تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



أسئل وسيدنا قداسة البابا شنودة يجيب

لو عندك سؤال عاوز تبعتوا لسيدنا البابا او عندك مشكلة تحب تقولها لية اكتب موضوع هنا ومحدش هايشوفوا غيرك وهاتوصولوا على طول



مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان لنيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط

سلسلة محاضرات تبسيطالإيمان لنيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط 1- الثالوث والتجسد والفداء هل المسيحية صعبة وغير سهلة؟ إن المسيحية من الممكن أن يفهمها الأطفال الصغار، وقدقال السيد المسيح "أحمدك

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية menacapo
menacapo
ارثوذكسي مكافح
menacapo غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 60350
تاريخ التسجيل : Apr 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 163
عدد النقاط : 13
قوة التقييم : menacapo is on a distinguished road
Heartcross سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان لنيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط

كُتب : [ 02-14-2010 - 08:14 PM ]


سلسلة محاضرات تبسيطالإيمان
لنيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
1-
الثالوث والتجسد والفداء
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
هل المسيحية صعبة وغير سهلة؟
إن المسيحية من الممكن أن يفهمها الأطفال الصغار، وقدقال السيد المسيح
"
أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماءوأعلنتها للأطفال" (مت11: 25)
، وقال أيضاً"ليس أحد يعرف الابنإلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له"(مت11: 27).
وقال أيضاً"أما المعزى الروحالقدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم"(يو14: 26).
إن الروح القدس هو الذى يعرفنا كل شئ عن الآب.. عنالابن.. عن الخلاص.. عن الفداء.. وعن أهمية صلب السيد المسيح من أجلخلاصنا. فالروح القدس هو الذى يبكتنا على خطايانا، ويعرفنا مدى احتياجناللخلاص. وإنه بدون يسوع المسيح لا يمكن أن نصل إلى الحياة الأبدية. فالروحالقدس هو الذى يكشف لنا حقيقتنا الصعبة.. حقيقتنا البشعة عندما نكونمحرومين من نعمة الخلاص والتبرير والبنوة لله. عندئذ يرى الإنسان الحالةالتى وصـل إليها عصيانه لله ومخالفته للوصية.
إن الشيطان هو الذى أغوى الإنسان وهو فى الفردوس،وجعله يخالف وصية الله، وشككه فى محبته!! وقال له: إن الله لا يريدك أنتكون مثله عارفاً الخير والشر. وعندما شك الإنسان فى محبة الله سقط تحتسلطان إبليس، وسقط تحت سلطان الخطية عندما أكل من الشجرة التى قال الله لهلا تأكل منها.
أجرة الخطية هى الموت
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
وبسبب الخطية دخل الفساد إلىطبيعة الإنسان، ودخل الموت كنتيجة للخطية. ونرى عند القبر الإنسان وهو ينتنويأكله الدود فنعرف نتيجة الخطية وأن أجـرة الخطية هى الموت. إن الدليلعلى حالة الفساد التى سببتها الخطية، هى حالة الفساد التى يصل إليهاالإنسان فى القبر. وهنا يبدأ الإنـسان يفكر كيف سـيخرج من حالة الفسـاد؟!! هـو يحتاج إلى الخـلاص من الموت ومن الفساد.
لقد أصبح هناك عداوة بين الله وبين الإنسان. وصحيحإن أجرة الخطية هى موت، لكن الإنسان أصبح يخاف من الله، وغير قادر علىاكتشاف محبته. ويحتاج إلى أن يصالحه أحـد مع الله، يحتاج إلى أن ينقذه أحدمن سلطان الخطية، ويعطيه قوة الانتصار عليها ويشفيه منها ويشفى طبيعته. ويعيد إليه الحياة التى فقدها بسبب الخطية.

الله يعلن حبه للإنسان
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
لم يكـن مـن الممكن أن يتخلى الله عـن الإنــسـان،وأن لا يسعى فى طلبه ويعمل شيئاً لأجله. لأن الله يحب الإنسـان، ويعرف أنالشيطان هو الذى أغواه وهو الذى خدعه. ولكن ليس من الممكن أن يسامح اللهالإنسان بدون أن يعلن غضبه ضد الخطية. لأنه كيف يسامحه بدون أن يدفع ثمنالخطية ويوفى الدين؟! ليس لأن الله يريد الانتقام، ولكن لأن الله لابد أنيعلن قداسته. فلابد أن يظهر الله مـدى كراهيته للخطية. وفى نفس الوقت هويريد أن يُخلّص الإنسان ويعرّفه مدى محبته.
إن الله يريد أن يبين للإنسان بشاعة الخطية، ويجعلهيكرهها. ولكن لا يكفى أن يسامحه الله ويغفر له، ولكن لابد أن يشفيه. لأنهلو غفر له بدون أن يدفع ثمن الخطية لن تظهر قداسة الله بوضوح فى نظرالإنسان. فيقول الإنسان فى نفسه إن الله من الممكن أن يقبل الخطية. أى أنالخطية شئ سهل بالنسبة لله ولا تعنيه فى شئ. وبالتالى من الممكن أن يستسهلالإنسان الخطية ويعتبرها شيئاً عادياً، ولا تستحق أن يحاول أن يتحرر منهاويتركها. لذلك كان لابد أن يعمل الله شيئاً يجعل محبته وقداسته تتقابلانمعاً.. فيبين للإنسان مدى كراهيته للخطية، إلى جوار محبته الجارفة للإنسان.

