تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد كل ما يخص الكتاب المقدس من تفاسير فى العهد الجديد

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


تفاسير إنجيل متى 10

( مت 1:10-4 + مر13:3-19 + لو 12:6-16):- (مت 1:10-4):- ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف. وأما أسماء الاثني

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
Bible
ارثوذكسي مكافح
Bible غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 132359
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 108
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : Bible is on a distinguished road
افتراضي تفاسير إنجيل متى 10

كُتب : [ 10-12-2011 - 07:51 PM ]


( مت 1:10-4 + مر13:3-19 + لو 12:6-16):-
(مت 1:10-4):-
ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف. وأما أسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه الأول سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس أخوه يعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه. فيلبس وبرثولماوس توما ومتى العشار يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس. سمعان القانوي ويهوذا الاسخريوطي الذي أسلمه.
(مر 13:3-19):-
ثم صعد إلى الجبل ودعا الذين أرادهم فذهبوا إليه. وأقام اثني عشر ليكونوا معه
وليرسلهم ليكرزوا. ويكون لهم سلطان على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين. وجعل لسمعان اسم بطرس. ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخا يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس أي ابني الرعد. واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي. ويهوذا الاسخريوطي الذي أسلمه ثم أتوا إلى بيت.

(لو 12:6-16):-
وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله. ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضا رسلا. سمعان الذي سماه أيضا بطرس واندراوس أخاه يعقوب ويوحنا فيلبس وبرثولماوس. متى وتوما يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور. يهوذا أخا يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما أيضا.

-

لقد أمر الرب أن يطلبوا من رب الحصاد ليرسل فعلة إلى حصاده وهاهو قد إستجاب، وإختار التلاميذ الإثنى عشر وأرسلهم للخدمة.ولا أحد يأخذ هذه الوظيفة لنفسه بل المدعو من الله (عب 4:5). ونلاحظ من إنجيل لوقا أن السيد إختار تلاميذه بعد أن قضى الليل كله في الصلاة. وهكذا تصلى الكنيسة قبل إختيار راعيها.
وليس مصادفة أن يكون عدد التلاميذ 12، فعدد أسباط الشعب في العهد القديم 12، فكأن المسيح يُعِّدْ شعباً جديداً برئاسة جديدة، ففي المسيح يصير كل شىء جديداً. كان المسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة جديدة. ورقم 12 يشير لمملكة الله على الأرض.
12 = 3 ( الثالوث القدوس) × 4 (العالم) = المؤمنون بالله مثلث الأقانيم فى كل العالم.
ولذلك كان أسباط العهد القديم أيضاً 12 فهم شعب الله في هذا العالم وبهذا المعنى حينما هلك يهوذا وصاروا أحد عشر فقط إختاروا متياس ليكمل عددهم إلى 12. وصار اسم الإثنى عشر يستعمل للدلالة عنهم.
ثم دعا= هذا يدل كما رأينا سابقاً أن السيد سبق وتحاور معهم وإختارهم وأقنعهم، وإقتنعوا به، فلما دعاهم تبعوه في الحال. راجع (مت 18:4-21). وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة= سلطان روحى وقوة روحية لهدم مملكة الشر. وللأسف كان يهوذا له هذا السلطان وإستخدمه.
والسيد إختار الإثنى عشر ليتتلمذوا على يديه، يعيشوا معه ويسمعوه ويرافقوه فيعرفوا فكره، وينقلوه لمن هم بعدهم وهذا ما نسميه الفكر الرسولى، هذا هو التقليد الكنسى. هو إستلام الفكر بطريقة عملية وتسليمه من جيل إلى جيل، هي حياة المسيح و أسلوبه في كل تصرف يتعلمونها فيحيون بها. ولقد إختار السيد تلاميذه من وسط الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو لله وليس منهم. لقد وهبهم السيد إمكانياته ليعملوا لا بإسمهم بل بإسمه ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. ونسمع في مرقس ولوقا أن المسيح صعد إلى الجبل ليصلى قبل إختيار تلاميذه، والجبل بعلوه يشير للسماويات، وكأن صلاته تشير لأنه سماوى متصل بالله أبيه، يسمو فوق الأرضيات بغناها وأمجادها، كأنه بإرتفاعه على الجبل يبعد عن الأرضيات. وصلاة المسيح تشير لأنه إنسانياً يمتلئ بالروح (لو1:4)، وهذا الإمتلاء كان ليختار تلاميذه بقوة وإرشاد الروح. والمسيح بهذا فتح لنا الطريق كبشر أن نمتلئ بالروح حين نصلي فيفتح حواسنا على السمائيات. فحين تمتلئ الإنسانية التي في المسيح بالروح فهو يفتح الطريق أمامنا لنفس الإمتلاء. وواضح من لو 13:6 أنه كان هناك عدد كبير يتبع المسيح ولقد إختار منهم المسيح 12 فقط.
ونلاحظ أن السيد قد إختار من ضمن التلاميذ يهوذا الذي خانه. لذلك على كل خادم أو راعى أن يحذر لئلا يسقط " من هو قائم ليحذر لئلا يسقط " ونلاحظ ان الكنيسة يستحيل أن تصل لدرجة الكمال على الأرض وسيبقى الزوان مع الحنطة. ونلاحظ في هذا أيضاً أن سيامة كاهن لن تصلح إنحرافه لو كان هناك إنحراف. ونقول أن يهوذا غالباً كان في حالة جيدة وقت أن إختاره المسيح ولكن لمحبته للمادة هلك.
أما ما هي نوعية صلاة المسيح فهذا لن نستطيع أن نقول عنه إلا أنها راحة الروح مع الروح، هي راحة إبن مع أبيه، هي صلة المحبة بالمحبة والنور بالنور.
متــى
مــرقس
لــوقــا
بطرس وأندراوس
يعقوب ويوحنا
فيلبس وبرثولماوس
توما ومتى العشار
يعقوب بن حلفى (لباوس، تداوس)
سمعان القانوى
يهوذا الإسخريوطى
ج
بطرس
يعقوب ويوحنا
أندراوس وفيلبس وبرثولماوس
متى وتوما
يعقوب بن حلفى وتداوس
سمعان القانوى
يهوذا الإسخريوطى

بطرس وأندراوس
يعقوب ويوحنا
فيلبس وبرثولماوس
متى وتوما
يعقوب بن حلفى وسمعان الغيور
يهوذا أخا يعقوب
يهوذا الإسخريوطى

