تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



القصص النصية هنا هتلاقى قصص جميلة نصية وممكن تكون مواضيع حلوة ونتعلم منها الكثير والكثير


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


احلى هدية لاحلى منتدى

دى مجموعة قصص من كتب القمص تادرس يعقوب ملطى مأساة في عسل النحل! سألني شاب: "لماذا لا يسمح اللَّه لنا بالأفكار التي تبعث لذة

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية zaza2006
zaza2006
بنت تماف ايرينى
zaza2006 غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38
قوة التقييم : zaza2006 is on a distinguished road
افتراضي احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 10:12 PM ]


دى مجموعة قصص من كتب القمص تادرس يعقوب ملطى




مأساة في عسل النحل!


سألني شاب:
"لماذا لا يسمح اللَّه لنا بالأفكار التي تبعث لذة جسدية؟
إنها لا تضر أحدًا!
إنني لا أستطيع أن أنام ما لم تمر بي الأفكار، ولو إلى بضع دقائق؟
ما هي مضار الأفكار الجسدية إن كانت لا تتحول إلى ممارسة خاطئة؟"
إلى مثل هذا الشاب أروي القصة التالية التي استوحيتها من إحدى عبارات القديس أغسطينوس :
في فصل الربيع إذ أزهرت الأشجار، وفاحت الروائح الجميلة وسط الحقول، انطلقت نحلة إلى الحقل المجاور؛ كانت تبسط جناحيها لتطير في كمال الحرية من زهرة إلى زهرة.
كان المنظر جميلاً للغاية، والرائحة جذابة، أما هي فكانت تجمع الرحيق باجتهادٍ وتحمله إلى الخلايا، لتعود فتنقل غيره...
قضت أيامًا كثيرة تجمع الرحيق بفرحٍ حتى صارت كمية العسل ليست قليلة.
في أحد الأيام وجدت النحلة كمية عسل في وعاء فوقفت تتأمله:
ما أعذب هذا العسل الذي جمعته،
ولكن لماذا أطير بعد لأجمع غيره؟!
لأتمتع بالعسل وأعيش فيه.
ألقت النحلة بنفسها وسط العسل، فغاصت فيه... ولم تعد قادرة على الخروج منه، ولا الطيران بين الزهور، بل سرعان ما ماتت في وسط العسل!
هذه ليست قصة خيالية، بل هي قصة الكثيرين، عوض أن يحملوا الفكر الحرَّ الذي يطير بالروح ليجمع الرحيق العذب، يسقط تحت لذة الشهوات فيفقد الفكر حريته واتزانه وسموه ليغوص في شهوات قاتلة للنفس!
وهبك اللَّه الفكر لكي يسمو بك ويرفعك إلى لذة السماويات، لا لكي تغوص في عسل الشهوات فيتحطم ويحطم الحياة التي في داخلك!
أشكرك يا من وهبتني عطية الفكر،
وقدمت لي روحك جناحين تطير بها أفكاري.
ارتفع إليك، وارتمي في أحضانك.
هب لي أن أجمع بالفكر رحيقًا عذبًا!
لا تسمح لي أن أغوص كنحلة في العسل!


إلهي هب لي أن أمتلك أفكاري،
لا أن تمتلكني أفكاري.

قدس إرادتي فيك،
فتوجه أفكاري نحوك بنعمتك،
فلا تحطم الأفكار إرادتي،
وتجعلني أسير لذات مفسدة!

لا تنزع عن ذاكرتي صورة النحلة التي أهلكها عسلها!

احلى هدية لاحلى منتدى misc06rr6.gif

في خدمة الشعب


قيل إنه في إحدى المدن الأمريكية حاول راعي كنيسة أن يجد موضعًا ليترك فيه سيارته فلم يستطع. كان الراعي على موعدٍ هامٍ، فاضطر إلى ترك السيارة في مكان ممنوع فيه الانتظار. وكتب رسالة لرجل الشرطة تركها على زجاج السيارة الأمامي تحت "الممسحة". جاء في هذه الرسالة:

عزيزي رجل الشرطة. إني راعي كنيسة...، أخضع للقانون، ولا أحب كسره. لكنني على موعدٍ هامٍ، وقد سرت حول هذا المبني عشرات المرات ولم أجد عدادًا شاغرًا للانتظار أترك بجواره سيارتي حيث الأماكن كلها مشغولة. لقد خشيت لئلا أفقد الموعد المحدد وقد أزف بي الوقت جدًا... اغفر لنا خطايانا (Forgive us our trespasses).

عبر رجل الشرطة وقرأ الرسالة. أدرك أن الراعي حريص على حفظ القانون، لكنه كان في مأزقٍ شديدٍ، وأنه كرجل شرطة يليق به أن يكون في خدمة الشعب... بدأ يصارع في داخله، هل يقبل العذر أم يؤدي واجبه ويحرر له مخالفة Parking-ticket .
أخيرً حرر المخالفة، وأرفق بها رسالة للراعي، جاء فيها:

عزيزي جناب الراعي... قرأت رسالتك، وأنا في خدمة الشعب. كنت أود أنا لا أحرر لك مخالفة، لكنني خشيت أن أفقد وظيفتي... لا تدخلنا في تجربة lead us not in temptation.

هكذا اقتبس الراعي جزءًا من الصلاة الربانية لعلها تسنده في تقديم عذره لرجل الشرطة، وقدم الأخير العبارة التالية من نفس الصلاة استخدمها في تقديم عذره في تحرير المخالفة له.
بالأمس قرأت هذه القصة التي كتبها Green باختصار، فأثارت في داخلي مشاعر عميقة.
لقد كان الراعي في مأزق وطلب من رجل الشرطة أن يشاركه مشاعره عمليًا، لكن الأخير إذ خشي على وظيفته اضطر ألا يقبل عذر الراعي... ونحن مع كل صباح وظهر ومساء نصرخ إلى اللَّه لنقدم له أعذارنا التي لا تنتهي... وبحبه العجيب يميل بأذنيه ليعلن شوقه أن يغفر لنا خطايانا ولا يعود يذكرها.
من يقدر أن يتحملني في ضعفاتي اليومية إلا ذاك الذي يفتح لي قلبه المتسع حبًا ولطفًا؟!


يسمع أقربائي وأحبائي وأصدقائي كلماتي،
ويراقبون ملامح وجهي وكل تحركاتي،
ويحاولون مشاركتي أفراحي وأحزاني.
أما أنت فوحدك تسمع أنات قلبي الخفية،
وتدرك لغة مشاعري وأحاسيسي،
تشاركني أعماقي لا بالكلام فحسب،
بل تدخل إليها، وتسكن فيها، وتملأ فراغنا.
مع ابتداء تضرعي يصدر أمرك الإلهي:
مغفورة لك خطاياك!
عجيب أنت في حبك وطول أناتك!
تغفر أخطائي مادام قلبي بالحق يتحدث.
لا تعود تذكر معاصيَّ مادمت إليك أتوب!
من يحبني مثلك؟!

احلى هدية لاحلى منتدى misc06rr6.gif

العزلة


في عام 1953 بعد قيام الثورة نُقل مدرس لغة عربية إلى مدينة إسنا بصعيد مصر مغضوبًا عليه، فشعر بضيقٍ شديدٍ إذ لم يكن قد زار صعيد مصر من قبل.
في شيء من التهكم كتب إلى أحد أصدقائه بالقاهرة يصف له حال المدينة في ذلك الحين:
"هنا نعيش في عزلة عن الأحداث الجارية.
يوجد هنا من يتحدث بولاء شديد للملك فؤاد ظانًا أنه لا يزال يحكم مصر، ولم يُدرك أنه مات وتولى ابنه فاروق الملك، وأنه قد قامت الثورة لتزيل نظام الملكية عن مصر".
ما رواه لنا هذا المدرس الذي اتسم بالفُكاهة، حيث كنت في ذلك الحين بالتوجيهية (الثانوية العامة)، في أحاديثه الودية معنا، يحدث فعلاً في بعض البلاد.
قيل إنه في أواخر القرن الثامن عشر ترك كثير من المستعمرين فيرجينيا بأمريكا وانطلقوا إلى الجبال ويعبروا إلى الوديان التي في الغرب خوفًا من الهنود. ولكن بسبب موت بعض الجياد وانكسار بعض العربات اضطر كثيرون إلى البقاء على الجبال. عاشوا هناك حوالي 20 عامًا لم يروا خلالها وجه رجل أبيض نهائيًا حتى عبر بهم بعض المسافرين. دهشوا إذ التقوا بهم، خاصة الذين كانوا في حوالي الثلاثينات، فإنهم للمرة الأولى يحتكون بالعالم الخارجي ويتحدثون معهم في أمورٍ كثيرة. سأل المسافرون سكان الجبال ماذا يظنون عن الجمهوريين وكونجرس القارة. قال سكان الجبال: "لم نسمع قط عن كونجرس للقارة أو عن الجمهوريين، فإنهم خاضعون لملك بريطانيا". لم يسمعوا قط عن جورج واشنطن، ولا عن الحرب الثورية. بدأ المسافرون يشرحون لهم بالتدريج ما حدث خلال العشرين عامًا السابقة، وخلال المعرفة استطاعوا أن يمارسوا الجنسية الأمريكية...
هذا ما حدث أيضًا مع بعض اليهود الذين جاءوا من البراري وبعض البلاد المنعزلة إلى أورشليم والتقوا بالقديس يوحنا المعمدان وسمعوا له وتجاوبوا مع رسالته. اعترفوا بخطاياهم واعتمدوا في نهر الأردن ثم عادوا إلى مواقعهم المنعزلة. بدأ السيد المسيح خدمته وبقي سنوات خدمته حتى صلبه وقيامته وصعوده وأرسل روحه القدوس على تلاميذه وتابعيه أما هؤلاء الذين عاشوا في عزلة فلم يسمعوا شيئًا عن هذا كله. التقى بهم الرسول بولس وإذ حدثهم عن الروح القدس قالوا: "لم نسمع عنه!" بدأ الرسول يحدثهم ليقبلوه فينضموا خلاله إلى العضوية الكنسية والحياة الجديدة كأعضاء في جسد المسيح.