تقابل قداسة الله مع محبته
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
لذلك كان لابد أن يكون هناك فداءوكفارة، لكى يسامح الله ويغفر، ولا يكون غفران الله بدون ثمن. لأنه لو تركالأمر بدون حساب فهذا معناه أن الخطية عند الله شئ بسيط ولا تعنيه فى شئوهذا يكون إهانة لله لأنه كيف يكون الله قدوساً فى مثل هذه الحالة!!

صحيح أن الله محب. لكنه فى نفس الوقت هو قـدوس. فلابد أن يعلن غضبه ضد الخطية وفى نفس الوقت يعلن محبته للإنسان لأن إعلانهلغضبه فقط يجعل الإنسان يخاف من الخطية، ولكنه فى نفس الوقت لا يستطيع أنيفهم محبة الله له. ومن هنا يظهر أهمية الفداء.

أهمية الفداء
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]

إن السيد المسيح أخذ العقوبة التى لنا التى هىالموت. وهو لا يستحق الموت لأنه بار وبلا خطية. وبذلك استطاع أن يفديناويـدفع ثمن الخطايا التى لكل البـشر. ولكن كان لابـد أن يـكون هذا الفادىله قيمة كبيرة جداً بلا حدود عند الله. ولابد أن لا يكون عليه غضب الله. وهذا شئ طبيعى؛ وإلا فكيف يفدى غيره إن كان هو نفسه يستحق الموت؟!! لم يكنعند الله بحسب التدبير أغلى من ابنه الوحيد المتجسد لكى يقدمه فداءً عنالإنسان، لذلك يقول الكتاب
"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
الرحمة والحق تلاقيا
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
على الصليب كان الحل؛ فالإنسان يحتاج أن يعرف عنالله أمرين فى نفس الوقت والاثنان يتقابلان معاً. يعرف أن الله يكره الخطيةجداً، ويعرف أن الله يحبه جداً. فلو علم أن الله يحبه فقط ولكن يترك لهالخطية فبذلك تكون صورة الله فى نظره أنه ليس قدوساً، وبذلك فإن الإنسان منالممكن أن يستسهل الخطية ولا يكرهها. وكذلك إذا رأى أن الله يكره الخطيةفقط، ولم يبصر محبته فسوف يخاف من الله، وتكون هناك عداوة بينه وبين اللهولا يشعر بأبوته.
ولكن هذه المشكلة ليست عند الله، ولكن عند الإنسان. إنه غير قادر على فهم الله فهماً سليماً. لذلك يقول المزمور
"الرحمة والحق تلاقيا العدلوالسلام تلاثما" (مز84: 10).
أى أنه على الصليب الرحمة والحق إلتقيا معاً، ورأينا بأعيننا الرحمة والحقمعاً، أو الرحمة والبر، فكلمة الحق تأتى أحياناً بمعنى البر.
إن الله يريد أن يبين لنا مدى غضبه من الخطية: فعندما حمل السيد المسيح خطايانا ورأيناه يُجلَد.. ويُعذَب.. ويتألم وهو لميفعل شيئاً سيئاً!! ولكن كل هذا بسبب خطايانا نحن.
فهل إلى هذه الدرجة تؤذى الخطية قلب الله ويكرههاإلى هذه الدرجة؟!! لدرجة أنها استوجبت أن المسيح البار القدوس، ابـنهالوحيـد، يـتألم كـل هـذه الآلام لكى يـدفـع ثمـن خـطـية الإنسان!!
إن هذا يجعل الإنسان ينظر إلى الخطية ويرى مدىفظاعتها ويرى المسيح وهو يُجلَد، ويعرف أن المسيح قد جُلِد لأجله، لأنه دفعثمن لذة الخطية. إذ أن الله يحبه ويريد أن يخلصه من الهلاكالأبدى. ولكنبالرغم من أن هذا الجلد لم يقع على الإنسان الخاطئ.. ولكنه يشعر أنه هوالذى يُضرَب، لأن هذه هى خطيته. وهذا يجعله يخجل من الله، ويشعر أن السياطينزل على مشاعره هو. وصوت الرب يناديه: هل هذه هى لذة الخطية التى تحبها؟!. انظر أن السيد المسيح هو الذى يدفع ثمنها!! هل سوف تحبها مرة أخرى أم سوفتبدأ فى كراهيتها؟!.
إن الله لو فعل ذلك فى الإنسان الخاطئ نفسه فلن يشعرأن الله يحبه بالرغم من أن الإنسان يستحق هذه العقوبة. لكن عندما يرفعالله عن الإنسان العقوبة ويدفع هو ثمنها. يبدأ الإنسان يقول فى نفسه: هلأنا الذى سوف أتسبب للبار القدوس فى أن يتعذب بهذه الطريقة. لابد أن أراجعنفـسى.. لابـد أن أتـوب.. لابـد أن أكـره الخطـيـة ولا يمكن أن أحبها.

