تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > المنتديات المسيحية العامه > مدرسة الحياة المسيحية

مدرسة الحياة المسيحية دراسات روحية لاهوتية متكاملة للخبرة والحياة

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 21 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:38 PM ]


+ فيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ،
الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ
==========
هنا إعلان نتيجة نجاح البار في إظهار الثمر في أوانه، لأن الكلمة الخارجة من فم الله تحمل حياته الخاصة، حينما يتقبلها الإنسان بالإيمان فهي تنغرس فيه كالبذرة في التربة وتُخلِّص نفسه، ويظهر ثمرها في أوانه؛ فكلمة الله كلمة حية تدخل في تربة القلب المُهيأ لاستقبالها وتنغرس فيه عميقاً، وحينما يتم رعايتها فأنها تنمو وتزدهر وتُعطي ثمراً صالحاً في وقته المناسب، فتظهر رائحتها الزكية وتجذب الآخرين ويتمجد اسم الله الحي بكونها ثمرته الخاصة في الإنسان.

==========
عزيزي القارئ، علينا أن ننتبه للكلام هنا، لأنه مهم للغاية، فزراعة الأشجار تحتاج لعمق واتساع معين (مساحة تُناسب حجمها النهائي) لكل نوع من أنواع الأشجار، مع المياه اللازمة الوفيرة والسماد الصالح لنموها الصحيح حتى لا تضعف وتذبل ومن ثمَّ تموت، فكلمة الله تحتاج لقلب متسع، قلب مُهيأ لاستقبالها وزراعتها لتضرب بجذورها فيه، كما أنها تحتاج تهيئة القلب بمعنى التوبة، لأن يوحنا المعمدان لكي يُهيأ طريق الرب ويعده، أعده بصوتٍ صارخ: "توبوا لأنه اقترب منكم ملكوت الله"، والرب وصل التوبة لكمالها حينما أضاف: "وآمنوا بالإنجيل"، فلكي نُهيأ القلب ونعده لا بُدَّ أن نتوب أولاً، ولكي نهيأ العمق اللازم لزرع كلمة الحياة فيه الخارجة من فم الله، أن نؤمن بالإنجيل، لأن بدون التوبة والإيمان بالإنجيل تستحيل الزراعة، بل سيظل القلب متحجراً والله محتجب، وبذار الكلمة ستُلقى، لكن لن يكون لها أي أصل في النفس، وبالتالي لن يكون لها فرصة للغرس، لأن طيور السماء ستخطفها لأن لا مكان لها على الطريق، ولا حتى في الأرض المُحجرة التي ليس لها أصل لكي تنزرع فيها الكلمة وتضرب عميقاً في باطنها.

==========
ولو راجعنا المزمور من أوله سيظهر لنا الترتيب اللائق لإعداد القلب وتهيئته بالانعزال عن سلوك الأشرار وطرح مشورتهم بعيداً وإفراغ القلب من كل أتكال على آخر، لكي تعمل الكلمة بحسب قدرتها الكاملة، وينال الإنسان التطويب من جهة تكريس قلبه لله الحي، لأن الكلمة لن تُزرع فينا وتُثمر ونحن مرتبطين ارتباط وثيق بالأشرار من جهة تقبل مشورتهم والسلوك في طرقهم الرديئة، لأن بهذه الطرق ينغلق الذهن وينعزل عن النور الإلهي، ويظل غير فاهم قصد الله ولن يستطيع أن يحيا وفق مشيئته مهما ما فعل وبذل من جُهد.

==========
+ فَلَمَّا اجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مِنَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ قَالَ بِمَثَلٍ: «خَرَجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ فَانْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ السَّمَاءِ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الصَّخْرِ فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ (أصل – تربة مناسبة). وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسَطِ الشَّوْكِ فَنَبَتَ مَعَهُ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. وَسَقَطَ آخَرُ فِي الأَرْضِ الصَّالِحَةِ فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَراً مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هَذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».
+ فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمَثَلُ؟». فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اللهِ وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ. وَهَذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ. وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. وَالَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ. وَهَؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَراً.
+ وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ هُمَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ. «وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ. فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ»؛ لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. (لوقا 8: 4 – 18؛ يعقوب 1: 21)

==========
فهذا المثل الذي قاله الرب مع ربطه بكلام القديس يعقوب الرسول يُظهر لنا القصد جلياً، ويوضح الأمور كإشراق شمس النهار ليرى ويبصر الإنسان كل شيء بوضوح، والآن اتضح لنا المعنى من جهة الخبرة والسلوك السليم والصحيح لكي نصير الرجل البار الذي نال الطوبى.

==========
وعلينا أن نُركز في كلام الرب نفسه، لأنه لم يقل المثل وفسره فقط، بل وضع لنا الجانب العملي التطبيقي لازدهار كلمته فينا وإعلان مجده الخاص، حينما قال: وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ، لذلك في المزمور قال أنه يكون كالشجرة، لأن الشجرة يظهر علوها الشامخ وثمرها أمام الناس في كل مكان، لذلك قال أيضاً: فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 5: 16)، وذلك لأن الأعمال هنا ليست عملنا نحن بل عمله هو فينا: لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا (أفسس 2: 10)

رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 22 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:38 PM ]


+ فيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ،
الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ
==========
والآن بعد الكلام السابق نبدأ على ضوئه نشرح هذا العدد من المزمور، لنفهمه فهماً صحيحاً في إطار المعنى السليم حسب القصد الإلهي المُعلن والظاهر لنا في الكتاب المقدس، وذلك من جهة فعل عمل الله في باطننا، لأن حينما يعطينا كلمته فأنه يعجن طبعنا بها، لأن بكونها تحمل حياته الخاصة فأنه يعجن بها شخصيتنا، حتى نندمج ونصير معها واحد، فنصير نحن أنفسنا غُرس الرب للتمجيد، لأنه بها غير حالنا لنكون سمائيين حاملي طبعه، مُرتدين بره الخاص، لأن آدم حينما سقط فقد ثوبه فتعرى، أما نحن فقد قُدِّمَ لنا الثوب الجديد الذي يكسي عُرينا، وهذا ما أُعلن لنا في النبوة: لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضاً عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضاً عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضاً عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ (أشعياء 61: 3)، لذلك فأن حياتنا في الله تُمجده، لأنه يظل يعمل فينا ويغرسنا في نفسه أعضاء حيه في جسده.

==========
فيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ
هنا يلزمنا أن نعي أن الغرس دائماً يكون عند مجاري المياه وليس في أي مكان آخر كما هو مكتوب: فَيَنْبُتُونَ بَيْنَ الْعُشْبِ مِثْلَ الصَّفْصَافِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ (أشعياء 44: 4)، وشجرة الصفصاف من الأشجار التي تزرع إلى ضفاف الجداول والبرك والأنهار كونها من الأشجار التي تحبّ المياه بكثرة، وتوجد منها أشجار كبيرة وعالية جداً تصل إلى حوالي ثلاثين متراً، وأنواع أخرى تصل إلى ثلاثة أمتار، فالأشجار بدون موارد مائية دائمة، تحترق تحت أشعة الشمس بفعل الجفاف.

==========
فالإنسان الذي عُجن طبعه بكلمة الله وصار لها موضعاً فيه، يحتاج لمياه كثيرة لكي تنمو وتزدهر فيه بالرغم من نار التجارب (التي كالشمس الحارقة)، لأن كما أن الزرع يحتاج للشمس لكي ينمو، فأن التجارب نفسها هي التي تُنمي كلمة الله فينا أن احتملناها بصبر الإيمان الحي، والمياه التي نحتاجها هي مياه النعمة المتدفقة وهي ملازمة لكلمة الله لا تفارقها، لأن كلمة الله كلمة حياة، حاملة لقوة النعمة المُخلِّصة، وهذا واضح في كلام القديس يعقوب عن كلمة الله (القادرة ان تُخلِّص نفوسكم)، وأيضاً مكتوب: فتستقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص (أشعياء 12: 3)، لذلك فطوبى لمن يجلس عند ينابيع الأسفار الإلهية المقدسة المتدفقة تياراً من المياه الغزيرة، فأنه يتقبل في نفسه ندى الروح القدس، إذ يغرس كلمة الحياة في أعماق النفس من الداخل لتكون قوة خلاص وشفاء وراحة للنفس المتعبة، كما انه يروي القلب ويسقي الإنسان حتى يصير مثل الشجرة المورقة المزدهرة.

==========
لا يجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حرّ ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع المياه يوردهم؛ لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم. (أشعياء 49: 10؛ رؤيا 7: 17)
وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ؛ وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. (يوحنا 7: 37 – 39؛ 14: 26)
لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»؛ وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ. (أعمال 1: 8؛ 9: 31)
وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. (يهوذا 1: 20)

==========
فالماء يُعبر هنا – أي في هذا الموضع – عن الروح القدس، وهو كالمياه المتدفقة لأشجار البرّ غُرس الرب الصالح، لأنه من المستحيل تنمو الكلمة فينا لكي تُثمر ونصير أشجار برّ الرب للتمجيد بدون الروح القدس الرب المُحيي، لأنه سبب حياة كلمة الله فينا، مثل البذرة التي انغرست في الأرض والتي تحتاج لرعاية لتنبض بالحياة وتأتي بثمر كثير، فالرجل الصالح البار مرتبط تطويبه على ما تمده النعمة (النابعة من الشركة الدائمة مع الله) من غذاء حي يقويه ويسند نفسه ويروي عطشه، لأن بدون نعمة الله المتدفقة بروحه للإنسان، فأنه سيفشل حتماً ولن يحيا حياة مستقيمة صالحة حسب قصد الله على وجه الإطلاق، وذلك مهما ما كانت قدرته وقوة إرادته، ومهما ما فعل وعمل وبذل من جهد، حتى ولو بذل نفسه للموت، فبدون النعمة لا خلاص لإنسان، لذلك قال رب المجد نفسه: فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ (لوقا 11: 13)، لذلك فأن العطية الثمينة المقدمة لنا من الله هو روحه الخاص والذي يُعطى لنا حينما نسأل ونطلب من صلاحه أن يحل فينا وفق مشيئة الله وتدبيره الحسن، لأن مشيئته هو أن نصير هياكل مقدسة وروحه يقطن فيها بشخصه وذاته، لا بشكل مؤقت بل يدوم إلى الأبد، لذلك علينا ألا نحزنه أو نطفأه فينا بسبب العصيان وعدم طاعتنا لهُ.

