الرسالة إلى ديوجينيتيوس من دفاعيات القرن الثاني
ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس
6 - الفصل السابع
ظهور المسيــــــــــح
المسيحية , كما قلت , ليست مجرد بدعة أرضية أتت إليهم , أو مجرد رأى إنسانى حافظوا عليه جيداً , و ليس مجرد ناموس ائتمنوا عليه , بل هو الله بذاته , القادر على كل شىء و خالق جميع الأشياء و غير المرئى اُرسل من السماء , و عاش بين البشر , هو الحق. و القدوس كلمة الله غير المُدرك و القائم بثبات فى قلوبهم.
هو لم يُرسل - كما يتخيل احد - أى خادم او ملاك او حاكم أو أي شىء يدب على الارض. ولا عهد بذلك لمن يحكمون الاشياء فى السماء , بل أرسل ( مَن ) جابل و صانع كل الاشياء الذى به صنع السماوات , و به جعل حداً للبحر , الذى تخضع له النجوم بحق , و منه تستمد الشمس قوتها لتطيعه , و هو الذى يطيعه القمر و يضىء فى الليل , و تطيعه النجوم ايضا فى مداراتها , بل زُينت كل الاشياء و وُضعت فى حدودها , هو الذى تخضع له السماوات و كل ما فيها و الارض و كل ما عليها , و البحر و كل ما فيه , هو الذى يحكم النار و الهواء و الهاوية , و كل شىء فى الاعالى , و كل شىء تحت الارض , و كل شىء بينهما.
هذا (الكلمة) ارسله اليهم ليس لكى لا يتسلط عليهم ولا لكى يرعبهم , بل ليظهر رحمته و وداعته. فكما يرسل الملك ابنه , الذى هو ملك ايضاً , هكذا ارسل الله أبنه كأله , أرسله كمخلص للبشر ليفتش عنا لكى يقنعنا و ليس ليقهرنا لأن العنف و الاكراه ليس من طبع الله. أرسله ليدعونا , و ليس كمنتقم يعاقبنا , أرسله لمحبته لنا , و ليس ليحاكمنا. و مع ذلك فهو سيأتى (فيما بعد) لكى يديننا , و من يحتمل ظهوره؟.
ألا ترى كيف تعرض هؤلاء لهجوم الوحوش المفترسة لكى يجعلوهم ينكرون الرب , لكنهم لم ينهزموا ؟
ألا ترى كيف انهم كلما عُذب البعض منهم فأنهم يزدادون فى العدد ؟
وهذا يبين ان هذا العمل ليس هو عمل انسان بل هو قوة الله , هذه هى البراهين على ظهوره .