فيه كانت الحياة
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
يُحكَى عن إنسان كان بحاراً وكان له أخ أكبر رجلقديس وبار. وهذا البحار كان إنساناً شريراً وخاطئاً. وكان الإثنان بحارةعلى مركب واحد. وفى أحد الأيام هاج البحر وكانت المركب على وشك الغرق. وعددالركاب كان كبيراً جداً فى السفينة، وعدد قوارب النجاة قليل. فقال القبطانسوف نعمل قرعة ومن أتى اسمه فى القرعة هو الذى سوف يركب فى قوارب النجاةومن لم يأتِ اسمه فى القرعة سوف يُترك فى المركب.
وعندما تم عمل القرعة جاء اسم الأخ القديس فى القرعةلكى يركب قارب النجاة، أما الأخ الخاطئ فاسمه لم يأتِ فى القرعة. فحزنجداً وقال سوف أموت الآن. فالأخ الكبير قال له لا تبكى ولكن اركب أنت مكانىوأنا سوف آخذ مكانك. فقال له ما ذنبك؟ فقال له الأخ الأكبر أنت الآن إذامت وأنت غير مستعد سوف تهلك وتذهب إلى الجحيم، ولكن أنا أحب السـيد المسيحوأتمنى أن أكون فى أحضانه، وبنعمة الله سوف أذهب إلى الفردوس بعد موتى لأن
"لى اشتهاء أن أنطلق وأكون معالمسيح ذاك أفضل جداً"
(فى1: 23).
فمن الأفضل أن أموت أنا الآن لأن موتى لن يـؤدى إلىهلاكى. ولكن موتك أنت سوف يؤدى إلى هلاكك. لكن لى شرطاً أنك تحيا حياتىالتى كنت أحياها أنا. لأنى سوف أموت لأجلك، فلابد أنك تعيش لأجلى. وقدوافقه الأخ الأصغر على هذا الشرط وعاهده عليه. وعندما نزلت قوارب النجاةإلى البحر بدأ الأخ الصغير يندم على خطيته ويتوب، وهو يرى الأخ الأكبر وهوعلى مسطح المركب الغارق وهو يناديه ويلوح له من بعيد قائلاً: لا تنسى العهدالذى بيننا أنك تعيـش حياتى كما أنى أموت بدلاً منك.
إن هذه القصة توضح لنا ما فعله السيد المسيح لأجلنا. فـنحن إذا حملنا خطايانا فسوف نهلك إلى الأبد، لكن إن حمل هو خطايانا لنيهلك لأنه هو الحياة
"أنا هو الطريق والحق والحياة"(يو14: 6).
فقد كانت قوة الحياة التى فى المسيح يسوع، أقوى منقوة الموت الذى لنا. فالله يريد أن يبين لنا مدى كراهيته للخطية وأنـه يغضببسببها. وقد أعلن الله غضبه ضد الخطية عندما دفع السيد المسيح ثمن خطاياناعلى الصليب
"البار من أجل الأثمة" (1بط3: 18).
السـيد المسـيح لا يمكن أن يمسـكه الـموت، وأما نحنفالموت حـيـنما يبتـلعنـا لا نسـتطيع أن نخرج مـنه مـرة ثـانية، إلا إذاأخرجنا السيد المسيح بنفسه من جوف الموت.