أشكرك يا مخلصي إذ لم تتركني في عزلة.
نزلت إليّ وشاركتني حياتي،
وقدمت لي روحك القدوس،
لم أعد في عزلة عنك وعن السمائيين.
تعرفني الحب لغة السماء،
وتكشف لي أسرارك الفائقة!
لأعمل كعضو حيّ في جسدك أيها الرأس الإلهي!

احلى هدية لاحلى منتدى misc06rr6.gif


نبوغ فريد


انطلق الصبي ماثيو مع والده إلى معرضٍ دولي.
إذ دخل قسم الموسيقى بينما كان الاثنان يتنقلان بين أدوات الموسيقى كان ماثيو منسجمًا جدًا مع صوت الموسيقى الهادئ.
- يا لها من موسيقى رائعة!
- نعم إنها موسيقى الفنان المشهور بيتهوفن الذي حُرم من عطية السمع.
- هل لو اشتريت أدوات موسيقى من هنا أصير مثل بيتهوفن، أخترع موسيقى جميلة هكذا؟
- تساعد الأدوات الإنسان، لكن ما قدمه بيتهوفن هو ثمرة نبوغه مع جهاده بمثابرة.
صمت الصبي وعاد يستمتع بموسيقى بيتهوفن، كما اشترى بعض الاسطوانات الموسيقية لهذا الفنان.
دخل الاثنان معًا قسم الفن... وقد وقف الصبي أمام بعض التماثيل الرائعة واللوحات العالمية، وكان مشدودًا لهذا الفن.
وفي حوار لطيف مع والده اشتاق الصبي أن يهبه اللّه نبوغًا لتقديم عمل فني رائع...
هكذا مع كل قسم من أقسام المعرض كان قلب الصبي يلتهب بالشوق أن يكون يومًا ما نابغًا.
في المساء جلس ماثيو مع والده وتباحثا معًا في موضوع النبوغ في المواهب، وكان الأب يحاول أن يمسك بيد ابنه ليكتشف مواهبه الخاصة وينميها.
قال الأب: "كم أنا سعيد يا ماثيو من أجل شوقك الحقيقي أن تكتشف مواهبك لتنميتها وتصير يومًا ما نابغًا... لكنني أود أيضًا أن أحدثك عن نبوغٍ أبدي وفريد".
- ما هو يا أبي؟
- لا يستطيع الإنسان أن يكون نابغًا في كل شيء، إنما يلزمه أن يكتشف مواهبه. لكنه يوجد نبوغ فريد وفي متناول يدنا ونلتزم به جميعًا.
- ما هو؟
- أن نحمل في داخلنا السيد المسيح، حكمة اللَّه والبرّ! نحمله فننعم بحياته فينا. نعيش مقدسين، نمارس الحياة الفائقة العجيبة. لذا دُعي اسمه عجيبًا، ويجعل من مؤمنيه عجبًا.
قلوبنا بعواطفها، وأجسادنا بحواسها، وفكرنا وكل طاقاتنا تعمل بقوة فائقة سماوية!
إلهي، من يقدر أن يُروِّض لساني؟
من يضبط أفكاري ويقدسها؟!
من يُقدس حواسي؟
من يُبارك أحلامي؟

لأقتنيك يا قدوس فأقتني حياتك فيّ!

احلى هدية لاحلى منتدى misc06rr6.gif


مربية خائنة!



قيل أن مسيحيًا سمع أن المربية التي كانت تعمل لديه وقد تركته فجأة دون إنذار مريضة جدًا. ذهب الرجل إلى المربية، وإذ عرفت أنه قادم بدأت تتساءل في أعماقها:
"تُرى هل هو قادم ليعاتبني؟
هل هو شامت فيَّ لأني قابلت معاملته اللطيفة بالجحود؟
أم هل هو قادم لأنه بالحق تقي ويحبني؟"
التقي الرجل بالمربية فسألها: "ما هو حالك؟"
أجابته في خجل: "سامحني فقد سلمت نفسي للشيطان".
صمت الرجل قليلاً ثم قال لها:
"اللَّه يسامحنا جميعًا... لكنني أود أن أسألك..."
خشيت المربية أن يسألها عن سبب تركها بيته فجأة فارتبكت، أما هو فبابتسامة قال لها:
"ماذا تظنين لو أنكِ أخذتِ أحد أولادي وهربتِ به لتبيعيه في سوق العبيد؟"
أجابته: "يستحيل! كيف أفعل ذلك؟ إنه ابنك، ليس من حقي هذا".
قال الرجل: "ألا تعلمين أن نفسك هي ابنة اللَّه، كيف تسلبين إياه، وتقدمينها لعدوه إبليس وبلا ثمن؟!"


في غباوة كم مرة أقول لنفسي:
إنني حُرَّ أفعل ما أشاء!
نفسي هي ابنتك!
لم تقتنها بذهبٍ أو فضة،
بل بدمك الثمين!
وهبتني أن أكون ابنًا للآب،
لي حق شركة المجد معك إلى الأبد.
أخطأت لأنني سلبتك نفسي التي هي ابنتك!
هب لي أن أردها بالتوبة إليك يا مخلص نفسي!

احلى هدية لاحلى منتدى misc06rr6.gif

عطية فقد البصر



في زيارة القديس أنبا أنطونيوس للقديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية الذي فقد بصره وهو في الرابعة من عمره، وقد اخترع فكرة نحت الحروف على قطع خشب ليقرأ بأصابعه لا بعينيه، وهكذا سبق الفرنسي برايل بأكثر من 15 قرنًا في اختراع الكتابة البارزة لفاقدي البصر.
سأل القديس أنبا أنطونيوس: "هل أنت حزين لأنك فقدت بصرك؟"
صمت القديس ديديموس فكرر القديس أنبا أنطونيوس السؤال مرة ثانية فثالثة، وأخيرًا أجاب القديس ديديموس: "إني أشكر اللَّه على كل حالٍ، لكنني بلاشك حزين لأني فقدت عطية البصر وحُرمت من رؤية أمور كثيرة، خاصة قراءة الكتب..."
علَّق القديس أنبا أنطونيوس على هذه الإجابة بقوله:
"كيف تحزن يا ديديموس على فقدان البصر الذي يشترك فيه الإنسان مع الحيوانات بل ومع الحشرات الصغيرة، ولا تفرح بالحري أن اللَّه وهبك البصيرة الداخلية التي تشترك فيها مع السمائيين، فتتعرف على الأسرار الإلهية الفائقة!"
حقًا نحن نشكر اللَّه على عطية البصر، وإن سحبها لننال حدة بصر روحية داخلية فنشكره على عطية فقدان البصر الجسدي مع تمتع ببصيرة أعظم وأبقى إلى الأبد.
تُذكرني هذه القصة التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي بما حدث في القرن العشرين حين فقد ضابط شاب بصره في الحرب . اهتمت به ممرضة تقية في مستشفى عسكري فتزوجها.
سمع يومًا ما إنسانًا يتحدث عنه وعن زوجته قائلاً:
"إنها سعيدة الحظ! إنه أعمى!
تزوجها دون أن يرى ملامح وجهها...
لو كان أبصر لما كان قد تزوجها!"
تحرك الضابط نحو الصوت والتقى بالمتحدثين عنه وهو يقول: "لقد سمعت ما تتحدثون به عني، وأنا أشكر اللَّه من أعماق قلبي لأجل عمى عيني ليهبني بصيرة داخلية أرى بها جمال نفس هذه السيدة الفائق. إنها شخصية رائعة، أجمل شخصية التقيت بها كل حياتي. فلو أن ملامح وجهها كان يطابق جمالها الداخلي لا يكون ذلك إلا قناعًا يخفي جمال نفسها... لقد ربحت الكثير بفقدان بصري!
رفع الرجل عيني قلبه ليصرخ:
أشكرك يا إلهي لأنك نزعت عني بصيرة الجسد،
ووهبتني بصيرة القلب الداخلي.
وهبتني عينيك لأرى بهما جمال النفس لا الجسد.
حقًا كنت قبل أنظر ما هو بالخارج،

الآن أعطيتني أن أرى بك ما في القلب!



احلى هدية لاحلى منتدى misc06rr6.gif

يتببببببببببببببببببببببع



رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 10:19 PM ]


استرخاء الجسد!

في الستينات كنت افتقد شابًا لا علاقة له بالإنجيل ولا اتصال له بالكنيسة. بدأت أتحدث معه عن عذوبة الحياة في المسيح والتمتع بالشركة معه، وتعرضت للحديث عن الدخول إلى أعماق الإنجيل والممارسات الكنسية بفكر روحي. أما هو فقال لي:
"هل تظن أن اللَّه لا يسمع لي وأنا مسترخي على سريري، أشرب السيجارة؟ هل من ضرورة للوقوف للصلاة أو الجلوس لدراسة الكتاب المقدس أو الشركة في العبادة الكنسية؟"
أجبته عن ضرورة اشتراك الجسد مع النفس في العبادة، سواء الخاصة أو الكنسية، ومساهمة كيان الإنسان كله معًا في التعبير عن شوقه للتمتع باللَّه والحديث معه والاستماع إليه.
حين يكون الإنسان جادًا في تصرفات جسده تشارك النفس جِدِّية الجسد، وحين يسترخي الجسد تجد النفس فرصتها أيضًا للاسترخاء.
فقط تحت ضغط المرض أو الظروف المحيطة بنا قد يتوقف الجسد عن بعض هذه الممارسات. لكن النفس تجاهد وتستعذب الحياة في المسيح. لكن مادام للجسد فرصته للجهاد بجدية فكل تهاون يعكس أثره على النفس.
هذا ما تُعلمه إيَّانا قُطعان الحملان.
هل رأيت حملاً يأكل وهو مُلقى على الأرض مسترخيًا؟
ربما يكون العشب على بعد بوصة واحدة من فمه، لكنه لا يأكل منه!
لكي يأكل الحمل يقف وينحني برأسه وقد يركع بقدميه الأماميتين ليأكل!
لقد دخل بنا ربنا إلى مراعيه الخضراء لكي ننحني برؤوسنا كما برُكَبنا، فتنحني نفوسنا بالتواضع وتأكل وتشبع وترتوي!


