مسرحية الأسرة
كُتب : [ 01-13-2008
- 05:04 PM
]
******
الفصل الاول
*******
المشهد الاول
****
منظر لصالة منزل وبعض الكراسى وطاولة <طربيزة > تتوسط الصالةوبعض صور للعذراء مريم وأخرى للمصلوب وثالثة للراعى الصالح معلقة على حوائط الصالةوشاب يجلس على الطاولة وأمامة بعض الكتب والاوراق <يستذكر دروسة >
يدخلأخوة الثانى وهو فى نفس عمرة بالضبط ويدعى توما والجالس يدعى فادىيدخلتوما وهو يضحك ناظراً لاخية فادى بغيظ هاتفاً بة :
أنت بتعمل أية يافادىباشا ؟يلتفت الية فادى ثم يرجع للمذاكرة وهو يقول بصوت منخفض ملائكى :
ذى مانت شايف أنا بذاكر مش تقعد كدة وتجيب كتاب الفيزياء علشان تذاكر معاياأنت ناسى أن بكرة فية أمتحان ؟ينحنى علية توما قائلاً : مانا عارف بس أنتكمان عارف أن أخوك اللى هو أنا مبيحبش الفيزياءأبتسم فادى فى ود حقيقى :
طب والامتحان هتعمل فية أية ياتوما ياخويا يابن أمى وأبويا ؟!
يجلستوما فى مواجة أخية وهو يقول فى مكر شديد :
البركة فيك أنت بقى فادى باشاياعبقرى العباقرةيتكلم فادى بدهشة قائلاً :
أنا مش فاهم كلامك دةمعناة أية !
أنا مالى ومال أمتحانك ؟يقف توما وهو يهتف فى فادى بطريقةمسرحية :
اللة ؟ أما أنت عجيب بجد !
أمال أخويا أذاى وقعدين جنب بعض فىالمدرسة أذاى وبناكل من طبق واحد أذاى وبباك هو ببايا أذاى وممتك هى ممتى أذاى بعدكل دة تقوللى أنا مالى ؟ امال مال مين ؟يترك فادى كتابة وينظر بشدة لاخيةقائلاً لة فى تسائل :
يعنى أية معنى كلامك دة ؟؟ أنت عايزنى أغششك الامتحان !
يضحك توما وهو يهتف بتوسل فى أخية قائلاً : لا طبعاً مش لازم كل الامتحانكفاية على نصة بس...أنا مش بنى أدم طماع......نص الاجابات علشان أعدى بيهاوأنجح.......وأسبلك أنت بقى التفوق والدرجات النهائية ذى كل سنة... ياجامدينصحة فادى قائلاً : ياتوما....ياخويا ....أنت بردك مش ناوى ترجع عن طريقكدة خالص!.....مش عايز تفوووق من اللى أنت فية ؟...مش عايز تعرف حياةالنجاح.......بدل الفشل اللى عايش ومعشش جواك دةيصرخ فية توما هاتفاً : أنا مش فاشل....أنا بنى أدم عملى وهتشوف فى يوم من الايام أنى ناجح ...وهتسمع عنىالعجبيهز فادى رأسة علامة الموافقة وهو يقول : أيوة ...أيوةماناعارف أنى هسمع عنك العجب و العجايب كمان...هسمع عنك أنهم مسكوك بتسرق بنك أو بتنصبعلى حد أو فى أحسن الاحوال هتكون رئيس عصابةرد توما بقوة قائلاً : أنتبتتريق على ؟ أنت مش عارف بتكلم مين ؟!
رد فادى بعدم أهتمام قائلاً : لاطبعاً عارف أنا بكلم مين....بكلم أخويا اللى مخة متركب شمال......بص حوليك.....شوفأنت عايش مع مين...أحنا ياخويا ياحبيبى أسرة مسيحية ..أبونا وأمنا ناس قديسين فعلاًدول معروف عنهم خدمتهم الطويلة للكنيسة ولاهل المنطقة كلها من كبيرها لاصغر عيلفيها......الكل بيحبهم وبيحترمهم وأنا...وأنا معرفش حاجة فى الدنيا الا مذكرتىوخدمتى فى الكنيسة ...فووق أرجوك يابنى فووق قبل ما يجى اليوم اللى تندم فيةوساعتها حتى الندم مش هينفعك ولا هيسعفكيشيح توما بيدة قائلاً لاخية : أنتهتربينى من أول وجديد عشنا وشفنا الاخ الصغير هيربى الكبير!
