أخواتى
احيانا يطلق احدهما كذبه
فتكون كفتيله مدخنه
وينقلها لاخر
فيقوم هذا الاخر بتكبيرها وتهويلها وينقلها لاخر
ومن اخر لاخر تستمر الواقعه
الى ان تصبح الكذبه او الاشاعه
واقع يثق الناس فيه ويرفضون تقبل ما ينقده
وتبتدا تكبر الاشاعه وتذاد
ويقال عليها الكثير والكثير
فتكون كنار مشتعله تحرق كل من يلمسها
تعرض صاحبها للحرق فى نار لم يكن متسبب بها
اخى.....اختى
من بين زهور الكتب
اخترت اغرب كتاب من الادب القصصى كى اقراه لك
او بمعنى اصح كى احكيه لك
يدعى اسمه
(حياه من بين القبور)
لا اعلم ما اذا كان هذا الكتاب حقيقى ام خيال!!!
احداث واقعيه او حلم!!!!!
ولكن كل ما اعلمه
ان كاتبه راهب من دير البراموس
ومراجعه نيافه الانبا ايسذوروس الاسقف
بداخل اعماقى اشعر انه واقعى ومن عالم الواقع
لذلك اخواتى استعدوا
لنذهب فى زياره سريعه الى القبور
وبمعنى اصح لساكن القبور
فهل ستاتون معى
ام كعادتى ستتروكنى اذهب وحيده؟؟؟؟
يقولون البعض عنه لص
والبعض الاخر يقولون قاتل
والبعض يقسمون بانه سارق وهاتك
ولا يعلم احد عنه شى سوى انه يسكن القبور
ويتعجب الجميع من ان الرجل البار
(ابونا اناخورتيس) كاهن كنيسه القيامه
ياتمنه على المقابر ويدعه يقيم بها
اخواتى
هلما معا ننظر ذلك المكان الواسع
الذى ترقد به جثث الموتى
وباخر المكان طرقه طويله تودى الى كنيسه القيامه
والتى يصلى بها ابينا اناخورتيس
اما ذلك الرجل الذى يسير بعبائه طويله
ويلتحف بشال يخفى فيه معالم وجهه
ولا يظهر منها سوى ذقن طويل ابيض
وعمره يناهز الخمسون عام
هو حارس القبور
والان انظروا تلك المراه الذاهبه للقبور
هى فتاه النزل تحمل طفل الخطيئه
و تدخل المقابر خائفه مرتعبه
ولكن لم يكن باليد حيله
فهى لم تجد امامها اى باب مفتوح
الا باب الكاهن(ابونا اناخورتيس)
ذلك الاب الذى لا يظهر الا فى الازمات والضيقات
والذى دعاها للاقامه بجوار المقابر
ولكن
هناك بالمقابر يسكن ساكن المقابر
والذى يخاف منه الجميع
بل ويرتعبون بمجرد رؤياه
وهو لا ينطق ....فقط يشير اليها
ان تدخل الى حجره كان قد حضرها لها
كامر ابيه الكاهن
وقفت الفتاه خائفه ودموعها متحجره تخشى النزول
لئلا تكشف جبنها
وساكن المقابر لا ينظر اليها قط بل يضع الطعام لها
ولابنها امامه دون ان ينطق ويخرج بعدها
اسرعت الفتاه
بمجرد خروج الساكن تقفل حجرتها بالمفتاح
واخذت تكتم انفاسها ....لئلا يظهر صوت انينها وخوفها
ومرت الايام
كل يوم تجد طعامها وطعام طفلها الرضيع امام الباب
ومعها الكتب التى تركها الكاهن لتقويه ايمانها
كل يوم يمر ساكن القبور عليها
ويترك لها وجباتها وكتبها
ويمضى دون ان ينطق
الى ان جاء يوم نادت الفتاه ساكن القبور ودعته قائله:
سامحنى.... من يوم وان قدمت انا ههنا
وانا اعاملكباذراء واهانه وكبر
وانت تعاملنى بمحبه وحنان
تسرى الاشاعات فى كل البلده عنك والجميع يخافك
ارجوك اجلس لاقص لك حكايه..... قسوتى مع العالم
وفعلا جلس ساكن القبور وراسه لاسفل لا ينطق
بل يستمع اليها وهى تبكى قائله:لقد نشئت فى بيت مملوء بالحنان مع ابى وامى انعم بالصلاه والحب والايمان
وذات يوم وعمرى اثنى عشر عام
خرجت لاحضر طلبات لامى خطفنى رجل بسياره
ورمانى بببيت مشبوه
وعشت بهذا البيت الخاطى
الى ان وجدت نفسى احمل طفل باحشائى
فصممت صاحبه البيت المشبوه
ان اقتل ابنى حتى اعيش معها
ولكن اهدانى الله الى ابى اناخورتيس
فقدمت له كى ينقذنى وينقذ رضيعى
وهوالذى اوصلنى الى هنا لاجلس بين القبور
وفى ذلك الوقت ....لم اكن ادرى لماذا فعل ذلك!