هب لي يا رب أن أعبدك بكل كياني،
جسدي بحواسه وطاقاته يتعبد لك،
ونفسي بكل قدراتها تسجد أمامك،
كياني كله لا يعرف الاسترخاء،
لكي يشاركك أمجادك الأبدية!








طيب كثير الثمن


أخذت لونا ابنتها الصغيرة مريم إلى صديقتها الحميمة لوسي... وإذ لمحت قارورة طيب جميلة، تركت والدتها واندفعت نحو القارورة.
حاولت الأم أن تنتهر ابنتها خشية أن تكسر قارورة الطيب، لكن سرعان ما أمسكت لوسي القارورة باعتزاز شديد وهي تقول: "لقد أحضر لي زوجي هذه الزجاجة من باريس في الصيف الماضي بمناسبة عيد زواجنا".
لم تُعط لونا اهتمامًا للأمر، لكن لوسي قالت لها: "أتعرفين ماركتها؟"
أجابت لونا: "لا".
قالت لوسي: "إنها أشهر نوع من الطيب في كل العالم، ثمنها هو..."
دُهشت لونا عند سماعها للثمن، فقالت: "هل يُعقل أن تكون ثمنها هكذا؟"
- هذا ثمنها مع الإعفاء الجمركي، لأنه اشتراها من السوق الحر من مطار باريس.
- كيف يدفع هذا الثمن؟
- محبته وتقديره لي.
- هل لي أن أشتم رائحتها؟
- آسفة، لقد فرغت تمامًا، وإنني احتفظ بالقارورة فارغة.
لاحظت لوسي صديقتها لونا تحاول إخفاء تنهدها، فقالت لها: "لماذا تتنهدين يا لونا؟ هل تضايقتي لأنه دُفع ثمنًا كبيرًا في قارورة طيب وقد اُستهلكت تمامًا، ولم تبق سوى القارورة الفارغة الجميلة؟
أجابت لونا:
"لا يا لوسي، أنت تستحقين أكثر بكثير من هذا الطيب.
لكن ما يحزنني أنني أخشى أن أكون كقارورة الطيب الجميلة التي بلا رائحة.
حقًا أحمل اسم السيد المسيح،
وأحفظ الكثير من عبارات الكتاب المقدس، وأمارس الكثير من العبادات الروحية،
لكنني أتساءل: هل أحمل رائحة المسيح الذكية؟
طيب هذا العالم يُستخدم فيُستهلك،
أما رائحة مسيحنا الذكية فتُستخدم لتزداد في داخلنا كما في خارجنا".
هكذا تحول الحديث عن طيب هذا العالم إلى طيب المسيح العجيب. وفي ختام الزيارة وقفت لونا تصلي، قائلة:
"نشكرك يا رب لأنك جعلتنا قارورة طيب إلهي سماوي!
لتفح رائحتك فينا،
نشتَّمها نحن، ويشتَّمها من هم حولنا،
فلا تُستهلك رائحتك، بل تنتشر وتزداد.
مع كل جمال سكبته فينا،
هب لي ألا أكون قارورة جميلة من الخارج وفارغة.
أنت تملأ حياتي بك.
أنت سرّ غناي وجمالي وعذوبتي!"



عفو لا سلطة


في وسط النزاع المرّ بسبب تشكيل المجلس الملي العام في بدء قيامه أصر البابا كيرلس الخامس على تغيير اللائحة التى تسلبه حقوقه في تدبير أمور الكنيسة حتى الراعوية، بينما أبى بطرس باشا غالي التغيير.
تمت إجرءات الانتخابات في دار البطريركية التى قصدها بطرس باشا، مستخدمًا رجال الشرطة، حيث منعوا الدخول إلى البطريركية وطردوا العاملين فيها، وصرفوا تلاميذ المدرسة الكبرى وأساتذتها.
أعلن البابا رفضه التام لكل ما حدث واحتج أمام الحكومة التي أصرت على بقاء اللائحة كما هي عليه... وانعقد المجلس لينتخب من يكون وكيلاً للبطريركية يدير شئون الأقباط مع سلب الأب البطريرك حقوقه وأيضًا انتخاب رئيسًا للمجلس...
رفض الأساقفة جميعًا الوكالة، لكن الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وافق أن يحتل هذا المركز. وإذ كان أسقف صنبو قادمًا إلى القاهرة، خرج أسقف بني سويف والأراخنة والشعب على محطة القطار ببني سويف. فتح الأنبا أثناسيوس شباك القطار ليحييهم، فما كان من أسقف بني سويف إلا أن يعلن حرمانه من فم الثالوث القدوس وفم البابا إن لم يرجع في القطار التالي إلى بلده.
اُستقبل أسقف صنبو رسميًا في القاهرة، وإذ بلغ دار البطريركية ومعه مرافقوه وجدوا أبوابها مغلقة، وكانت الجماهير تصرخ: "يا محرومون! يا محرمون!"
في الإسكندرية أصدر الأساقفة المجتمعون مع الكهنة قطع الأنبا أثناسيوس... لكن قوى الشر صاحبة السلطان الزمني نجحت في إصدار قرار بنفي البابا في دير البراموس ومطران الإسكندرية في دير أنبا بولا.
انطلق البابا إلى الدير دون مقاومة، وسلم كل ممتلكات البطريركية وأرصدتها، كما قام بتوزيع حتى ثيابه، وعاش في الدير يعمل في مزرعته الصغيرة بفرح وبهجة قلب.
فُتحت أبواب البطريركية بالقاهرة ودخلها أسقف صنبو والقمص فيلوثاوس. وفي الأحد 4 سبتمبر 1892، في أول قداس يقيمه الأسقف هناك قرأ خطأ الإنجيل الخاص بخيانة يهوذا، وحينما نبهه القمص فيلوثاؤس كاهن الكاتدرائية الكبرى ارتعد الأسقف وجزع وصار كمن في غير وعيه وأكمل فصل الخيانة. في نفس القداس إذ كان القمص فيلوثاؤس يرفع القرابين المقدسة سقطت الصينية من يديه، وفي نفس اليوم سقط الكأس من يد الكاهن الذى كان في الإسكندرية، وفي الأسبوع التالي سقطت المجمرة في كنيسة الإسكندرية واحترق جزءًا من سجاد الهيكل... فارتعب الشعب لما يحدث.
أعلن الشعب كله استنكارهم للموقف وامتنعوا عن ممارسة الأسرار والخدمات من قداسات إلهية وعماد وزواج وجنازات ملتجئين إلى كنيسة الروم التى رحبت بهم وقدمت لهم العبادة باللّغة العربية.
أدرك المسئولون خطورة الموقف وصدر أمر الخديوى في 20 يناير 1893 بعودة البابا والمطران.
دُهش محافظ القاهرة لاستقبال الشعب لأبيهم البطريرك حيث كانت الجماهير كالبحر الزاخر، وقد حملوا سعف النخيل وهم يرنمون ويسبحون اللَّه، وكانت النساء يزغردن ببهجة قلب.
أول عملٍ قام به البابا صاحب القلب المتسع أنه أعلن لشعبه حبه للجميع، وانه قد رفع الحرمان عن كل مقاوميه، وأنه يرقى أسقف صنبو مطرانًا. ازداد البابا تقديرًا في أعين شعبه، بل وفي عينيْ اللَّه محب البشر!

هب لي يارب قلبًا لا يخاف الناس، ولا
يرهب كل قوى الشر!

هب لي ألاّ أتكل على ذراعٍ بشرىٍ،
بل أطلب مساندة السماء!

هب لي يارب الحب لا السلطة،
فلا استغل الغير بل أحبهم،
انحني بالحب لغسل أقدامهم،
وأحملهم إلى الصفوف الأولى،
كي أرجع إلى الصف الأخير، فأجدك هناك تنتظرني!






أفضل مني ومنك


كثيرًا ما كان الطبيب الثري يثور على أخيه الشاب الصغير مينا، فقد اعتاد أن يأتي إلى عيادته بثياب رخيصة غير لائقة بكرامة أخيه. كان الطبيب يقدم لأخيه ثيابًا ثمينة حتى لا يجد عذرًا، لكن مينا في بساطة يحمل هذه الهدايا إلى الفقراء ويبقي ببدلته الوحيدة الرخيصة.
كان لهذا الشاب محبة خاصة وتقدير لدى البابا كيرلس الخامس، فقد قال لتلميذه: "في أية لحظة يأتي مينا إلى دار البطريركية يدخل إلى حجرتي دون استئذان، وإن كنت نائمًا تيقظني..."
من محبة هذا البابا لهذا الشاب كان يطلب من حين إلى آخر أن يذهب إلى بيته ويأكل هناك، حيث كان الشاب يغسل قدمي البابا ويقوم بخدمته أثناء تناوله الطعام. في إحدى المرات بعد أن انتهى من تناول الطعام وبدأ ينصرف عاد إلى والدة الشاب ليقول لها: "ربنا معكِ، ويسندك".
فكرت السيدة في نفسها قائلة: "لم يمت لي أحد، لماذا يقول أبونا البطريرك هكذا؟! ألعله يرى شيئًا خفيًا يحدث لنا؟!" وخجلت أن تسأله عن سبب قوله هذا.
بعد ثلاثة أيام إذ كان البابا في دار البطريركية قال للذين حوله: "أعدوا الكنيسة لصلاة الجنازة... أنا ذاهب لأعزي أم مينا". وخرج البابا إلى بيت الشاب ليجد والدة مينا تصرخ بمرارة. وإذ رأت أبانا البطريرك قالت له: "لماذا لم تقل لي بصراحة إن مينا يموت!" أجاب أبونا البطريرك: "مينا أفضل مني ومنك". وتعزت الأم إذ أدركت مرتبة ابنها في عينيْ اللَّه نفسه.
تكشف هذه القصة البسيطة عن معايير هذا الأب التي تتفق مع المعايير السماوية.
كان حازمًا مع بطرس باشا غالي والباشاوات ومع أسقف صنبو الذي قبل أن يدير البطريركية بعد نفي البابا كيرلس الخامس... وإن كان وديعًا رغم حزمه فبعودته أول عمل قدمه هو العفو الكامل عن كل المحرومين وترقية أسقف صنبو الخائن مطرانًا... هذا الرجل الحازم مع أصحاب المراكز والسلاطين يحمل صداقة روحية حميمة مع شاب طاهر ناسك تقي، ويكن له تقديرًا خاصًا. لا ينشغل البابا بمجاملة أصحاب السلاطين لكنه يعتز بمن تهتز السماء بصلواتهم!