الله يخفى لاهوته عن الشيطان
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
عـندما أغـوى الشـيطان حـواء قال لها تـعالى انـظرىهـذه الشجرة
"فرأت المرأة أن الشجرة جيدةللأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت،وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل"
(تك3: 6).
والشيطان لكى يفعل ذلك اختفى فى الحية
"
وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية" (تك3: 1).
فقال السيد المسيح سوف أسقى الشيطان من نفس الكأسالتى سقاها للبشر. فأتى ابن الله الوحيد -كلمة الله- وتجسد وأخفى لاهوته عنالشيطان وأتى فى صورة إنسان. وأصبح الشيطان متحيراً إن كان هو كلمة اللهأم لا؟ فأحياناً يقول لا؛ لأنه عندما صام على الجبل جاع أخيراً، وبدأالشيطان يشك ويجربه والسيد المسيح كان يخفى لاهوته عنه. وظل هكذا حتى غضبالشيطان منه لأنه كان يصنع معجزات كثيرة ويبشر بحياة القداسة والتوبة ويجذبالناس إلى محبة الله فقرر أن يتخلص منه.
فعلق السيد المسيح على الصليب. والصليب صنع من خشبالشجر ويقول القديس مار أفرام السريانى : "علىالصليب عُلقت الثمرة"
وقال الرب للشيطان: هل ترضى أيها الموت أن تبتلعهذه الثمرة المعلقة على هذه الشجرة؟ والمقصود بالموت هنا هو إبليس. قال: نعم سوف ابتلعها. وفتح الموت فاه لكى يلتهم هذه الثمرة المعلقة على الشجرة. لأنه رآها شهية للنظر وجيدة للأكل. لكن عندما ابتلع الموت هذه الثمرةابتلع الحياة فكانت النتيجة أن ابُتلع الموت من الحياة. كأن تبتلع حجرةمظلمة مصباحاً موقداً مضيئاً، فالظلام يتبدد. فمـن هو الـذى ابتلع الآخر؟؟هل الظلام هو الـذى ابتلع النور؟ أَم النور هو الذى ابتلع الظلام؟!.
إن هنـاك نـوع مـن السـمك الصغير عنـدمـا يبتـلعهالسـمك الكبير؛ فالسمكة الصغيرة تأكل بطن السـمكة الكبيرة من الداخل حتىتثقبها وتخرج منها وتتغذى عليـها. فمع أن السمكة الكبيرة هى التى ابتلعتالصغيرة، لكن الصغيرة هى التى أكلت الكبيرة. فكما قال القديس مار أفرامالسريانى : "الموت ابتلَع الحياة فالموت ابتُلِع من الحياة". فالجحيم ابتلعالحـياة ولكنه لم يستطع أن يحتمل الحياة فى داخله.

بالموت داس الموت
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
صحيح أن الموت أعلن قداسة الله على الصليب. حينمااحتمل السيد المسيح الغضب الإلهى الذى نتج عـن خطايا البشر، ولكنه فى نفسالوقت غلب الموت وانتصر عليه. مثل شخص مصارع يسألونه هل تستطيع أن تغلبالأسد؟ فيقول نعم. بل أستطيع أكثر من ذلك. أستطيع أن أترك الأسد يبتلعنى ثمبعد ذلك انتصر عليه. وبذلك يكون ذلك المصارع هو أقوى الأقوياء. فالسيدالمسيح ترك الموت لكى يبتلعه ثم بالموت داس الموت وقام منتصراً فى اليومالثالث من بين الأموات. لم يقمه أحد ولكنه بسلطانه الإلهى قد أقام نفسه.
فمثلاً لعازر أخو مرثا ومريم أقامه السيد المسيح إذقال له
"لعازر هلُمَّ خارجاً"(يو11: 43).
ولكن السيد المسيح من الذى أقامه؟!! وكما قال
"ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدى الناس فيقتلونه وفىاليوم الثالث يقوم"
(مت17: 22، 23).
وقال لليهود عن هيكل جسده"انقضواهذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه"
(يو2: 19).
وقد اعتقد اليهود أنه يتحدث عن هيكل سليمان ولكنه كان يتكلم عن هيكل جسدهوكما يقول الكـتاب
"أين شـوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية؟!" (1كو15: 55).
وقد قـام الســيد المســيح من بين الأمـوات. وإن لميـكن قد قام فسـوف تكون القصة محزنة جداً. فالسـيد المسيح بموته حل مشكلةالخطية. ولكن إن كان قد مات ودفع ثمن خطايانا وحل مشكلة الخطية لكنه لم يحلمشكلة الموت. فبموته حل مشكلة الخطية وبقيامته حل مشكلة الموت الذى نتج عنالخطية. إنه بالقيامة قد فرح التلاميذ، وفرحت الكنيسة، وفرح العالم كله
"أنار الحياة والخلود" (2تى1: 10).
وأيضاً يقول الكتاب
"
فإن الحياة أُظهَرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانتعند الآب وأظهرت لنا" (1يو1: 2) .