==========
+ اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو. مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ فِي دِيَارِ إِلَهِنَا يُزْهِرُونَ. أَيْضاً يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ. يَكُونُونَ دِسَاماً وَخُضْراً. لِيُخْبِرُوا بِأَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقِيمٌ. صَخْرَتِي هُوَ وَلاَ ظُلْمَ فِيهِ. (مزمور 92: 12 – 15)
+ أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ. تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. أَحْمَدُكَ إِلَى الدَّهْرِ لأَنَّكَ فَعَلْتَ وَأَنْتَظِرُ اسْمَكَ فَإِنَّهُ صَالِحٌ قُدَّامَ أَتْقِيَائِكَ. (مزمور 52: 8 – 9)
+ مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ. كَأَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ. كَجَنَّاتٍ عَلى نَهْرٍ. كَشَجَرَاتِ عُودٍ (صَبَّارٍ) غَرَسَهَا الرَّبُّ. كَأَرْزَاتٍ (أَشْجَارِ الأَرْزِ) عَلى مِيَاهٍ. يَجْرِي مَاءٌ مِنْ دِلائِهِ (مَسَاقِيهِ)، وَيَكُونُ زَرْعُهُ عَلى مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ، وَيَتَسَامَى مَلِكُهُ عَلى أَجَاجَ وَتَرْتَفِعُ مَمْلكَتُهُ. (عدد 24: 5 – 7)
==========
عموماً الآن بعد لما تم شرح التفاصيل علينا أن ننظر للسرّ القائم فيه الرجل المطوب حسب المزمور الرائع المكتوب بالروح ليوضح لنا الطريق لكي نسلك فيه حتى نصير مطوبين من الله الحي ليصير كل واحد فينا كالشجرة المغروسة على مجاري المياه لكي تُعطي الثمر في أوانه، أي في وقته الصحيح، فلا تؤخر أو يخرج معطوباً مريضاً، لذلك يقول المُرنم الحلو:
+ اَلرَّبُّ رَاعِيَّ، فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ (يُنْعِشُ) نَفْسِي. يَهْدِينِي (وَيُرْشِدُنِي) إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ (إِكْرَاماً لِ) اسْمِهِ. أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي (تُرَافِقُنِي). عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي (يُشَدِّدَانِ عَزِيمَتِي). تُرَتِّبُ (تَبْسُطُ) قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ (عَلَى مَرْأى من) مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا (وَأَفَضْتَ كَأْسِي). إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ (وَيَكُونُ بَيْتُ الرَّبِّ مَسْكَناً لِي) إِلَى مَدَى الأَيَّامِ. (مزمور 23)
==========
فالرب أعلن عن نفسه بوضوح قائلاً: أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ؛ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي (يوحنا 10: 11، 14)، لذلك فهو الذي يوبخ ويؤدب ويُعلِّم ويرد كالراعي رعيته (سيراخ 18: 13)، فكَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ. (أشعياء 40: 11)، لذلك هذا هو حال النفس التي دخلت تحت رعاية مسيح الحياة وشفاء النفس إذ أنها دائماً تقول فعلاً لا كلاماً: انا لحبيبي وحبيبي لي، الراعي بين السوسن (نشيد 6: 3).

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 23 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:39 PM ]


+ فيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ،
الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ
==========
+ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ בְּעִתּ֗וֹ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ
حسب الزرع تكون النتيجة، فلو الزرع صالح تكون المحصلة النهائية جيدة، ففي الجزء الثاني من الآية يوضح النتيجة، لأن أوان الإثمار هو يوم الامتحان العظيم للشجرة، فيا اما الثمر يظهر صحة الشجرة وعافيتها، أو عدم نفعها وصلاحيتها؛ ويلزمنا أن نُدقق في المعنى حسب تركيب النص المحكم، لأن الثمر هنا يظهر وقت الحصاد، والإشارة هنا لموسم الإثمار، والمعنى هنا يُشير للديمومة، وذلك يعني في كل موسم يظهر الثمر في أوانه بدوام واستمرار، لأن الشجرة دائماً (always) في الوقت المُحدد (appointed time) باستمرار (continually) تطرح الثمار الجيدة، ولا تأتي في موسم ما تتوقف عن الإثمار، لأن التوقف يعني أن هناك خلل عظيم حدث أو أن الشجرة ميتة، لذلك فأن المؤمن الأمين الحي بالله، الثابت في الكرمة يُثمر بدوام كل أيام حياته بلا توقف.

==========
فالتعبير هنا يُظهر نتيجة سببية، أي انها تُعلن نتيجة مبنية على سبب منطقي واضح لا لبس فيه، فالشجرة تُعرف من ثمارها، وعلى قدر صحتها يظهر جمال منظرها.

==========
لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيّاً، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً؛ وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ؛ فِي حَقْلٍ جَيِّدٍ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ هِيَ مَغْرُوسَةٌ لِتُنْبِتَ أَغْصَانَهَا وَتَحْمِلَ ثَمَراً، فَتَكُونَ كَرْمَةً وَاسِعَةً؛ فِي جَبَلِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِي أَغْرِسُهُ، فَيُنْبِتُ أَغْصَاناً وَيَحْمِلُ ثَمَراً وَيَكُونُ أَرْزاً وَاسِعاً، فَيَسْكُنُ تَحْتَهُ كُلُّ طَائِرٍ. كُلُّ ذِي جَنَاحٍ يَسْكُنُ فِي ظِلِّ أَغْصَانِهِ. (لوقا 6: 43، متى 3: 10؛ حزقيال 17: 8، 23)

==========
فالصديق مغروس غصن حي في الكرمة الحقيقية، فالزرع صالح والغرس جيد، والرب ينتظر ويتمهل ليُثمر ثمراً صالحاً حسب قوة الزرع، لأن في الأساس الزارع والساقي هو الله عن طريق خدام الكرمة، لأنه يُعطي المواهب في كنيسته لأجل البنيان والنمو الصحيح، والإنسان يشرب ويأكل من المائدة الملوكية المقدسة، وان مرض يطلب القوة العلوية لينال الشفاء ليستمر في النمو ولا يتعطل وقت أوان إثماره، لذلك علينا أن نعي ما هو مكتوب حسب كلام شخص ربنا يسوع بنفسه:

==========
أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ (ميت) فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ (مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟ – أشعياء 5: 4). إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي. كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ.
هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. (يوحنا 15: 1 – 16)

==========
إذاً سبب الازدهار الحقيقي للرجل البار التقي، لا من ذاته إطلاقاً ولا بقدرته وأعماله، بل بكونه مغروساً في الكرمة الحقيقية، لأن عصارة الحياة التي يستمدها من رب المجد والحياة تعطيه تلك القوة التي تجعله يُثمر ثمراً جيداً بحسب قوة النعمة التي تُغذيه، لذلك يُعطي ثمراً في أوانه ولا يُمكن أن يذبل أبداً، لذلك يا إخوتي أن ظهر ذبول في حياتنا الروحية ولم نقوى لا على صلاة ولا قراءة الكلمة ولا حضور اجتماعات روحية عميقة، ولا يوجد فرح أو تعزية بالإنجيل على وجه الإطلاق، وانطفأ شوقنا الحار نحو المسيح الرب وبردت محبتنا وضاعت منا غيرة محبتنا الأولى، ولم نعد نقوى على الحياة بالوصية كما عاشها الرب يسوع وتممها للنهاية (إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ)، علينا أن نُدرك أننا – في تلك الساعة – مرضى وانسدت مجرى النعمة داخلنا، ودخلنا في مرحلة الذبول، ونحتاج علاج سريع قوي لانفتاح مجري أنهار النعمة المُخلِّصة التي سُدت لذلك مكتوب:

==========
+ لأَنَّهُ هُوَ إِلَهُنَا وَنَحْنُ شَعْبُ مَرْعَاهُ وَغَنَمُ يَدِهِ. (لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ – عبرانيين 3: 7) الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ كَمَا فِي مَرِيبَةَ مِثْلَ يَوْمِ مَسَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي. أَبْصَرُوا أَيْضاً فِعْلِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ وَقُلْتُ: هُمْ شَعْبٌ ضَالٌّ قَلْبُهُمْ وَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لاَ يَدْخُلُونَ راحَتِي؛ فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ. (مزمور 95: 7 – 11؛ رؤيا 2: 5)
+ مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ؛ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَلْ يَسْقُطُونَ وَلاَ يَقُومُونَ أَوْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ وَلاَ يَرْجِعُ؟؛ تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً؛ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ؛ فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. (ملاخي 3: 7؛ إرميا 8: 4؛ حزقيال 18: 30؛ لوقا 13: 3؛ أعمال 17: 30)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 24 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:40 PM ]


+ وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ יַעֲשֶׂ֣ה يَنْجَحُ יַצְלִֽיחַ (prosper)

==========
وهنا الإشارة للإنجاز والربح والمكسب بسبب الجودة، فالتعبير (كل ما يصنعه ينجح) يحمل عدة معاني تكمل بعضها البعض فهي مجزئة لكلمتين (يصنعه، ينجح) = أتم – كمل – بلغ؛ يزدهر – ينجح – يتكاثر – نما – ازدهر.
==========
فالنجاح مبني على كل ما تم سابقاً من هذا العدد، لأنه أتم وأكمل أو كَمُل وبلغ، وبناء عليه أزدهر وتكاثر ونما = نجح، وهذا طبيعياً يحدث، لأن طالما الإنسان ترسخت فيه كلمة الله عميقاً فهو طبيعياً يحيا وفق المشيئة المعلنة فيها، لأن كل ما يصنعه هنا مبني على ما سبق، لأن من المستحيل يصل الإنسان لنتيجة النجاح بدون الحياة وفق الكلمة المغروسة، لأن كل ما يصنعه هنا أساسه كلمة الله مصدر الأعمال التي يعملها، أما لو كانت الأعمال خارج نطاق كلمة الله فكيف يكون هناك ازدهار مبني على الاكتمال، لأن لا يأتي ازدهار ولا نجاح إلا بعد اكتمال النمو ويأتي أوان الإثمار، لذلك نستطيع أن نضع هذا العدد في هذه الصورة: [كل ما يصنعه وفق كلمة الله ينجح فيه، أو كل ما يعمله حسب مشيئة الله الظاهرة في كلمته يزدهر ويتكاثر فيظهر قوة النجاح ويصير مكسب وربح عظيم.]
==========
+ «وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ. فَأَعْطَى وَاحِداً خَمْسَ وَزَنَاتٍ وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ وَآخَرَ وَزْنَةً، كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ. فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. وَهَكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ رَبِحَ أَيْضاً وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ. وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَتَى سَيِّدُ أُولَئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا. قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. ثُمَّ جَاءَ أَيْضاً الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ. فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. هُوَذَا الَّذِي لَكَ. فَأَجَابَ سَيِّدُهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ. فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِباً. فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. (متى 25: 14 – 30)

==========
فسر نجاح الإنسان الروحاني من الناحية العملية، بالنسبة لأعمال البرّ واستجابة صلواته، هو ناتج طبيعي عن أن في ناموس الرب مسرته، وفيه يلهج نهاراً وليلاً، أي أنه هو تلاوته ونشيده الخاص والمركز الذي تدور عليه حياته كلها، ومن هنا نستطيع ان نُدرك سر نجاح الأتقياء سامعي كلمة الله وطائعيها، لأن مسرتهم أن يعملوا بها ويستقوا من مياهها الحلوة، لذلك مكتوب: طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِراً كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي حَافِظاً قَوَائِمَ أَبْوَابِي (أمثال 8: 34)، لذلك فأن حينما يكون الرب معنا وكلمته متأصله ومتجذرة فينا، ننجح ونفوز ونصير مثل تلك الشجرة ليتمجد الله فينا.

==========
+ وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ؛ فَقَال مُوسَى: «لِمَاذَا تَتَجَاوَزُونَ قَوْل الرَّبِّ؟ فَهَذَا لا يَنْجَحُ. (تكوين 39: 3؛ عدد 14: 41)

==========
فسر النجاح في الحياة الروحية وانعكاسها على الحياة في الأسرة والمجتمع، وسبب استجابة الصلوات، هو الإصغاء لصوت الله وطاعة الوصية المقدسة بمسرة وغيرة حسنة، فكلمة الله سراج النفس المُنير المنجح طريقها، لأنه الهادي لسبيل البرّ والخلاص وتثبيت الأقدام فيه، للدخول في النهاية لعُرس حمل الله رافع خطية العالم الممجد والجالس عن يمين العظمة في الأعالي بجسم بشريتنا.

==========
والآن علينا أن نربط كلام المزمور ببعضه البعض لنفهم القصد كله لذلك علينا أن نربطه بذلك المزمور البديع الذي يظهر نفس ذات التعليم عينه بصورة ستظهر لنا كاملة نقية تجعلنا نسير في طريق النجاح الحقيقي ولا نحيد عنه، وعلينا أن نُركز في المعاني لأنها تجعلنا نخطو خطوات ثابتة في طريق النجاح الروحاني الحقيقي لنفرح ونُسر إذ نرى فينا إشراقة النور الإلهي البهي المفرح للقلب جداً.

==========
+ مِنْ كُلِّ طَرِيقِ شَرٍّ مَنَعْتُ رِجْلَيَّ لِكَيْ أَحْفَظَ كَلاَمَكَ. عَنْ أَحْكَامِكَ لَمْ أَمِلْ لأَنَّكَ أَنْتَ عَلَّمْتَنِي. مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي، أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي. مِنْ وَصَايَاكَ أَتَفَطَّنُ لِذَلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ. سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.. تَذَلَّلْتُ إِلَى الْغَايَةِ. يَا رَبُّ أَحْيِنِي حَسَبَ كَلاَمِكَ. ارْتَضِ بِمَنْدُوبَاتِ فَمِي يَا رَبُّ وَأَحْكَامَكَ عَلِّمْنِي. نَفْسِي دَائِماً فِي كَفِّي أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَلَمْ أَنْسَهَا. الأَشْرَارُ وَضَعُوا لِي فَخّاً أَمَّا وَصَايَاكَ فَلَمْ أَضِلَّ عَنْهَا. وَرَثْتُ شَهَادَاتِكَ إِلَى الدَّهْرِ لأَنَّهَا هِيَ بَهْجَةُ قَلْبِي. عَطَفْتُ قَلْبِي لأَصْنَعَ فَرَائِضَكَ إِلَى الدَّهْرِ إِلَى النِّهَايَةِ. سِتْرِي وَمِجَنِّي أَنْتَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ. انْصَرِفُوا عَنِّي أَيُّهَا الأَشْرَارُ فَأَحْفَظَ وَصَايَا إِلَهِي. اعْضُدْنِي حَسَبَ قَوْلِكَ فَأَحْيَا وَلاَ تُخْزِنِي مِنْ رَجَائِي. أَسْنِدْنِي فَأَخْلُصَ وَأُرَاعِيَ فَرَائِضَكَ دَائِماً. رَجَوْتُ خَلاَصَكَ يَا رَبُّ وَوَصَايَاكَ عَمِلْتُ. حَفِظَتْ نَفْسِي شَهَادَاتِكَ وَأُحِبُّهَا جِدّاً. حَفِظْتُ وَصَايَاكَ وَشَهَادَاتِكَ لأَنَّ كُلَّ طُرُقِي أَمَامَكَ. لِيَبْلُغْ صُرَاخِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ. حَسَبَ كَلاَمِكَ فَهِّمْنِي. لِتَدْخُلْ طِلْبَتِي إِلَى حَضْرَتِكَ. كَكَلِمَتِكَ نَجِّنِي. تُنَبِّعُ شَفَتَايَ تَسْبِيحاً إِذَا عَلَّمْتَنِي فَرَائِضَكَ. يُغَنِّي لِسَانِي بِأَقْوَالِكَ لأَنَّ كُلَّ وَصَايَاكَ عَدْلٌ. لِتَكُنْ يَدُكَ لِمَعُونَتِي لأَنَّنِي اخْتَرْتُ وَصَايَاكَ. اشْتَقْتُ إِلَى خَلاَصِكَ يَا رَبُّ وَشَرِيعَتُكَ هِيَ لَذَّتِي.. ضَلَلْتُ كَشَاةٍ ضَالَّةٍ. اطْلُبْ عَبْدَكَ لأَنِّي لَمْ أَنْسَ وَصَايَاكَ (مزمور 119: 101 – 116؛ 166 – 176)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 25 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:40 PM ]


+ لَيْسَ كَذَلِكَ (حال) الأَشْرَارُ، لَكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ

==========
هنا يحدث مقابلة بين طريقين، طريق رجل الإيمان المستقيم، وطريق الأشرار الأعوج، لإبراز حالة النجاح والفشل، فهذا العدد يُعبِّر بدقة عن حال الأشرار المستهترين، الغير مكترثين بكلام الله من الأساس، فالوصف هنا عن حال الأرض البور التي لا تصلح للزراعة من الأساس، فالعدد على بعضه يُعبِّر عن حال الأشرار المُعاكس والمضاد لحال وطريق الأبرار القديسين، ويبدأ هذا العدد بتعبير (ليس كذلك الأشرار)، أي ليس لهم نجاح ولا ربح، أي أنه لا يُمكن (أبداً) أن يكون هذا حال الأشرار، والكلمة هنا تُعبر عن عدم القدرة بسبب العجز التام عن النجاح الذي ظهر في العدد السابق كما تم شرحه، لأن كل ما يصنعونه يحيطه الفشل من كل جانب، لأنهم ليسوا كالشجر المغروس على مجاري المياه الصالحة، لأن هناك فرق بين مياه ومياه، مياه حلوة جارية فيها كل عناصر الغذاء اللازمة للنمو، ومياه راكدة عفنة مملوءة من كل مرض يفسد جذر أعظم الأشجار وأشدها قوة، فمياه الله تروى النفس وتجري فيها حياته لأن هذا هو الروح القدس، أما ماء العالم وتيار الفساد منبعه شهوة العيون، وشهوة الجسد، وتعظم المعيشة التي منها الطمع القاتل للنفس، وكلها مفسدة للنفس لأنها تأصل الموت وتثبت الدينونة.