هب لي يا رب معايير السماء،
فلا أجامل ولا أداهن،
بل أحب الجميع

أحب الإنسان الروحي التقي لألتقي معه في مجدك.
يسندني بصلواته ولو كان طفلاً صغيرًا أو شابًا.
وأترفق بأصحاب المراكز لأجل خلاصهم .
يتسع قلبي بالحب للجميع!



على درب أبيه


حرص أرساني أن يكون قُدوة لابنه الصغير مينا في كل تصرفاته، فكان يصلي كل صباح ومساء، وقبل الأكل وبعده. كان حريصًا أن يكون دائم البشاشة، مرحًا، يقدم كل محبة لزوجته وابنه حتى يشعر مينا بالدفء العائلي. وفي عيد الميلاد المجيد انطلق الأب المحب يزين بيته بل والشارع بزينات الكريسماس، وإذ انطلق إلى حديقة بيته يزينها، وكان قد أهمل تنظيف ممراتها من الثلج، بدأ يسير بحذر يحمل الزينات. فجأة سمع صوت ابنه مينا وراءه يناديه "بابا، سأساعدك في وضع الزينات". اضطرب الأب جدًا إذ تطلع إلى خلفه ليرى ابنه يسير وراءه فرحًا.
إذ لاحظ مينا علامات اضطراب والده ابتسم قائلاً: "بابا، إنني أسير في طريق آمن، إني أسير على إثر خطواتك تمامًا". عندئذ أمسك أرساني بيد ابنه وشعر بالمسئولية أنه كان يجب أن ينظف الممرات من الثلج، لأن ابنه حتما يسير في طريق أبيه.
قد يكون آباؤنا الجسديون أو الروحيون أمثلة حيَّة لكن ليس في كل شيء، أما مسيحنا فهو "الطريق والحق والحياة". هو وحده المثال الكامل لنا، لنتطلع إليه ولنسر على أثر خطواته بلا خوف، إنه يحملنا فيه، ويعبر بنا في آمان إلى حضن أبيه!




يكفيها نظرة من أبيها!


لاحظ الأب على ابنته الصغيرة شيري علامات القلق الشديد، عندما أمسك الطبيب بحقنة ليحقن بها هذه الطفلة البالغة الرابعة من عمرها.
هذه هي المرة الأولى التي فيها تُدرك الطفلة أنها سُتحقن. لقد ظنت أن هذه الإبرة كفيلة بأن تقتل فيلاً لا طفلة مثلها.
أمسك الأب بيد ابنته وتطلع إليها بنظرة حب مملوءة حنانًا. لم تسمع منه كلمة واحدة لكن كان يكفيها أن تشعر بحضرته وتنعم بنظرة منه فتسلم نفسها للطبيب يفعل ما يشاء!
ما أحوجنا أن نشعر بالحضرة الإلهية وقت ضيقنا لنرى عينيْ مخلصنا تتطلعان إلينا!





لتكتسح النباتات الزوان!


طلب بطرس من ابنه الشاب أن ينزلا معًا إلى الحديقة ليبذرا بعض بذور الزهور، ويغرسا بعض "الشتلات" في حديقة منزلهما الجديد.
قال الابن لأبيه: "لازال يوجد بعض الأعشاب في الأرض بالرغم من أننا حرثناها وقمنا بتنقيتها من كل عشب وزوان! وأنا أخشى أن نُضيّع جُهدنا هباءً في البذر والغرس".
- لقد قمنا باقتلاع العشب والزوان قدر المستطاع.
- لننتظر حتى يظهر الزوان مرة أخرى ثم نقتلعه فنضمن أنه لا يظهر بعد.
- هذا مستحيل، فإنه مادامت الأرض بلا زراعة حتمًا سيظهر الزوان مرة ومرات.
- وما الحل؟
- إذ نزرع الأرض تظهر النباتات والشجيرات ويظهر معها بعض الزوان، ونحاول اقتلاعه، ومع الزمن تكتسح النباتات الزوان حتى يكاد لا يوجد.
هكذا في حياتنا الروحية إن ركزنا على السلبيات وحدها، بمحاولة اقتلاع الشر، حتمًا لن يُنتزع تمامًا... لكن لنبدأ بروح الرب في الإيجابيات بعمل الخير وممارسة الحياة الفاضلة في الرب. فيبدد النور الظلام، ويملك مسيحنا في القلب فلا يكون للخطية موضع.
يركز كثير من الشباب على السلبيات، مما يحطم نفسيتهم، ويشعروا بالعجز التام عن التمتع بالنقاوة... لكن عوض البكاء المستمر على رائحة الخطية النتنة فلنقترب من رائحة المسيح الذكية هذه القادرة أن ترفعنا إلى السماويات عوض انطراحنا في وحل العالم!



رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 10:22 PM ]


كيف تنشأ الحروب؟


سأل فتى والده: "قل لي يا أبي، كيف تنشأ الحروب؟"
أجابه الوالد: "أُقدم لك الحرب العالمية الأولى كمثالٍ، فقد بدأت الحرب عندما هاجمت ألمانيا بلجيكا..." هنا قاطعته الأم، وقالت بحدَّة: "قل لابنك الحق. لقد بدأت الحرب عندما قُتِل بعض الأشخاص..." لم يحتمل الأب تدخل الأم بهذه الطريقة، وتطَّلع إلى الأم ليُعنفها قائلاً: "إنه لم يسألكِ أنتِ بل سألني أنا؛ فلماذا تُجيبين عليه، وتقاطعيني في الكلام؟"
ثارت الأم جدًا، وقامت مسرعة من الحجرة وأغلقت الباب بعنفٍ شديدٍ، فاهتز رف على الحائط، وسقطت بعض القطع الفنية الثمينة وانكسر بعضها.
حدث صمت، قطعه الابن قائلاً:
"الآن عرفتُ يا أبي وأمي كيف تبدأ الحروب.
إني لست في حاجة إلى الإجابة!"




عرض بلا رائحة ولا جمال


في لوس أنجلوس تحدث بولس المهاجر حديثًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع صديقه القادم من مصر عن جمال عرض الزهور الذي يشدّ انتباه الكثيرين. وفي اليوم التالي إذ فتح التليفزيون "أبيض - أسود" ليتمتعا بالعرض... لاحظ بولس على صديقه شيئًا من الملل.
- ما رأيك في هذا الموكب؟
- إني أُدهش أن كل هذه الآلاف تزحم الطرق لترى الموكب؟
- إنه عرض رائع وجميل؟
- لا أشتم فيه رائحة الزهور، ولا أرى جمالها!
- صمت بولس قليلاً وأدرك خطأه أنه لم يأخذ صديقه إلى الطريق فيشاهد الموكب على الطبيعة، فيرى جمالها بألوانها الرائعة وتنسيقها الجميل.
للحال طلب من صديقه أن يرافقه في سيارته وذهب به إلى موضع بالقرب من إحدى الطرق التي يسير فيها الموكب، ثم نزلا ليدخلا بين الجماهير ويتمتعا بالموكب!
حقًا كثيرًا ما نحمل اسم السيد المسيح دون سكناه، فلا نحمل رائحته الذكية ولا جمال حضرته الفائق. لنكن شركاء حقيقيين في هذا الموكب الصاعد إلى السماء لنستقر في حضن الآب، ولا نقدم عرضًا كما من خلال تليفزيون بلا رائحة ولا حضرة إلهية حقيقية!







صيادون ماهرون!


يروي لنا دونالد بارنهاوس Barnhouse أنه شاهد في اليابان عندما ذهب إلى Cifu منظرًا رائعًا.
إذ حلّ المساء وساد الظلام زحفت قوارب الصيد في ذلك النهر، وقد أُشعلت النيران في أقفاص حديدية مثبتة في مقدمة كل قارب. جذبت النيران السمك إلى السطح، وفي الحال أطلق كل صياد حوالي دستة من الطيور النهمة المائية "الغاق"، وقد ثبَّت كل صيادٍ حلقةً حول رقبة كل طائرٍ وأمسك الحلقة بحبل في يده. انسحبت الطيور إلى قواربهم بالحبال لتلقي بالأسماك الكبيرة التي في مناقيرها في القوارب، لأنها لا تَقدر أن تعبر من الحلقة إلى بطونها، بينما تعبر الأسماك الصغيرة من الحلقات لتأكلها الطيور. هكذا تأكل الطيور الأسماك الصغيرة، ويتمتع الصيادون بالسمك الكبير.
ما أدهش الكاتب هو مهارة كل صياد بعدم تشابك الحبال معًا، وقدرتهم على جذب كل طيرٍ في اللحظة الحاسمة وهو ممسك بمنقاره السمكة الكبيرة، خاصة وأنه أحيانًا ينقض طائران على سمكة واحدة.
حياتنا صيد مستمر، لكن من أين ننال المهارة فلا تتشابك الحبال معًا، وتجتذب الطير في الوقت المناسب؟! إنه عمل السيد المسيح الذي يقودنا في موكب نصرته. هو ضابط الكل يعرف أن يحرك كل شئ بإرادته الإلهية الفائقة، واهب أعضاء جسده الشركة في هذه المهارة، يعرفون كيف يوازنون بين حياتهم الروحية والجسدية والاجتماعية والعلمية والعقلية والعاطفية دون تشابك بين الحبال... يهبهم بروحه القدوس التمييز والفطنة.