فادى : أذاىبقوى أنا الصغير وأنت الكبير ؟ أحنا الاتنين مولودين فى نفس الليلة وفى نفس الساعةيرفع توما يدة الى رأسة قائلاً : بس مش فى نفس الدقيقة أنا شفت الدنيا قبلكبخمس دقائق صحيرد فادى قائلاً : ماشى.....عندك حق أنت الكبير...طب يا كبيرمش تعرف بقى طريقك فين؟؟ مش تسيبك من صحابك دول اللى هيضيعوا مستقبلكيصرخفية توما قائلا: أوعى....الا صحابى...متجبش سيرة صحابى أبداً ...متغلطش فيهم ..دىعيال جدعان...عيال رجالة...عيال تاكل الزلط....عيال متربية عالغالىأبتسمفادى قائلاً : أيوة ...عندك حق ..هما فعلاً عيالعيال قوى...عيال جداً...عيالبكل معنى الكلمةيقترب فادى من أخية ويضع يدية على أكتافة مشيراً لصورةالمسيح وصورة العذراء قائلاً بكل حنان :
بص ياتوما....بص كدة للعدرا...وبصللمسيح شوف هما زعلنين قد أية عليك ....أنت ياتوما جواك أنسان مسيحى ...جواك نعمةكبيرة مش عارف قيمتها خالص....سيبك من حياة الطيش وطريق الراعى الباطل....طريقالخطية طريق أبليس ..وتعالى معايا أجتماع الاسبوع دة فى الكنيسة ...دة كل صحابناهناك بيسألو عليك ...وحتى أبونا كل مرة بيوبخنى جامد علشانك وعلشان أحاول أرجعك منتانى ...أرجوك أسمع كلامى مرة...مرة واحدةيسحب توما يد أخوة من على أكتافةقائلاً لة فى شر واضح شديد : ياعم فادى...أنا سبتلك الايمان ..والكنيسة...والمسيحوالعدرا...
ينفعل علية فادى قائلاً : أنت أنسان غبى ..غبى...فين توماالقديم فين أيمانك ...فين محبتك للرب...فين يسوع اللى كان منور حياتك ؟؟ كل دة راحفين...فين!!
يصرخ فية توما : أنت بتقوللى غبى...أنا غبى..دة شكل واحد غبى !
رد فادى بعدما هدء : ربنا يسامحنى أنى غلطت فيك بس اللى يسيب فادية...واللىيكون ملك وأبن ملك الملوك ويترك ملكة لحياة العبيد ويترك الحياة الابدية...ويسيبالطريق الحقيقى لطريق الخطية ...ملهوش وصف عندى غير أنة غبى فعلاً لا..دة أغبىأنسان كمانيضحك توما كالشيطان قائلاً : يابنى ...فووق أنت بقى....حياةأبدية أية!...وطريق حقيقى أية؟...كل الكلام دة ميسواش حاجة ولا يجيب حتى سندوتش فولفى الزمن اللى أحنا عيشينةكل دة كلام فى كلام بس.... أنا مش محتاجالفدا...ولا محتاج الصلب ولا المصلوب <يشير لصورة المصلوب >
أنا عايزأعيش وأتمتع بالدنيا...الدنيا اللى شايفها ..مش أروح أجرى ورا حاجة فى علمالغيب...أجرى ورا سرابيتكلم فادى وهو يكاد يبكى : مش ممكن!أنت ياخويا ...يابن الكنيسة...تقول الكلام دة....ياللى أتعمدت وأتنولت من دم وجسد الفادى؟ تقولكدة؟!....مين فينا عارف طريقة ..مين فينا مش محتاج لمعونة ربنا ؟...مين فين مستحقالحياة الابدية بأعمالة؟؟لا...لا ياتوما كلامى مش كلام فى كلام...أنت الغشاوة ملتقلبك وروحك قبل ماتملا عينيكوهنا ينتفض توما وهو يجرى خارجا قائلاً : سيبنى فى حالى ..أنا مش محتاجك...ولا محتاج كلامك...ولا محتاج لاى حد...أنتزهقتنى..أنت أنسان مجنون..مجنون
<يخرج توما..ويبقى فادى وحدة متلفتاًحولة فى ذهول ويقع على الطاولة وهو يصرخ :
يارب سامحة...يايسوع سامحة..دةهو بردة أبنك توما....دة ميعرفش أنت بتحبة قد أية...أرجوك ياربى والهى..أرجوك أتوسلاليك رجع توما أخويا...رجعة يايسوع رجعلى أخويا اللى أعرفةرجعة يارب ..رجعة يايسوعويسقط وهويبكى
<تغلق الستار على نهاية المشهدالاول >
******************************
|