==========
لذلك الأشرار حتى لو عملوا مظاهر أعمال البرّ، صاموا وصلوا، فلا تُستجاب لهم الصلاة، بل ولا تُسمع منذ البداية للنهاية، حتى لو عملوا كل خير أمام الناس، وقدموا كل رحمة، لأن طالما القلب يساكنه الشرّ محباً للعالم الحاضر الشرير، وبالتالي غير مغروسة فيه كلمة الحياة الإلهية، فلن تنفع كل أعمال الإنسان الخيرة، لأن مصدرها قلب معوج مملوء من كل شر وفساد، لأن كل عين مُره لا تُخرج سوى المرار، حتى لو بدى صالح شكلاً، لذلك رفض الله الاعتكاف والصلاة والصوم بسبب أن القلب نفسه شرير، أو أن الشر يرعى فيه تحت نظر وموافقة الإنسان.

==========
+ نَادِ بِصَوْتٍ عَالٍ. لاَ تُمْسِكْ. ارْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوقٍ وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ (عن قصد). وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْماً فَيَوْماً وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرّاً وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلَهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ. يَقُولُونَ: «لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟» هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. أَمِثْلُ هَذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْماً يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ يُحْنِي كَالأَسَلَةِ (الحية - الثعبان) رَأْسَهُ وَيَفْرِشُ تَحْتَهُ مِسْحاً وَرَمَاداً. هَلْ تُسَمِّي هَذَا صَوْما ًوَيَوْماً مَقْبُولاً لِلرَّبِّ؟ أَلَيْسَ هَذَا صَوْماً أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَاناً أَنْ تَكْسُوهُ وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعاً وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: «هَئَنَذَا». إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالإِصْبِعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ. وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ وَيُشْبِعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. (أشعياء 58: 1 – 11)
+ وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ؛ وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ، مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً. لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ؛ وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ. (1يوحنا 1: 5 – 6؛ 2: 3 – 6؛ 15 – 17؛ 28 – 29)

==========
فالأشرار في هذا المزمور هم الذين لم يولدوا ثانية، أي الذين رفضوا أن يولدوا من فوق، من الله، أي الذين لم يعيشوا بالإيمان، وبالتالي لا يتبعون المسيح الرب في التجديد، ورفضوا أن يكونوا أرض فلاحة الله، وبالتالي صاروا غير قابلين للكلمة لأن ليس لها مكاناً في قلوبهم لتنغرس فيه، بل هم يحيون في إنسانيتهم العتيقة المتحجرة الميتة، المنعزلة تماماً عن الله، وليس لها أصل فيه، لذلك كل أعمالهم عِبارة عن خرقة بالية، أو ثوب عث قديم مُمزق لا يستطيع أن يستر عورتهم، لذلك هم مفضوحين أمام الله الحي وجماعة الأبرار، إذ أن اللعنة المضروبين بها جعلت أرض قلبهم تُخرج شوكاً وحسكاً يخنقان كلمة الحياة فلا تُثمر فيهم.

==========
+ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ اللَّاوُدِكِيِّينَ: «هَذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ. أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً. هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ. هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضا ًوَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ». (رؤيا 3: 14 – 22)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 26 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:41 PM ]


+ لَيْسَ كَذَلِكَ (حال) الأَشْرَارُ، لَكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ
==========
+ لَكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ כַּ֝מֹּ֗ץ (القش – التبن الناعم) الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ תִּדְּפֶ֥נּוּ
والوصف هنا في منتهى الدقة، لأنها تصف القمح في الأجران بعد الحصاد، لأن أجران القمح عادةً توضع على أرض مرتفعة، وذلك لكي تستفيد من الرياح، لكي تنفخ في القمح فينفصل القمح عن القش أو التبن، فالقمح يهبط على الأرض ويتم جمعه باحتراس، وتُترك العُصافة ليقذف بها ويقصيها الريح بعيداً (drive away) ويتم الفصل والعزل بينها وبين القمح، فالقمح له وزن يجعله ينزل على أرض ثابتة، أما التبن الناعم أو القش خفيف ليس له وزن، وأقل رياح بسيطة تحمله وترتفع به وتبعثره فيضيع أثره تماماً.
ويلزمنا – الآن – أن نعي المعنى لأنه يُشير لانعدام قيمة الشيء وعدم الفائدة منه، لذلك ينبغي التخلص منه وتبديده وبعثرته، وهذا ما يُظهره العهد القديم من جهة الأشرار فيما يلاقونه من خراب عاجل في النهاية.

==========
+ لِيَكُونُوا مِثْلَ الْعُصَافَةِ قُدَّامَ الرِّيحِ وَمَلاَكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ؛ أَوْ يَكُونُونَ كَالتِّبْنِ قُدَّامَ الرِّيحِ وَكَالْعُصَافَةِ الَّتِي تَسْرِقُهَا الزَّوْبَعَةُ؛ وَيَصِيرُ جُمْهُورُ أَعْدَائِكِ كَالْغُبَارِ الدَّقِيقِ وَجُمْهُورُ الْعُتَاةِ كَالْعُصَافَةِ الْمَارَّةِ. وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي لَحْظَةٍ بَغْتَةً؛ تَجَمَّعِي وَاجْتَمِعِي يَا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ غَيْرُ الْمُسْتَحِيَةِ. قَبْلَ وِلاَدَةِ الْقَضَاءِ. كَالْعُصَافَةِ عَبَرَ الْيَوْمُ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ يَوْمُ سَخَطِ الرَّبِّ. أُطْلُبُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ بَائِسِي الأَرْضِ الَّذِينَ فَعَلُوا حُكْمَهُ. اطْلُبُوا الْبِرَّ. اطْلُبُوا التَّوَاضُعَ. لَعَلَّكُمْ تُسْتَرُونَ فِي يَوْمِ سَخَطِ الرَّبِّ. (مزمور 35: 5؛ أيوب 21: 18؛ أشعياء 29: 5؛ صفنيا 2: 1 – 3)
+ قَبَائِلُ تَهْدِرُ كَهَدِيرِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَلَكِنَّهُ يَنْتَهِرُهَا فَتَهْرُبُ بَعِيداً وَتُطْرَدُ كَعُصَافَةِ الْجِبَالِ أَمَامَ الرِّيحِ وَكَالْجُلِّ أَمَامَ الزَّوْبَعَةِ؛ لِذَلِكَ يَكُونُونَ كَسَحَابِ الصُّبْحِ وَكَالنَّدَى الْمَاضِي بَاكِراً. كَعُصَافَةٍ تُخْطَفُ مِنَ الْبَيْدَرِ وَكَدُخَانٍ مِنَ الْكُوَّةِ. (أشعياء 17: 13؛ هوشع 13: 3)

==========
فهذا نصيب الأشرار المعاندين الملتزمين بحياة الشرّ الرافضين الحكمة والمعرفة والفهم والتأديب والتقويم: وَأَنْتَ قَدْ أَبْغَضْتَ التَّأْدِيبَ وَأَلْقَيْتَ كَلاَمِي خَلْفَكَ؛ يَا رَبُّ أَلَيْسَتْ عَيْنَاكَ عَلَى الْحَقِّ؟ ضَرَبْتَهُمْ فَلَمْ يَتَوَجَّعُوا. أَفْنَيْتَهُمْ وَأَبُوا قُبُولَ التَّأْدِيبِ. صَلَّبُوا وُجُوهَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّخْرِ. أَبُوا الرُّجُوعَ (مزمور 50: 17؛ إرميا 5: 3)، هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشرّ فأسلمهم الله لذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق مشتعلين بكل شهوة يحيون بالغباوة، لأنهم عُراه من النعمة، فصاروا غير شرفاء، جسدهم مبيع تحت الخطية مُقيداً بسلطانها، لا يستطيعوا الفكاك منها بكونهم أحبوا الظلمة أكثر من النور لأنهم ملتزمين ومتمسكين بأعمالهم الشريرة.

