رد: الجزء (9) من بحث تدبير الخلاص والتجسد الالهى
كُتب : [ 08-03-2008
- 11:08 AM
]
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم
لقد ولد المسيح ميلاداً سماوياً ( إلهياً ) حقيقياً وميلاداً أرضياً ( جسدياً ) حقيقياً أيضاً فهو بالحقيقة وُلِدَ إله من إله وأيضاً وُلِدَ إنساناً من العذراء
هو وحده في السماء الابن الوحيد الجنس الذي وُلِدَ من الآب ، وهو على الأرض ، وحده – بذاته – الابن الوحيد الجنس الذي وُلِدَ من العذراء .
وكما أنه يُعتبر من عدم الإيمان السؤال عن وجود أم له في حالة ميلاده السماوي ؛ هكذا أيضاً فإنه يعتبر تجديف القول أن له أباً في ميلاده الأرضي .
الآب وَلَدَ الابن بأسلوب يفوق الإدراك ( أزلياً ) ، بينما العذراء ولدته بنقاوتها بغير فساد ، الله ولده بدون زرع ؛ لأنه وَلَده بطريقة إلهية وليس بطريقة بشرية ، والعذراء لم يُصيبها فساد لأنها ولدته بالروح القدس ؛ وعليه فلا ميلاده السماوي يمكن أن يُشرح ، ولا ظهوره كإنسان في ملء الزمان يمكن أن يَقبل البحث .
إذن فمن حيث أن العذراء ولدته في مثل هذا اليوم ، فهذا أعرفه ، ومن حيث أن الله ولده قبل الدهور ، فهذا أؤمن به ، لكني تعلمت أن أُكَرَّم بِصَمْت طريقة ميلاده ؛ لأنه في حالة ولادة الابن من الآب ، لا يجب أن يفكر المرء في كيفية هذه الولادة ، ولكن فقط أن يؤمن بقوة ذاك الذي وُلِدَ ، لأنه شيء طبيعي أن تلد المرأة متزوجة من رجل ، ولكن عندما وَلَدَت العذراء وهي لم تَعْرِف رجلاً وبَقِيَت عذراء ، فإن هذا الحدث يظل فوق قوانين الطبيعة .
لأن ما يحدث وفقاً لقوانين الطبيعة يمكن فحصه ، بينما ما يحدث وفقاً لأسلوب يفوق الطبيعة فنوقره بصمت ؛ لا كأمر يجب أن نتجنبه ، ولكن كأمر لا يُمكن شرحه .
( ميلاد المسيح للقديس يوحنا ذهبي الفم عن سلسلة الأعياد الكنسية في كتابات الآباء (2) إعداد أسرة القديس أثناسيوس الرسولي وكيرلس عامود الدين ص 36 – 38 )
|