سباق في الحب


قيل إن أحد أبطال سباق سرعة السيارات، أرجنتيني الجنسية، نال بطولة العالم وكان يقدر أن يسير بسرعة تبلغ 150 ميلاً في الساعة، وقد ربح كل جوائز السباقات العالمية في طرق أوربا في ذلك الحين.
امتاز هذا البطل بحذره الشديد وحبه للغير... فكان إذا ما سار في الطرق السريعة highways يخرج أحيانًا بعض الشباب يندفعون بسياراتهم بجواره لعلهم يلحقون به وهم في غيظٍ شديد. وكان في مقدوره أن يُسرع حتى يُحسبون كمن هم واقفين في أماكنهم، أما هو فلم يكن يستخدم مهارته الفائقة في السباق معهم، بل كثيرًا ما إذا رأى بعضهم يريدون أن يسبقونه يهدئ من سرعته ويتركهم يعبرون. لم يكن يشبع كبرياءه بل يقدم نفسه مثلاً للحب وحسن استخدام الحرية.
كأنه يقول لهؤلاء الشبان:
إنكم تتسابقون ببطءٍ.
إنكم لا تستطيعون أن تسرعوا مثلي،
فإني أستطيع أن أغيِّر مسير العربة في عُشر ثانية دون أن يصيبني أذى.
لكنكم إن أردتم أن تتمثلوا بي تقتلون أنفسكم.
إني أترفق بكم ولا أدخل معكم في سباق يهلككم!"
هذه هي الحرية التي يليق بالمؤمن أن يمارسها، إنه لا يستخدمها لإشباع الأنا ego، إنما يهتم بما لاخوته. إنه يمارس سباقًا لا في إبراز تفوقه ومهارته بل في حبه العظيم نحو اخوته.





تكلفة النضوج!


إذ ينمو الشبل قليلاً يخرج الأسد إلى الغابة أو الصحراء لا ليأتي بفريسة إلى شبله بل ليقتنص غزالاً صغيرًا يأتي به حيًا إلى شبله. يتركه أمام الشبل ليدخل الاثنان في صراع معًا، ويقف الأسد متحفزًا، فإذا رأى الغزال يضرب الشبل ضربة خطيرة يتدخل بضربة قاضية. بهذا الصراع يتعلم الشبل الافتراس، ويعرف كيف يخرج مع والده مرة ومرات حتى إذا ما نضج يتركه يخرج وحده يمارس حياته الناضجة.
هذه هي تكلفة النضوج! لا يُترك الشبل في عرينه يلهو ويمرح على الدوام، بل يدخل في صراع حتى يبلغ إلى النضوج.
وبنفس الفكرة يُعلم النسر صغاره الطيران، إذ يحمل النسر صغيره بمنقاره ويطير به إلى ارتفاع مئات الأقدام في الهواء، وإذ يتركه يبدأ الصغير في السقوط لكن يسرع النسر بالطيران تحت صغيره ليحمله على جناحيه المفرودين ثم يلتقطه بمنقاره، ويكرر الأمر مرة ومرات حتى يتعلم الطيران، عندئذ يتركه النسر يطير بمفرده ليمارس حياته الناضجة.
يمكننا القول بأن اللَّه في أبوته الحانية يريد لنا النضج، فيقول لنا:
"هذا هو طريق حبي ورعايتي المستمرة لك.
إنني أحملك إلى حين لكنني أبسط جناحي تحتك والتقطك حتى لا تنحدر إلى الهاوية.
أريدك أن تتعلم الطيران... ارتفع بك ولا أتركك وحدك!
لا تستكن للطفولة غير الناضجة،
لا تبقى طفلاً على الدوام!"
هذه هي خبرة المرتل القائل: "لا تتركني إلى الغاية (النهاية)"، إذ يشعر أن اللَّه يحمله إلى الأعالي ويتركه لكن إلى لُحيظَة ليحمله من جديد، حتى يتعلم الطيران.
إلهي... كثيرًا ما اشتاق إلى طرق الطفولة غير الناضجة،
أريد أن استريح وألهو على الدوام.
وأنت بأبوتك تدخل بي إلى المعركة ضد إبليس،
أيها الأسد الخارج من سبط يهوذا،
تُريدني ألا أبقى شبلاً صغيرًا بل أسدًا قويًا‍.
لتحملني إلى الأعالي، علمني بروحك القدوس كيف أطير.
هب لي ألاّ استكين في العش بل أحلق في السماويات.





الفنان الحزين


دخل فنان مع صديق له إلى متحف يحوي قطعتين فنيتين له، إحداهما لوحة فنية قام برسمها في شبابه المبكر والثانية بعد عشرات السنين.
تطلع الفنان إلى القطعتين وقد ظهرت على ملامحه علامات الحزن، عندئذ سأله صديقه: "لماذا أنت حزين؟" هزّ الفنان رأسه ولم ينطق بكلمة. عندئذ قال له صديقه: "كان يجب أن تفرح فإنه شتّان ما بين عملك القديم وما بلَغْته من تقدم هائل الآن".
بابتسامةٍ تحمل شيئًا من الحزن قال الفنان: "لستُ حزينًا على ما كنتُ عليه في شبابي المبكر، لكنني تذكرت ما كنتُ قد وعدت به نفسي في شبابي، ولم أحقق إلاّ القليل جدًا من التقدم مما كنتُ أشتهيه".
لنفرح ونسر من أجل عمل نعمة اللَّه الغنية فينا، التي تشكلنا على الدوام لنحمل فينا صورة خالقنا، لكن مع حزنٍ على عدم تجاوبنا الكامل مع هذه النعمة، لذا لم نقدم بعد صورة مسيحنا فينا كما ينبغي... إننا نشتهي أن نبلغ إلى "قياس قامة ملء المسيح" أف13:4.




هبة الألم


لاحَظَت الأم على ابنتها الصغيرة بِفِرْلي سميث المولودة بأكرون Akron بولاية أوهايو أنها لا تبكي قط إلا إذا كانت جائعة أو في غضب. كانت الأم تعجب بابنتها التي تقضي اليوم كله غالبًا بلا صراخ ولا بكاء ولا أنين! فجأة سقطت الصغيرة على الأرض ولم تبكِ، مرة أخرى كانت تخبط برأسها على الحائط دون أن تظهر عليها علامات الألم، بل وضعت يدها في النار ولم تتألم!
هنا بدأت الأم تتحرك، فذهبت بها إلى الطبيب، فاكتشف أنها تعاني من اضطراب في جهازها العصبي المركزي، الأمر الذي لم يُعرف له علاج. بسبب هذا لا تشعر الصغيرة بالألم.
طلب الأطباء أن ترافق الأم طفلتها على الدوام وأن تراقبها بشدة، فقد تكسر الطفلة عظمة من عظامها، وقد تجرح نفسها بسكين، أو تُلقي بيدها في النار دون أن تصرخ أو تئن.
الحياة بلا شعور خطيرة، تدفع بالإنسان إلى الهلاك. هكذا أيضًا في الحياة الروحية. فالألم - كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم - مدرسة الفلسفة أو الحكمة. يقول الرسول بولس: "لأن من يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله" (عب6:12)... ليهبنا اللَّه الإحساس بالألم لوجود الخطية فينا فنصرخ إلى مخلصنا!
نفسي تشكرك يا محب البشر،
أعطيتني كل بركة روحية في السماويات،
وقدمت لي عطايا أرضية بلا حصر،
لكنني لا أنسى أن أشكرك على عطية الإحساس بالألم،
وهبتني أن أتألم حين أجوع فآكل أو أعطش فأشرب،
أعطيتني أن أتألم بسبب جراحات الخطية،
فألجأ إليك يا طبيب النفوس!
نفسي تتألم لأنها جائعة، ظمآنة!
من يشبعها أو يرويها إلا أنت!
أنت الخبز الحيّ النازل من السماء!
أنت ينبوع المياه الحية الذي لا ينضب!




أعطه مفاتيحك، فيعطيك قلبه!


قيل إن مُؤمنًا التقى بزوجته وكانت نفسه متهللة جدًا، ووجهه باشًا، وكل ملامحه تنطق بالبهجة.
- لماذا أنتَ متهلل؟
- ثقة ابني فينا تملأ كل كياني بالفرح.
- ماذا تعني؟
- أعطاني قبل ذهابه إلى الخدمة العسكرية كل مفاتيح حجراته التي في الدور العلوي، ومفاتيح دولابه الخاص، وطلب مني أن أسجل له ملخصًا لكل مكالمات تليفونه!
- إنه ابن صالح، لا يُخفي عنَّا شيئًا، ليس لديه أسرار.
- حقًا، لقد قدَّم لنا كل مفاتيحه، وسمح لنا أن ندير كل شئونه في غيبته... لكنه أخذ المفتاح الخارجي للفيلا.
- لماذا؟
- قال لي: لن أخطركم بموعد حضوري، فأجعل ذلك مفاجأة سارة لكم Surprise .
- ليحمل هذا المفتاح، فإنه مفتاح بيت والديه، لقد فتح لنا قلبه، ونحن نفتح له بيتنا ونفوسنا، ونعطيه كل حياتنا!
استلم يا رب كل مفاتيح قلبي وفكري ومشاعري وعملي اليومي، لتَدِر أنت كل شئوني اليومية.
لن أُخفي عنك شيئًا.
أُعطيك مفاتيحي، فتهبني ذاتك، وتُقدم لي أحضانك!






يتببببببببببببببببببببببب بببع


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 10:24 PM ]


الطيور المغردة


في الصباح الباكر انطلق الطفل مارك إلى أبيه الذي حوّل وجهه من ناحية النافذة إليه كعادته، واحتضنه وقبَّله.
- لماذا أراك تتطلع كثيرًا من النافذة في الصباح المبكر يا أبي؟
- إني معجب بالطيور المغردة التي تقف معًا على سلك التليفونات، تُغرد معًا ثم تطير، وكأنها تبدأ صباحها بالتسبيح والفرح لتنطلق للعمل معًا بروح الجماعة.
- ماذا يعجبك أيضًا في هذه الطيور؟ صوتها المنسجم العذب؟!
- أتطلع إليها وهى تغني معًا، كأنه ليس في الكائنات على الأرض أسعد منها.
- وما هو سرّ ذلك؟
- إنها تقف على أسلاك التليفونات لتُثبِّت بمخالبها الصغيرة وقفتها.
بلاشك تحمل هذه الأسلاك أحاديث تليفونية كثيرة تَعْبر من بيت إلى بيت، أو من قرية إلى قرية. تحوي هذه الأحاديث أخبارًا مفرحة أو حزينة... لكن تمر الأخبار تحت أقدام الطيور، ولا تفقد الطيور سلامها الداخلي. إنها تضع قلوبها في يديْ اللَّه، وتثبت أقدامها في طريقه... تتهلل برعايته متطلعة نحو السماء.
عزيزي، ليتك تكون كأحد هذه الطيور تضع أخبار العالم تحت قدميك، تجتاز كما في أسلاك التليفونات، لن تحطم قلبك، ولا تشغل فكرك عن السماء! لتبدأ حياتك بالفرح وتعمل بروح الجماعة فتقضي أيامك كما في السماويات.
هب لي يا رب أن أستقر على كفيك،
أراك بقلبي، وانشغل بالمناجاة معك،
لا أنشغل بأحاديث العالم، ولا ارتبك باهتماماته.
تغني نفسي لك يا شهوة قلبي!