أهمية القيامة بالنسبة للبشرية
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
إن هـذه القـصة تبـين لنا أهميةالقيامة بالنسبةللبشرية، وكذلك تبين لنا فكرة الفداء والكفارة والخلاص بدم المسيح.. كانشخصاً يوصى ابنته أن لا تخرج من المنزل فى وقت متأخر، لأنه يخاف عليها. ولكنها كانت تظن أن والدها لا يحبها. لأنه يقيدها ويعطيها أوامر. وهى تريدأن تخرج مع صديقاتها وتستمتع. وفى أحد الأيام تزينت وكانت تريد أن تخرج. وسـألها والدها إلى أين تذهب؟ ولكنها لم ترد أن تجيب وخرجت وهى لا تبالى. فذهب وراءها بدون أن تشعر لأنه كان يخاف عليها.
فطلع عليها مجموعة من الشبان يريدون أذيتها وسرقتها. فلم يحتمل والدها هذا المنظر وتحرك بسرعة نحوهم وهو يصرخ: ابنتى.. ابنتى. وبظهوره المفاجئ تركوا الابنة، واشتبكوا مع الأب بالسكاكين. وأفلتت الابنةونظرت والدها وهم يذبحوه أمام عينيها. وذهبت إلى منزلها وهى فى حالة منالانهيار التام وهى تبكى وتقول لأمها: أنا السبب فى قتل أبى وهو قد ذُبحأمامى. وجلست تتذكر أنه كم من المرات قد أوصاها وكانت تعتقد أنه لا يحبها: كانت ترى فى وصيته أنه يكرهها وهى لا تدرك مـدى محبته لها. وقد ظلت على هذهالحالة حزينة وكئيبة، وهى لا تطيق الحياة.
وفى أحد الأيام وجدت الباب يقرع. وعندما فتحت البابوجدت والدها أمامها، فرحت به وقبلته وسألته كيف أتى؟ فقال لها قد أتيت حتىلا تعيشين طوال عمرك وأنت تشعرين أنك أنت التى تسببتى فى موتى. فكما أن حبىلكِ جعلنى أموت من أجلك.. فحبى لكِ أيضاً هو الذى جعلنى أرجع مرة ثانيةللحياة لكى أجعلك تفرحين بقيامتى.. تفرحين بتوبتك ورجوعك إلىّ.. تفرحينبحياتك معى. وهذه كانت فرحة الكنيسة عندما تقابلت مع السيد المسيح القائم.

المغزى من وراء القيامة
++++++++++++++

وهنا نسـتطيع أن نفهم المغزى الذى وراء القيامة. حيثإن السيد المسيح قد رجع إلى الكنيسة لكى يفهمها أنه حتى حزن الصليب لايستطيع أن يتركها فيه. فبالرغم من أنه قد دفع ثمن خطايانا ولكننا سوف نعيشطوال العمر ونحن نشعر أن أيدينا ملوثة بدم السيد المسيح لأننا نحن السبب. لذلك قال القديس بولس عن السيد المسيح"الذى أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا"(رو4: 25). لأننا لا نستطيع أن نتبرر ونستعيدسلامنا إلا إذا قام السيد المسيح من بين الأموات. فإذا كان بالصليب قد دفعثمن خطايانا، فبقيامته محا خطايانا وسامحنا وصالحنا.
وقد كان الإنـسـان لابـد أن يـطمئن على مصــيره وذلكبعودة الحياة من جديد مرة أخرى. وهذه هى القيامة التى تبشر بها المسيحيةفى العالم كله. وعندما أراد الرسل اختيار أحـد التلاميذ بدلاً من يهوذاالإسخريوطى قالوا نختار واحداً شاهداً معنا بقيامة السـيد المسـيح
"يصـير واحداً منهم شاهداً معنا بقيامته"
(أع1: 22).

المسيح هو باكورة الراقدين
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
إن المسيحية تبشر بالحياة وبقيامة السيد المسيح منبين الأموات
"قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين"
(1كو15: 20).
وبذلك عرف الإنسان أنه يوجد حياة أخرى بعد الموت، وكذلك عندما شاهدالتلاميذ السيد المسيح صاعداً إلى السماوات. عرفوا أنه ليس فقط يوجد حياةبعد الموت ولكن يوجد ملكوت سماوى وحياة أفضل. لذلك فإن السيد المسيح قال
"أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10: 10).

الذى رآنى فقد رأى الآب
++++++++++++

يُحكَى عـن ملك أوحـى عـدو لـه إلى الشـعب أنه ملكمستبد وقاسى لذلك شعروا أنهم لا يستطيعون أن يحبوه. فسمع الملك هذا الكلاموشعر أن الشعب متضايق منه لأنهم لا يفهموه. فلبس ثياب بسيطة فوق ثياب الملكونزل وعاش فى وسطهم، يحل لهم مشاكلهم ويترأف عليهم، ويعطيهم من حكمته،والمريض يظل بجواره ويخدمه حتى يُشفى. فأحبه جميع الشعب جداً وقالوا لم نرَشخصاً بهذه الروعة نحن نريد هذا الرجل أن يكون ملكاً علينا.
وفى أحد الأيام خطفوه وذهبوا به إلى قصر الملكواقتحموا القصر وهتفوا قائلين: يحيا الملك.. يحيا الملك وأجلسوه على العرش. فخلع الملك الثياب التى كان متخفياً فيها وقال لهم أنا هو الملك أنتم لمتعرفونى، ولكنكم الآن قد عرفتم محبتى وعرفتم حقيقتى.
لذلك عندما قال فيلبس أحد الإثنى عشر تلميذ للسيدالمسيح
"
يا سيد أرنا الآب وكفانا. قال له يسوع أنا معكم زماناً هذه مدته ولمتعرفنى يا فيلبس. الذى رآنى فقد رأى الآب فكيف تقول أنـت أرنــاالآب؟!‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍� ��‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍� �‍‍‍ ألسـت تؤمن إنى أنــا فى الآب والآب فىّ"
(يو14: 8-10).
فالآب والابن والروح القدس إله واحد.

