تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



سير القديسين المعاصرين تكتب قصص القديسين المعاصرين

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


القديسه المتنيحه فوزيه اسحق

قديسة معاصرة – المتنيحة البارة – فوزية إسحق ولدت البارة فوزية في 14/8/ 1932 من أبوين تقيين ،الأب ذو نقاء ملائكي وقلب ملئه بالحب يعيش بحكمة الحيات وبساطة الأطفال

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية Mary William
Mary William
ارثوذكسي جديد
Mary William غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 58020
تاريخ التسجيل : Apr 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : Mary William is on a distinguished road
Post القديسه المتنيحه فوزيه اسحق

كُتب : [ 04-08-2009 - 07:46 PM ]



قديسة معاصرة – المتنيحة البارةفوزية إسحق

ولدت البارة فوزية في 14/8/ 1932 من أبوين تقيين ،الأب ذو نقاء ملائكي وقلب ملئه بالحب يعيش بحكمة الحيات وبساطة الأطفال ووداعةالحمام وله من الإيمان ما يكفى لنقل الجبال فصار رمزا بين أقرانه ومثلا عاليا بينأسرته وأولاده. أما الأم فمدرسة في التقوى ، كانت حصنا للأرامل والأيتام تبحث عنالجائع لتطعمه والعريان لتكسيه حتى أنها لقبت بالسيدة "صاحبة اليد البيضاء" . وفاحبخور هذه الأسرة سريعا وكانت مرآة حقيقية للإنجيل العملي "بيوت صلاة بيوت طهارةبيوت بركة".

و تفوق الأولاد جدا في دراستهم وأعمالهم وحصلوا جميعا علىميدالية الملك فاروق التى كانت تسلم لأوائل الطلبة الجامعيين. فخرج منهم الطبيبوالمهندس والمعلم وجدير بالذكر أن الأخ الكبير "توفيق اسحق" هو الذى اكتشف بترولسيناء وهو من اعظم خبراء الشرق الأوسط في البتروليات. وهكذا جمعت تلك الأسرة بينالفطنة الفكرية واليقظة الروحية تخرجت / فوزية من كلية العلوم عام 1955 والتحقتللعمل كمدرسة كيمياء في مدرسة ثانوي كانت قدوة للطلبة والمعلمين في أمانتها المطلقةفي أداء وظيفتها
مبتدأ الأوجاع :
ماتت أمهاوأخوها خلال يومين وبعد ستة أشهر تبعتهم أختها "جوليا" ، كانت تلك الأحداث المفجعةخلال 1955 ذهب الجميع إلى السماء تاركين لها مسئولية رعاية أخوتها وأبيها . وإثرهذه الأحداث المؤلمة انتقلت الأسرة بنقل مقر معيشتها من مسكنهم الواسع الراقي بحيفكتوريا إلى شقة متواضعة بحي الرمل بالإسكندرية، وقد رتبت عناية اللـه أن ترتمي "فوزية" بين أحضان الكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية مؤكدة لزوجها مرارا أنللكنيسة فضل كبير في انتشالها مما أصابها من أحزان نفسية .
خدمتها :
كانت تميل للخدمات الاجتماعية الإنسانية موفرةالدواء والغذاء والكساء لكل مريض أو فقير. كما أنها نجحت في انتشال بنات ثانوي منتلميذات مدرستها من ضلالات المراهقة والانحرافات العاطفية الطائشة. فحفظت أسرارهموتدخلت في مشاكلهم الأسرية وقادتهم بالحب والقدوة الحسنة إلى حضن التوبة.
زيجة مباركة :
أما عن قصة زواجها فهي عجيبةفقد تدخل فيها اللـه بصورة إعجازية وعن هذا يحكى زوجها قائلا : "شاءت تدابير اللـهأن التقى بها عند قريبة لي وأحسست أنها الزوجة المختارة لي من قبل الرب، ولما طلبتيدها وافقت على مضض بعد تدخل والدها حيث قد عزمت على تكريس حياتها لخدمة والدهاواخوتها الباقيين على قيد الحياة. وقد حاول عدو الخير تشتيت فكرى من جهة الزواجمنها ولكنني صليت لكي يرشدني الرب لما فيه تتميم إرادته الصالحة وقلت له "كلمنييارب من إنجيلك" وبعد الصلاة فتحت الإنجيل في إيمان قوى وللعجب وجدت رسالة اللـه منالاصحاح 5 لمعلمنا يوحنا اللاهوتى " ليس انتم الذين اخترتموني بل أنا اخترتكموأقمتكم لتذهبوا وتثمروا ويدوم ثمركم" فعرفت قصد اللـه وتمت الزيجة بسلام.
إنجيلا معاشا:
ما أجمل تلك العبارةالرثائية التي ناجاها بها زوجها في يوم الأربعين على رحيلها قائلا "عاشرناك إنجيلامعاشا" وقد كان لها ثمارا كثيرة نقتطف بعضا منها :
1- ثمرة نقاوةالقلب
"طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون اللـه – مت 5 : 8" ولعل نقاوةقلبها نبع من العمل الدائم على تنظيفه من كل شوائب أو متعلقات أرضية، فمثلا حين كانيراودها فكر سلبى من جهة شخص ما حتى ولو زوجها تخبره إياه بهذا الفكر حتى تتخلص منوزره وطيلة حياتها لم تدن أحد أو تلقى بالحكم عليه، والجميع في نظرها أتقياءوقلوبهم نظيفة، وربما الذى صهر قلبها أكثر صليب انتقال أسرتها فردا بعد الآخر. فعاشت دون تذمر على ما يفعله الرب بها، شاكرة إياه كل حين.
2- ثمرةالمحبة
لم تعرف سوى الحب، وأن تنشر بحياتها كل الحب للجميع على السواءويتساوى عندها من يمدحها بمن يذمها. وحتى المخالفين معها في الطباع أو الأفكارتحبهم وتصلى من أجلهم، وكانت جلساتها تخلو من النميمة أو الوشاية أو التجريح فكانتتخجل الناس من لسانها العفيف ولم تكن تظن السؤ بأحد وتقول "ليه نظن السؤ .. وليه مايكنش عندنا حسن ظن بالناس"