بمقارنه أسماء التلاميذ في الأناجيل الثلاثة نلاحظ الآتى:
1. الأول دائماً هو سمعان بطرس لأنه دُعى أولاً وهو أكبرهم سناً وكان يتكلم نيابة عنهم، وليس لرئاسته. ومتى ولوقا وضعا إسم أندراوس أخوه معه لكن مرقس وضع إسم أندراوس في ترتيبه بحسب أهميته. ولكن بطرس كان مندفع في شخصيته، وهذا الإندفاع لا يعني بالضرورة أنها شجاعة فهو أنكر وشتم المسيح.
2. يعقوب ويوحنا هما إبنا زبدى والمسيح أسماهم بوانرجس، وهو إسم يدل على غيرتهما وحماسهما لو54:9 هذه الغيرة تحولت لحماس في الكرازة. ونلاحظ أن المسيح لا يغير طبيعة الشخص ولا شخصيته، بل هو إستفاد بما فيهما من غيرة وقدسها، وإلتهب كلاهما حباً في الله وغيرة في إتجاه صحيح. المسيح يعرف أن كل منهم به ضعف وبه نقطة إيجابية إستغلها المسيح وشفى الجميع من ضعفاتهم.
3. برثولماوس هو نثنائيل يو45:1.
4. متى تواضعاً يقول عن نفسه متى العشار ولم يقل متى الإنجيلى. (هذا كان كعشار متواطئاً مع الرومان)
5. لباوس هو تداوس وهو نفسه يهوذا أخا يعقوب.
6. سمعان القانوى هو سمعان الغيور. قانوى تعريب للكلمة العبرية قانا وتعنى الغيور. والغيورين هم حزب وطنى قاوم هيرودس وهم جماعة من اليهود متعصبون لقوميتهم إلى أبعد حد، ويطالبون بالتحرر من نير الحكم الرومانى مهما كلفهم هذا من ثمن. يرفضون قيام أي ملك غير الله نفسه، مستعدون أن يقوموا بأعمال تخريبية لأجل تحرير وطنهم من الرومان. وهذا حينما شفاه المسيح صار غيوراً على مجد الله وكنيسته.
7. يهوذا الإسخريوطى. وكلمة إسخريوطى تشير لعدة إحتمالات
‌أ) من سكان مدينة قريوت يش 2:15 وهذا هو أشهر تفسير.
‌ب) الشخص الذي يحمل كيس الدراهم وهو بالأرامية سيكار يوتا.
‌ج) الشخص الذي شنقَ من العبرانية أسكار وقد تعنى قاتل أو ذَبَّاحْ.
والكل تجاوبوا مع عمل المسيح الشافي، ما عدا يهوذا الذي رفض عمل المسيح وإستمر على محبته للمال ورغبته في منصب حينما يملك المسيح فيحصل على أموال أكثر.
8. هم خليط من الشخصيات فمنهم العشار وهذا باع نفسه للرومان لأجل الربح. وعلى النقيض منهم الغيور الوطنى المتحمس لدرجة الشراسة ومنهم المقدام مثل بطرس. ويوحنا المملوء حباً وعاطفة وتوما الشكاك والأدق انه تعود ان لا يترك تساؤلا داخله أو استفسار دون ان يخرجه إلى خارج، وهذا لا يضايق الله بل الله يجيب على تساؤلاتنا وبطريقة مقنعة ( ار 20: 7 ) لكن الله يحزن ممن يتسءل بسخرية أو يشكك الاخرين. وطبيعة توما تجدها في (يو 14 : 5 ). لكن كان لتوما محبة كبيرة للمسيح (ىو 11: 16 ). وكلهم جمعهم المسيح ليقدسهم ويغير طبيعتهم فيصيروا نوراً للعالم. إختارهم المسيح من الناس العاديين الخطاة ليترفقوا بإخوتهم.وظهر تغيير الطبيعة مثلاً في يوحنا الذي كان مملوءاً غيرة وحماساً، يطلب نزول نار من السماء لتحرق رافضى المسيح، إلى يوحنا المملوء حباً عجيباً للمسيح، هي غيرة وحماس ولكن من نوع آخر. المسيح غير منهم وأرسلهم ليغيروا الناس ويصبح الكل خليقة جديدة.
9. المسيح غير أسماء البعض مثل سمعان جعله بطرس، وبطرس معناها صخرة لكونه أول من أعلن الإيمان بالمسيح أنه إبن الله، وعلى هذا الإيمان تبنى الكنيسة، فلا كنيسة إن لم يكن المسيح هو إبن الله. وهو غير الأسماء بسلطان فهو يهوه الذي غير إسم إبرام لإبراهيم......
10. بطرس بالأرامية تعنى كيفاس أو صفا بمعنى صخرة 1كو 22:3.
11. بوانرجس (يعقوب ويوحنا إبنا زبدى) هذا الإسم يعنى إبنا الرعد.
12. أسماء فيلبس وأندراوس أسماء يونانية. وهؤلاء لهم مشكلة واضحة وهي التعامل مع الله من واقع الحسابات المادية.


13. قارن بين (35:9) + (1:10) نجد أن ما جاء المسيح ليعمله جعل التلاميذ يعملونه. لذلك غسل المسيح أرجل تلاميذه وطلب منهم أن يفعلوا نفس الشئ. ولذلك نصلي لقان غسل الأرجل مرتين، الأولى يوم خميس العهد والثانية يوم عيد الرسل.

آيات (5-8):-
هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السماوات.اشفوا مرضى طهروا برصا أقيموا موتى اخرجوا شياطين مجانا أخذتم مجانا أعطوا.
إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا.... إذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل= كان في الجليل مدن يونانية تعيش معزولة عن اليهود وكان اليهود والسامريين في بغضة شديدة لبعضهم البعض. فاليونانيون بوثنيتهم والسامرة بكراهيتها للتلاميذ اليهود، والتلاميذ بمحبتهم الناقصة (قبل حلول الروح القدس) لن يمكن أن يشهدوا للمسيح وسط هذه المقاومة والإهانات والكراهية خصوصاً كما قلنا وهم لم يحل عليهم الروح بعد. وحلول الروح القدس عليهم سيعطيهم المحبة والإحتمال والصبر، والكلمة المناسبة. ولكن أرسلهم السيد أولاً إلى اليهود، حتى لا يكون لليهود عذر في رفضهم للمسيح. ولكن بعد صلب اليهود للمسيح ورفضهم بعد ذلك لتلاميذه وبعد حلول الروح القدس على التلاميذ أرسلهم الرب للأمم وللسامريين " إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم مت 19:28 وراجع أع 8:1
قد إقترب ملكوت السموات= هى نفس ما قاله المعمدان مت 2:3 وقاله السيد الرب بنفسه مت 17:4. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فالسيد قد جاء ليؤسس ملكوته الروحى وهذا يتأسس في القلوب التائبة. فالقلب التائب يستطيع أن يملك الرب يسوع عليه، ولكن القلب غير التائب والمعاند لن يمكنه ذلك. لذلك كانت رسالة المعمدان ثم رسالة رب المجد نفسه هي توبوا مت 2:3 + 17:4. وحينما يملك الله على القلب يعيش الإنسان في فرح، والعكس فحينما يملك إبليس يشيع الحزن والكآبة في القلب. ولأن ملكوت السموات فرح يقول المسيح لهم إكرزوا بأن الفرح الآن متاح لكم.
إشفوا مرضى.. إخرجوا شياطين = المسيح يعطى لتلاميذه إمكانيات جبارة للخدمة، تسندهم وتفتح الطريق أمامهم فالناس سوف تصدقهم حينما تصاحب المعجزات كرازتهم. وبهذا يعلنوا محبة الله للبشر التي تريد لهم الشفاء والحياة، وتريد لهم الحرية من سلطان الشيطان ليملك الرب بنفسه عليهم. ونلاحظ أنه في بداية معرفة المسيح يكون الشفاء الجسدى هو علامة عند المبتدئ لمحبة المسيح لهُ، ومع نضج المؤمن يسمح له الله ببعض الأمراض ليَكمُل (بولس الرسول مثال).
مجاناً أخذتم مجاناً اعطوا= حتى لا يصبح جمع الأموال هدفاً لهم فيهتموا بالأغنياء ويتركوا الفقراء. وحتى لا يظنوا أنهم بقوتهم يفعلون هذا. ثم طالبهم السيد في الآية القادمة بأن لا يقتنوا ذهباً ولا فضة. ولكن نلاحظ أنه قبل أن يطلب هذا أعطاهم هذه الإمكانيات الجبارة فالسيد لم يحرمهم من تلك الزمنيات إلاّ بعد أن أعطاهم الكثير. ولاحظ أن هذه الإرسالية كانت كتدريب في وجود المعلم.