==========
+ هَلْ تُعْرَفُ فِي الظُّلْمَةِ عَجَائِبُكَ وَبِرُّكَ فِي أَرْضِ النِّسْيَانِ؟؛ الْجُلُوسَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ مُوثَقِينَ بِالذُّلِّ وَالْحَدِيدِ. لأَنَّهُمْ عَصُوا كَلاَمَ اللهِ وَأَهَانُوا مَشُورَةَ الْعَلِيِّ. فَأَذَلَّ قُلُوبَهُمْ بِتَعَبٍ. عَثَرُوا وَلاَ مَعِينَ. (مزمور 88: 12؛ 107: 10 – 12)
+ هذه قرعتك النصيب المكيل لك من عندي يقول الرب لأنك نسيتني واتكلت على الكذب؛ لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ فِي بَطْنِهِ قَنَاعَةً لاَ يَنْجُو بِمُشْتَهَاهُ. لَيْسَتْ مِنْ أَكْلِهِ بَقِيَّةٌ لأَجْلِ ذَلِكَ لاَ يَدُومُ خَيْرُهُ. مَعَ مِلْءِ رَغْدِهِ يَتَضَايَقُ. تَأْتِي عَلَيْهِ يَدُ كُلِّ شَقِيٍّ. يَكُونُ عِنْدَمَا يَمْلَأُ بَطْنَهُ أَنَّ اللهَ يُرْسِلُ عَلَيْهِ حُمُوَّ غَضَبِهِ وَيُمْطِرُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ طَعَامِهِ. يَفِرُّ مِنْ سِلاَحِ حَدِيدٍ. تَخْرِقُهُ قَوْسُ نُحَاسٍ. جَذَبَهُ فَخَرَجَ مِنْ بَطْنِهِ وَالْبَارِقُ مِنْ مَرَارَتِهِ مَرَقَ. عَلَيْهِ رُعُوبٌ. كُلُّ ظُلْمَةٍ مُخْتَبَأَةٌ لِذَخَائِرِهِ. تَأْكُلُهُ نَارٌ لَمْ تُنْفَخْ. تَرْعَى الْبَقِيَّةَ فِي خَيْمَتِهِ. السَّمَاوَاتُ تُعْلِنُ إِثْمَهُ وَالأَرْضُ تَنْهَضُ عَلَيْهِ. تَزُولُ غَلَّةُ بَيْتِهِ. تُهْرَاقُ فِي يَوْمِ غَضَبِهِ. هَذَا نَصِيبُ الإِنْسَانِ الشِّرِّيرِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمِيرَاثُ أَمْرِهِ مِنَ الْقَدِيرِ؛ يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخا ًنَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ؛ يُدْفَعُونَ إِلَى يَدَيِ السَّيْفِ. يَكُونُونَ نَصِيباً لِبَنَاتِ آوَى؛ فأنكم إذ ولدتم إنما ولدتم للعنة ومتى متم فاللعنة هي نصيبكم. (إرميا 13: 25؛ أيوب 20: 20 – 29؛ مزمور 11: 6؛ 63: 10؛ سيراخ 41: 12)
+ وَأُظْلِمُ فَوْقَكَ كُلَّ أَنْوَارِ السَّمَاءِ الْمُنِيرَةِ، وَأَجْعَلُ الظُّلْمَةَ عَلَى أَرْضِكَ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؛ كان أولئك الناس وحدهم تحت ظلام ليل كثيف شبيه بظلام الموت الذي ينتظرهم. لكنهم مع ذلك كانوا على أنفسهم أثقل من أي ظلام؛ الضلال والظلمة خلقا (وجودهم طبيعياً) مع الخطاة والذين يرتاحون الى الشر في الشر يشيخون. (حزقيال 32: 8؛ الحكمة 17: 20؛ سيراخ 11: 16)
+ لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ. لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ. وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ. (رومية 1: 18 – 26)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 27 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:42 PM ]


+ لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ
==========
هذا العدد – بشكل خاص – يحتاج توضيح الألفاظ والتعبيرات التي أتت فيه ليتم فهمه
==========
(1) لِذَلِكَ עַל־כֵּ֤ן
أولاً نجد أن هذا العدد يبدأ بكلمة עַלوفي الترجمات تأتي بعدة معاني متوافقة لتوضيح الكلام = [ومن ثمَّ – بناء على ذلك – من أجل ذلك – بناء على ما هو أعلاه – متعلق بما سبق – بسبب ذلك – وبالتالي]، ولحقتها كلمة أُخرى لتصير تعبير مركب المعنى עַל־כֵּ֤ן وتترجم كتركيبة على بعضها بمعنى = (Therefore after that) بناء على ما سبق (من أجل هذا السبب) بعد ذلك (النتيجة – أو وفقاً لما سبق الآتي)، فهذا التعبير المركب يُظهر الترابط الوثيق بين السبب والنتيجة، لأن بسبب حال الأشرار (بناء على ما سبق) النتيجة الطبيعية (لذلك) أنهم لا يقومون في الدِّينِ.

==========
(2) تَقُومُ יָקֻ֣מוּ (الاستمرار في الوقوف أي الصمود)
وهذه الكلمة هنا تأتي بعدة معاني في الترجمات المختلفة بمعنى: [ظهر – نهض – ارتفع – متفوق – مُكَمّل – عاقل رزين – عَبر]، والكلمة تحمل معنى إنجاز المُهمة والوصول للنضج أو الكمال، وأيضاً تأتي بمعنى النفع، وأيضاً بمعنى مؤيد ومؤكد = مُصدق عليه، يقف بثبات وثقة.
فهنا في المزمور يشرح استحالة أن يكون هذا موقف الأشرار، لأنهم لا يستطيعوا أن يقفوا بثبات أمام الله، لأنهم في حالة خزي وعار عظيم بسبب حالهم الذي أعلنه سابقاً قبل أن يُظهر النتيجة هنا، لذلك وضع أداة النفي لتوضح موقف الأشرار الحقيقي [لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ]

==========
(3) الدِّينِ בַּמִּשְׁפָּ֑ט (الأحكام التي يجريها الله في الحياة الحاضرة)
يوجد جمهرة كبيرة من المفسرين يشرحون هذه الكلمة على أساس أنها تعني يوم الدينونة العظيم عند انتهاء العالم، لكن هذا المعنى لا يتماشى مع سياق النص نفسه [لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ، لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ]، لأنه لو كان الكلام عن الدينونة الأخيرة فَنَص العدد اللاحق لن يتماشى مع المعنى، ولن يذكر تعبير الطريق في الآية التي تليها، لأن عند الدينونة الأخيرة فقد وصل الجميع لنهاية الطريق، فما معنى أنه يذكر بعدها طريق الأبرار وطريق الأشرار؟
عموما يلزمنا أن نعود لأصل المعنى لفهم المقصود بطريقة تتماشى مع سياق المزمور نفسه، لنتعلم وتنضبط حياتنا حسب القصد المكتوب بإلهام الروح القدس:
فالكلمة تحمل عدة معانٍ مترابطة مع بعضها البعض وهي كالتالي: دعوى قضائية – مُطالبة – محكمة – فحص قضائي – حسم – تقرير (عن الفحص القضائي) – مستحق أو مؤهل – حكم قضائي – إصدار حُكم – عدالة – إنصاف – قاعدة قانونية – معيار ومقياس – اختبار وامتحان.

==========
فالكلام هنا يأتي بمعنى عدم قدرة الأشرار على الوقوف أمام العدل الإلهي، لأن هناك مقياس البرّ لقياس حالة القلب، أي هناك ميزان عدل يُقاس عليه حال الإنسان، لأن الله يزن القلوب، فلا يستطيع أحد أن يجتاز الفحص الإلهي أن لم يكن قلبه نقي، ونقاوة القلب تأتي من كلمته: إِنَّمَا صَالِحٌ (ט֭וֹבمُسْتَحَبّ، مبهج؛ مفرح) اللهُ لإِسْرَائِيلَ لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ؛ طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ؛ أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ؛ اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ. (مزمور 73: 1؛ متى 5: 8؛ يوحنا 15: 3؛ 6: 63)
لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ، لأن الأشرار طرحوا عنهم كلمة الله وعاشوا عُصاه – كما رأينا معاً – فكيف يثبتوا أمام الفحص الإلهي لكشف أعماق القلب، لذلك من المستحيل أن يأتي الأشرار أمام الله ليقفوا ويطلبوا منه شيئاً لأن حينما يقفوا أمام عدله تُفضح قلوبهم، لأنهم مُحاطين بالظلمة، فلا يقوى أحد منهم ان يَمثُل أمام الله، وهذا يختلف عن يوم الدينونة الذي سيقف فيه الجميع أمام كرسي المسيح الرب للقضاء الأخير، لكن هنا القصد كله الإشارة لعدم القدرة على الترائي أمام الله، لأن آدم حينما أخطأ خاف واختبأ من وجه الله الحي، فالمزمور هنا يُشير للظلمة المسيطرة على الإنسان التي دفعته ان يخشى ويخاف من النور، فمن هو الذي يستطيع أن يقف أمام النور الكامل وهو ظلمة، فيُحكم عليه بالبرّ، فيخرج مُبرراً لأنه كامل وقلبه نقي، لأن هذا الفحص اجتازه الفريسي والعشار حينما صعدا إلى هيكل الله الحي يتراءوا أمام عيني الله، فرُفض واحد من قبل الكبرياء لأن القلب شرير ممتلئ عجرفة، وقُبِلَ آخر تقدم بانكسار قلب صادق متكلاً على الله ليرحمه ويُنجيه، فنزل مبرراً.