عود كبريت!



في إحدى قرى الصعيد فكر بعض خدام التربية الكنسية في مشروعٍ لخدمة أطفال القرية، وإذ لم يكن لديهم إمكانيات فكروا في الالتجاء إلى بعض أغنياء القرية.
قال أحدهم: "(فلان) إنسان غني ويستطيع أن يساهم بكل نفقة المشروع، لكن... لا أريد أن أدين أحدًا!
- لكن، ماذا؟
- أنت تعرف ماذا أريد أن أقول.
- تقصد ما هو معروف عنه... إنه بخيل!
- كلنا نسمع عنه هذا!
- على أي الأحوال، لنذهب كأبناء له ونقدم له المشروع، لعل يد اللَّه تتدخل وتعمل في قلبه.
ذهب الخدام معًا، فاستقبلهم الغني ببشاشة وجه مرحبًا بهم. وإذ أراد ابنه أن يوقد المصابيح، أوقد المصباح الأول، وحاول أن يشعل المصباح الثاني بإيقاد عود كبريت ثانٍ، فانتهره والده، قائلاً له: "لماذا تستخدم عوديْ كبريت؟ استخدم العود الأول بأن تشعله من المصباح الأول لتوقد المصباح الثاني... أليس في تصرفك هذا خسارة؟!"
خجل الابن جدًا لأن والده ينتهره بسبب عود كبريت لا قيمة له. وكان الخدام ينظرون لبعضهم البعض، وكأنهم كانوا يقولون فيما بينهم: "الذي ينتهر ابنه على عود كبريت، هل سيساهم في مشروع لأطفال القرية؟!"
كان الغني يترقب نظرات الخدام دون أن ينطق بكلمة، بل كان ببشاشة يرحب بهم.
تملك أحد الخدام نفسه وبدأ يعرض المشروع على الغني الذي كان يتابع كلماته باهتمام شديد، وأخيرًا سأل الغني الخدام: "ما هي تكلفة المشروع؟" فأخبروه بالتكلفة.
في لحظات جاء الغني بالمبلغ كله وهو يقول لهم:
"هذه بركة لي أن أساهم في هذا المشروع لنفع أبنائي أطفال القرية.
إني أشكركم لأنكم سمحتم لي بالاشتراك معكم في هذا العمل.
إني أقدم القليل مما أعطاني اللَّه وأما أنتم فالجنود العاملون بقلوبكم ومجهودكم لخدمة الأطفال.
أرجو ألا تحرمونني من الشركة معكم في أي عمل لحساب أولادنا!"
تعجب الخدام من تصرف الغني، وكانوا يتطلعون إلى بعضهم البعض غير مصدقين ما يحدث معهم. وإذ لاحظ الغني ذلك، قال لهم:
"لماذا اندهشتم عندما وبَّخت ابني لتبديد عود كبريت؟ وأيضًا عندما قدمت لكم نفقة المشروع؟ فإنه بمثل هذا العود من الكبريت جمعت لكم ما أقدمه للَّه عطية لخدمته! إني حريص على كل شيء لا لأكنزه وإنما لأستخدمه أنا وأسرتي وأيضًا لخدمة الآخرين".
خرج الكل فرحون وهم يلومون أنفسهم لأنهم كانوا يدينونه بالبخل ظلمًا، وتعلموا منه ألا يبددوا شيئًا حتى يستطيعوا المساهمة في خدمة الآخرين.



† ! هب لي الأمانة في القليل، لأعطي للغير الكثير! †

باركت يا سيدي السمكتين والخمس خبزات،
فأشبعت الألوف،
لكنك طلبت أن تجمع الكسر!
إنه عمل هام قام به تلاميذك بأنفسهم.

علمني أن أكون أمينًا حتى في جمع الكسر،
فإن كثيرين يحتاجون إليها!


علمني ألاّ أبدد الموارد التي قدمتها للبشرية،
بل أكون أمينًا في القليل،
فتأتمني على الكثير.



أن أتبعك، هذا ما لست مُقتنعًا به!


دخل مؤمن إلى موضع مدافن بالهند، وكان يتمشى يتأمل في حياة الذين ماتوا وعبروا هذا العالم. وبينما هو غارق في أفكاره وجد مقبرة قديمة يبلغ عمرها حوالي 100 عامًا وقد كَتب الراقد فيها قبل موته هذه العبارات:
"أُذكر أيها الغريب يا من تعبر بي،
كما أنت الآن هكذا كُنتُ أنا يومًا ما.
وكما أنا الآن فستكون أنت أيضًا يومًا ما.
استعد للموت، وتعال اتبعني!"
بينما كان المؤمن يتأمل فيما نُقش على المقبرة، إذ به يجد نقشًا آخر على ذات المقبرة صنعه أحد العابرين، جاء فيه:
"أن أتبعك هذا ما لست مقتنعًا به،
حتى أعرف أيّ طريق أنت سلكت فيه".
حقًا ما أصعب أن يقتنع أحد بأن يتبع ميتًا حتى القبر ما لم يُدرك أنه قادر على العبور من القبر إلى حياة جديدة. واحد لم يقدر القبر أن يحبسه هو السيد المسيح، القائل: "أنا هو القيامة"، "أنا هو الطريق".
لنتبعه حتى ندخل معه إلى القبر وننطلق معه إلى حضن أبيه مترنمين:
"أين شوكتك يا موت؟!
أين غلبتك يا هاوية؟!"


أين هو أثاث بيتك؟


قيل أن سائح أمريكي في زيارته لبعض مدن أوربا التقي بعابد لا يملك إلا بعض الكتب وحصيرة... جلس السائح مع العابد يتحدثان معًا... قال الأمريكي للعابد: "أين أثاث بيتك؟" أجابه العابد بسؤال: "وأنت أين أثاث بيتك؟" قال الأمريكي: "أنا سائح غريب، لا أحمل أثاثات بيتي معي، إنما هي في وطني، أي في الولايات المتحدة الأمريكية". عندئذ قال العابد: "وأنا أيضًا مثلك!"
مسكين الإنسان الذي وهو سائح غريب في هذه الحياة، يشغل قلبه وفكره ويقضي أغلب وقته منهمكًا في أثاثات العالم!
لتعش في هذا العالم بروح الحرية، تنطلق سريعًا كسائح غريب متفرج حتى تعبر إلى أورشليم العُليا وطنك لتجد أحضان الآب بكل الأمجاد الفائقة مُعدَّة لتستقر وتستريح فيها.
من يدرك غربته لا يحمل همَّا بل فرحًا، ولا يرتبك بأثقال الحياة بل يطير كما بجناحي الروح، صاعدًا من مجدٍ إلى مجدٍ بهتاف لا ينقطع!



الرحمة لمن لا يستحق الرحمة


قيل إن سيدة وقفت أمام نابليون بونابرت تشفع بدموعها في ابنها الذي ارتكب جرمًا عظيمًا يستحق عقوبة قاسية.
- إني أعلم أنك إنسان رحوم، فأرجو أن تعفو عنه هذه المرة.
- إني أحب الرحمة، وقد صفحت عنه في المرة السابقة.
- اصفح عنه أيضًا في هذه المرة.
- إنه لا يستحق الرحمة، فقد استهان برحمتي السابقة.
- أنا أعلم أنه لا يستحق الرحمة، لكنك أنت رحوم.
- كيف أقدم الرحمة لمن لا يستحقها؟
- إن قُدِّمت الرحمة لمن يستحقها لا تُحسب رحمة، لكن الرحمة الحقَّة هي التي تُقدم لمن لا يستحقها.
صمت نابليون قليلاً ثم قال لها: "لقد أدركت الآن ما هي الرحمة، لذا قررت العفو عنه!"
هذه هي احساسات الرسول بولس وهو يقول: "ونحن أعداء قد صولحنا مع اللَّه بموت ابنه" (رو 10:5)، فقد تحققت مراحم اللَّه بالعفو عنَّا ومصالحتنا مع اللَّه ونحن أعداء ومقاومون له! أعطيناه القفا فأعطانا وجهه، قاومناه بكل طاقاتنا فبذل حياته لأجلنا... أحبنا أولاً حتى نذوق مراحمه المجانية فنتقبله فينا، عندئذ نفتح قلوبنا بالمراحم والحب له، بل ولكل البشرية، فنرحم من نحسبه لا يستحق الرحمة، ونُحب من نظنه لا يستحق حبنا!
أشكرك يا رب لأنك بالحق رحوم!
رحمتني أنا غير المستحق الرحمة.
فتحت أبواب أحضانك أمامي أنا الهارب من وجهك،
جذبتني بالحب إلى أحشائك الملتهبة بنار الحب!
تصهر طبيعتي القاسية وتُجددها،
أحمل شركة الطبيعة الإلهية،
فتفيض المراحم من أعماقي لمن لا يستحق المراحم!
ويشرق الحب من داخلي على من يبدو غير مستحقٍ لحبي!
تُحوّل أعماقي إلى مراحم لا تعرف الحدود،
ويتحول كياني إلى نار حبٍ لا تستطيع كل مياه العالم أن تطفئها!
أنت الحب كله... اجعلني بالحق محبًا ورحومًا!



يتبببببببببببببببببببببع

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 10:25 PM ]


طفلتان تقدسان صومًا!