3- ثمرة الأمانة

و الأمانة إحدى العلاماتالبارزة في حياتها فقد نشأت في بيت صادق في قوله وفعله. وكانت أمينة في إشباعأولادها بالحب والحنان وكانت تغالي في حبهم وتقول لزوجها "عايزة اشبع أولادي بكلالشبع اللازم لحياتهم علشان ما يجوعوش ويشبعوا من حاجة بره عشان أن حاسة إنى مشهطول معاهم.

و كانت أمينة أيضا في عملها فمن المعروف عنها أنها لم تتاجربمادتها على حساب أولياء الأمور وكانت تقول لبناتها الطالبات "أنا بقبض مرتبي علشانإنتوا مش بس تنجحوا لكن كمان تتفوقوا"

حتى أنها تعودت قبل أي ولادة أن تكثفحصصها حتى لا يضيع شهر الأجازة على حساب منفعة الطالبات.

4- ثمرة الزهدالمقبول

قد يظن البعض أن حياة الجهاد الروحي تتطلب زهدا صارما من جهة الخدمةوالصلوات والأصوام ولا يعلمون أن فرز المؤمنين إنما يكون من جهة نقاوة قلوبهمومحبتهم وإن اللـه يهمه الجوهر لا المظهر فاللـه ينتقى أعمالهم الممزوجة بطابعالحب.

فلقد كانت نسكياتها بلا مغالاة أو اصطناع أو تكلف وحسب قدرتها تعطىبلا حدود تصوم في تعقل وتصلى في بساطة ولا تتخذ صلواتها طابع الروتينية فهي دائمافي صلة مع الحبيب وكان اهتمامها هو كيف تحيا متممة وصايا اللـه ولسان حالها يقول "يارب اسندنى يارب ارحمني" وكانت نظرتها دائما للسماء زاهدة في المال والمأكلوالملبس وكانت تقول لزوجها مرارا "يا أنسى ده إحنا تراب ولا يحق للتراب التزينوالتنعم" ومن فرط زهدها انها في يوم إكليلها لم تتزين أو تهتم بآي مظاهر لها كعروسبل انتقلت مباشرة من المطبخ بعدما أعدت الطعام لأسرتها إلى الكنيسة بعدما غسلتوجهها وارتدت فستانها.

5- ثمرة السلام

كان سلامها عظيما ، ففي وقتحرب 1956 كانت القنابل تدوي بالحي الذى كانت تسكن فيه وبجوار بيتها كانت تتفجر بشدةالعديد من المتفجرات أما هي فما كانت تخاف أو تختبئ لأن حياتها في يد اللـه وكانتتقول "هو اللي بيحرس مش ممكن حاجة تحصل إلا بأمره".