==========
+ وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا؛ وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. (عبرانيين 4: 13؛ رؤيا 1: 14)
+ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ الَّذِي لَمْ يَحْمِلْ نَفْسَهُ إِلَى الْبَاطِلِ وَلاَ حَلَفَ كَذِباً. يَحْمِلُ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَبِرّاً مِنْ إِلَهِ خَلاَصِهِ؛ وَأَنْتَ يَا سُلَيْمَانُ ابْنِي اعْرِفْ إِلَهَ أَبِيكَ وَاعْبُدْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ رَاغِبَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ. فَإِذَا طَلَبْتَهُ يُوجَدُ مِنْكَ، وَإِذَا تَرَكْتَهُ يَرْفُضُكَ إِلَى الأَبَدِ. (مزمور 24: 3 – 5؛ 1اخبار 28: 9)
+ روح الرب يملأ الكون وبالأشياء كلها يُحيط. لهذا هو عليم بكل ما يقوله الإنسان. لا يُخفي عليه ناطق بسوء، وبإنسان كهذا ينزل العقاب العادل. أمام الله تنكشف أخفى نياته، وأقواله تصل عرش الرب وتحكم على شرّ أفعاله. فأذن الرب تسمع كل شيء حتى الهمس. فتجنبوا الهمس الذي لا خير فيه، وصونوا ألسنتكم من النميمة، فما يقال في الخفية لا يمر دون عقاب، اللسان يؤدي بصاحبه إلى الهلاك. لا تسعوا وراء الموت بما ترتكبون من أخطاء في حياتكم، ولا تجلبوا على أنفسكم الهلاك بأعمال أيديكم. فالله لم يصنع الموت، لأن هلاك الأحياء لا يسره. (حكمة 1: 7 – 13)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 28 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:42 PM ]


+ لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ

==========
إذاً المعنى باختصار:
لا تقوم الاشرار في الدين، أي لن يصمد الأشرار في مواجهة بر الله وأحكامه العادلة التي يجريها ضدهم في الحياة الحاضرة، هذا – بالطبع – بخلاف دينونتهم عند انتهاء العالم. صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ، اَلْمُنْتَفِخُ الْمُتَكَبِّرُ اسْمُهُ «مُسْتَهْزِئٌ» عَامِلٌ بِفَيَضَانِ الْكِبْرِيَاءِ (لوقا 1: 51؛ أمثال 21: 24)

==========
وبعد هذا الشرح الموجز لمعاني الكلمات، اتضح أمامنا جلياً المعنى وتم إزالة اللبس تماماً، واتضح لماذا لا يقوم أو يقف الأشرار ويثبتوا أمام عدل البرّ الإلهي بكون الدينونة تلاحقهم إلى القبر، ولكن المرنم لم يكتفي بتأكيد أنهم لا يستطيعوا أن يثبتوا أمام الله العارف القلوب وفاحصها لأن كل شيء عُريان ومكشوف أمامه، ولا يستطيع أحد ان يخفي عنه سراً، بل كمل الكلام بقوله: [وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ]
ليوضح عن طريق تركيبة الجُملة على بعضها فساد حياة الأشرار الخطاة التي بلا قيمة، ووضع مقابلة مكملة، لأن طالما لا يستطيعوا أن يثبتوا أمام الله فبالتالي أيضاً لن يستطيعوا أن يُقيموا وسط جماعة الأبرار، أي لا مكان لهم ولا استقرار ولا راحة وسطهم، لأن أي شركة للظلمة مع النور، فلا هم يستطيعوا أن يحتملوا الحضور الإلهي، ولا الجلوس وسط الأبرار، لأن الله يُقيم وسط الأبرار في حالة شركة معهم؛ فعلى كل وجه صارت حياة الأشرار الخطاة في معزل تام عن كل ما هو مقدس وطاهر وشريف، ولا يوجد خلط بين النور والظلمة أبداً، حتى لو كان – من جهة المظهر – مختلط مثل الزوان مع الحنطة، لكن الله يعلم كل شيء وظاهر أمامه، فهو يعرف يفرق بين الاثنين بدقة متناهية، لأنه يرى أعماق كل واحد من الداخل، وهذا ما سيتضح لنا في العدد الأخير.

==========
ويلزمنا هنا أن نفحص المعاني للأهمية:
(1) فالخطاة هنا חַטָּאּים =
المذنبين الكذبة الخاطئين بيدٍ رفيعة، أو مقتدرة، فهنا لا يتحدث عن ضعف عابر ولا السقوط عن عثرة، بل عن الخطاة الذين بكل جرأة وجسارة فعلوا الشرّ عن قصد وتبجح بإصرار وعِناد قلب رافضين وصية الله ويزدرون بشخصه القدوس: وأما النفس التي تعمل بيدٍ رفيعة من الوطنيين أو من الغرباء، فهي تزدري بالرب، فتقطع تلك النفس من بين شعبها. لأنها احتقرت كلام الرب ونقضت وصيته، قطعاً تُقطع تلك النفس، ذنبها عليها؛ أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. (عدد 15: 30 – 31؛ يوحنا 8: 44)

==========
(2) جماعة עֵדָה =
اجتماع – مجلس – جمهور – محفل – جماعة مصلين – رعية؛ وطبعاً لا نستطيع أن نعزل كلمة جماعة عن الأبرار، لأن الجماعة هنا مخصصة بالأبرار צַדִּיק= [أبْيَض، بَرِيء، زَكِيّ، صالِح، نَظِيف]؛ والمعنى يُشير إلى الذين هم في الحق الذي تكلم عنهم الرب قائلاً: وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ (يوحنا 17: 19)، ويقول الرسول يوحنا: وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؛ فَرِحْتُ جِدّاً لأَنِّي وَجَدْتُ مِنْ أَوْلاَدِكِ بَعْضاً سَالِكِينَ فِي الْحَقِّ، كَمَا أَخَذْنَا وَصِيَّةً مِنَ الآبِ. (1يوحنا 5: 20؛ 2يوحنا 1: 4)

==========
عموماً القصد هو مجلس القديسين الذي يحيون بالإيمان الحي العامل بالمحبة، الذين هم رعية مع القديسين وأهل بيت الله: فَأَجَابَ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا» (لوقا 8: 21)، فالله رأسهم وحياتهم وكسوتهم، ولا يوجد بينهم وبين الظلمة أي شركة، لذلك فالخطاة الذين يحيون بالظلمة ويرتكبون الشرّ طِوعاً، يستحيل أن يقترنوا بالقديسين أو يستقر نصيبهم معهم، لأنهم معزولين داخلياً، لأن لكل واحد له طبعه الخاص به، والذي يميل نحو شريكه الذي يحيا نفس ذات الحياة عينها لأنه يشترك في نفس الطبع ونفس الطبيعة.

==========
+ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ؛ لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟؛ الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ؛ إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ، وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. (كولوسي 1: 12؛ 2كورنثوس 6: 14؛ 1يوحنا 1: 3، 6 – 7)
v لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي (داخل) جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ، لأَنَّهُ لاَ تَسْتَقِرُّ عَصَا الأَشْرَارِ عَلَى نَصِيبِ الصِّدِّيقِينَ لِكَيْ لاَ يَمُدَّ الصِّدِّيقُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى الإِثْمِ. (مزمور 125: 3)

==========
وعلينا الآن أن نقف وقفة هامة للغاية، لكي نفهم ونستوعب سرّ فائق يظهره لنا هذا المزمور العظيم، الذي يُحدد لنا طريق البرّ وكيفية سلوك الأبرار لينالوا التطويب فينشدوا نشيد الغلبة والفرح لأنهم يسيرون في طريق البرّ نحو المجد السماوي الفائق في شركة القديسين في النور.

==========
فالمزمور هنا أظهر لنا مقياس الحياة الروحية، وهو ميزان القلوب، الذي هو الكلمة الخارجة من فم الله، لأن المواجهة مع كلمة الله هي مواجهة فحص قضائي، أي ساعة قضاء ودينونة، أي اجتياز فحص دقيق، لأن الكلمة تقضي في النفس وتفصل فيها، لأنها مثل مشرط الجراح الماهر ذو اليد المُميزة التي تعمل بدقة عالية، أو مثل سكين الكاهن في العهد القديم، الذي بها يُشرح ذبيحة المحرقة ويفحص أعماقها وكل جزء صغير فيها لئلا يكون بها عيب فترفض من أمام الله الحي، لأنها لا تتناسب مع بره ولا صلاحه بسبب عيبها، ونفس ذات الفحص عينه يجتازه كل من يقف امام كلمة الله، لأنه يا اما يثبت فيها لأنه تبرر وظهرت طهارة قلبه، أو يُدان ويرفض ويُطرد ويُعزل عن جماعة الأبرار، لذلك المزمور يؤكد على هذه الحقيقة في هذا العدد الهام للغاية: لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي (داخل) جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ.

==========
فالكلمة تفرز وتعزل وتقطع، فتضع على اليسار (مكان الإهمال وعدم القيمة) الخطاة الرافضين التوبة بكل إدراك ووعي وإصرار، لأنهم لا يريدوا أن يحيوا مع الله ولم يأتوا إليه ليُشفيهم: يَاأُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا (متى 23: 37)؛ وتضع على اليمين (مكان العزة والمجد والبركة) الأبرار الذين تقدسوا للرب الإله، وتعطيهم نعمة حافظة في الطريق ليتمموا خلاصهم بخوف ورعدة (تقوى)، لأنها تعمل فيهم للتنقية المستمرة.

