رد: كيف امارس سر الاعتراف
كُتب : [ 09-12-2010
- 10:32 AM
]
كيف نبدأ التوبة الحقيقية بخطوات عملية واقعية
أجرة الخطية هي موت ( رو 5 : 23 )
بمعنى أن طبيعة الخطية وثمرتها هي موت ، فالخطية من تلقاء ذاتها تحمل قوة الموت ، أي ثمرتها الطبيعية هي الموت ، فالموت دخل إلى العالم بغواية العدو وقبول الخطية والسقوط فيها ، واستحالة السقوط يقوم ، أو الموت يُقلب لحياة من تلقاء ذاته ، لأن الموت يتبعه الفساد ، والإنسان الذي يحيا في جسد الخطايا أي الإنسان العتيق المكبل بقيود الخطايا والذنوب مستحيل أن يصبح روحاني من ذاته أو يقدر أن يُثمر ثمر يليق بالروح " هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً " ( مت 7 : 16 ) :
" .. لما كنا في الجسد كانت أهواء الخطايا التي بالناموس تعمل في أعضائنا لكي نُثمر للموت " ( رو7 : 5 ) ؛ " أنا جسدي مبيع تحت الخطية " ( رومية 7 : 14 ) .
" فإن الذين هم حسب الجسد فيما للجسد يهتمون ، ولكن الذين حسب الروح فبما للروح . لأن اهتمام الجسد هو موت ، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام . لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله ، إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله لأنه أيضاً لا يستطيع . فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله " ( رو8 : 5 – 8 )
عموماً مستحيل أن يبدأ الإنسان في التوبة إلا لو اكتشف شقاؤه وتيقن من ضعفه وتعرف على عار الخطية المشين ونخس قلبه الروح القدس حتى يستفيق من غفلته [وحذاري من الإنسان يحاسب نفسه من تلقاء ذاته لأنه ممكن يسقط في اليأس فليقرأ كلمة الله ويترك الله يبكته لأأنه يعطيه مع التبكيت روح رجاء للتوبة وحب الصلاة، ألأو لم حاسب نفسه وضبطها بقوتة بدون عمل الله في القلب سيصاب بالكبرياء المدمر للنفس ويظن أنه بقدرته استحق غفران الله، وبعد ذلك سيصنع مثل الفريسي ] ، ولا يبدأ الإنسان في عمق أصالة التوبة إلا إذا صرخ من الألم : " ويحي أنا الإنسان الشقي : من يُنقذني من جسد هذا الموت !!! " ( رو7 : 24 )
وفي تلك الساعة يشق ظلمة قلبه نور المسيح الحلو فينطق من كل قلبه : " أشكر الله بيسوع المسيح ربنا " ( رو7 : 25)
يقول القديس مقاريوس الكبير :
[ أن من يأتي إلى الله ويرغب أن يكون بالحق شريكاً للمسيح ينبغي أن يأتي واضعاً في نفسه هذا الغرض : ألا وهو أن يتغير ويتحول من حالته القديمة وسلوكه السابق ، ويُصير إنساناً صالحاً جديداً ، ولا يتمسك بشيء من الإنسان العتيق . لأن الرسول يقول : " إن كان أحد في المسيح فهو خلقية جديدة " ( 2كو 5 : 17 ) ، وهذا هو نفس الغرض الذي من أجله جاء ربنا يسوع ، أن يُغير الطبيعة البشرية ويُحولها ويُجددها ، ويخلق النفس خلقة جديدة ، النفس التي كانت قد انتكست بالشهوات بواسطة التعدي . وقد جاء المسيح لكي يوّحد الطبيعة البشرية بروحه الخاص ، أي روح الله ، وهو قد أتى ليصنع عقلاً جديداً ، ونفساً جديدة ، وعيوناً جديدة ، وآذاناً جديدة ، ولساناً جديداً روحانياً ، وبالاختصار أناساً جدداً كلية – هذا هو ما جاء لكي يعمله في أولئك الذين يؤمنون به . إنه يُصيرهم أواني جديدة ، إذ يمسحهم بنور معرفته الإلهي ، لكي يصب فيهم الخمر الجديد ، الذي هي روحه ، لأنه يقول إن " الخمر الجديدة ينبغي أن تُضع في زقاق جديدة " ( مت 9 : 17 ) ]
عظات القديس مقاريوس الكبير عظة 44 فقرة 1 ص 332 الطبعة الرابعة – ترجمة الدكتور نصحي عبد الشهيد يناير 2005 مؤسسة القديس أنطونيوس – المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
|