رد: الجزء(14)من بحث تدبير الخلاص والتجسد الالهى
كُتب : [ 08-17-2008
- 11:07 AM
]
لي وقفة قصيرة عن العدل والمحبة :
العدل والمحبة مترابطان ارتباط وثيق ، لأن عدل الله عدل المحبة الكاملة ، لا على مستوى عاطفة الجسد ، بل حسب طبيعته المتكاملة التي لا يعرفها أحد إلا بخبرة التجسد العجيب ، فالله ليس عادلاً عدل القضاة الذين يحكمون على الشرّ والفساد بالعقوبة دون الالتفات للمحبة ( وليس الشفقة ) ، فلا يوجد قاضي محباً لأحد ، بل يعمل على إحلال القصاص لموازنة المجتمع ...
أما عدل الله مختلف تماماً ، وقد ظهر في التجسد ، لأن الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده ، فهو أتى لينير كل إنسان ، ولأن الله محبة خلصنا ليس بمجرد حمل عقوبة عوض عن الإنسان كما نتصوره أحياناً حسب فكرنا الخاص وليس حسب عمل الله ( رغم من انه حمل كل اوجاعنا وستنفذ كل عقوبة فعلاً ) ، بل لأن عدله عدل المحبة ولن يترك صورته تهان ، لأننا مخلوقين على صورته ومثاله ، وعدله يقتضي أن يصلح الصورة التي انطمست فينا ....
فانفصال العدل عن الرحمة أو تصور أن الله عادل وايضاً محب ن هو فصل في طبيعة الله وعدم إدراك للوحده الحقيقية بين الثالوث ، فالآب والابن والروح القدس عدل ورحمة ومحبة لا يمكن الفصل بينهما أو اختصاص احد فيهما بصفة لا توجد في اقنوم آخر ولنا أن نستمع لكلمات تلآباء ونستوعب هذا السرّ الذي أربك كثيرين وانقسموا لفريقين ، أحدهما يدقق في المحبة ، ويفصلها تماماً عن العدل ظناً منه أن العدل هو عدل القضاة والإنسان فحاول أن يخرج بره هذا اللفظ الذي لم يتعرف عليه في الله الواحد ، والآخر مخالف تماماً ، ويدقق في العدل ويخصص كل أقنوم بصفة والآخر يكملها بصفة أخرى ، فحدث أنه خرج عن الإيمان القويم المسلم لنا من الآباء جيلاً بعد جيل بروح الخبرة وتذوق المحبة العميقة التي هي عينها كمال العدل الإلهي ، وبعيدة تماماً عن كل فكر الإنسان وتصرفاته من جهة القانون الموضوع في هذا العالم ومحاكمة ...
|
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