(مت 9:10-15 + مر 7:6-13 + لو 1:9-6):-
(مت 9:10-15):-
لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم. ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية
ولا عصا لان الفاعل مستحق طعامه. وآية مدينة أو قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق وأقيموا هناك حتى تخرجوا. وحين تدخلون البيت سلموا عليه. فان كان البيت مستحقا فليأت سلامكم عليه ولكن أن لم يكن مستحقا فليرجع سلامكم إليكم. ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت أو من تلك المدينة وانفضوا غبار أرجلكم. الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة.

(مر 7:6-13):-
ودعا الاثني عشر وأبتدأ يرسلهم اثنين اثنين وأعطاهم سلطانا على الأرواح النجسة. وأوصاهم أن لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة. بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين. وقال لهم حيثما دخلتم بيتا فأقيموا فيه حتى تخرجوا من هناك. وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضوا التراب الذي تحت أرجلكم شهادة عليهم الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة.فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا. واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم.
(لو 1:9-6):-
ودعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء أمراض.
وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى.وقال لهم لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان. وأي بيت دخلتموه فهناك أقيموا ومن هناك اخرجوا. وكل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار أيضاً عن أرجلكم شهادة عليهم. فلما خرجوا كانوا يجتازون في كل قرية يبشرون ويشفون في كل موضع.

لا تقتنوا ذهباً ولا فضة = المقصود عدم الإهتمام بالإقتناء أو أن يحملوا هَمْ الغد، فالله سيرسل لهم ما يكفيهم. الله يريد منهم الإتكال الكامل عليه وأن لا يجدوا في المال ضماناً للغد، وأن يهتموا فقط بالكرازة. عموماً فمحبة المال أصل لكل الشرور. وكانوا يأكلون في بيوت تلاميذهم وكان هذا لتزداد المحبة بينهم وبين تلاميذهم. نحاساً= أى النقود فالنقود كانت من الذهب والفضة والنحاس فى مناطقكم = هى ثنية في رداء المنطقة تستعمل كما نستعمل الجيوب الآن ولا مزوداً = كيس صغير يضعون فيه الطعام أثناء سفرهم.
ولا أحذية = ويقول في مرقس بل يكونوا مشدودين بنعال = لا يعقل أن السيد يطلب منهم السير حفاة الأقدام، لذلك فليكونوا مشدودين بنعال، ولكن لا يحملوا هماً بزيادة، فيحملوا معهم أحذية لئلا ينقطع الحذاء الذي يلبسونه. حتى الحذاء عليهم أن لا يفكروا فيه، فهو سيدبر لهم كل شئ، بل ألم يكن حذاء مار مرقس المقطوع بداية الكرازة في مصر. ولا ثوبين.. ولا يلبسوا ثوبين (مرقص)= نفس المعنى أن لا يحملوا هم إنقطاع ثوب فيلبسوا ثوبين، عليهم أن يذكروا أن ثياب بنى إسرائيل ونعالهم لم تبلى مدة 40 سنة
(تث 5:29-6)، فلا يحملوا شيئاً مضاعفاً. ولكن لاحظ قوله مشدودين بنعال أى أنهم على إستعداد مستمر للحركة. وكلمة مشدودين فلأن الصنادل المستخدمة كان لها سيور يلفونها حول الساق، ويلزم حلها أولاً قبل خلعها، هذه التي إعتبر المعمدان نفسه غير أهل لحلها. ولا عصا (متى).. غير عصا فقط (مرقس).. لا عصا (لوقا) العصا تستخدم في السير ليستند عليها السائر، إذ أن الطرق غير ممهدة وهم يسيرون في جبال ووديان، وتستعمل العصا في الدفاع ضد الحيوانات. ويبدو من مقارنة الثلاثة أناجيل أن هناك خلاف بسيط في موضوع العصا ففي متى ولوقا لا يُسمح بحمل عصا وفي مرقس يُسمح بهذا. وطبعاً علينا ألاّ نكون حرفيين وأن نفهم روح الوصية، والمقصود أن من يحتاج لعصا فليأخذها ليستند عليها، ولكن لنفهم أن المهم هو الشعور الداخلى بالإتكال على السيد المسيح في كل شئ، لا يخاف الكارز من حيوان يهاجمه
(خر 7:11) ولا من جوع أو عوز، فالله يدبر كل شئ. فلا نفهم عدم حمل العصا حرفياً، أن المسيح يمنع ذلك لكن المسيح يطلب أن نلقى كل همنا عليه وهو يعولنا. عموماً العصا تشير للحماية من عدو. ومعنى وجود نص يقول أحمل عصا ونص يقول لا تحمل عصا فهذا إشارة لإنه أن وجدت حماية إستعملوها (كما حدث مع نحميا "نح 9:2") وإن لم توجد فلا تحملوا هماً فأنا أحميكم (عز 21:8-23) فعزرا لم يطلب حماية ثقة في إلهه لكن نحميا إذ عرض عليه الملك جيشاً ليحميه لم يرفض.
وأية مدينة دخلتموها فإفحصوا من فيها مستحق= أى من هو مستحق أن تقيموا عنده، ويكون بيته كنيسة تصلى فيها الصلوات والقداسات.وأقيموا هناك حتى تخرجوا (متى). حيثما دخلتم بيتاً فأقيموا فيه حتى تخرجوا إذاً هم سيبحثون عن بيت سمعته طيبة ليقيموا فيه ولا يتنقلون من بيت إلى بيت حتى لا تتحول خدمة الكلمة إلى خدمة المجاملات، وإنما يركزوا كل فكرهم وجهدهم في العمل الكرازى وحده. وحتى لا تحدث منافسات بين البيوت في إكرامهم فينسون الخدمة.
حين تدخلون البيت سلموا عليه = السلام هي عادة يهودية، بل هي عادة في كل العالم. ولكن المقصود هنا هو منح البركة لهذا المكان. وإن كان أهل البيت مستحقين لهذه البركة ستكون لهم، وإن لم يكونوا مستحقين ترجع هذه البركة وهذا السلام لكم= فليرجع سلامكم إليكم. انفضوا غبار أرجلكم= بمعنى أنهم خرجوا من عندهم لا يريدون أدنى شيء منهم. وكان اليهود يعتقدون أن أرض إسرائيل مقدسة، لدرجة أنهم إذا كانوا يأتون من مملكة وثنية يقفون عند حدود بلادهم من الخارج وينفضون أو يمسحون الغبار من على أرجلهم، حتى لا تتنجس أرضهم بالغبار الذي من أرض وثنية. وهنا مثل حى لأولئك اليهود الذين يرفضون رسالة الإنجيل، فهم لا يعتبرون مقدسين بل يصلون إلى مستوى الوثنيين وعبدة الأصنام إذ رفضوا المسيح غافر الخطايا فإستقرت خطاياهم عليهم (نح 13:5 + أع 51:13).
سلموا عليه = بهذا تبدأ كنيستنا صلواتها، بأن يطلب الكاهن البركة والسلام للشعب بقوله " إيرينى باسى أي السلام لجميعكم " وهذا ليس مثل السلام العادى بين الأشخاص العاديين وإلاّ ما معنى قول السيد يرجع سلامكم إليكم، إذاً هو بركة تمنح من الله. سدوم وعمورة= تكون حالتهم أكثر إحتمالاً من هؤلاء الرافضين إذ أن سدوم وعمورة لم ترى المعجزات التي رآها هؤلاء. هنا نرى أن العذاب درجات. والمجد أيضاً درجات " فنجم يمتاز عن نجم " (1كو 41:15).

