تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > المنتديات المسيحية العامه > مدرسة الحياة المسيحية

مدرسة الحياة المسيحية دراسات روحية لاهوتية متكاملة للخبرة والحياة

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الكتاب

دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس الكتاب الثاني: ذبيحـــــة المحرقــــــــــــــــة ذبيحة المحرقة - ὁλοκαύτωμα - עֹלׇה ======================== قد سبق وتم وضع الدراسة على أجزاء

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Heartcross ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الكتاب

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:15 PM ]


دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الكتاب الثاني: ذبيحـــــة المحرقــــــــــــــــة
ذبيحة المحرقة - ὁλοκαύτωμα - עֹלׇה


ذبيحة المحرقة עֹלׇה الكتاب الثاني 5778704243.jpg

========================
قد سبق وتم وضع الدراسة على أجزاء متفرقة
وفي هذا الموضوع سيتم تجميع الدراسة مع التعديل كموضوع واحد كامل
على فقرات كاملة لسهولة قراءته ووضعه كمرجع دراسي في المنتدى
============================
===== الفهـــــــــــــــــــــ ـــــــــرس =====
تمهيـــــد
[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين
[ب] شريعـــة المحرقـــة
1 – المحرقة اليومية
2 – في تكرس الكهنة
3 – في أيام مُعينة من السنة وفي الأعياد
(أ) في السبوت – قربان السبت
(ب) في بداية الشهر – محرقة رأس الشهر
(جـ) في عيد الفطير أو عيد الفصح
(د) في عيد الحصاد
(هـ) عيد الخمسين أو الأسابيع
(و) في اليوم الأول من الشهر السابع
(ز) في يوم الكفارة – عيد الكفارة
(حـ) في عيد المظال
(ط) اليوم الثامن من عيد المظال
4 – محرقات تُقدم للتطهير
[أ] بعد ولادة الأطفال
[ب] بعد الشفاء من البرص
[جـ] بعد الشفاء من السيل
5 – محرقة نذر النذير
6 – المحرقة اللازمة لذبيحة الخطية التي يُقدمها الفقير
7 – المحرقة اللازمة لذبيحة الخطية
[جـ] ذبيحة المحرقة، ذبيحة الطاعة
أولاً: معنى عدم الطاعة أي العصيان
[1] المعنى العبري للكلمة في العهد القديم
[2] معنى الكلمة في اليونانية الكلاسيكية
ثانياً: المسيح يُقدم نفسه ذبيحة طاعة
ملحوظة هامة
نتيجة ذبيحة المحرقة

================
تم الكتاب الثاني بنعمة الله
ولتحميل الموضوع بشكل كتاب PDF
أضغط (هنــــــــــــــــــــــا)

لكي يتم التحميل أضغط على المستطيل الأخضر المكتوب عليه
Download (1.55MB)



رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:16 PM ]


تمهيـــــــــــــــــــــ ـــــــد

في الواقع اللاهوتي على مستوى الاعلان الإلهي الذي أظهره الناموس الطقسي فأنه أَكد على أن ذبيحة المحرقة هيَّ البداية [أول وأهم الذبائح]، ولكي نفهم لماذا تأتي على رأس الذبائح وأولها كلها لا بُدَّ من أن نفهم معناها اللفظي أولاً، فاللفظة تأتي في اللغة العبرية بمعنىעֹלׇה– عولاه =يعلو أو يصعد، إشارة بأنها تُرفع بكاملها على المذبح وتُحرق ولا يؤكل منها شيئاً، وسُميت أيضاً "كليل" بالعبرية وهي تعني الكل، أي أنها تقدم كلها وبتمامها للرب، وتأتي في اليونانية:

ὁλοκαύτωμα – holocaust – a whole burnt–offering = تقدمة [قربان = ذبيحة] صحيحة وسليمة غير مكسورة أو مقسومة لتُقدم وتُحرق بالتمام بجملتها على المذبح [1].

عموماً سوف نركز على بعض الآيات التي تتكلم عنها للتوضيح وإيضاح معنى هذه الذبيحة وشروطها بدقة وتركيز شديد وذلك بسبب أهميتها الشديدة، وقبل أن نكتب الآيات ونوضحها لنا أن نعلم أن ذبيحة المحرقة هي ذبيحة تُحرق على المذبح بكاملها (ما عدا الجلد فقط والذي يُنزع عنها تماماً) وذلك بكونها تُعبِّر عادةً عن الهبة التامة الكاملة، وبوجه خاص جداً، بمعنى الإفراز والتكريس والتخصيص، لأن من يُقدمها ومن يُقربها لا يأخذ منها شيئاً على الإطلاق، بل يُعطيها بالتمام كهبة هدية خاصة – بكامل الرضا والمسرة عن طيب خاطر بإلزام المحبة النابعة من حريته الشخصية واختياره الخاص – لتُحرق بكاملها على المذبح أمام الله.

