[وردة حزينة]

5-اهميه عقيده التجسد


ان من يقراء الكتاب المقدس واقوال الاباء القديسين ويدرس الصراع اللهوتى الرهيب حول طبيعه السيد المسيح وحقيقه جسده الذى اخده من العدارء مريم ربما يزهل قائلا لماذا كل هذا العناء ومااهميه هذه العقيده حتى نصارع من اجلها
الحقيقه ان عقيده التجسد اخطر العقائد اطلاقا فى الايمان المسيحى والتهاون معها تهاون بخلاصنا ويكفينا مقاله الرسول بولس عظيم هو سر التقوى الانسانيه اى سر الخلاص المجهز للبشر وهل هناك اهم من خلاص الانسان ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه التجسد اذن هو طريق الخلاص الانسان فبدون تجسد ماكان فداء وبدون فداء المسيح لنا ماكان الخلاص كذلك فالتجسد هو طريقنا الى معرفه الله ومعرفه الله اساسيه للخلاص هلك شعبى من عدم المعرفه وايضا التجسد هو طريق الاتحاد بالله حيث انه اخد الذى لنا واعطانا الذى له وهكذا بالتجسد صرنا شركاء الطبيعيه الالهيه (2بط4:1)واخيرا فالتجسد هو الذى غير مفهومنا للجسد الانسانى الذى لم يعد نجاسه ولا عداوه للروح ولا سجنا له فالجسد للرب والرب للجسد (1كو 13:6)الجسد ليسوع (1كو 13:6)والانسان المسيحى مدعو من خلال التجسد الى ان يتغير جسده الى صوره جسد الرب الممجد ويصعد بهالى السماء ويحيا فيه الى الابد مع المسيح هذه كلها عطايا التجسد لذلك صارعنا امام كل من يحاول انكار هذه العقيده او حاول ان يتلاعب بها ليس حبا فى الجدل اللاهوتى والعقلانى بل تمسكا ببركات هذا الحدث الخلاص الخطير ان الله الكلمه صار جسدا وحل بينا (يو 14:1)(1)


6- اسباب التجسد واهدافه


ا-التعرف على الله


وجد الله الانسان تائها فى ظلمه فكريه رهيبه ومنحدرا الى الحيسات والمنظورات ومخترعا لنفسه اله فجاء فى شكل حسى منظور ليتعرف الانسان عليه ويبان فعل الروح القدس فى حياته حتى ندرك محبته ووداعته واتضاعه وجميل صفاته واهتمامه بالبشر فنحبه اكثر فالمنفعه للمخلوقات ان لم تعرف خالقها


ب-الفداء


كان حكم الموت حكما الهيا لارجعه فيه فكان لابد للتوفيق بين العدل الالهى والرحمه الالهيه ان يتخد اللامحدود جسدا يتحد به ليصبح انسانا غير محدود يستطيع ان يموت لاتمام الكفاره الغير محدود من عقاب غير محدود لخطيه غير محدوده موجهه ضد الله الغير محدود


ج-تجديد خلقه الانسان والاتحاد بالله وتاليه الانسان واشتراكه فى الطبيعه الالهيه


كان ممكن للانسان بفضل خلقته على صوره الله ان ينجو من الفساد الطبيعى لو انه احتفظ بتلك الصوره باابقاء الله فى معرفته فموته عنا يحررنا من الفساد وبنعمه القيامه فالتوبه وحدها تعجز عن تغيير طبيعه الانسان الذى فسدت كما انها تجعل الله غير صادق ومالمنفعه ان يسامحنى الله على مافات دون ان يجدد طبيعتى ويقدسها فتجسد الكلمه اعطانا الفرصه ان يسكن فى اجسادنا ويتحد بااروحنا ويقدس قلوبنا هيكلا مقدسا له
وهكذا صرنا شركاء الطبيعه الالهيه وتالهنا ليس بمعنى تحول الطبيعه البشريه الى الطبيعه الا لهيه لان مجدى لااعطيه لااخر اى مجد اللاهوت ولكن التاله الذى يقصده الاباء هو تاهيل الطبيعه البشريه للحياه مع الله فى شركه المحبه برفع حاجز الخطيه بغسل وتقديس دم المسيح لنا بالمعموديه وسكن الروح القدس فينا بالميرون وحياه التوبه والاعتراف والتناول من جسده ودمه والجهاد كالاصوام والصلاه لكى نغلب بها الخطيه والعالم وحيث ان المسيح فى ان واحد هو ابن الله وابن الانسان الكامل والحامل والممثل للطبيعه البشريه امام الله فقد ارتفعت البشريه به وفيه امام الله من خليقه ترابيه ساقطه مائته الى خليقه روحانيه قائمه بروح الله