(مر6-7):-
ودعا الاثني عشر وأبتدأ يرسلهم اثنين اثنين وأعطاهم سلطانا على الأرواح النجسة.
أرسلهم إثنين إثنين= جا 9:4-12 فواحد منهما يشجع الأخر ويعزيه إن هو ضعف. وهكذا ذهب برنابا مع بولس ثم سيلا مع بولس. أو أحدهما يعظ والآخر يصلى.
(مر 12:6-13):-
فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا. واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم.
هنا نرى التلاميذ يخرجون في هذه المهمة التدريبيه في وجود السيد بالجسد على الأرض، ويمارسوا عمل الكرازة. ونراهم يمارسون سر مسحة المرضى = دهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم. وهكذا تتمم الكنيسة هذا السر كما تسلمته من الرسل، وكما إستلمه الرسل من السيد المسيح، وكما أمر معلمنا يعقوب (يع14:5-15). ونلاحظ أن يهوذا كان من ضمن التلاميذ، إذاً فهو قد علم ودهن بالزيت فشفى مرضى وأخرج شياطين، ولكن هلك إذ لم يقدر قيمة ما أخذ، فإنطبق عليه قول السيد المسيح إنى لم أعرفكم قط (مت 22:7-23)

(مت 16:10-42):-
ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام. ولكن إحذروا من الناس لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم. وتساقون أمام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللأمم. فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لان لستم انتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم. وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت والأب ولده ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم. وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى فأني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان. ليس التلميذ افضل من المعلم ولا العبد افضل من سيده. يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه والعبد كسيده أن كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري أهل بيته. فلا تخافوهم لان ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف. الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح. ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم. أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم. وأما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة. فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبى الذي في السماوات. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبى الذي في السماوات. لا تظنوا أنى جئت لالقي سلاما على الأرض ما جئت لالقي سلاما بل سيفا. فاني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنه ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. من احب أبا أو أما اكثر مني فلا يستحقني ومن احب ابنا أو ابنة اكثر مني فلا يستحقني. من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من اجلي يجدها. من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني. من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي يأخذ ومن يقبل بارا باسم بار فاجر بار يأخذ. ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق أقول لكم انه لا يضيع اجره.
السيد أرسل تلاميذه، وها هو يخبرهم مقدماً بالآلام التي ستواجههم فرسالة التلاميذ هي نشر السلام، ولكن العالم الشرير سيواجههم بشره. والسيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما رأوا تحقيق ذلك لا يفزعوا ولا يفاجئوا، بل يطمئنوا ويزداد إيمانهم، فمن يعرف المستقبل هو قادر أن يحميهم يو 29:14 + يو 1:16-4
كغنم في وسط ذئاب= والعجيب أن هؤلاء الغنم حولوا الذئاب إلى غنم، ألم يتحول شاول الطرسوسى إلى غنم (رو36:8) بعد أن كان ذئباً (فى6:3). وربما يتسائل البعض لماذا لم يجعلنا الله أسوداً وسط الذئاب؟
1. حتى نعتمد عليه وحده كأسد خارج من سبط يهوذا رؤ5:5. الله يعمل مع الغنم الوديع المتشبه به، فهو حمل الله. أماّ من يعتمد على قوة ذراعه، فهذا لا يُسَّر به الله مز 1:147. ويتركه ولا يدافع عنه. وكل من ينتقم لنفسه لا يرضى الله، وبهذا يصير الغنم ومعهم المسيح أقوى من الذئاب.
2. تصوَّر أن الرُسُلْ كانوا أسوداً فماذ كان يحدث ؛ سيهرب منهم الناس ولا يسمعون لهم، ولكن الناس إذ رأوا ضعفهم ورأوا قوة الله تعمل فيهم وتحميهم آمنوا بالله، فالغنم فقط هي القادرة أن تكرز. لأنى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى (2كو9:12-10). وكيف نكرز بحمل هو المسيح ولنا صورة وحوش (هل سيصدقنا أحد).
تفاسير إنجيل www-St-Takla-org--01

3. الله لا يعمل بنا إلاّ لو كنا ضعفاء حتى لا نفسد خطته، لذلك لم يرسلنا كأسود وسط العالم، فالقوة لن تكون سبباً في نمو الكرازة، إنما الوداعة، وعمل المسيح بنعمته فينا. مثال:- ريشة الفنان عليها أن لا تختار الألوان، بل تترك هذا للفنان، أما لو تدخلت الريشة لتختار الألوان لخرجت لوحة فاسدة. والقوى إذا رأى ذئباً سيقتله غير عارف أن الله بحكمته وصبره سيحوله إلى غنم بعد قليل، فالله حوَّل الإمبراطورية الرومانية كلها للمسيحية بعد أن كانت إمبراطورية متوحشة. حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام= الحمام لا يحمل حقداً نحو أحد حتى لو ذبحوا أفراخها أمام عينها، ولا تلقى فخاخاً لأحد. والحمام يحيا في جماعة محتفظين بالمحبة (الكنيسة يجب أن تكون هكذا) يبتهجون معاً في وحدة. وحمامة نوح عادت لفلك نوح بينما أن الغراب عاش على الجيف. وهكذا المؤمن لا يرتاح سوى في الكنيسة تاركاً نجاسة العالم. الحمامة بغصن الزيتون في فمها صارت رمزاً للسلام والبساطة والمحبة ولكن ليس معنى البساطة أن لا نكون حكماء. فيلتزم الإنسان المسيحى بحكمته حتى لا يصنع له أحدا فخاً، لا يعطى لأحد مجالاً أن يلقى له الفخاخ أو يخدعه. ولاحظ أن كلمة بسيط قد تترجم في الكتاب المقدس Single hearted وقد تترجم Simple والمقصود أن يكون للقلب إتجاه واحد هو البحث عن مجد الله وهكذا الحمام تجده دائماً له إتجاه واحد ولذلك إستخدموا الحمام الزاجل في حمل الرسائل وهكذا عادت حمامة نوح إلى الفلك.
ولكن لماذا تشبيه الحكيم بالثعبان؟
1) الحية تختبئ في الصخر والمؤمن يحتمى في المسيح.
2) الحية مطاردة من الجميع وهكذا المؤمنين (راجع بقية الإصحاح).
3) الثعبان يدخل من ثقب صغير لينسلخ عنه جلده العتيق فيخرج إلى حياة جديدة، والمؤمن يدخل من الباب الضيق ليخلع الإنسان العتيق ويلبس الجديد (كو9:3-10). قارن مع من يدخل من الباب الضيق ويتغير عن شكله بتجديد ذهنه (مت13:7 + رو2:12). الثقب الصغير هو التغصب على الإمتناع عن الخطية والتغصب على الصلاة والصوم... إلى اخره. وهذا ما يسمى الجهاد فى المسيحية. والنتيجة أن النعمة تغير شكل الإنسان إلى الخليقة الجديدة (2كو17:5).
4) الحية معروف عنها الحذر الشديد من الخطر. هكذا المؤمن فليحذر ولتكن عينه مفتوحة حتى لا يقع في عثرة.
5) عندما يُقْتَلْ، يترك كل جسمه للضرب ولكنه يحفظ رأسه ويخبئها، ففيها حياته. وكيف نحتفظ برؤوسنا.
(أ) الرأس هو الإيمان بالمسيح، فلنتمسك بالايمان ولو خسرنا كل شئ. فالمسيح هو رأس الكنيسة
(أف 23:5). إذاً هو رأسنا.
(ب) الرأس هو مكان الأفكار، والأفكار هي أداة إبليس لتحريك شهوات الجسم، فمن الرأس تأتى أفكار الشهوة والحسد والتذمر وتعظم المعيشة والحقد والإنتقام. وعلى المؤمن إذا هاجمته هذه الأفكار أن يصرخ للرب يسوع لينزع عنه هذه الأفكار فيحمى حياته.
إذاً فلنحافظ على أنفسنا بحكمة الحيات ولكن بوداعة الحمام وكسب ود الآخرين ومحبتهم ليستمعوا لتعاليم الملكوت وتفقد الذئاب وحشيتها.
آية (17):-
ولكن احذروا من الناس لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم.
ولكن إحذروا من الناس= حاولوا أن تحافظوا على أنفسكم بحكمة الحيات ووداعة الحمام، ولكن لتعلموا أن هذه هي طبيعة العالم الذي أرسلكم وسطه. فلا تستغربوا من إضطهاده لهم. فستكونون مكروهين من العالم لإنتمائكم لي، فالعالم يكرهني أنا حقيقة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). إحذروا= لا تسقطوا أنفسكم في مشاكل فكونوا حذرين في كلامكم وتصرفاتكم.