وسوف نلاحظ دقة تركيب الآيات اللغوي وروعة تعبيراتها المحبوكة ليُشير الرمز للمرموز إليه موضحاً مشيئة الله وتدبيره الحسن بدقة شديدة، لذلك تحتاج منا تركيز بوعي لكي نستوعب سرّ التدبير الإلهي المُعلن لنا في ملء الزمان.
====================
[1] [أنظر للأهمية القصوى لاويين 1: 1 – 17]

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:17 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [1] إذا כִּֽי قرَّب יַקְרִ֥יב offer إنساناً منكم قُرباناً للرب [יהוָ֑ה يهوه] (آية 2)
فلنلاحظ قول الرب جيداً في تقديم هذه الذبيحة المهيبة جداً، إذ يُظهر هنا مسرة الرب في حرية التقديم بإرادة الإنسان واختياره الواعي (لأن الآية تُشير إلى الحرية في التقدمة من جهة القرار الشخصي = عندما أو متى قرِّب when، أو متى قَدّم قرباناً كَهَدِيّة = بناء على ذلك أي بناء على رغبة التقديم قرباناً ليهوه)، وهذا هو الشرط الأول في تقديم هذه الذبيحة الهامة للغاية، لأن الله قال بعد ذلك على فم أرميا النبي [هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: ضُموا محرقاتكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً. لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً: اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً وسيروا في كل الطريق الذي أوصيتكم به ليُحْسَن إليكم][1]، وقال أيضاً على فم هوشع النبي: [إني أُريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الله أكثر من محرقات][2]، وهنا يظهر التركيز على السماع الذي يُترجم عملياً بالطاعة وهي الركيزة التي تعتمد عليها هذه الذبيحة الهامة، لأن الأساس التي تُقدم هذه الذبيحة عليها، هو أن مُقدمها أساساً يحمل في داخله روح الطاعة بتكريس قلبي واعي لله الحي، لأن بدون روح الطاعة (العملية في واقعية حياة الإنسان بشكل مُعاش) لا تُقبل منه أي ذبيحة أو تقدمة، كما أنه لا يستطيع أن يُكرِّس قلبه تكريساً حقيقياً بدون الاستعداد القلبي التام للطاعة، حتى لو كان هناك خسارة لأي شيء في سبيل طاعة الله الحي، مثلما حدث في حالة إبراهيم حينما أطاع الله وخرج من وسط أهله وعشيرته، مع أنه خسر موطنه فعلاً ولم يعد إليه، بل طاعته امتدت حتى قبول خسارة ابنه الوحيد، لأن كل تقدمة طاعة ولها خسارتها الخاصة: لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً، بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ[3]
==========
وبناء على هذا نستطيع أن نفهم كلمة (قرَّب יַקְרִ֥יב إنساناً منكم قرباناً ليهوه) فكلمة قرَّب هنا هي كلمة طقسية شرعية أو قانونية مهمة للغاية، فهي تدل أولاً على أن هناك أحداث مهمة جداً ستحدث، وهو "فعل التقريب"، وهذا الفعل مقترن بالسمع، بمعنى أنه يسمع ليُطيع وينفذ لكي يستطيع أن يُقرِّب شرعاً أو بشكل قانوني، وثانياً تدل على مبدأ تقديم الأفضل والأحسن والأنسب، لأن التقدمة هنا مخصصة ليهوه القدوس العظيم المهوب المخوف المملوء مجداً، لذلك ينبغي أن تكون بلا عيب ومن أفضل ما يكون: [نوعية جيدة، كاملة بلا نقص حسنة جداً]، وليس ذلك فقط بل تُقدَّم بطريقة صحيحة تليق بمن ستُقدَّم إليه، وذلك من جهة الطقس والاتجاه، كما سنرى في باقي الإصحاح عن نظام تقديمها لتكون فعلاً للمسرة والرضا، لذلك نجد نحميا حينما أظهر طاعته للرب بكل غيرة حسنة وصنع تطهيراً وسط شعب إسرائيل أنه قال اذكرني يا إلهي بالخير: اذكرهم يا إلهي لأنهم نجسوا الكهنوت وعهد الكهنوت واللاويين. فطهرتهم من كل غريب وأقمت حراسات الكهنة واللاويين كل واحد على عمله. ولأجل قربان الحطب في أزمنة معينة وللباكورات فاذكرني يا إلهي بالخير.[4]
==========
ومن الملاحظ أن حينما يتم التقريب فأن القربان أو الذبيحة تتقدم المُقرِّب، بمعنى أن المُقرِّب يقف وراء الذبيحة التي يُقدمها، فالتقدمة دائماً تتقدم المُقرِّب للرضا عنه وقبوله، لأن التقدِّمة دائماً تُعبِّر عن مُقدمها، مثلما يُقدِّم إنساناً هدية لملك عظيم فأنه يختار الأفضل والأحسن والقيِّم، ليقف وراءه ويقدمه في محضر الملك، لأن هديته تتقدمه وتسبقه، فحينما يتطلع الملك على الهدية يرضا عنه، لأنه قدَّم ووهب ما هو عزيزاً في عينيه ومن أحسن وأفضل وأغلى وأثمن ما عنده (مما يملكه بشكل شخصي جداً)، وبصورة شرعية قانونية لائقة مُنظمة وليست فوضوية، ومن هنا نستوعب ونفهم معنى تعبير [طقسي]، لأن الكلمة تحمل معنى الترتيب والتنظيم، ولذلك الإنسان الروحاني دائم التنظيم والترتيب في حياته مع الله تلقائياً وطبيعياً، لذلك قال الرسول بكل وعي روحي لاهوتي متقن:
+ وليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب[5]؛ فإني وأن كنت غائباً في الجسد لكني معكم في الروح فرحاً وناظراً ترتيبكم ومتانة إيمانكم في المسيح[6]؛ ونطلب إليكم أيها الإخوة انذروا الذين بلا ترتيب[7]؛ ثم نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا.[8]
=========================
[1] (إرميا 7: 21 – 23)
[2] (هوشع 6: 6)
[3] (فيلبي 3: 8)
[4] (نحميا 10: 29 31)
[5] (1كورنثوس 14: 40)
[6] (كولوسي 2: 5)
[7] (1تسالونيكي 5: 14)
[8] (2تسالونيكي 3: 6)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:18 PM ]