أثناء افتقادي للعائلات بمنطقة هوليوود Holywood بكاليفورنيا عام 1971 قالت لي سيدة تقية لها ــ في ذلك الحين ــ طفلتان صغيرتان: "ما رأيك يا أبي في الاستحمام في حوض السباحة الخاص بالمنزل أثناء الصوم؟"
- لماذا تسألينني؟
- طفلتيْ رفضتا اليوم أن تمارسا السباحة في حوض السباحة، ولما سألتهما قالتا لي:
"كيف نمارس السباحة ونحن صائمتان؟"
قلت لهما: "الصوم لا يمنع ممارسة السباحة".
أجابتا: "كيف نمارس السباحة ونحن صائمتان؟ إسألِ أبانا!"
يكشف هذا الحوار بين الأم وطفلتيها الصغيرتين عن نظرة بسيطة تقوية لطفلتين في "الحضانة" مع لمسة روحية تمس كيانهما الداخلي.
لست أود الدخول فى الحوار بخصوص إمكانية ممارسة رياضة السباحة في حوض سباحة خاص فى أيام الصوم، لكن ما يشدني بحق تقوى طفلتين تعيشان في أمريكا بهذا الروح بينما أرى كثيرين يأتون فى فترة الصيف يتساءلون: "إننا سنذهب إلى المصيف، هل يمكننا أن نستحم بعد التناول؟ بعد كم ساعة من التناول يمكننا ذلك؟"
إن الأمر لا يحتاج إلى قوانين جافة تضبط مثل هذه الأمور، ولا إلى حلٍّ يمكن أن تحصل عليه من كاهنٍ، لكنه يحتاج إلى قلبٍ تقويٍ وفكرٍ سماويٍ وإلى نفسٍ جادةٍ تطلب ما هو لبنيانها الروحي المستمر.




قرأته عشرين مرَّة!


في زيارة بإحدى المدن الأمريكية إذ كنت أفتقد أسرة قلت لأحد الأحباء: "في أي الأسفار المقدسة تقرأ؟" أجابني: "لست أقرأ في الكتاب المقدس، فقد قرأت العهد القديم حوالي عشرين مرة، أما العهد الجديد فبلا عدد. إني أعرف كل الوصايا الواردة في الكتاب المقدس وأيضًا القصص الخ."
صمتُّ قليلاً ثم قلت له: "لقد قرأ إنسان عبارة واحدة، وبقي يقرأها أكثر من 85 سنة ولم ينتهِ من قراءتها!"
- من هو هذا الإنسان؟
- أنبا أنطونيوس.
- أيَّة عبارة؟
- دخل الكنيسة وهو شاب صغير لم يبلغ الثمانية عشرة من عمره وسمع قول الرب: "إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء وتعال اتبعني". سمع القول وأدرك أنها رسالة شخصية موجهة إليه. بقي يقرأ العبارة ويحاول أن يتممها طول عمره، فإذا بالوصية واسعة جدًا، وكأنه يردد قول المرتل: "لكل كمالٍ رأيت حدًا أما وصاياك فواسعة جدًا".
كتابنا لا يُقرأ لكي يحفظ عن ظهر قلب، ولا لمجرد التعرف على الوصايا والقصص الدينية، إنما يُقرأ لكي يلتقي المؤمن بكلمة اللَّه المخلص والصديق، يدخل معه في حوار حب، ويتمتع بالحياة معه.
نقرأ الوصية لنمارسها لا كعملٍ أخلاقي بحت، وإنما لكي نصير أيقونة المسيح، نصير على صورته، ونتحلى بسماته، تتزين نفوسنا بغنى نعمته فتتهيأ كعروسٍ لعريسها السماوي.


ليكن كتابك مفتوحًا أمام عينيّ،
أقرأه بقلبي لأعيش به،
أراك مختفيًا وراء الحروف،
التقي بك وأتعرف عليك.
أعرفك فأحبك،
أحبك فاتحد بك!
روحك القدوس ينير عينيْ قلبي،
ويجتذبني إليك فأجري نحوك.
أشهد لك ليتمتع الكل بك!




تعزيات مقدمًا!


في وسط آلامها الشديدة قالت لي السيدة فوزية:
- أنا متهللة لأن اللَّه يقدم لي التعزيات مقدمًا!
- ماذا تقصدين بالتعزيات المعطاة لكِ مقدمًا؟
- بالليل يقدم لي إلهي تعزيات عجيبة ليسندني مقدمًا، وكلما كثرت التعزيات أعلم أنني بالنهار سأعاني من آلام مبرحة! أشكره لأنه يسندني مقدمًا.
لم أسمعها قط تئن وسط آلام السرطان القاسية مع شللٍ نصفي، فقد كان الرب نفسه معزيها.
كنت افتقدها في أول يوم في صوم الرسل فقالت لي:
- هل تعلم ماذا حدث بالأمس؟
- لا!
- جاءني أخي كمال، ولم يكن قد زارني منذ أسبوعين إذ كان خارج الإسكندرية.
كنت مشتاقة إليه لكنني سألته: أيْ الأيام هذا اليوم؟
- الأحد.
- أيْ أحد.
- أحد العنصرة.
- كيف تأتيني الآن وتترك صلوات السجدة.
أصررت أن يأخذ زوجي وأبنائي ويذهبوا إلى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمصطفي كامل (تبعد خطوات من المنزل).
حاولوا بكل الجهد أن يتركوا أحد أولادي لعلّي أحتاج إلى شئ أو يأتي ضيف لكنني أصررت أن يشتركوا في صلوات السجدة.
ما أن خرجوا وأغلقوا الباب حتى فتح لي إلهي أبواب السماء.
تمتعت بأمورٍ لا ينطق بها، حتى إذ وضعوا مفتاح الباب ليفتحوا عدت إلى ما كنت عليه.
حاولت أن أتحدث معها عمَّا رأته فكانت تغير الحديث باستمرار!


† ! السماء المفتوحة †

حين تُغلقْ أبواب الأرض أرى السماء مفتوحة!
حين أرفض الاتكاء على صدر بشر،
أجد صدر الرب متسعًا بالحب لي!
افتح يا رب عن عينيَّ،
فأرى مع القديس يوحنا بابًا في السماء مفتوحًا.
أدخل إلى أسرارك الإلهية،
وأتمتع بالشركة مع السمائيين
أتهلل وسط آلامي،
وأنتظر بفرح لقائي معك أبديًا!




شاب يكذب يا بابا!


في أول يوم لدخولها الجامعة عادت الفتاة من كليتها وكانت تبكي بغير انقطاع. حاول والدها واخوتها أن يعرفوا سبب بكائها فلم يستطيعوا. بقي الأب يحاور معها بكل طريقة ليعرف سبب بكائها المستمر، خاصة وأنه كان هذا أول يوم تدخل فيه الجامعة. أخيرًا بعد مجهودٍ شاقِ في حوالي الساعة الحادية عشر مساءً قالت له:
- تخيَّل يا بابا!
- ماذا حدث؟
- تخيَّل لقد لاحظت زميلاً لي في الكلية كذب!
وقف الأب مندهشًا لعدم خبرة ابنته التي التحقت بالجامعة وتظن أنه لن يوجد إنسان ما يكذب. نادى الأب أولاده وقال لهم: "اخبروني ماذا أفعل؟ فإن فوزية تبكي طول النهار لأنها اكتشفت أنه يُوجد شاب يكذب! كيف يمكنها أن تعيش في وسط المجتمع؟"
لقد عاشت هذه الفتاة وتزوجت، ونجحت في عملها كمدرسة، كما في حياتها الزوجية، بل وكان لها أثرها الحيّ على كثيرين سواء في مدرستها أو وسط أصدقائها وأحبائها.
أذكر حين كنت أفتقدها وهي تعاني من آلام السرطان القاسية مع شلل نصفي كانت تقول لي:
"لماذا تفتقدني... أنا بخير! أرجوك افتقاد الشباب فهم أحوج مني إلى الافتقاد!" بهذه الروح عاشت فوزية البسيطة القلب والمهتمة بخلاص الكثيرين.


† ! قلبًا نقيًا اخلقه فيّ يا اللَّه †

هب لي يا رب قلبًا نقيًا،
فأرى الكل أنقياء!
لا أتخيَّل إنسانًا فاسدًا أو كاذبًا،
بل أرى الكل فيك،
وأحب خلاص الجميع!
هب لي دموعًا فأبكي على ضعفاتنا البشرية،
واتساع قلب فلا أطلب تعزية لي،
بل خلاصًا وبنيانًا لكل نفسٍ!



رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 10:27 PM ]


شماس يقرأ بقلبه


اغتاظ الوالي الوثني إذ رأى شماسًا شابًا يسند كثير من المعترفين على احتمال الآلام من أجل إيمانهم بالسيد المسيح. أراد الوالي أن ينكل به، وإذ عرف أن الشماس محب للقراءة في الكتاب المقدس والكتب الكنسية أصدر أمره بفقء عينيه. وقام الجند بذلك في قسوة وبتشفٍ، ظانين أنه حتمًا ستتحطم نفسية الشماس.
بعد قليل التقى الوالي بالشماس فوجده متهللاً بالروح، فتعجب جدًا. وإذ دخل معه في حوار قال له الشماس:
"إنني لست أعرف كيف أشكرك!
كنت أقرأ بعينيّ لعلّي أتعرَّف بالأكثر عن أسرار إلهي، وها أنت فقأت عينيّ فوهبني إلهي بصيرة داخلية.
الآن أقرأ الكثير بعينيّ قلبي!
عوض العينان الجسديتان أتمتع الآن بعينين روحيَّتين!
لقد عرفت الكثير وتمتعت بأمورٍ سماوية لم يكن ممكنًا للكتب أن تكشفها لي!"
دُهش الوالي، وصار يتساءل: ماذا أفعل بهذا الشماس؟
فقأت عينيه فرأى بقلبه الأمور التي لا تُرى!
أرسلته إلي الحبس فحوَّله إلى سماء مملوءة فرحًا وبهجة وتسبيحًا.
إن عذبته يفرح لأنه يشارك مسيحه آلامه.
إن قتلته يُسر بالأكثر لأنه مشتاق أن يرى إلهه... تُرىاذا أفعل؟"



يذكرني هذا بلقاء القديس أنبا أنطونيوس الكبير مع القديس ديديموس الضرير الذي فقد بصره في الرابعة من عمره. إذ سأله القديس أنطونيوس:
"هل تحزن يا ديديموس على فقدانك بصرك؟"
صمت القديس ديديموس، فكرر الأنبا أنطونيوس السؤال للمرة الثانية وأيضًا الثالثة، وإذ لم يُجب الأنبا ديديموس، قال له أنبا أنطونيوس:
"أتحزن يا ديديموس لأنك فقدت بصرك الذي يشترك فيه الإنسان مع الحيوانات وحتى مع الحشرات، ولا تفرح أن اللَّه وهبك بصيرة داخلية تشترك فيها مع الملائكة والسمائيين؟!"