==========
+ ينبوع الحكمة، كلمة الله في العُلى، ومسالكها الوصايا الأزلية؛ هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ؛ فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا؛ أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ (سيراخ 1: 5؛ أشعياء 55: 11؛ إرميا 1: 12؛ 23: 29)
+ وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ؛ لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ؛ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ؛ وَرَأَيْتُ عُرُوشاً فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْماً. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ. وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ. (أفسس 6: 17؛ عبرانيين 4: 12؛ 1يوحنا 2: 14؛ رؤيا 20: 4)

==========
فالمزمور يضع لنا المقابلة بين الخطاة [مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً – متى 23: 28] والأبرار [لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ – رومية 2: 13]، ليتم التمييز، ولكننا هنا سنركز على من هم الأبرار، أي ماذا فعل الله فيهم سراً ليصيروا أبراراً فعلياً، لأن في الأساس هم الخطاة الذين ابغضوا خطيئتهم وسمعوا نداء (توبوا وآمنوا بالإنجيل) فلبوا النداء [لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ – متى 9: 13]، فحدث أن الله بررهم، فصاروا يدعون أبراراً، غُرس الرب للتمجيد، وقد ساروا مغروسين في الكرمة مبررين، وهذا ما أعلنه الإنجيل:

==========
+ وهكذا كان أُناس منكم (خطاة)، لكن اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا؛ فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ؛ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ.وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ؛ لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً؛ حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. (1كورنثوس 6: 11؛ رومية 5: 1؛ عبرانيين 12: 22 – 24؛ رومية 5: 19؛ تيطس 3: 7)

==========
وبسبب ذلك فأن صلاة الأبرار المستجابة هي: اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً (مزمور 139: 23 – 24)، مع اننا نجد في بداية المزمور يقول بشكل فعل ماضي: يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي (مزمور 139: 1)، فالمزمور هنا يُظهر دوام الفحص، من فحص لفحص، قد اختبرتني واختبرني يا الله، لأن هذه هي حياة الرجل البار المحب لله، دائم الدخول في حالة الفحص المستمر، لا فحص نفسه بنفسه والاتكال على قدراته وأعمال بره الخاص، بل الوقوف أمام كلمة الله لتكون هي مقياس حياته، لأنها هي القاضي والحاكم والمحامي والمطهر والمنقي والمغير والمجدد بالروح القدس، لأنها تأخذ من المسيح الرب وتطبع فينا بروحه الخاص الذي يشكلنا ويُغيرنا، لأن هذا هو عمل كلمة الله، لأنها تحمل قوة الله وحياته الخاصة، لأنها نور كاشف يُنير ظُلمات النفس وينقلها من الظلمة للنور، ومن الموت للحياة، إذ تشع وتبث فيها نور الحياة الجديدة في المسيح.

==========
وهذا يختلف تماماً عن الخطاة الذين ينفرون من الكلمة ولا يستطيعوا أن يقفوا أمامها لأنها تفضح قلبهم القاسي وتعلن دينونتهم العادلة، لأنهم هم الذين أرادوا الظلمة، مكثوا فيها وصارت هي حياتهم: لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ؛ وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ؛ اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ؛ فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا؛ لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضاً فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ؛ لأَنَّهُ كَانَ خَيْراً لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ؛ فَأُرِيدُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ هَذَا مَرَّةً، أَنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضاً الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. (يوحنا 3: 20؛ رومية 2: 5؛ عبرانيين 3: 12؛ 10: 26؛ 2بطرس 2: 20؛ يهوذا عدد 5)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 29 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:43 PM ]


+ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ

==========
لا نستطيع أن نفهم هذا العدد إطلاقاً مستقل بذاته، لأنه بدأ بكلمة لأَنَّ السببية التي تؤكد على ترابطه مع ما قبله ومن المستحيل فصلهما عن بعضهم البعض، فالعدد هنا يُظهر السبب للأفعال والتصرفات الموجودة في العدد السابق، لذلك ينبغي أن نضع العدادان مع بعضهما البعض لنفهمهما في إطار سليم حسب القصد الظاهر فيهما:
+ لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ. لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.

==========
لأن = כִּֽי = because = إذْ؛ بسبب؛ مِنْ أجْلِ ذَلِكَ
فالأشرار لا يقوموا في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار (بسبب، أو إذ، أو ومن أجل ذلك السبب): أن الرب يعلم طريق الأبرار.
يعلم = יָדַע = يعرف – يرى بوضوح – يُميز بدقة متناهية (تمكن وكفاءة) – فهم واضح – ملاحظة دقيقة – مراقبة وفحص وكشف – تأكيد واضح.

==========
فالكلام هنا يتجه نحو رؤية الله وقيادته الخاصة وتأييده وحكمه المستقيم [وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِبِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاِسْتِقَامَةِ – مزمور 9: 8]، لأن عيناه كما رأينا – في الشرح السابق للأعداد – كلهيب نار تفحصان أستار الظلام، ويعلم علم متسع واضح فهو كاشف القلوب ووازنها بميزان كلمته الخاص، لذلك يُميزها تميزاً، ويفصل في جميع الأمور بدقة متناهية للغاية، لذلك قال الرب نفسه: وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ، خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا (γινώσκω) فَتَتْبَعُنِي (يوحنا 10: 26 – 27).

==========
وهنا واضح التمييز والمعرفة الدقيقة والفصل بين الكذب والصدق من جهة القلب والحياة الداخلية الغير ظاهرة أمام الناس، مثلما يُميز تاجر الذهب واللآلئ النفيسة ما بين الأصلي والمغشوش، فالله وحده من يعرف خفايا القلب المستترة، ويفصل بين الخراف والجداء، ويؤيد الخراف الخاصة لأنها وحدها من تسمع صوته وتطيعه، لأن المسيح الرب هو القائد، فهو لا يقود الغاش بل يعزله [اَلْغِشُّ فِي قَلْبِ الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي الشَّرِّ؛ تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ؛ لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ. بِفَمِهِ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلاَمٍ وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِيناً – أمثال 12: 20؛ مزمور 5: 6؛ إرميا 9: 8]، بل يقود قطيعه الخاص المستمع إليه ليظهر بهم رائحة معرفته في كل مكان.

==========
+ وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ وَيُشْبِعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ؛ كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ؛ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. (أشعياء 58: 11؛ 40: 11؛ 2كورنثوس 2: 14)

==========
فالله يعلم طريق الأبرار [وجهت قلبي إلى امتلاك الحكمة وبالطهارة وجدتها. بها حصلت علي الفهم من البدء فلن أقع في حيرة من أمري – سيراخ 51: 20] لأنه هو مرشدهم وهاديهم لطريق الخلاص والبرّ [أَرَيْتُكَ طَرِيقَ الْحِكْمَةِ. هَدَيْتُكَ سُبُلَ الاِسْتِقَامَةِ – أمثال 4: 11]، مثبتاً طريقهم ومنجحه [أَنْتَ ثَبَّتَّ الاِسْتِقَامَةَ. أَنْتَ أَجْرَيْتَ حَقّاً وَعَدْلاً – مزمور 99: 4] وعينه عليهم ويقودهم بنفسه ويثبت خُطاهم ويحرسهم ويحفظهم ليوم مجيئه واستعلان مجده.

==========
+ إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ؛ أَنَا الرَّبُّ حَارِسُهَا. أَسْقِيهَا كُلَّ لَحْظَةٍ. لِئَلاَّ يُوقَعَ بِهَا، أَحْرُسُهَا لَيْلاً وَنَهَاراً؛ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ؛ لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ، الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى. (مزمور 127: 1؛ أشعياء 27: 3؛ 1بطرس 1: 5؛ مزمور 121: 3، 5)
+ هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكاً أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ؛ الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ؛ أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ؛ وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الاِبْتِهَاجِ. (خروج 23: 20؛ مزمور 212: 7؛ 2تسالونيكي 3: 3؛ يهوذا 24)

==========
+ أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ אָבַד =
اضْمَحَلّ – امّحَى – انْدَثَر – أَهْلَكَ – باد – بوار (مثل الأرض البور) – تاه – تَعِس – رَدِي – زَهَق – طاح – فَنَى – مات – هَلَك

==========
والتعبيرات الموجودة كلها تعبر عن النتيجة الطبيعية الحتمية لطريق الأشرار، فأن تعددت الطرق لكنها في النهاية طريق واحد اسمه طريق الأشرار [التَّارِكِينَ سُبُلَ الاِسْتِقَامَةِ لِلسُّلُوكِ فِي مَسَالِكِ الظُّلْمَةِ؛ (فـ) طريق الخاطئين سهلة ومريحة، لكن نهايتها هاوية القبر؛ (لكن) طرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون فيها؛ لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلَكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرّ (بيد رفيعة أو عن قصد وتدبير)] (أمثال 2: 13؛ سيراخ 21: 10؛ هوشع 14: 9؛ 1بطرس 3: 12)

==========
الطريقـــــــان: طريق الأبرار – طريق الأشرار
العدد الأخير هو ختام المزمور، وهو يعتبر خاتمة قوية جداً للتنبيه والتحذير، فطريق الأبرار يثبت أمام الله وينجح كل من يسير فيه، أما طريق الأشرار ليس فيه قيمة بل يهلك ويفشل كل من يسير فيه، لأن كل طريق مُظلم نهايته هلاك مُحتم ولا نجاه، لأن المصير محتوم حسب الطريق الذي نسير فيه، طريق البرّ طريق السرور والراحة الداخلية والسلام الدائم مهما ما ظهرت من معوقات أو عثرات، لأنه طريق الحق الجهال فيه لا يضلون، لأنه يوجد من يعرفهم سبيل الحياة ويهديهم لطريق الاستقامة، أما طريق الشرّ والفساد فأن الحكماء فيه يضلون، والشرفاء يُفسدون، والكل فيه يسير بعجاله لمصيره المحتوم.

==========
فمن يسير في طريق الشرّ يعيش بالكآبة في حالة من اضطراب النفس مع حزن عميق موجع يشوبه اليأس كشبح يعبث في منتصف الليل، ويظل بعمل في باطن الإنسان من الداخل حتى يكره حياته ويتمنى الموت لأنه: [لا سلام قال الرب للأشرار؛ لأنههكذا قال الرب صوت ارتعاد سمعنا خوف ولا سلام – أشعياء 48: 22؛ إرميا 30: 5]، بل وينخدع – بسبب عمى الذهن – بصوت الأنبياء الكذبة الذين اتخذوا مكانة التعليم في وسط طريق الشر ويستخفون بطرقهم الردية قائلين: سلام، سلام، ولا سلام (إرميا 6: 14).