هل المسيح هو الله أم ابن الله؟
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
سألتنى إحدى البنات الصغيرات فى مدارس الأحدهل المسيح هو الله أم ابن الله؟ فأجبتها إن أى ملك هو ابن ملك فعندما نقولعنه أن هذا هو الملك يكون الكلام صحيحاً، وعندما نقول إنه ابن الملك يكونالكلام صحيحاً أيضاً لأنه من الجنس الملوكى: فهو ملك ابن ملك.
فالسيد المسيح هو الله بسبب جوهره الإلهى أنه واحدمع الآب فى الجوهر، وهو ابن الله بسبب أنه كلمة الله المولود من الآب قبلكل الدهور. وهناك من يسأل. هل المسيح إنسان ثم أصبح إله فنجيب. لا. لأننانرفض تماماً أن أى إنسان يصير إلهاً. لكن السيد المسيح هو إله متجسد، وليسإنساناً متألهاً. لذلك نقول فى قانون الإيمان: "نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآبقبل كل الدهور" أى قبل خلق العالموالملائكة والبشر. فكلمة الله مولود من الآب.
"نور من نور، إله حق من إلهحق، مولود غير مخلوق، مساوى للآب فى الجوهر".

مولود غير مخلوق
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
إن الآب لم يخلق الابن، لأننا نعرف أن الابن هو كلمةالله، ويمكن أن نأخذ تشبيهاً سهلاً: مثل العقل والفكر. فالعقل يلد الفكر،ولا يوجد عقل بدون فكر. والعقل بدون فكر لا يكون عقلاً. والنور يلد الشعاع،فهل النور يتزوج لكى يلد الحرارة!! بالطبع لا. إذن فولادة العقل من الفكرهى ولادة طبيعية، وكذلك ولادة النور من النور هى ولادة طبيعية.
ولكن هـل لأن العقـل هو الذى يلد الفكر فمعناه أنالعقل كـان يوجد من قبل الفكر؟‍! فالإجابة لا. لأن العقل بدون فكر لا يكونعقلاً. فالعقل والفكر شئ واحد، لا يمكن فصلهما لأنه كيف يمكن فصل العقل عنالفكر الموجود داخله!! لأنه لو تم فصل العقل من الفكر: فالعقل لا يكونعقلاً. وكذلك لو تم فصل كلمة الله عن الله، فالله يفقد ألوهيته. وإذا كانالعقل لا يوجد له بداية فالفكر أيضاً لا يوجد له بداية.
إذا كان الآب أزلياً فالابن أيضاً أزلى والآب وكلمتهواحد لا يمكن فصلهما لذلك قال"أنا والآب واحد" وليسفقط الآب والكلمة واحداً؛ ولكن الآب والكلمة والروح القدس لـذلك نقول :"باسـم الآب والابـن والـروح القدسإله واحد آمين".
نحن نؤمن أن الله واحد. لأنه لا يوجد أكثر من إله فىالوجود. لكن الله الآب ليس من الممكن أن يكون هو الله إلا إذا كان هو أبوالكلمة فلا يوجد أب بدون ابن. مثل الينبوع والتيار فالينبوع يلد التيار. الينبوع والد التيار المولود: لكن لا يوجد ينبوع بدون تيار ولا تيار بدونينبوع، لأنه كيف أتى الماء. فلابد أن يكون الينبوع له تيار والتيار لهينبوع لذلك قال
"تركونى أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم أباراًأباراً مشققة لا تضبط ماء" (أر2: 13).
والسيد المسيح قال"أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6).
فالماء الحى الخارج من الآب هو الابن. لأن الابن قال أنا هو الحياة. فالآبهو الوالد والابن هو المولود. لكن بدون زواج.
إن الـولادة من الآب السـماوى شـئ، والـولادة منالعـذراء شئ آخر. فهو مولود من الآب قبل كل الدهور وقبل خلق العالم كلهولادة إلهية روحية بدون أم. لذلك نقول عنه فى قانون الإيمان"المولود من الآب قبل كل الدهور".
عندما أراد الله أن يخلصنا أرسل ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحتالناموس ليفتدى الذين هم تحت الناموس من لعنة الخطية كما قال الكتاب"ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل اللهابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس. ليفتدى الذين تحت الناموسلننال التبنى"(غل4: 4، 5)
وأيضاً يقول الكتاب"الكلمةصار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةًوحقاً"(يو1: 14).
إنه كلمة الله الأزلى الذى هو كائن فى حضن الآب كل حين وكما يقول"الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هوخبَّر"(يو1: 18).
فعندما تجسد الكلمة رأينا الله. لذلك يقول"الذى رآنىفقد رأى الآب" (يو14: 9).