6- ثمرة البذل

كانت لذتها في الجلوس بجوار المجربين وحاملي صليب الفقر واليتم وبتلقائيةتقول "أنا كنت أقصد آجى ماشية، وأقول طب وماله أمشى هو هيجرى حاجة؟ وأدى فلوسالتاكسي لواحدة فقيرة مش لاقية تاكل، وماله هو أنا خسرت حاجة؟" وكانت حينما تسمع عنمريض تلازمه وتخدمه وإن احتاج شئ توفره له على قدر استطاعتها ومن سعادتها أن تعطىكل راتبها للمحتاجين والمعوزين حتى تفرج عنهم وتهون شدائدهم.

حينما دخلهامرض السرطان أصيبت في يدها اليمنى فتوقفت عن الحركة لأن كل العظم قد تآكل وما يربطاليد بالجسم هو عبارة عن جلد فقط. فعزم زوجها على إهدائها غسالة أوتوماتيكية في عيدميلادها حتى تريحها في وقت مرضها. ولكنها سمعت عن عجز في صندوق الفقراء بالكنيسةفطلبت من زوجها أن يضع ثمن هذه الغسالة في صندوق الفقراء وضحت بنفسها وهي في هوةالألم حتى تسعد الفقراء.

7- ثمرة البساطة والتلقائية

لقد كانت لهارقة ملائكية ولسان طفولى لا يعرف التنميق أو الاصطناع وقد انطبعت بساطتها ووضوحهاعلى قلبها فلم تدخل أى معاني للانتقام أو الحقد وكانت تقول "كلنا وحشين وكل واحدربنا يهديه علشان يصلح نفسه ويبقى أحسن مما هو عليه" وقد علمت زوجها إلا يهتم بكلامالآخرين لأن الناس لا يعجبهم العجب وكانت تقول له "مادام تعمل الصح بعد كده مايهمكش الناس . ما تحورش ولا تدوش فكرك". وكانت دائما تطلب من اللـه حكمة في قولهاوفعلها وتناجيه دائما "يا ترى يا رب لو كنت مكاني كنت هتعمل إيه؟"

8- ثمرةالإستقامة
حينما كانت تستدعى الأمور ان تكون حازمة وتصد الأشرار كان الربيعطيها حكمة وقوة وشجاعة. من هذه الأمور القوية التي أثبتت فيها استقامتها أنه كانبكليتها معيد منحرف الأخلاق يستغل نفوذه لاصطياد البنات وإجبارهم على مراوغاتهالشريرة لأنه كان يحمل درجات العملي لأحد المواد الدراسية. وقد تعامل مع قديستنالمدة أسبوع فوجدت فيه إنسان سيئ الأخلاق فصدته موبخة إياه في شدة قائلة "من فضلكانسانى خالص – ولا كأنى طالبة عندك". فلما سمعت صديقاتها بما فعلته فوزية مع هذاالمعيد قالوا لها "طب يا فوزية نبقى نباركلك على الرفد" فقالت لهم "رفد رفد أنا ماأعرفش أنصاف حلول وعمري ما هدوس على مبادئى أبدا". وأنقذها الرب بنجاحها في هذهالمادة، فبرغم من أن المعيد أعطاها صفر في درجات العملي تفوقت في درجات النظري وصدتشيطان النجاسة.

9- ثمرة التسليم
كانت تاركة حياتها للرب يسوعليقودها كما يشاء. ولعل الرب قد تنسم عبير تسليم القلب والحياة من خلال تقواهاعندما خضعت لارادته عند وفاة أسرتها الواحد تلو الآخر ولم تفتح فاها عند تجارب موتأسرتها لأن الرب قد فعل.
ظلت قديستنا طيلة ستة أعوام بدون ثمرة البطن، ولمتعارض الرب أو تلومه بل كانت تباركه وتشكره على كل عطاياه عالمة أن لكل أمر تحتالسموات وقت. وكانت تخفف عن زوجها قائلة "يا أنسى إحنا عندنا أولاد كتير في المدرسةوفي الكنيسة"
كل الأشياء تعمل معا للخير
ثمحملت القديسة بولد وجاءت ساعة ولادته وكانت وقتها بالأقصر وزوجها بالإسكندرية ومنقلقه عليها كان دائم الاتصال بالطبيبة المولدة ليطمئن فأحس من خلال ردود الطبيبةأنها تحاول أن تخفى شيئا. فلم يكن أمامه سوى مناجاة اللـه وصلاته "يارب انت عارفانها بعيدة عنى بمئات الكيلومترات، إرشدنى للى بيحصل معها وطمئني على سلامتها". ثمفتح الإنجيل ليجد إرادة اللـه "و تعجب بيلاطس إنه مات هكذا سريعا – مر 15 : 44" فإتصل على الفور بالطبيبة قائلا " يا دكتورة رفقة الولد مات أخبار أمه ايه؟" فاندهشت الطبيبة وقالت "يا خبر ايه اللي عرفك" فرد قائلا "مش مهم . المهم طمنينىعليها" ثم أمسك التليفون ليطمئن على حالها وبحكمته المعهودة أراد أن يخفف عنها هذهالفجيعة فأرسل لها تلغراف مهنئا إياها على سلامتها وذلك قبل سفره إليها. ولقد أطلقعلى هذا الولد اسم ايليا لأنه أحس بأنه صعد سريعا إلى السماء، فلقد تناولت أمهأثناء حمله تسعين مرة من يد قداسة البابا كيرلس.