د-اشباع لذه الله فى الانسان


ولذتى مع بنى ادم (ام 31:8)كم كان موسفا ان الانسان المعتبر مسره الله فى التاريخ البشرى قد انعدم منذ سقوط ادم وحواء والله بتجسده اوجد الانسان حسب النموذج الكامل الذى كان فى قصده يوم خلق ادم على صورته ومثاله


و-يتوق المحب ان يتشبه بالمحبوب


ان يكون واحدا مع المحبوب لقد احب الله الانسان فى هوانه احب ان يكون واحدا معه وهذا هو التجسد (اثناسيوس الرسولى )



7-نتائج التجسد



1- لولا التجسد ماكان للكنيسه وجود:

فقد صارت الكنيسه جسد المسيح وهو راسها وصرنا نحن المومنين

2- التجسد وضع امامنا مثالا للفضيله:

لكى نتبع اثار خطواته وارسل لنا الروح القدس ليكون معانا الى انقضاء الدهر نتمتع بمواهبه وثماره فنسطتيع ان نتشبه بالله المتجسد لانه هو الذى يعطينا القوه والنصره والقداسه ويرشدنا الى الحق

3- السمو بالشريعه وتكمليها :

دون ان ينقضها ومعالجه السبب الاصلى للخطيه (النظره الشريره التى تودى الى الزنى ,الغضب الذى يودى الى القتل )شريعه الكمال التى توصى بالمحبه حتى للاعداء

4- اباده اهواء الجسد وشهواته وتحريره :

وبينما اللاغوس غير متالم بالطبيعه يبقى كما هو لاتضره الاهواء والالام الجسديه بل بالحرى يبديها ويفنيها


5- لم يعد الموت مرعبا :

كان الموت مرعبا حتى للقديسين وكان الكل ينوحون على الاموات كانهم هلكوا اما الان وقد اقام المخلص جسده لم يعد الموت مرعبا بعد الان لان كل الذين يومنون بالمسيح يدوسنه كانه لاشى ويفضلون ان يموتوا عن ان ينكروا ايمانهم بالمسيح

6- سقوط الشيطان :

هى فتره اختبار الملائكه بعد خلقتهم اختار الشيطان ان يستقيل عن الله ففقد نوره المستمد من النور الالهى وصار ظلاما كله ولم يغوه احد فهو مسول عن تصرفاته مسوليه كامله وكان متحيرا فى السيد المسيح الذى اخفى عنه لاهوته فتاره يظهر له صفه من صفات اللاهوت وتاره يظهر له صفه من صفات الناسوت وعلى الصليب ظن انه انتهى من المسيح ولما نزلت روحه الانسانيه الى الجحيم كاانفس القديسين السابقين على الفداء ظن الشيطان انه سيقبض عليه كابقيه ارواح القديسن ولكنه صعق اذا وجد هذه النفس متحده بالاهوت وانسحق الشيطان امام الرب الذى احدث فرحا بين الارواح المنتظره فداءه وخرج بها غالبا وفتح لها باب الفردوس ونحن الان فى الملك الالفى نتمتع ونتتصر على الشيطان ولم يعد لنا حجه ان نجعله شماعه نعلق عليها خطايانا فهو يعرض دون ان يفرض وفقد سلطانه علينا الى الابد


7- لم يعد الالم عقوبه :

كما دفع راس الكنيسه نصيبه من الالام وجب على اعضاء جسده دفع نصيبهم منها عالمين ان الالمينقينا من شوائب الخطيه والبر الذاتى والكبرياء ويزكينا امام الله والناس اذا نحتمل بصبر وشكر ويعدنا للحياه الابديه (2)


(1)القديس اثناسيوس الرسولى ,دراسه مبسطه فى كتاب تجسد الكلمه , الانبا موسى الاسقف العام ,1986,(ص.ص 9:7)

(2)الخادم د.انطون شنوده ,اسره الانبا صموئيل المعترف لااعداد الخدام , سر التجسد (ص.ص 3:1)

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: القسم اللاهوتي

[Stray sheep]

أشكـــــرك اختى الغالية
ربنا يعوض تعب خدمتك