[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [2] إن كان قربانه محرقة (עֹלָ֤ה קָרְבָּנוֹ֙) من البقر فذكراً صحيحاً תמים يقربه إلى [عند] باب خيمة الاجتماع يقدمه للرضا عنه أمام الرب (آية 3)
+ محرقة من البقر فذكراً صحيحاً תמים يقربه
أن أول شرط صريح نجده في تقديم ذبيحة المحرقة التي من البقر (وليس الجاموس البري والوحشي لصعوبة تدريبه وإخضاعه لأنه حسب طبيعته البرية عنيف ومتمرد) أن تكون [ذكراً صحيحاً a male without blemish] أي التقدمة هنا عبارة عن ثور البقر بلا خلل أو تشويه أو عيب في تكوينه الخَلقي، أي ينبغي أن يُفحص بدقة وحرص شديد قبل فعل تقديمه، وذلك للتأكد أنه خالي تماماً من أي مرض أو أي عيب اللذان يدلان على ظهور عوامل العطب والفساد، لأن في تلك الحالة تعتبر التقدمة معيبة وغير كاملة ولا تليق بالمُقدَّم إليه، لأنها ستُرفض ولن تُعتبر هدية صالحة من الأساس، وعلينا أن ننتبه لأن تقدمة ذكر البقر هنا باعتباره الأقوى والأكمل، لأن الطبيعة الجسمانية للثور تختلف عن البقرة من جهة الشكل والقوة، وهذه إشارة بليغة الدقة بالرمز إلى المرموز إليه، لأنها إشارة واضحة جداً للمسيح الرب القوي الجبار الذي قدَّم نفسه (ذبيحة) بلا عيب – بكل طاعة، بخضوع تام – من أجل إتمام إرادة الآب.

==========
+ لأن الرب (يهوه) إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب، الإله العظيم الجبار المهيب[1]؛ فأنه هكذا قال الرب: حتى سبي الجبار يُسلَّب، وغنيمة العاتي تفلِّت، وأنا أُخاصم مخاصمك وأُخلِّص أولادك[2]؛ قريب يوم الرب العظيم، قريب وسريع جداً صوت يوم الرب، يصرخ حينئذ الجبار مرا (مرتعباً ومرتعداً فيصرخ مُرا)[3]؛ لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته أن لم يربط القوي أولاً (بكونه أقوى منه) وحينئذٍ ينهب بيته[4]؛ الرب كالجبار يخرج، كرجل حروب ينهض غيرته، يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه[5]؛ تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك[6]؛ من هو هذا ملك المجد؟: الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال.[7]

==========
ويقول القديس غريغوريوس النزينزي [إنه لذلك، ومن أجل هذا السبب أُعطي الناموس لكي يقودنا إلى المسيح، وهذا هو القصد من الذبائح.. فهوذا "حمل" نمسك به لأجل براءته.. إنه: كامل "ليس فقط بسبب ألوهيته، ولكن أيضاً بسبب الناسوت الذي اتخذه كحجاب للاهوته، مساوٍ لذاك الذي مسحه.. مساوٍ لله. (وهو) "ذكر" لأنه قُدم من أجل آدم "بلا عيب" من أجل أن يُشفي الفساد الذي سببته الخطية] [8]؛ لذلك فالإشارة بليغة جداً (من جهة عدم وجود أدنى عيب في هذه الذبيحة) لأنها تُشير للوغوس المتجسد، وحيد الآب، بكونه أتى في جسد بلا عيب، ليس فيه فساد، بل ولم يمسه أي نوع من أنواع فساد الجسد من جهة مرض أو أي عيب خُلقي، أو حتى طاله فساد بسبب موته على الصليب ومكوثه في القبر ثلاثة أيام.
لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ (قُدُّوسَكَ) يَرَى فَسَاداً؛ سَبَقَ (داود) فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً؛ لأَنَّ دَاوُدَ بَعْدَ مَا خَدَمَ جِيلَهُ بِمَشُورَةِ اللهِ رَقَدَ وَانْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ وَرَأَى فَسَاداً، وَأَمَّا الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ فَلَمْ يَرَ فَسَاداً[9]