هل كان يعظنى بالحياه الفانيه ام كان ذلك لتوبيخى!!!
وبعد ان نظرتك ورايتك وانت تسقى الزرع والورود
علمت انه احضرنى الى هنا
لانه يعلم انك اقدر الناس برعايتى ورعايه ابنى
اخذ ساكن القبور يستمع اليها وهو صامت واخير قال لها:هلمى تعالى معى ابنتى
فقامت الفتاه خائفه متردده قائله :الى اين؟؟الى اين؟؟؟
لم يجيبها ساكن القبور انما امسك بيدها مسرعا دون تردد وذهب بها الى المقابر
وقال لها:انظرى ابنتى......تلك الفتاه المدفونه هناك قد ماتت شهيده اشاعه ظالمه بانها اخطائت
وهى البتول الامينه
وذلك الفتى الصغير قد مات على يدى من الجوع والبرد وانا لم استطيع انقاذه او اسعافه
وذلك..... وذلك..... وذلك
هولاء ظلموا كثيرا ....ولكنهم ماتوا شهداء
يحملون اكاليل عديده
واخذت الفتاه تنظر اليهم وهى باكيه واخيرا اسرعت وامسكت ابنها قائله:ارجوك ....فلتربى ابنى لى
ساكن القبور:لماذا؟؟الى اين انتى ذاهبه؟؟؟
الفتاه:ارجوك فلتحفظه لى الى ان اعود
اسرعت الفتاه تعدو مسرعه
الى ان ذهبت الى بيتها القديم
تنظر امها التى اصبحت ضريره
من كثره بكائها علي ابنتها
خرجت الفتاه دون ان تخبرها من هى
بل قبلت يديها
وبكت بدموعها وعادت لطفلها
لتجد ساكن القبور ممسك بطفلها يقبله ويداعبه
فصرخت متهلله :والان يا ساكن القبور اخبر ابى اناخرستيس اننى ساعترف حالا واننى مستعده غدا لنوال سر الافخارستيا
وفعلا اخواتى
تناولت فتاه النزل
ونال ابنها الطفل المعموديه
وعاشت لتعلمه اسس المسيحيه ومبادئها
واخذ الطفل يستمع لكلام حارس القبور
الذى يقص له قصص الشهداء الاطفال
والام ترحب بكل ميت جديد قادم ليدفن
وكانه صديق لها اتى ليقيم معهما
وبعد سبع سنوات
نادت الام حارس القبور ليلا وهى متزينه بملابسها قائله: هلما تعال معى فاليوم يوم عرسى..تعال معى
حارس القبور:الى اين؟
الام:الى كنيسه القيامه حيث ستدفن جسدى
تحت قدم تاييس الجديده..فاليوم عرسى
وفعلا دخلت الفتاه الكنيسه
وركعت تصلى
ولكنها لم تقم
لقد صعدت روحها
بينما امها الضريره قد شعرت بها وبمكانها
وقدمت اليها باكيه
واخذت تبحث عنها
حتى وضعت راسها بداخل صدرابنتها المتنيحه
وهى راكعه تبكى
واذ بها تجد نور عينيها يعود اليها
نعم لقد ذهبت ابنتها الى الفردوس واعادت لامها عينيها الضائعه
اخذت الام تبكى:ابنتى ..اننى ابحث عنك منذ سنين وعندما اجدك تعيدين الى نظرى كى اراكى وانتى ميته
ابنتى....... ابنتى
اما الابن الصغير البالغ سبع سنوات يبكى بمراره لفراق امه..
..الى ان صرخ فجاه:امى امى انى اراكى ..
.فلتاخذينى معكى..انا لا استطيع الصلاه بدونك
فلتاخذينى
وفجاه اخواتى
يجد حارس القبور الطفل الصغير تصعد روحه امامه
اخواتى
اخواتى
والان انتظروا لتسمعوا اغرب جزء فى القصه
اتعلمون الان من هوحارس القبور؟؟؟
اللص القاتل السارق الهاتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انه ابينا الحبيب الكاهن منقذ فتاه النزل و طفلها
انه اناخورتيس
نعم اخواتى
فحين جاء موعد نياحه ابينا اناخورتيس
فوجى الجميع بانه ذاته حارس القبور
فاقر القس المسئول عن الكنيسه الاب جوارجيوس
بان الانبا اناخورتيس هو سائح قد طلبه
اثناء صلاته لينقذ انفس الهالكين
فتنكر فى نفس ساكن المقابر
اخواتى
ارايتم الى ماذا تاخذنا الشائعات؟؟؟
حتى السائح البار جعلته الشائعات هاتك وقاتل ولص
فاحيانا تاخذنا الشائعات الى الكثير والكثير
فنؤلم اخرين ونجرح كثيرين