كيف تم التجسد؟
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
لقد حل الروح القدس على العذراء مريم بدونزواج، وطهَّرها، وقدسها، وملأها نعمة، وكوّن من جسدها ناسوتاً أو طبيعةإنسانية. وهذه الطبيعة البشرية الخاصة بـه اتخذها كلمة الله وتجسد بها، لكىيولد من العذراء كإنسان. وكما نقول إنه بولادته من الآب قد دعى ابن الله،هكذا نقول بولادته من العذراء يسمى ابن الإنسان. ولكن ابن الله هو هو نفسهابن الإنسان، وليس شخصاً آخر؛ حتى بعد ولادته من العذراء هو ابن الله. لذلكقال الملاك للعذراء"القدوس المولود منك يدعى ابن الله"
(لو1: 35).
والسيد المسيح نفسه كان أحياناً يسمى نفسه"ابن الإنسان"، وأحياناً أخرى"ابن الله".
فكما وُلد من الآب قبل كل الدهور ولادة روحـية إلهيةبدون أم، هكذا أيضاً ولد فى ملء الزمان ولادة إنسانية بدون أب. فهو ولد منالآب أزلياً بدون أم، وولد من العذراء ولادة زمنية بدون أب. فلا ينبغى أنيتم خلط الولادتين معاً. ولا يسأل واعظ ساذج أو بسيط فى عظة "المسيح منأبوه؟!". فيرد الناس ليس له أب. فيرد فى بساطة ويقول لأن الله أبوه. وهذاالكلام غير صحيح فالمسيح ليس له أب جسدى لأنه ولد من العذراء بدون أب، وليسله أم فى اللاهوت لأنه ولد من الآب بلاهوته بدون أم.

كيف أن الآب والابن والروح القدسواحد؟
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
النار يوجد بها لهب؛ واللهب يخرج منه نوروحرارة. فاللهب يسمى نار، والنور يسمى نار، والحرارة تسمى نار، والدليل علىذلك من الممكن أن نقول إننا نوقد النار، أو إننا نوقد اللهب، أحياناً نقولنحن نستنير بالنار أو نحن نستدفئ على الحرارة أو نحن نستدفئ على النار. فاللهب والنور والحرارة الخارجة منه شئ واحد أى نار واحدة وليسوا ثلاثةنيران. ولكن اللهب غير النور غير الحرارة. ومع أن اللهب غير النور غيرالحرارة ولكن اللهب إن لم يلد نوراً ويشع حرارة لا يكون ناراً على الإطلاق. فاللهب بنوره وحرارته يكون ناراً حقيقية.
هكذا إذا تأملنا فى الثالوث القدوس نفهم أن الآب هوالله، والابن هو الله، والروح القدس هـو الله. مثل اللهب نـار، والنورنـار، والحرارة نار، فالآب هو الله الآب، والابن هو الله الابن، والروحالقدس هو الله الروح القدس، ويمكن أن يُقال الله فقط بدون الآب. كما نقولأن اللهب هو نار فالتسمية ليست مشكلة ولكن إذا لم يوجد الابن لا يوجد الله. لأنه لا يوجد آب بغير ابن ولا توجد نار بغير حرارة؛ حتى لو كان هناك لهب. لأن اللهب بدون حرارة ليس له قيمة، وكذلك أيضاً العقل بدون فكر ليس لهقيمة، فالمولد يلد كهرباء، والنور يلد شعاع، والعقل يلد فكر، والزهور تلدرائحة، والمغناطيس يلد مجال مغناطيسى، والنبات يلد براعم، ولا يوجد شئ فىالوجود كله لا يلد غير الحجر والجماد الأصم. فالله أعلن لنا أنه كإله واحدهو آب وابن وروح قدس.
كيفيموت السيد المسيح وهو الله الكلمة المتجسد ؟
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
إن السـيد المسـيح قد مات بحسب الجسـد، لكن لم يمتبحسب طبيعته الإلهية. فالإنسان العادى له روح وجسد: فروحه لا تموت، ولكنجسده يموت، وهو إنسان واحد. فبعد أن يموت جسد الإنسان يبقى روحاً حياً لأنإلهنا
"ليس هو إله أموات بل إله أحياء"(مر12: 27).
فإذا كان الإنسان روحه وجسـده متحدان معاً، ومـنالممكن أن يموت بحسب الجسد ولا يموت بحسب الروح كما قيل عن ناسوت السيدالمسيح بعد موته على الصليب بالجسد وبقاء روحه الإنسانية حياً وكلاهمامتحداً باللاهوت
"مماتاً فى الجسد ولكن محيياً فىالروح"(1بط3: 18).
فبنفس الصورة الكلمة المتجسد من الممكن أن يموت بحسب الجسد ولا يموت بحسبالروح الإنسانية، وبالطبع أيضاً بالمثل لا يموت بحسب الطبيعة الإلهية، لأنلا الروح الإنسانية يموت، ولا اللاهوت يموت.