=========================
[1] (تثنية 10: 17)
[2] (أشعياء 49: 25)
[3] (صفنيا 1: 14)
[4] (مرقس 3: 27)
[5] (أشعياء 42: 13)
[6] (مزمور 45: 3)
[7] (مزمور 24: 8)
[8] Oratio 45, nos 12, 13
[9] (مزمور 16: 10؛ أعمال 2: 31، 13: 36، 37)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:19 PM ]


+ يُقرِّبه إلى (عند – في وقت مُعين – أمام) باب خيمة الاجتماع ... أمام الرب
والشرط الثاني [يقدمه إلى باب خيمة الاجتماع פֶּ֝תַח אֹ֤הֶל מוֹעֵד֙] أي يقدمه في موضع أو مكان خاص أو مكان الاجتماع الخاص بين الله وشعبه، فلا يقدمه في خيمته الخاصة، ولا في أي موضع آخر بل أمام باب الخيمة بالتحديد، لكي يكون في المكان المقدس أمام عيني الرب الإله، وذلك لأن الخيمة تُمثل حضور الله الخاص وسط الشعب المختار ليسكن وسطهم والكل ملتف حوله بنظام وترتيب دقيق، وكل من يُريد أن يُقدم شيئاً يقوم ويذهب في مكان مُخصص واحد جامع مُقدَّس طاهر، وهو أمام باب خيمة الرب ليُعطي تقدمته أو هديته الخاصة، بكل تقوى وورع ومهابة واحترام شديد.
ويقول القديس كيرلس الكبير [لأن موت الابن الذي بذل حياته من أجل حياة العالم، قُدِّمَ أمام عيني الله أبيه. فإذا كان حقاً أنه "عزيز في عيني الرب موت أتقيائه" (مزمور 116: 15)، فكيف لا ينظر الآب إلى موت ابنه؟ (فقد) كانت ذبيحة الشريعة القديمة تُقدم أمام الباب: وهوذا "عمانوئيل" قد فتح لنا بموته باب قدس الأقداس. فبموت المسيح صار لنا قدوم إلى الهيكل المقدس الذي نصبه الرب لا إنسان (عبرانيين 8: 2) الذي هو أورشليم السمائية] [1]
+ هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً، والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم.. ولم أرى فيها هيكلاً، لأن الرب القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها. والمدينة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر ليًضيئا فيها، لأن مجد الله قد أنارها، والخروف سراجها. وتمشي شعوب المخلَّصين بنورها، وملوك الأرض يجيئون بمجدهم وكرامتهم إليها. ولن يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجساً وكذباً، إلاَّ المكتوبين في سفر حياة الخروف[2]
=======================
+ يقدمه (طوعاً باختياره of his own voluntary will) للرضا רצוןعنه أمام الرب לִפְנֵ֥י יְהוָֽה (أو في حضرة الرب أو أمام وجه الرب)
أولاً يلزمنا أن نعرف أن الرضا يأتي فقط في حضرة الرب وأمام وجهه، فبدون ان تتم التقدمة في المكان المقدس أمام الرب الإله، وفي مجلس حضرته لن يحدث رضا على وجه الإطلاق، فكيف ينال الرضا من هو مبتعد عن الحضرة الإلهية ولا يتقدم ويقف أمامه، في المكان المقدس، مكان حضوره الخاص حيث سكناه، ويجتاز الفحص أمام عيني فاحص الكلى والقلوب، ويعطي عطيته على مستوى عالي من النقاوة والطهارة بكل تدقيق لكي يكون مستحقاً للرضا الإلهي عن جدارة.
لذلك يهمنا جداً أن نعرف معنى كلمة للرضا רצון، فمعناها في أصلها العبري: [يُسرّ بـ، يُعامل باستحسان، مقبول]، ولكن القبول هنا ليس قبول عادي بل مبني على المشيئة الإلهية.
عموماً يأتي الفعل [الرضا] في صيغة المجهول في سفر اللاويين والاسم المشتق منه يأتي دائماً بمعنى المفعول، ويدل على الترحيب الطيب الذي يستقبل به الله المُقرِّب الصادق بحرية إرادته وبكل رغبة منه بطاعة ومحبة كاملة، فيقبل acceptance قربانه بسرور ويوافق عليه لأنه مُطابق القواعد الطقسية حسب مسرة مشيئة الله المُعلنة في الوصية لذلك استحسنه الله بسبب تميزه الفريد.
+ بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ، أُذني فتحت (هيأت لي جسداً)، محرقة وذبيحة خطية لم تطلب. حينئذٍ قلت: هانذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني. أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت وشريعتك في وسط أحشائي (إِنَّ مَسَرَّتِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَتَكَ الصَّالِحَةَ يَا إِلَهِي، وَشَرِيعَتُكَ فِي صَمِيمِ قَلْبِي)، بشرت ببرّ في جماعة عظيمة، هوذا شفتاي لم أمنعهما، أنت يا رب علمت. لم أكتم عدلك في وسط قلبي، تكلمت بأمانتك وخلاصك، لم أخفِ رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة.[3] لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا.[4]
=========================
[1] Sur Le Lev. PG 69, 545
[2] (رؤيا 21: 3 و22 – 37)
[3] (مزمور 40: 6 10)
[4] (عبرانيين 9: 24)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:19 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [3] و يضع يده على رأس المحرقة فيرضى عليه للتكفير عنه (آية 4)
+ وضع اليد، يلزمنا أن نفهم أولاً ما معنى اليد من ناحية عامة شاملة، فهي أولاً إشارة ورمز، أي مصطلح تعبيري يُشير إلى السُلطة من جهة القوة والقدرة والسيطرة، وأيضاً يُعبِّر في بعض الأحيان عن النصيب، مثل وضع اليد على الميراث لأنه نصيبي الخاص من التركة، وأحياناً يُعبَّر عن الدعم support، وذلك بوضع اليد على اليد، أو وضع الأيادي فوق بعضها البعض، أو تشابكها معاً (تشابك يد واحد مع يد الآخر).
==========
ولكن وضع اليد على الذبيحة، هو مصطلح طقسي يختص هنا بتقديم الذبائح، وهو فريد مُميز ومهم للغاية، فهو أولاً يُفيد التواصل الشخصي، ولفظة (على رأس الذبيحة) تأتي هنا بمعنى על أي وضع النير، أي وضع رقبة الذبيحة تحت النير والقيد، فوضع اليد هنا يعني أن هذه الذبيحة تخضع لي، أي أنها صارت تحمل نيري أنا، وهي مُقيدة بشخصي، وهنا إشارة خاصة إلى أن الذبيحة صارت نائبة عن مُقدمها تحمل كل ما لهُ وما عليه، وهو مُمثل فيها وكأن الشخص بوضعه يده على رأس الذبيحة صار هو والذبيحة واحد، وكل ما يجرى على الذبيحة كأنه يُجرى عليه هوَّ، والذي لم يكن ممكناً أن يعمله للرضا عنه يناله من تقديمه للذبيحة (الكاملة، أي التي بلا عيب) التي تُحرق عوضاً عنه لأنها تحمل شخصيته بكل ما فيها من ثقل وتعب ومشقة وحزن وألم وفرح وكل شيء بالتمام.
==========
وهكذا نستطيع أن نفهم من ذبيحة المحرقة كيف صرنا شركاء في ذبيحة الصليب حينما نؤمن بمن قدَّم نفسه لأجلنا ذبيحة ودان الخطية في الجسد، لأنه تقدَّم وهو لابس طبعنا الإنساني حاملاً نير الإنسانية المُتعبة، فنحن نؤمن به بكل القلب ونعترف بالفم ونقبله فادياً ومُخلصاً لنا (على نحو شخصي) لنصرخ بهتاف عظيم من القلب مع القديس بولس الرسول قائلين: مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في.[1]
وهكذا ننال رضا الله بشركتنا في صليب المسيح أساس معموديتنا، لأنه أرضى الله بذبيحة طاعته الكاملة – التي بلا عيب – للآب التي تنسمها على الصليب وقت الغروب رائحة سرور، فصار كفارة لخطايانا لننال الغفران التام. وهذا هو أساس تمسكنا بصليب ربنا يسوع المسيح: إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا، وقد رفعه من الوسط مُسمراً إياه بالصليب.[2]