آية (18):-
وتساقون أمام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللأمم
شهادة لهم وللأمم = قبولكم للألم وإحتمالكم سيكون شهادة لى أمام هؤلاء الملوك وأمام الأمم.فكل من يحتمل الالم حتى الموت فهو واثق مما يقوله، وهذا ما سيجعل هؤلاء الملوك يفكرون في هذه الدعوة. بل السلام والفرح الذي قابل الشهداء به الالام والموت كان سببا في ايمان كثيرين وفي انتشار الكرازة .
تحذير: على كل من يتألم أن لا يقول للمسيح "لماذا تجعلني أنا أتألم" فبهذا نجعل من المسيح خصم بينما هو يحيا فيّ فلا تتصور أنه منفصل عنك بينما هو متحد بك وقد أعطاك حياته.

آيات (19-20):-
فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لان لستم انتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم.
آيات فيها تشجيع فالله سيعطيهم بالروح القدس الذي فيهم أن تفيض منهم الحكمة وقوة الحجة لإذاعة بشرى الخلاص (أر 4:1-9). فى تلك الساعة = لا تستغرب يا أخى إن كنت تخاف الآن أن يأتى عصر إضطهاد، لأنك لا تشعر فى داخلك أنك قوى بما فيه الكفاية حتى تحتمل. ولا تستغرب إن لم تشعر بقوة حجتك الآن. لأن الله يَعِد أن يعطى القوة والحكمة في الساعة التي نحتاج فيها وليس الآن.

آيات (21-22):-
وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت والأب ولده ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم. وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص.
المقاومة لا تقف عند حدود، بل سيقف ضد المؤمن حتى أهل بيته وأقاربه. ولكن السيد إذ يخبرنا بما سيحدث يطلب منا الصبر بروح الثقة في إلهنا ومسيحنا وبروح الرجاء في الأبدية. والصبر المطلوب من المؤمن ليس هو الصبر في مواجهة الإضطهاد فقط بل الصبر في إحتمال أي ألم يسمح به الرب، والصبر على تنفيذ وصايا المسيح حتى آخر يوم في حياتنا.

آية (23):-
ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى فاني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان.
متى طردوكم فإهربوا = هنا السيد يضع مبداً هاماً، فإذا ثارت العاصفة وكان هناك فرصة أن نهدئ منها، بأن نبتعد فلنبتعد، ولا نعطى فرصة للمضايقين أن يزدادوا غضباً وثورة، لا داعى أن يلقى أحد نفسه وسط المخاطر التي قد لا يحتملها جسده الضعيف، ولكن إن وقعنا في أيديهم وطلبوا منا أن ننكر إيماننا، هنا لزم الإستشهاد. وهرب الكارزين من مدينة إلى مدينة سيكون فيه فرصة لإنتشار الإيمان وهذا ما حدث في بداية المسيحية، إذ حينما أثار اليهود الإضطهاد ضد الكنيسة هرب المسيحيون إلى كل مكان فإنتشرت الكرازة.
لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتى إبن الإنسان = فهم عليهم حين يثوروا ضدهم أن يهربوا إلى مدينة أخرى يكرزوا فيها، ثم يقابلهم إضطهاد آخر فيهربوا إلى مدينة أخرى ليكرزوا فيها. وحينما يكملون كل مدن إسرائيل يأتى إبن الإنسان، فما معنى هذا؟ هناك معنيين:-
1- حين ينتهى إيمان المختارين من اليهود يأتى إبن الإنسان ليدين الأمة اليهودية على كل ما إقترفته حتى الصليب، وستخرب أورشليم والهيكل بعد أن يخرج منها الذين آمنوا، وهذا ما حدث سنة 70م فلقد أحرق تيطس أورشليم وقتل أكثر من مليون وصلب 120000 وأحرقهم وهدم الهيكل تماماً. وكان هذا بعد أن تشتت المسيحيين في كل مكان. بل في خلال حصار أورشليم هرب منها كل المسيحيين ولم يبق منهم ولا واحد، فلم يُؤذى مسيحى واحد خلال هذا الحصار.
2- حتى الآن هناك يهود سيؤمنون ونحن نعلم أن دخول البقية للإيمان هو علامة على نهاية الأيام ومجئ المسيح في مجيئه الثانى. فقول السيد لا تكملون مدن إسرائيل = قد يشير لكمال دخول البقية من اليهود للمسيحية في نهاية الأيام. (رو 25:11-32، 15)

آيات (24-25):-
ليس التلميذ افضل من المعلم ولا العبد افضل من سيده. يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه
والعبد كسيده أن كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري أهل بيته.

هنا المسيح يقدم نفسه كقدوة في إحتمال الألم. وبهذا تصير أسلحة المؤمن التى يقدمها له الله لإحتمال الألم.
1- الروح القدس الذي يتكلم فيه ويمنحه القوة.
2- الصبر والرجاء إلى المنتهى وهذا يعطيه لنا الروح فالله لم يعطنا روح الفشل.
3- المسيح كقدوة في إحتماله الألم. (راجع 1بط1:4)
4- المسالمة بقدر إمكاننا مع من يضطهدوننا حتى لا نثيرهم.
ولاحظ أن السيد المسيح لم يَعِدْ أن يمنع الألم عمن يتبعه، ولكن وَعْدْ المسيح كان بأن يملأ القلب سلاماً من الداخل، فالألم الخارجى ينتصر عليه السلام الداخلى والعزاء الداخلى والفرح الداخلى. وهذه هي النصرة على الألم في المسيحية. والمسيح هنا يضع نفسه كمثال، فإن كان قد تألَّم وهو رب المجد أفلا نقبل الألم، بل قيل عنه أنه تَكَمَّلَ بالألم (عب 10:2). أفلا نقبل الألم لنكون كاملين. فما يسمح به الله هو لأجل أن نتكمل. هو تكمل بالالم ليشابهنا في كل شئ، ونحن نتكمل بالالم لنكمل ونشبهه.
بعلزبول= بعلزبوب هو إله العقرونيين (فهو إله الذباب طارد للذباب) (والعقرونيين فى فلسطين) واليهود أسموه بعلزبول تحقيراً له فمعناه (إله الأقذار).

آيات (26-27):-
فلا تخافوهم لان ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف. الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح.
ليس مكتوم لن يُستعلن = هو قول مشهور يستعمله الرب هنا لبيان إنتشار الكرازة، والتي هي حتى الآن غامضة لكنها ستتوضح. فحتى وقت ما كان السيد يقول هذا الكلام، كانت فكرة الفداء والصليب غير معلومة لكنها كانت مكتومة. وأيضاً الأمجاد المعدة للكنيسة كانت مكتومة في هذا الوقت، بل مازالت حتى الآن كلغز. الذى أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور = ما يعلمه الآن لهم سراً عليهم أن يذيعوه، أما معلمى اليهود فكانوا يهمسون في أذان تلاميذهم، ما كانوا يرفضون أن يعلنوه للجميع. والمسيح لم يكن له تعاليم سرية تخص بعضاً من الناس وتكون سراً على العامة. ولكن المسيح كان يعلم التلاميذ ويرفع من مستواهم، ويعلن لهم بعضاً من أسراره التي كانت أعلى من مستوى العامة، فالمسيح يعطى تعاليمه بالتدريج حتى يقبلها السامع. وهو هنا يقول لتلاميذه، كل ما قلته إعلنوه وإجعلوه في النور.الأذن= ما قاله المسيح لتلاميذه فقط في جلسات خاصة السطوح= ليسمع الجميع.

