( 131 )
النعمة والنقمة
***************
ما أعجب أشخاص يعطيهم الله نعمة
فيحولونها إلى نقمة.
المال نعمة
والجمال نعمة
والفن نعمة
والحرية نعمة
كذلك العلم
والسلطة
والنظام
ولكن ما أسهل عمليا أن تتحول كل هذه إلى نقمات
بوسائل شتى
بسوء الاستخدام يمكن أن تتحول هذه النعم إلى نقمات.
فالمال يشترى الذمم ويبيعها
والجمال يصبح أداة للغواية
والفن يتحول إلى العبث والملاهي
والحرية تصبح وسيلة للاستهتار واللامبالاة.
والسلطة تصير وسيلة للتحكم.
والعلم يستخدم في الاختراعات المهلكة والأشياء الضارة.
والنظام بسوء الاستخدام يتحول إلى روتين وأداة للتعطيل!!
ويمكن أن تتحول هذه النعم
بالمنافسة
إلى نقمات!
ففي سبيل التنافس في ميادين المال والعلم والسلطة والفن ما أسهل أن يعادى الإنسان أخاه.
وتنتشر الكراهية والشائعات.
ويحدث تصارع
يفقد فيه الإنسان إنسانيته ومحبته لغيره.
بل ماذا أقول حتى الخدمة
خدمة الرب!!
يمكن أن يدخل الشيطان أيضاً في جو الخدمة لكي يحوله إلى نقمة.
فإذا في الخدمة اختلافات في الرأي
تتحول إلى صراعات ورغبات في الإصلاح تتحول إلى تدمير وتخريب وتشهير.
وإذا في الخدمة أيضاً تنافس على القيادة والرئاسة
مثلما في العالميات أيضا..!
وكما أن الاختراع الواحد يمكن أن يستخدم للخير والشر
كذلك جميع الإمكانيات الأخرى.
الأمر إذن يتوقف على الإنسان ذاته
على القلب والعقل والإدارة
بها يصير الأمر نعمة ونقمة.
في عصور الاستشهاد
كان الاضطهاد يبدو نقمة.
ولكن القديسين حولوه إلى نعمة
ونالوا بركاته وأكاليله وصارت دماء الشهداء بِذاراً للإيمان
وازدادت الكنيسة روحانية
والتصقت بالرب أكثر وتعمقت في القداسة استعداداً للأبدية.
كذلك التجارب والأمراض
حولها القديسون إلى بركة.
لا تقل إذن هذا الأمر نعمة
وهذا نقمة.
إنما قل:
يمكن تحويله إلى نعمة
يمكن تحويله إلى نقمة.
القلب الحكيم يحول النقمة إلى نعمة
حتى الخطية يأخذ منها انسحاقاً واتضاعاً وحرصا وإشفاقا على المخطئين.