=========================
[1] (غلاطية 2: 20)
[2] (كولوسي 2: 14)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:20 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [4] الشرط الرابع لذبيحة المحرقة فهو ذبح العجل أو الضأن أو الماعز على جانب المذبح إلى الشمال أمام الرب (آية 11) ويُقرب بنو هارون الكهنة الدم ويرشون الدم مستديراً على المذبح الذي لدى باب خيمة الاجتماع (آية 5)
الذبح وسفك الدم وتقديم الذبائح الدموية كشريعة (بشكل عام) يدل على الموت المؤكد الذي لا رجعة فيه[1]، وهو تعليم (عام) واضح أمام بني إسرائيل على أن أجرة الخطية موت، أو أن الخطية تؤدي لنتيجة حتمية حسب طبعها وهي الموت، والموت هنا يتمثل في ذبح حيوان بريء (كمُدان) نيابة عن الخاطئ المستحق الموت المحتوم حسب حكم الخطية بطبيعة عملها في الإنسان، وكان الذبح يتم بواسطة مُقدِّم الذبيحة لكي يشعر أن خطيئته هي التي تسببت في موت هذه الذبيحة البريئة والتي بلا ذنب والذي يُعبر موتها عن دينونة الخطية في الجسد وإنهاء الحياة القديمة تماماً، وقد صار الذبح بعد ذلك من اختصاص الكهنة فقط في هيكل سُليمان عندما صار مقدمو الذبائح أعداد غفيرة تأتي دفعة واحدة لتقديم الذبائح، وذلك لكي يكون كل شيء بتنظيم وترتيب فلا تتخبط الذبائح ببعضها ويحدث أخطاء كثيرة بسبب اندفاع الجمهور وتزاحمهم.

==========
عموماً من هذا المعنى نخرج بما أُعلن في العهد الجديد: إذ أن الله قد أحبنا وأرسل وحيده الحبيب (الذي كرس نفسه بالتمام – من جهة انه صار إنساناً – لله الآب وتمم مشيئته بالطاعة حتى الموت موت الصليب) الذي ونحن بعد خطاة مات من أجلنا: ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا[2]، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي[3]. فخطيئتنا هي التي قادته وهو البريء الكامل في القداسة والطهارة والنقاوة الذي قال [من منكم يبكتني على خطية] إلى الموت من أجل خلاصنا وتبريرنا، لذلك يدعونا الرسول قائلاً: اسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا، قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة.[4]

==========
ويُشير ذبح الذبيحة على شمال المذبح (في آية 11) إلى صلب المسيح يسوع خارج أورشليم من ناحية شمالها، وعموماً نجد بعد أن ينتهي مُقدِّم القربان من ذبح ذبيحته، تبدأ خدمة الكهنة برش دم الذبيحة مستديراً على المذبح الذي لدى باب خيمة الاجتماع، الذي يُسمى مذبح المحرقة، وهو بذلك يظهر أن دم المسيح القدوس قد سُفك لأجل العالم كله: هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك (أبدياً) كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.[5]، بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به.[6]

=========================
[1] (وطبعاً هنا بالنسبة لذبيحة المحرقة – على نحو خاص – تدل على الهبة الخاصة المقدمة كشيء مقدس ومكرس لا رجعة فيه أو وجود أدنى رغبة في استرداده)
[2] (رومية 5: 8)
[3] (غلاطية 2: 20)
[4] (أفسس 5: 2)
[5] (يوحنا 3: 16)
[6] (1يوحنا 4: 9)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 8 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:20 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [5] يسلخ פּשׁט (خلع أو نزع الجلد وفصله) المحرقة ويقطعها إلى قطعها (آية 6)
السلخ هنا عملية دقيقة ومهمة للغاية، لأنه ينبغي بحرص شديد يفصل بين الجلد واللحم بدقة، لكي يجرد الذبيحة من جلدها وينزعه عنها بدون أن يقطع معه لحم (ولو جزء صغير جداً منه، فلا ينبغي أن تمسه أو تخدشه السكين)، والمعنى هنا في هذه الذبيحة هو خلع الرداء لكشف وفحص ما أسفله، لأن الجلد عموماً هو طبقة للحماية وفيها يتم استقبال كل ما هو ملوث وغريب لكي لا يؤثر على ما هو قائم اسفله، عموماً يأتي المعنى بـ [الخلع]، خلع رداء خارجي، أو تمزيق الرداء والتخلُّص منه: "فكان لما جاء يوسف إلى إخوته أنهم خلعوا عن يوسف قميصه، القميص الملون الذي عليه"[1]، ولذلك نجد أن الرب نفسه قبل الصلب مباشرة عروه، خلعوا عنه ثوبه، ثم صلبوه، وهو نفسه كذبيحة حقيقية مزق ضعف طبيعتنا الساقطة بموته (الرداء القديم – الثوب العتيق)، لكي ننسلخ (فيه) عن شخصيتنا العتيقة ونرتدي ثوب بره الخاص، لذلك قال الرسول عن جدارة: خُتنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح[2]؛ أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور.[3]
==========
ومن هنا نقدر أن نفهم لماذا قال الله لموسى اخلع نعليك لأن الأرض التي أنت واقف عليها مقدسة، وهنا خلع موسى نعليه المصنوعتان من الجلد الميت (النعال تصنع من جلود الحيوانات بعد موتها).