آية (28):-ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.
لا تخافوا فحياتكم ليست في يدهم بل في يد الله الذي في يده سلطان ليس فقط على أجسادهم بل على نفوسهم. فمن ينكر المسيح لأنه خائف من العذاب سينقذ جسده لأيام ولكن سيكون قد خسر نفسه أبدياً. وما أجمل أن نشعر أننا في يد الله الرحيم، وأنه لا سلطان لأحد علينا ما لم يكن الله قد أعطاه هذا السلطان (يو 11:19).

آيات (29-33):-
أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم. وأما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة. فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبى الذي في السماوات, ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبى الذي في السماوات.
إضطر السيد الرب أن يلجأ لهذه المقارنة ليثبت إهتمامه بنا فلا نخاف من أى إضطهاد. فالله إستمر يخلق الأرض آلاف الملايين من السنين ليجعلها جنة حتى يخلق الإنسان ويمتعه بها، ولم يكن هذا لأجل العصافير. لكن السيد إضطر لهذا لأن الإنسان دائم الشك في محبة الله، بل أن هذه هي لعبة إبليس دائماً أن يشكك الإنسان في محبة الله مع كل تجربة. بل أن إهتمام الله بالإنسان يصل إلى درجة معرفته بعدد شعور رؤوسنا ولكن الخائفين غير المؤمنين الذين ينكرون المسيح مع كل هذه المحبة فلا نصيب لهم في أمجاد السماء. هذا معنى أن المسيح ينكرهم = ما عادوا أعضاء في جسده، وما عاد المسيح يشملهم برحمته ويكفر عنهم بدمه.

(لو 1:12-12):-
وفي أثناء ذلك إذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا أبتدأ يقول لتلاميذه أولا تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء. فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف. لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الأذن في المخادع ينادى به على السطوح. ولكن أقول لكم يا أحبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. بل أريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم نعم أقول لكم من هذا خافوا. أليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا أمام الله. بل شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة. وأقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الإنسان قدام ملائكة الله. ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله. وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له. ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون. لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه.
فى (لو15:11) نجد الفريسيين يتهمون المسيح أنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين (قارن مع
مت 22:12-24). وفي (لو53:11-54) نجد الفريسيين يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئاً من فمه ليشكوا عليه وذلك لحنقهم عليه، فهم يريدون أن يحجبوا الناس عنه فلا تنهار شعبيتهم ويفقدون كرامتهم وسلطانهم. لكن واضح أن تصرفهم جاء بنتيجة عكسية، فلقد جاءت ربوات (عشرات ألوف) الشعب ليسمعوا السيد الرب. وبهذا يكون رياء الفريسيين قد فشل ومشورتهم في الظلام قد انفضحت وظهر ريائهم في النور.
فليس مكتوم لن يستعلن = الآن بحسب ترتيب إنجيل لوقا صار لهذه الآية مفهوم آخر. فلقد سبق وفهمنا أنها تشير لإنتشار الكرازة، وهذا قد حدث الآن ورأينا عشرات الألوف مجتمعين حول المسيح. لكنها أيضاً صارت تشير لإفتضاح الظلمة. فكل شر الشيطان فضحه الرب (كو 15:2). وكل مؤامرات الفريسيين في الظلمة صارت في النور مكشوفة وبهذا لم يهتم الشعب بكلام الفريسيين، لكنهم إجتمعوا حول المسيح. ولنعلم أن ثوب الرياء لا يستر صاحبه طويلاً، بل سيتمزق وينكشف ما تحته من نجاسة وضلال.
كل ما قلتموه في الظلمة يُسمع في النور وما كلمتم به الأذن في المخادع = هذه تختلف عمّا سبق في متى، ففي متى سمعنا "الذى تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح.. الذي أقوله في الظلمة قولوه في النور". وكان كلام السيد في متى يشير لضرورة أن يكرز التلاميذ بكل ما سمعوه من السيد أمّا هنا فالسيد يقصد أن يقول لتلاميذه.. تحاشوا الرياء.. لتكن حياتكم طاهرة نقية وبلا شر. لتكن حياتكم متفقة مع تعاليمكم وإلاّ ما تخفونه من شر سيظهر أمام الناس. ما ترتكبونه من شر في الظلمة سيظهر في النور. وتعنى الآية أيضاً.. لا يكن لكم تعاليم سرية تخفونها عن الناس، وتعاليم خفية تخشون إستعلانها للناس، فهذا ضعف وجبن من الخادم. والسيد نفسه كان يعلم في الهيكل كل يوم علناً (يو 20:18-21) وبالنظر لمفهوم القديسين متى ولوقا معاً نفهم واجب الخادم والكارز أنه يعلم بكل ما سمعه من المسيح وأن تكون حياته نقية متفقة مع ما يعلم به، وأن لا تكون له تعاليم سرية فهذه ليست من المسيح بل من عنده فهو غير قادر أن يعلنها. ولا يكونوا كالفريسيين الذين يضمرون شيئاً ويتكلمون بشئ أخر.
تحرزوا من خمير الفريسيين= طبعاً المقصود هو رياء الفريسيين، أو كمن يخفى علاقته بالمسيح خوفاً من الناس. والخمير في بدايته يكون كمية صغيرة بالنسبة للعجين، كما أن الشر فى بدايته يكون صغيراً إذا ما قورن بالحق. ولكن من شان كلاهما (الخمير والشر) سرعة الإنتشار. وكما تخمر الخميرة العجين، هكذا يفسد الشر عقيدة الإنسان، وكلاهما يعمل في الخفاء. ورياء الفريسيين هو زيادة إهتمامهم بالناموس وطقوسه في الخارج، لكن أعمالهم رديئة في الخفية وهذه التصرفات تفسد الكنيسة.
آيات (4-5):-لا تخافوا:- وخوفكم هذا يدفعكم للرياء. قيل أن الجسد ما هو إلاّ صدفة تخفى لؤلؤة، واللؤلؤة هي النفس. فلماذا الإهتمام بالجسد. يا أحبائى = هذا شعور المسيح نحو خاصته.
آية (6):-اليست خمسة عصافير تباع بفَلسين= وقيل في (مت 29:10) اليس عصفوران يباعان بفَلس. ويبدو أن أربعة عصافير كانت تباع بفَلسين ويعطى لمن يشترى أربعة، عصفوراً زيادة مجاناً، فحتى هذا العصفور الذي بلا ثمن لاينساه الله.الفَلس هو أصغر عملة متداولة في ذلك الوقت
آية (7):- حتى شعرة واحدة من رؤوسنا لا تهلك إلاّ بسماح منه (لو 18:21). شعرة واحدة أي أصغر شيء فينا فشعرة تنقص لن نشعر بها، لكن المسيح مهتم بها.

