يسعون بكل جهدهم لتحقيقها ..
و لشرح ذلك دعني أسوق لك مثلا ...
لنفترض أن أما صالت و جالت اليوم كله في المنزل تتهم ابنها بالغباء- طمعا منها علي حد قولها – في حثه علي الدراسة و الاستذكار !!
فماذا تظن أنه حادث ؟
أكاد أسمعك : " سيتحرك الولد بسرعة نحو الاستذكار بلا توقف "
لكن أتعلم – هذا لن يحدث ؟!!! لماذا ؟؟
لأن الولد الصغير سيتبنى نظرية والديه فيه , و سيقرر – دون أن يدري- أن يصير علي هذه الصورة الذهنية التي ظل الوالدان يلقيانها فيه عبر الزمن ..و سيصبح الولد فعلا ( غبي ) كما ظل والداه يصفانه طول الوقت !!
و العكس- طبعا – صحيح ..
فاذا وصف الولد بالذكاء و المهارة سيسعي جاهدا لتحقيق تلك النظرية التي رآها في تعليم والديه
علي نسق هذه النظرية قال العالم جوته :" اذ تمدح ابنك ..لا تمدح ما هو موجود ..بل ما تتمني ان يكون موجود "
لماذا – اذن – لا نتحرك سويا نحو عالم ( أفضل )؟!
ألم يأت المسيح دائما للحياة و للأفضل ؟!! ( يو 10 :10 )..
لماذا لا نتبني هذه النظرية في المعاملات الانسانية كلها ؟
ان الناس بأكملهم يتلهفون للعطف و التقدير ..و يتمنون فقط الفرصة لذلك .
.و الناس بأكملهم أيضا لديهم مخزون رائع من الخير و الحب و الأخلاق الكامنة الدفينة .و ينتظرون الفرصة ليخرجوها ..
فلماذا لا تكون أنت هذا الشخص الذي سيستخرج أفضل ما فيهم ؟
الدرس هنا هو :
" توقع الأفضـــــل لتنالـــــــه "
و تحدث الي الآخرين بروح ايجابية ..
و امتدح فيهم ما تتمني أن تراه ..
ستجد هنا رد فعل رائع سيسعي الجميع لاخراج أفضل ما فيهم ..أنت – هكذا – تفجر القوة الكامنة الداخلية المملوءة خير , لتري النور
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
العرض الشجري