==========
أما من جهة يقطعها إلى قطعها، هذا الشرط جوهري وأساسي في هذه الذبيحة والمقصود هو فحصها بدقة من الداخل، أي فحص كل قطعة فيها – على حِدَةٍ – بدقة وعناية فائقة، وهذه إشارة واضحة إلى الفحص الذي جازه الرب يسوع المسيح في كل أعماله وأقواله وخدمته، بل وآلامه أيضاً التي تألم بها، وبالطبع هو الله القدوس الحمل الحقيقي الذي بلا عيب:
+ فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب.[4]
+ بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح.[5]
=========================
[1] (تكوين 37: 23)
[2] (كولوسي 2: 11)
[3] (أفسس 4: 22)
[4] (عبرانيين 9: 14)
[5] (1بطرس 1: 19)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:21 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [6] يجعل بنو هارون الكاهن ناراً على المذبح ويرتبون حطباً على النار، ويرتب بنو هارون الكهنة القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب الذي على النار التي على المذبح. وأما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها بماء ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب (من آية 7 إلى 9)
ولنا أن نعلم أنه لا تُقدَّم الذبيحة وتُحرق إلا بنار تُأخذ من على المذبح فقط، فيُأخذ منها لحرق التقدمات على المذبح[1]، ومن أجل حرق البخور في المجمرة: [ويأخُذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الرب وملء راحتيه بخوراً عطراً دقيقاً ويدخل بهما إلى داخل الحجاب. ويجعل البخور على النار أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على الشهادة فلا يموت[2]؛ وأخذ ابنا هرون ناداب وأبيهو كل منهما مجمرته وجعلا فيهما ناراً ووضعا عليها بخوراً وقربا أمام الرب ناراً غريبة لم يأمرهما بها[3]؛ ولكن مات ناداب وأبيهو أمام الرب عندما قربا ناراً غريبة أمام الرب في برية سيناء][4]

==========
عموماً النار الموجودة على المذبح ناراً مقدسة (مكرسة ومخصصة) لا تُستعمل في أي استخدام عادي ولا في أي وقت ولا لأي شخص، وكانت دائماً ما تُعبِّر عن القبول الإلهي للذبيحة.
+ ثم غابت الشمس فصارت العتمة وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع.[5]؛ ودخل موسى وهرون إلى خيمة الاجتماع ثم خرجا وباركا الشعب فتراءى مجد الرب لكل الشعب. وخرجت نار من عند الرب وأحرقت على المذبح المحرقة والشحم فرأى جميع الشعب وهتفوا وسقطوا على وجوههم.[6]

==========
+ فمد ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده ومس اللحم والفطير فصعدت نار من الصخرة وأكلت اللحم والفطير وذهب ملاك الرب عن عينيه[7]؛ فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة[8]؛ وبنى داود هناك مذبحاً للرب وأصعد محرقات وذبائح سلامة ودعا الرب فأجابه بنار من السماء على مذبح المحرقة[9]؛ ولما انتهى سليمان من الصلاة نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح وملأ مجد الرب البيت.[10]

==========
+ معنى النار باختصار +
وفي عجاله سريعة ينبغي أن نفهم معنى النار في الكتاب المقدس، عموماً وباختصار شديد: النار في الكتاب المقدس بالنسبة لله هو تعبير خاص لهُ عدة أوجه مُتداخله، فهو يُعبِّر عن القضاء الإلهي من جهة الفحص الدقيق ورؤية كل شيء مستتر واضح ومكشوف [وليس خليقة غير ظاهرة قدامه، بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا؛ وعيناه كلهيب نار – عبرانيين 4: 13؛ رؤيا 1: 14]، أو عن نعمة يهوه من جهة العطية، فمن ناحية القضاء والدينونة أنه يُبين بواسطة النار قبوله للذبيحة إذ أن مُقدمها اجتاز الفحص فوُجِدَ بريئاً، ومن الناحية الأخرى من جهة العطية هو أنه رضا عنه لأنه رأى قلبه موفي شروط التقدمة من جهة التقوى والطاعة الداخلية وصحة إيمانه وصدقه.