آيات (8-12):-
اشفوا مرضى طهروا برصا أقيموا موتى اخرجوا شياطين مجانا أخذتم مجانا أعطوا. لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم. ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا لان الفاعل مستحق طعامه. وأية مدينة أو قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق وأقيموا هناك حتى تخرجوا. وحين تدخلون البيت سلموا عليه.
هى تحريض على إعلان الإيمان بالمسيح رباً علناً. والإنكار هو إنكار المسيح أو إهمال وصاياه. وفي متى نسمع السيد يقول أعترف أنا أيضاً به قدام أبى الذي في السموات. وهنا نسمع قدام ملائكة الله. وكلا الإثنين واحداً. فالملائكة دائماً قدام الله. ولكن كون أن المسيح هنا يذكر ملائكة الله فهذا يعطينا شعور بإهتمام الملائكة بنا فالمسيح وحد السمائيين والأرضين وجمع كلاهما فيه (أف 10:1). لذلك نجد أن السماء تفرح بخاطىء واحد يتوب (لو 10:15) ونجد السمائيين يفرحون بالخلاص الذي صنعه الرب للبشر ويتكلمون بإسمنا
(رؤ 9:5-10) وكأن المسيح حين يعترف بى أمام الملائكة، كأنه يقدم لهم من صار لهم شريكاً في حياتهم السمائية وحياة التسبيح. فحين يقول أمام أبي فالمعنى أيها الآب هؤلاء صاروا جزء من جسدي. أمام الملائكة= هي دعوة لننضم لهم في حياتهم.
آية (10):- أنظر تفسيرها في (مت 31:12-32).
آيات (11-12):- أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها(لو15:21).

مت(34:10-36):-
لا تظنوا أنى جئت لألقي سلاما على الأرض ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنه ضد حماتها.وأعداء الإنسان أهلى بيته.
المسيح هو ملك السلام، جاء ليملأ قلوب المؤمنين به سلاماً (27:14) وبعد القيامة كانت هذه أيضاً عطيته (يو19:20+21+26). وصانعى السلام يُدعون أبناء الله (مت 9:5). فحين يقول السيد لا تظنوا إنى جئت لألقى سلاماً على الأرض.. بل سيفاً= لا يقصد السلام الذي يعطيه داخل القلب والذي هو ثمرة من ثمار الروح القدس (غل 22:5) بل يقصد أن العالم لن يقبل المؤمنين به وسيثير حرباً ضدهم كما فعل العالم به هو نفسه (يو 18:15-20) وهذا ما حدث فعلاً من اليهود ثم الإمبراطورية الرومانية التي سفكت دماً كثيراً = بل سيفاً. والسيف يفسر أنه كلمة اللهالذى به نحارب إبليس والخطية والذي به (بسيف الكلمة) إنتشرت المسيحية في كل الأرض (عب 12:4) بل ثار أقارب المؤمن في وجهه وقتلوه =أعداء الإنسان أهل بيته.
الكنة = زوجة الإبن.

آيات (37-39):-
من احب أبا أو أما اكثر مني فلا يستحقني ومن احب ابنا أو ابنة اكثر مني فلا يستحقني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من اجلي يجدها.
من أحب أباً أو أماً أكثر منى= كان المؤمن معرضاً في أيام الإستشهاد لأن يقتل، فتأتى أمه تستعطفه ليترك الإيمان من أجل خاطرها، فيتركوه يحيا. لكن بهذا يصير حبه لأمه أكثر من حبه للمسيح، إذ أنكر المسيح، وبهذا صار لا يستحقه =فلا يستحقنى ولكن هذه ممتدة حتى الآن. فإذا أصاب أبى أو أمى أو أحد أحبائى مرض أو أن الله سمح بإنتقالهم، فأتخاصم مع الله وأوجه له كلمات صعبة قائلاً لماذا تفعل هذا يارب !! فأنا بهذا قد أحببت غيره أكثر منه، بالتالى لا أستحقه.
من وجد حياته يضيعها= من يتصور أنه يخلص نفسه بأن ينكرنى فهو في الحقيقة يضيع نفسه ويخسرها. وتفهم أيضاً الآن، بأن من يتصور أنه يجد حياته في ملذات العالم ناسياً الهه فهو بهذا يضيعها من أضاع حياته من أجلى يجدها = فالذى قدم حياته للإستشهاد معترفاً بإسمى فله أمجاد السموات. ومن قدم جسده ذبيحة حيه وقد صلب أهوائه مع شهواته فله تعزيات الأرض وأمجاد السموات (رو 1:12+غل 24:5) من لا يأخذ صليبه ويتبعنى = هذه أول مرة يتحدث فيها المسيح عن الصليب وفيها نبوة بصلبه، فكونى أتبعه آخذاً صليبى فهذا يعنى أن أمتثل به في حمله لصليبه. وحمل الصليب إشارة للألم وإحتماله. والسيد كان هنا ينبههم أنهم سيجدون ألاماً وإضطهادات كثيرة وعليهم أن يحملوها، والعجيب أن من يقبل الصليب يملأه الله فرحاً على الأرض (أع 40:5-41) ومجداً في السماء (رو 17:8). وقد لا يكون العصر عصر إستشهاد ولكن أليست ألام المرض والضيقات هي صليب علينا أن نقبله بسكوت وهدوء وبلا تذمر فيسكب الله فرحه في داخل المتألم، هذا معنى يأخذ صليبه=أى يحتمل الألم بشكر وبدون تذمر وبرضا بنصيبه. ويحمل الصليب أيضاً قبول تقديم الجسد كذبيحة حية (رو 1:12) وهذا ما نسميه صليب إختيارى، وهو ترك ملذات العالم. وهذا ما قال عنه بولس الرسول مع المسيح صلبت فأحيا (غل 20:2). فمن يقبل هذا الصليب تكون له حياة، المسيح يحيا فيه. ولنرى كيف طبق بولس هذا على نفسه فهو بالرغم من ألام جسده الرهيبة كان يقمع جسده ويستعبده (1كو27:9) + (2كو7:12-8)

(لو 49:12-53+ مر 34:8-38 + لو 25:14-27):
(لو 49:12-53):-
جئت لالقي نارا على الأرض فماذا أريد لو اضطرمت. ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل. أتظنون أنى جئت لأعطي سلاما على الأرض كلا أقول لكم بل انقساما. لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلاثة على اثنين واثنان على ثلاثة. ينقسم الأب على الابن والابن على الأب والأم على البنت والبنت على الأم والحماة على كنتها والكنة على حماتها.
(مر 34:8-38):-
ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فان من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الإنجيل فهو يخلصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه. لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين.