† ! فرِّح قلبي بك †

إذ أقتنيك اقتني الفرح الحق، ليس من يستطيع أن ينزعه مني.
بك تتهلل نفسي يا شهوة قلبي!
ماذا يستطيع العالم أن يفعل بي؟
في مرضي أرى يدك الشافية لنفسي،
وفي آلامي أدخل في حوار معك أيها المتألم!
إن حُرمت حتى من بصيرة الجسد، تهبني بصيرة الروح فأراك!
إن اقترب إليّ الموت تنفتح أمامي أبواب الفردوس!
إن حرمني العالم من خيراته،
أقتنيك يا غِنى نفسي!
بك يكمل فرحي.
أتطلع إلى الماضي فأراك تحوِّل أخطائي لخيري،
وأنظر إلى الحاضر فأجدك في أحضاني،
وأترقب المستقبل بتهليل إذ أنت قادم إليّ حتمًا!







باركني يا ابني!


كان أبونا ميخائيل إبراهيم في زيارة أحد العائلات وفجأة قام ليصلي لكي ينصرف. تعجب أهل البيت من تصرفه هذا، فقالوا له:
- لماذا أنت مستعجل يا أبانا؟
- ابني إبراهيم (روَّح)!
- وليكن، فهو ذاهب إلى بيته.
- ذهب إلى الفردوس.
بالفعل عرفوا بعد ذلك أنه في هذه اللحظات أسلم ابنه الدكتور إبراهيم الروح وانتقل من هذا العالم.
أذكر ذلك عن الدكتور إبراهيم الذي تحدث عنه والده في جلستنا معًا في منزل المتنيح القمص مرقس باسيليوس، فقد روى لنا هذه القصة.
إذ كنت جالسًا في حجرة الاستقبال بالمنزل وأنا مستيقظ كنت أفكر في مشكلة معينة لا يعرف حقيقتها إلا ابني إبراهيم.
رفعت عينيّ وأنا جالس على الكرسي وقلت: "أليس ممكنًا أن ترسل لي يارب ابني إبراهيم لكي يخبرني بالأمر؟" فجأة وجدت إبراهيم واقفًا أمامي بثوبٍ أبيض جميل. قال لي: "ماذا تريد يا أبي"
تطلعت إليه وفرحت جدًا، وقلت له: "أنت لبست الثوب الأبيض يا ابني! لا أريد أن أوسخه لك بالاهتمامات الزمنية... ما أريده هو أن تصلي من أجلي وتباركني".
ختم أبونا حديثه بقوله: "فباركني ابني إبراهيم وانصرف". ربما أخفى بعض أحاديث الحب الروحي والمباركة المتبادلة بينهما!
في السماء يكون الكل اخوة أحباء، يلتقي الآباء والأجداد مع الأبناء والأحفاد بلا فوارق في السن ولا رباطات قرابة جسدية أو دموية، لكن رباط حب أعظم، أعضاء لبعضهم البعض في جسد الكنيسة الواحدة السماوية!
هناك يمتاز نجم عن نجمٍ في المجد، لكن بلا روح غيرةٍ أو حسدٍ، إذ يرى كل واحدٍ مجد الآخرين كأنه مجده هو، يفرح ويتهلل بخلاص الجميع.
أذكر دائمًا استشهاد أريانا والي أنصنا الذي قتل مدنًا بأسرها مثل إسنا وإخميم، وعذَّب أمراءً وأساقفةً وكهنةً ورهبانًا مع أطفال ونساء ورجال وشيوخ. تُرى كيف استقبلته هذه الجماهير غير المحصية في يوم استشهاده حين انطلق إلى الفردوس؟!
لقد زفته بالفرح، وحسبت مجده مجدها وخلاصه خلاصها. يا لعظمة الحب الحقيقي!




تركت بركة لبناتي!


مع منتصف الليل إذ كنت مع أبينا ميخائيل إبراهيم وأبينا بيشوي كامل في منزل المتنيح القمص مرقس باسيليوس نعزيه في زوجته، وكان أغلب المعزين قد انصرفوا، سأل أبونا مرقس أبانا ميخائيل: "هل تظن أن الراقدين يشعرون بنا؟" وهو يقصد زوجته التي رحلت عنه.
روى لنا أبونا ميخائيل بعض القصص المعاصرة التي عايشها بنفسه، أذكر منها القصة التالية:
في قرية (...) انتقل جواهرجي بسيط له سبع بنات وكانت زوجته مرَّة النفس، لا تعرف كيف تدير شئون رجلها فكانت تبكي بلا انقطاع. بعد أيامٍ قليلة من الوفاة، إذ كانت في حجرتها بمفردها ودموعها تنهمر من عينيها رأت رجلها أمامها يسألها: "لماذا تبكين؟" أجابت الزوجة: "كيف لا أبكي وقد تركتني وحدي، ومعي سبع بنات، من يهتم بهن؟ وكيف أقوم بتزويجهن؟"
قال لها الزوج: "لا تخافي، افتحي درج الدولاب فتجدين خلفه درجًا مسحورًا خفيًّا، تركت فيه بركة لبناتي للإنفاق على زواجهن".
اختفي الزوج ولم تصدق الزوجة نفسها إذ ظنت ذلك نوعًا من الخيالات، لكنها ذهبت إلى الدولاب وفتحت الدرج فوجدت الدرج السري وبداخله "صُرَّة". نادت السيدة بنتها الكبرى، وقالت لها: "اذهبي إلى عمِّك واسأليه أن يحضر فورًا".
جاء العم في الحال يستوضح الأمر. أخبرته السيدة بما حدث، ثم قدمت له "الصُرَّة" وهي تقول له: "هذه هي (الصُرَّة)... لم أرد أن أفتحها حتى تأتي، لأنه حسب القانون المصري لك نصيب في هذا الميراث، لأن ليس لي بنين ذكور! افتحها أنت وخذ نصيبك!"
بدأت الدموع تتساقط من عيني الرجل وهو يقول لأرملة أخيه: "كيف أمد يدي على البركة التي تركها أخي لبناته؟ إني أساهم في الإنفاق على بنات أخي ولا أغتصب شيئًا من البركة التي تركها والدهن لهن!"
حاولت السيدة بكل طاقاتها أن تدفع بالصُرة في يديْ الرجل، وتحت الإلحاح فتحها فوجد بها بعض الحُليّ الذهبية.
اتفق الاثنان أن يستخدم العم الذهب لحساب بنات أخيه، وبالفعل انفق عليهن حتى تزوج الكل!
هذه القصة رواها لنا أبونا ميخائيل إبراهيم الذي عاصرها وكان يعرف أشخاصها، وهي تكشف عن حب الراقدين لنا، كما تكشف عن أمانة الأرملة للخضوع للقانون وعدم الهروب منه تحت أي عذر!


† ! وأنا لست وحدي! †

كثيرًا ما أعاني من الشعور بالعزلة!
أظن إني وحدي،
ليس من يشعر بي، ولا من يشاركني آلامي!
لست أدري، حتى الذين سبقوني يحبونني!
يصلون عني ويهتمون بي!
وأنا أيضًا أحب، وسأُحب!
لن يستطيع الموت أن ينزع حبي عن اخوتي!
أحبهم حتى مع لقائي مع سيدي أحبهم!
أنا لست وحدي حتى إن دخلت في القبر!



يتببببببببببببببببببببببب بببع

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
milano kaka
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 20728
تاريخ التسجيل : Mar 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,267
عدد النقاط : 10

milano kaka غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 10:59 PM ]


مجهوووووووووووووووود رائع بجد
معلش ما شوفتش القصص كلها
بس هاشوفها
لكن حبيت اشكرك ع المجهود الرائع


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 8 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 11:29 PM ]


ميرسى ميلانو على ردكم نورت الموضوع بجد

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
nemnema2010
ارثوذكسي متألق
رقم العضوية : 36035
تاريخ التسجيل : Aug 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,116
عدد النقاط : 35

nemnema2010 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-24-2009 - 11:48 PM ]


مش عارفه اشكرك اقول ايه بجد يا ظاظا بجد مجموعه قصص فوق الروعه وكلها احلى من بعضها ميرسى كتيييييييير ليكى وربنا يعوضك


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 10 )
zaza2006
بنت تماف ايرينى
رقم العضوية : 24995
تاريخ التسجيل : Apr 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,861
عدد النقاط : 38

zaza2006 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: احلى هدية لاحلى منتدى

كُتب : [ 04-25-2009 - 01:08 PM ]


ميرسى نمنمة على ردك نورتى الموضوع

رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احلى عيد ميلاد لاحلى بنوتة nermos1982 منتدى مناسبات الاعضاء 31 01-22-2010 08:14 PM
احلى هدية لاجمل نانا قصدى بنت الراهب الصامت emmmy منتدى مناسبات الاعضاء 11 12-23-2009 12:39 AM
الموضوع دة عبنى فى منتدى وقلت اجبهلكم بعنوان بكرة احلى سيزر الروش القسم الادبي 5 09-26-2009 01:48 PM
انا جديد معاكوا فى احلى منتدى دينى جميل kero ch منتدى مناسبات الاعضاء 10 09-13-2009 08:13 PM
مساء الخير على احلى اعضاء وعلى احلى مشرفين واداريين على احلى منتدى دينى مسيحى kero ch منتدى مناسبات الاعضاء 5 08-18-2009 03:50 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 05:34 AM.