==========
وأيضاً النار تُعتبر علامة على الإرشاد الإلهي [أنظر خروج 13: 22، عدد 14: 14]، وأيضاً تُعبِّر عن الظهور الإلهي [تكوين 15: 17؛ خروج 3: 2 – 3؛ خروج 19: 18؛ عدد 14: 14؛ قضاة 6: 21؛ قضاة 13: 20؛ إشعياء 4: 5؛ حزقيال 1: 27] ومع ذلك هذا لا يعني إطلاقاً أن يُنظر لله كإله النار، لأن إسرائيل كانت تُفرِّق ما بين الرب نفسه كشخص، وبين الظاهرة التي تُصاحب ظهوره، فالنار تُشير عادة – في الذهن الإسرائيلي – إلى قداسة الرب يهوه وكمال نقاوة طبيعته، باعتباره ديان العالم الصالح العادل، وكذلك النار تُشير إلى قوته الإلهية العظيمة ومجده الفائق [خروج 24: 17؛ إشعياء 6: 1 – 4؛ حزقيال 1: 27 – 28]، وبالطبع الموضوع شرحه يطول جداً، لكن من الأهمية أن يصل لنا المعنى، لكي نفهم لماذا تُأخذ النار من على المذبح أمام الله وهذا ما يهمنا الآن.
==========
+ ويرتبون حطباً على النار
ونجد أنه كان واجباً على الكهنة أن يفحصوا الحطب بدقة قبل إحضاره إلى المذبح، إذ ينبغي أن لا يكون مُصاباً بأي حشرات أو ديدان أو به أدنى تلف أو أي عيبٌ ما، وهكذا يرتبونه بعد فحص دقيق للغاية ويضعونه بعناية فائقة وترتيب فوق النار، فكل خدمة تُقدم أمام الرب يجب أن تؤدى بكل حرص وعناية وتوقير وترتيب ونظام فائق دقيق للغاية، ثم يرتبون القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب، لأنه ينبغي أن يكون [كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب][11]، ثم بعد ذلك يغسلون الأحشاء والأكارع بماء، وهذا أيضاً يتمشى مع الواجب أن تكون كل خدمة الرب بعناية وتوقير، فنرى أنه يتم الغسيل بعناية فائقة بالرغم من أنها ستُحرق كلها وتُصفى بالنار.
وطبعاً الإشارة واضحة جداً لشخص المسيح الطاهر والنقي داخلاً وخارجاً، وما قد أجراه الكاهن بالرمز عملياً قد أتصف به المسيح الرب بالفعل والحق على المستوى الذاتي والشخصي، فقد كان بالفعل حملاً كاملاً بلا عيب على الإطلاق، وكماله يفوق كل وصف العهد القديم والرمز ذاته[12]

=========================
[1] وذلك كما رأينا في هذه الآية وممكن الرجوع إلى (لاويين 3: 5، لاويين 6: 9 – 13)
[2] (لاويين 16: 12 – 13)
[3] (لاويين 10: 1)
[4] (عدد 3: 4)
[5] (تكوين 15: 17)
[6] (لاويين 9: 23 – 24)
[7] (قضاة 6: 21)
[8] (1ملوك 18: 38)
[9] (1أخبار 21: 26)
[10] (2أخبار 7: 1)
[11] (1كورنثوس 14: 40)
[12] (1بطرس 1: 19)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 10 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:21 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [7] وفي النهاية بعد السلخ والفحص الدقيق وغسل الأحشاء بالماء [يوقد الكاهن الجميع على المذبح، محرقة وقود رائحة سرور للرب] (آية 9)
والغسل بالماء الحي (الجاري) هو اغتسال طقسي مُلزم من أجل التطهير والتكريس، والماء دائماً ما يُعبَّر عن الغسل من الخطايا وعزل الآثام، وأيضاً إظهار برّ الذبيحة واستحقاق تقديمها.

==========
ونجد في النهاية أن نتيجة هذه الذبيحة الهامة للغاية هو الرضا، ولكي نفهم معنى الرضا هنا، فلا بُدَّ من أن نفهم طبيعة تركيبة الكلام في هذا العدد (آية 9)، لأن الكاهن قدِّم هذه الذبيحة محرقة وقود، فكما يتم حرق البخور بالنار وتخرج رائحته الطيبة فيرتاح كل من يستنشق عبيقها، هكذا تكون هذه الذبيحة [رائحة سرور للرب (أو شذا عبير رائحة عطرة صاعدة للرب) – للرضا أمام الرب][1]، وسبب أن ذبيحة المحرقة صارت وقود رائحة سرور للرب، لأنها طاهرة نقية، بكونها اختصَّت (كُرِّست) كلها لله دون سواه، بينما نجد أن بعض التقدمات والقرابين والذبائح كان للكاهن نصيباً فيها، والبعض الآخر كان يتناول منها مُقدِّم القربان نفسه، أما المحرقة فتمثل تقدمة كاملة تُعبِّر عن الطاعة والخضوع التام لمشيئة الله بطهارة ونقاوة قلب مُكرَّس مُغتسل، لذلك تُقدَّم بكاملها – بعد غسلها – لله فقط بدون اشتراك أحدٌ فيها.

=========================
[1] (أنظر لاويين 1: 1، 9)

رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
עֹלׇה, الثاني, الذبائح, الكتاب, المحرقة, تفصيلية, دراسة, ذبيحة, في, من, والتقديمات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس - الذبيحة טֶבַח θυσίας σφάζω aymonded دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 32 07-16-2011 12:46 AM
لماذا قربان وليس فطير لتناول جسد الرب azez الطقس الكنسي الارثوذكسي 0 05-18-2011 07:43 PM
سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (45) الصليب ذبيحة طاعة - ختام ذبيحة المحرقة aymonded دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 2 11-30-2010 03:15 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 04:24 PM.