(لو 25:14-27):-
وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم. أن كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا.
فى الآيات السابقة تكلم السيد عن أننا وكلاء، وعلينا أن نحيا كوكلاء أمناء وحكماء مستعدين لذلك اليوم الذي سيأتى هو فيه فجأة.
جئت لألقى ناراً على الأرض= سبق وفهمنا من إنجيل متى أن النار هي نار الإضطهاد والألام. وهنا معنى جديد أن السيد سيرسل روحه النارى ليعزى المتألمين ويعطى حكمة لأولاد الله الذين هم وكلاء فماذا أريد لو إضطرمت= في ترجمة أخرى كم وددت لو إضطرمت عموماً فالتفسيرين متكاملين فكلما تضطرم نار الروح القدس في المؤمنين تثور ضدهم نار الإضطهاد. والعكس كلما تثور نار الإضطهاد يُسرِعْ السيد المسيح ويملأ المؤمنين به من نار الروح القدس لتعطيهم حكمة يجيبوا بها السلاطين، وبها يمتلئوا تعزية وصبر. لذلك كم يود المسيح أن نمتلىء من نار الروح القدس المطهرة والمعزية والتي تعطى حكمة. وهذه الطبيعة النارية التي تحرق الخطية، طبيعة الروح القدس، قد ظهرت حين حل على التلاميذ على هيئة السنة نار. والمعمودية هي بالروح القدس ونار (مت 11:3) فهى لها فعل الإحراق والتطهير. عموماً نار الله التى يلقيها، هي للشرير حريق. وللبار تطهير وتزكية وإشعال لنار الحب في قلبه والغيرة على كنيسته ومجده وإنتشار مجده كنار. ولى صبغة أصطبغها= الصبغة تأتى بغمر الشىء في الصبغة. وهذه الكلمة تشير للمعمودية. لأن المعمد يبقى تحت الماء فترة وجيزة من الزمن مغموراً تماماً إشارة لموته مع المسيح، وكما أن المسيح بقى في القبر مماتاً في الجسد لفترة قليلة، هكذا يبقى المعمد فترة قليلة تحت الماء. ولكن السيد المسيح لم يصطبغ بغمره في الماء، بل بموته على الصليب مغطى بدمائه، فهو إصطبغ بدمه. وأسس سر المعمودية، حتى أن كل من يدفن في ماء المعمودية يكون قد مات مع المسيح، ويكون الخروج من ماء المعمودية كأنه قيامة مع المسيح.
وهذه الآية تأتى بعد حديثه عن النار التي سيلقيها على الأرض:-
1- فهذه النار هي نار الألام التي ستجوزها الكنيسة، ونار ألامه التي جازها هو على الصليب.
2- وهذه النار تشير أيضاً للروح القدس الذي حلّ على الكنيسة بعد الصليب، بعد أن إصطبغ المسيح بدم صليبه.
كيف أنحصر حتى تكمل= بمعنى كيف أهدأ حتى أتمم ما جئت لأجله.
أتظنون إنى جئت لألقى سلاماً= كان اليهود يتصورون أن المسيح سيأتى ليعطيهم سلاماً زمنياً ونصرة على الرومان. لكن السلام الذي يعطيه السيد المسيح هو سلام داخلى ينتصر على الألام والضيقات الخارجية، هو سلام يفوق كل عقل.الصبغة = بالنسبة لنا هي حياة نقبل فيها الألم والصليب بفرح.
وكما إنحصر المسيح، (إنحصر هنا تأتى بمعنى إحتماله الحزن والألم أي هو يعلن إستعداده للألم والحزن حتى يتمم عمله) علينا كمؤمنين أن نعلن إستعدادنا لحمل الصليب ولأى حزن أو ألم لنعلن كمال حبنا لهُ. في هذه الحالة سننعم بالسلام الحقيقى الذي ليس من هذا العالم. كيف أنحصر حتى تكمل =
How Distressed I am Till It Is Accomplished = كم أنا محزون ومُوجَع حتى أنهى العمل.
ينقسم الأب على الإبن… هذه نبوة ميخا النبى (مى 6:7).
يبغض = في العبرية الكلمة تترجم يبغض وتترجم أيضاً يحب أقل (تك30:29-31)

(مر 34:8-38):-
ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فان من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الإنجيل فهو يخلصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه. لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين.
ماذا يعطى الإنسان فداءً عن نفسه= من يؤمن بالمسيح تكون له حياة أبدية (يو 25:11). أما لو ضاع عمرنا ومتنا دون إيمان حقيقى حى لن تكون لنا فدية، فالمقتول بعدما يموت لا يستطيع أن يعطى فدية لقاتله. حتى يحييه أو لا يقتله إذ هو مات، فزمان الفدية قد مضى.
ونلاحظ هنا أن كلام السيد المسيح عن الصليب وعن أهمية أن ينكر المؤمن نفسه كان رداً على بطرس الذي بدا أنه رافض لفكرة الصليب (32) ونلاحظ في آية (34) أن شرط حمل الصليب هو شرط لكل مسيحى يريد أن يتبع المسيح إذ أن الكلام موجه للجميع وللتلاميذ. وشروط التلمذة يحمل صليبه=ينكر ذاته ويقبل بما سمح به الله ويتبعنى = يطيع وصاياى.

(لو 25:14-27):-
وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم. أن كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا.
ولا يبغض=المسيح يوضح لتابعيه صعوبة الطريق، وأنه ستأتى ساعة وظروف فيها يضطر أتباع المسيح أن يختاروا بينه وبين أحبائهم. بين الحياة بعيداً عنه وبين الموت لأجله.وأنهم لن يستطيعوا أن يتبعوه ما لم يتركوا الأهل فيظهر هذا أمام الناس كأنهم يبغضون أهلهم بالنسبة لهذه العلاقة الجديدة مع المسيح. هنا يظهر حب الشخص لأهله بجانب حبه للمسيح كأنه بغضة لهم، أي يحبهم أقل من محبته للمسيح. عموماً فالكلمة في العبرية تحتمل الترجمتين 1) يبغض 2) يحب أقل. وهذا ما قيل عن يعقوب وليئة أنه أحب راحيل أكثر منها
(تك 30:29) ونفس الكلمة هنا مترجمة في إنجيل متى من أحب أباً… أكثر منى فلا يستحقنى حتى نفسه=من يغضب من الله ويتخاصم معه ويمتنع عن الكنيسة بسبب مشكلة أو مرض أصابه هو يحب نفسه أكثر من المسيح. ومن يرفض الصليب ويمتع نفسه بمتع محرمة هو يحب نفسه أكثر من المسيح.
عموماً إذا أحببنا الله سنحب الجميع حتى أعدائنا من خلاله محبة صحيحة.

آيات(40-42):-
من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني. من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي يأخذ ومن يقبل بارا باسم بار فاجر بار يأخذ. ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق أقول لكم انه لا يضيع اجره.
هنا يشرح شرف وظيفة خدام الإنجيل بإعتبارهم سفراء لهُ. وأن تكريمهم، فيه تكريم له هو شخصياً.
بإسم نبى= بصفة نبى أو لأنه نبى مرسل من الله.
من يقبل باراً = لأجل الصلاح الذي في البار دون سواه من أمجاد العالم.
أحد هؤلاء الصغار= لاحظ هذه المقارنة.
من يقبل نبى بإسم نبى
من يقبل بار بإسم بار
من سقى أحد هؤلاء الصغار.. بإسم تلميذ
ومن هنا نفهم أن المقصود بالصغار هم التلاميذ لبساطتهم وضعفهم وفقرهم.
وكان جزاء أرملة صرفة صيدا على إستضافتها إيليا أن أقام الله إبنها من الموت.
إذاً مفهوم هذه الآيات هو إكرام وقبول خدام الرب:
1- من يقبلهم يكون كمن قبل الرب نفسه فما نفعله بإخوته الأصاغر نكون قد فعلناه به نفسه، ومن يقبل خادماً يقبل الرب الذي أرسله. وهذا تشجيع من السيد المسيح لتلاميذه.
2- من يقبل نبى لأن الله أرسله أو يقبل باراً لأن الرب أرسله يكون له نفس أجر النبى الذي أرسله الرب أو نفس أجر البار الذي قدسه الرب.
3- أى خدمة تقدم لخدام الله لن يضيع أجرها فالله لا ينظر إلى كمية العطاء بل إلى قلب المعطى
(مر 41:12-44).
وبهذا المفهوم أفلا يكون تكريم الكنيسة الأرثوذكسية للشهداء والقديسين متفق مع هذه الآية. أم يقول قائل لا يجوز لأنهم أموات !! هنا نقول أن إلهنا إله أحياء وليس إله أموات (مت 32:22). والله بارك لإسحق من أجل إبراهيم أبيه بينما كان إبراهيم قد مات (تك 24:26) وهكذا يقول الكتاب على لسان الله فإنى اكرم الذين يكرموننى (1صم 30:2) أفلا نكرم نحن من يكرمهم الله


رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
إنجيل, تفاسير, متى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفاسير إنجيل متى21- 1- دخول السيد المسيح إلى أورشليم هو طريق للقيامة Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 1 04-12-2020 04:20 PM
شرح وتفسير إنجيل متى من الإصحاح الأول إلى الإصحاح 28 بحسب الأصول اليونانية aymonded تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 2 02-01-2013 01:09 PM
تفاسير إنجيل متى 5 Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 10-10-2011 07:31 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 01:35 AM.