==========
لذلك علينا أن نحذر ولا نتبع طريق الهلاك ولا رجال الموت الذين اتخذوا شكل وصورة تعليم التقوى، الذين يثبتون طرق الشرّ بالكذب والخداع، تاركين وصية الله الحي، لأنه مكتوب: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَضَلُّوا شَعْبِي قَائِلِينَ: سَلاَمٌ وَلَيْسَ سَلاَمٌ، وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ يَبْنِي حَائِطاً وَهَا هُمْ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ. فَقُلْ لِلَّذِينَ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ إِنَّهُ يَسْقُطُ. يَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ، وَأَنْتُنَّ يَا حِجَارَةَ الْبَرَدِ تَسْقُطْنَ، وَرِيحٌ عَاصِفَةٌ تُشَقِّقُهُ. وَهُوَذَا إِذَا سَقَطَ الْحَائِطُ، أَفَلاَ يُقَالُ لَكُمْ: أَيْنَ الطِّينُ الَّذِي طَيَّنْتُمْ بِهِ؟ لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أُشَقِّقُهُ بِرِيحٍ عَاصِفَةٍ فِي غَضَبِي، وَيَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ فِي سَخَطِي، وَحِجَارَةُ بَرَدٍ فِي غَيْظِي لإِفْنَائِهِ. فَأَهْدِمُ الْحَائِطَ الَّذِي مَلَّطْتُمُوهُ بِالطُّفَالِ، وَأُلْصِقُهُ بِالأَرْضِ، وَيَنْكَشِفُ أَسَاسُهُ فَيَسْقُطُ، وَتَفْنُونَ أَنْتُمْ فِي وَسَطِهِ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. فَأُتِمُّ غَضَبِي عَلَى الْحَائِطِ وَعَلَى الَّذِينَ مَلَّطُوهُ بِالطُّفَالِ، وَأَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ الْحَائِطُ بِمَوْجُودٍ وَلاَ الَّذِينَ مَلَّطُوهُ! (اي انبياء اسرائيل الذين يتنبأون لأورشليم ويرون لها رؤى سلام ولا سلام يقول السيد الرب). (حزقيال 13: 10 – 16)

==========
فهذا هو منهج طريق الأبرار:
تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ؛ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي؛ عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ وَاهْدِنِي فِي سَبِيلٍ مُسْتَقِيمٍ بِسَبَبِ أَعْدَائِي؛ دَرِّبْنِي فِي سَبِيلِ وَصَايَاكَ لأَنِّي بِهِ سُرِرْتُ. (مزمور 16: 11؛ 119: 105؛ 27: 11؛ 119: 35)
وهذه وصايا لتثبيت أرجلهم:
لاَ تَدْخُلْ فِي سَبِيلِ الأَشْرَارِ وَلاَ تَسِرْ فِي طَرِيقِ الأَثَمَةِ؛ قُلْتُ أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَأ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي؛ أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِقٍ يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ؛ مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ؛ لِتُنَادِيَ عَابِرِي السَّبِيلِ الْمُقَوِّمِينَ طُرُقَهُمْ؛ فِي سَبِيلِ الْبِرِّ حَيَاةٌ وَفِي طَرِيقِ مَسْلِكِهِ لاَ مَوْتَ. (أمثال 4: 14؛ مزمور 39: 1؛ أمثال 4: 18، 26؛ 9: 15؛ 12: 28)

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 30 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:44 PM ]


فقرات من كتاب الديداخي
Διδαχή των ΙΒ ̀Αποστόλων
The Didache or Teaching of the Apostles
تعاليم الرب للأمم بواسطة الاثني عشر رسولاً
وهي تتكلم عن الطريقان

+ يوجد طريقان، واحد للحياة، وواحد للموت، والفرق بين الطريقين عظيم.
أما طريق الحياة فهو أولاً أن تحب الله خالقك، وثانياً أن تحب قريبك مثلما تحب نفسك (متى 22: 37 – 39 + تثنية 6: 5)، وكل ما لا تريد أن يُفعل بك، لا تفعله أنت أيضاً بآخر. (متى 7: 12 + طوبيا 4: 17)، إن تعليم هذه الأقوال هو: باركوا لاعنيكم وصلوا من أجل أعدائكم، صوموا لأجل مضطهديكم، لأنه أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ أليس أن الأمم تعمل هكذا؟ أما أنتم فأحبوا مبغضيكم فلا يكون لكم أعداء. (مت 5: 44 – 47 + لوقا 6: 27 – 32)، امتنعوا عن الشهوات الجسدية واللحمية (1بطرس 2: 11)، من لطمك على خدك اليمن فحول له الآخر (متى 5: 39 + لوقا 6: 29) فتكون كاملاً (متى 5: 48). ومن سخرك ميلاً واحداً فامشي معه اثنين (متى 5: 41). إن أخذ واحد ثوبك فأعطه ردائك أيضاً (متى 5: 40). وأن أخذ الذي لك فلا تطالبه به. كل من سالك فأعطه، ولا تطالبه (متى 5: 42 + لوقا 6: 30)، لأن الآب يريد أن يعطي الجميع من نعمه. طوبى لمن يعطي حسب الوصية، فإنه يكون بلا لوم. والويل لمن يأخذ، لأنه إن كان أحد يأخذ وله احتياج سيكون بريئاً، أما الذي ليس له احتياج فسيعطي حساباً لأي سبب أخذ ولأي غرض، وسيكون في ضيق، ويؤلَّم بسبب ما عمله. ولن يخرج من هناك حتى يوفي الفلس الأخير (متى 5: 26)، وبخصوص هذا فقد قيل: لتعرق صدقتك في يدك حتى تعرف لمن تعطيها.
==========
+ هذا هو طريق الموت
قبل كل شيء إنه شرير (طريق معوج تنبعث منه المساوئ)، مليء باللعنة (أنظر رومية 1: 29) وأنواع القتل والزنا والشهوات (التي بخلاف الناموس έπθυμίαι παράνομοι)، والفجور والسرقة، وعبادة الأوثان والسَّحْر، والتسميم (تسميم الآخرين)، والخطف، وشهادة الزور (متى 15: 19 – غلاطية 5: 20)، والرياء، والنفاق، والغش، والكبرياء، والخبث، (الإساءة إلى الغير)، والعجرفة، والطمع (أنواع الطمع والجشع والبُخل = πλεονεξία)، والكلام البطَّال، والحسد، (الجشع)، والوقاحة (قبيح الكلام)، والتعالي (رومية 1: 29 – كولوسي 3: 8)، والمباهاة (التباهي بالقوة)، (الافتخار)، وعدم المخافة (أي الجسارة – عدم مخافة الله). (أنه طريق يجتمع فيه أهل الشرّ) مضطهدو الصالحين (مضطهدو فاعلي الخير)، كارهو الحق (أعداء الحق)، محبُّو الكذب، منكرون البرّ (جاهلو مجازاة البرّ) (الكارهون عمل الخير – رومية 12: 9)، غير الملتصقين بالصلاح ولا الحكم العادل (المجانبون الحكم العادل المسارعون لإتيان الشرّ)، السَّاهرون ليس من أجل الخير بل الشَّر (يسهرون لا بخوف الله بل يحيكون أي يدبرون ويخططون الشرّ لأجل الآخرين)، المبتعدون عن الوداعة والصَّبر، (مبغضو الوداعة)، محبو الأباطيل (مزمور 4: 3)، مضطهدو المجازاة، الذين لا يرحمون الفقير، ولا يتألمون مع المتألمين (لا يهتمون بالأرامل والفقراء، ويركضون وراء المكافئة)، غير العارفين خالقهم، قاتلوا الأطفال، مفسدو خليقة الله، المعرضون عن المحتاج (من لا ينفقوا على الفقير)، مقلقو المنكوب، المحامون عن الأغنياء، القاضون ظلماً على البائسين (من يثقلون على المظلوم بما لا طاقة له عليه) (محتقرو البائسين)، المرتكبون كل أنواع الخطايا (مملوئين إثماً full of sin – πανθαμάρτητοι – من كل جهة خاطئون)، ليتكم تنجون أيها الأبناء من هذه جميعها. (ديداخي 1: 1 – 6؛ 5: 1 – 2)

رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
תהלים, الأول, المزامير, المزمور, حول, دراسية, سفر, شرح, مع, مقدمة, موجزة, وتفسير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب شرح وتفسير المزمور الأول - الغرس الإلهي aymonded تفاسير الكتاب المقدس العهد القديم 0 10-15-2017 08:14 AM
شرح وتفسير المزمور الأول - طوبى - الجزء الأول من الشرح aymonded تفاسير الكتاب المقدس العهد القديم 1 02-02-2017 03:36 PM
تاريخ الاباء البطاركة من القديس مارمرقص الرسول حتى قداسة البابا شنودة الثالث..ز Hanyking وثائق ودراسات تاريخية 6 10-03-2011 05:03 AM
مقدمة عامة وشرح سفر المزامير + مز 151 اشرف وليم تفاسير الكتاب المقدس العهد القديم 0 02-08-2011 09:43 PM
دى يا جماعة الاجبية من جهازى سيزر الروش الصلوات وطلبات الصلاة 4 10-17-2009 03:28 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 11:05 PM.