كيف يوضع فى القبر ومن كان يدير العالم وقتئذ؟
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
إن الذى وضع فى القبر هو جسد السيد المسيح المتحدباللاهوت، ولكن فى نفس الوقت لاهوته يملأ الوجود كله. وأيضاً بالمثل كيفوهو فى بطن العذراء يدير العالم كله؟!
إن أى شـخص لـه جـهاز تليـفـزيـون يمكـنه أن يسـتقبلفـيه الصورة والإرسال. ولكن الإرسال مالئ الفراغ المحيط به بحيث يمكن أنيستقبل نفس الإرسال شخص آخر فى دولة أخرى حول العالم، وهو نفس الإرسالفبرغم من أن الإرسال مالئ الأجــواء العليا إلا أنــه يمـكن أن يُســتقبَلفى جهاز صغير بكل تفاصيله وأحداثه وألوانه وكلماته.
فعندما تجسد السيد المسيح فى بطن العذراء اتحداللاهوت بالناسوت وفى نفس الوقت لاهوته كان يملأ الوجود كله، ولا يحدهمكان. فإذا كان إرسال التليفزيون من الممكن أن يملأ الأجواء والعالم كلهولا نتعجب من استقباله فى جـهاز صغير فى بيت!! هل نتعجب أن لاهوت السـيدالمسيح يملأ الوجود كله وفى نفس الوقت تستقبله العذراء مريم متجسداً فىبطنها بسر لا ينطق به ومجيد. ونفس الوضع عندما كان فى القبر وهو نفسه قال "ليس أحد صعد إلى السـماء إلا الـذىنزل من السماء ابن الإنسان الـذى هو فى السـماء"(يو3: 13).
أى أن لاهوته يملأ السماء والأرض.

هل يمكن أن يتجسد الله؟
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/User/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
إن الله منزه عن الخطية، والتجسد ليس خطيةوالسيد المسيح جاء قدوس وبلا خطية. والجميع يعترفون بـهذا والله منزه عنالتغير ونحن نقول إن لاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولاتغيير، والتجسد لم يجعل اللاهوت يتغير بدليل أننا نقول إن السيد المسيحمـات بحسب الجسد، وليس بحسب اللاهوت. فعند التجسد لم يمت اللاهوت أى أنلاهوته لم يتغير قبل وبعد التجسد. فطبيعته الإلهية لم تتغير. إذن فلا يوجدتغير ولا خطية، ولكن التجسد كان لأجل خلاص البشرية ولإظهار حب الله.
وكما ظهر الله لموسى على هيئة نار فى العليقة والكليعترفون بذلك.. وكلمه قائلاً"أنا الله"وقد رآهعلى هيئة نار مشتعلة فى الشجرة. إذن الله من الممكن أن يظهر. فأيهما أفيدوأفضل؟! أن يظهر على هيئة نار؟ أم أن يظهر كفادٍ ومخلص، لكى يـظهر لنامحبته على الصليب؟!! إن العليقة المشتعلة بالنار فى برية سيناء كانت تشـيرإلى التجسد فى بطن العذراء مريم حيث لم يحترق الناسـوت لسبب اتحادهباللاهوت، وتشير إلى الصليب، لأنه على الصليب اشتعلت نار العدل الإلهى. والشجرة التى ترمز إليها العليقة هى خشبة الصليب. لذلك يذكرنا مشهد الصليببالمشهد الذى رآه موسى على الجبل.
وهنا قـد أوضـحنا أن السـيد المسـيح هـو ابـن اللهالوحـيد الذى تجسّد لأجل خلاصنا، لكى يفدينا وأعطانـا حياته لكى نعيش بهاكما يقول بولس الرسول"وهو ماتلأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم وقام"
(2
كو5: 15)
فهل نحيا نحن وندرك أننا لسنا لذواتنا ولا لشهواتنا بل للمسيح الذىاشترانا بدمه؟.




التعديل الأخير تم بواسطة ماروجيرافك ; 02-15-2010 الساعة 09:24 AM
رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دمياط, بيشوى, الأنبا, الإيمان, سلسلة, تبسيط, محاضرات, مطران, لنيافة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اكبر مجموع كتب على المنتدى (ارجو التثبيت) الزملكاوى البرنس مكتبة الكتب 12 03-18-2021 01:40 AM
تنيح الراهب القمص فلتاؤس السريانى Team Work® سير القديسين المعاصرين 3 10-05-2010 01:14 PM
مجموعة محاضرات تبسيط الإيمان لنيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران كرسى دمياط Team Work® عظات صوتية 2 08-14-2008 01:51 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 07:12 AM.