نبوةللبركة والتعزية
التقى الدكتور أنسى بأبيه الروحي قداسة البابا كيرلسالسادس وقال له "صلى لأجل زوجتي يا سيدنا لأن جلنا ولد وراح على طول واحتمال الصدفةدى متتكررش تانى" فرد عليه العظيم بين القديسين البابا كيرلس قائلا "يا وحشين ماتحبوش تدوا البكور لربنا ، مين يستاهل يديله البكور، طب ربنا يهديكم ويصلحكم" ورفعقداسته يده عاليا مشاورا بأصابعه الثلاثة "بكره ربنا يديكم ويديكم ويديكم لغاية ماتقولوا بس" وفعلا حباهم الرب بثلاث أولاد.
موهبة الكشفالروحي :
وهبها اللـه نقاوة قلب غير عادية وشفافية كشفت أمامها أمورايتعجب منها، فكانت تبادر زوجها بأحداث في حياته أو بأحداث تخص عمله أو أهله وتقولله مثلا "اللـه .. هو حصل كذا وكذا؟" ويحتار من معرفتها بتلك الأمور.
1- وفاة أخيها توفيق :
في عام 1971 إستلم زوجها تلغرافا ينبئه بوفاة الأخ توفيقاسحق وظل محتارا كيف يوصل لها هذا الخبر المؤلم؟ ويا للعجب فحينما أغلق عيادته وصعدلشقته إذ بها تفتح الباب وتبادره دون أن يخبرها بشيء "هو توفيق انتهى وإلاايه؟"
2- موكب ملائكي :
حدث وقت انتقال والدها بالإسكندرية وكانت ماتزال تسكن بالأقصر مع زوجها انها استيقظت في منتصف الليل وأيقظت زوجها قائلة له "بابا خلاص إنتقل وإرتاح من أتعابه، أنا شفته دلوقتى محمول على ملاية بيضاء وماسكهاأربع ملائكة وهما طالعين به للسما". وقد تلقوا نبأ وفاته صباح اليوم التالي وعندماسافروا إلى الإسكندرية للعزاء علموا أن ساعة انتقاله كانت بالضبط في الساعة التىرأته فيها صاعدا للسماء في ثوب المجد وسط زفوا الملائكة
3- ظهورات وتجليات :
و كانت لما تشتاق لأحد أفراد عائلتها المتنقلين تناجيهم فيظهروا لها بكاملهيئتهم وتقضى ليالي كاملة في صحبتم وثاني يوم تخبر زوجها بأنها قضت تلك الليلة معأختها جوليا أو أبيها أو أخيها ..الخ وهكذا لما تشتاق لأحدهم يتجلى لها في أىوقت.
4- رحيل رجل الصلاة :
و في فجر الثلاثاء 9 مارس سنة 1971 ظهرتلها أختها جوليا وأعطتها السلام فتعجبت فوزية من هذا الظهور وسألتها قائلة "يعنىأنا مفكرتش فيك الليلة دى" فردت جوليا وقالت "أصلى أنا مش جاية عشانك. أنا قلتأشوفك بالمرة، إحنا جايين في موكب سماوى كبير نأخذ البابا كيرلس وطالعين على طول" ثم اختفت من أمامها حتى لا تتأخر. فأيقظت فوزية زوجها وهي في غاية التأثر قائلة "خسارة كبيرة يا أنسى، البابا كيرلس خلاص هينتقل للسماء" وكان هذا في فجر الثلاثاءانطلق بعدها بساعات قليلة البابا كيرلس إلى السماء وكانت فوزية في ذلك الوقت فيالأقصر يفصلها مئات الكيلومترات عن مقر البابا في القاهرة.
معصرة الألم :
سمح لها الرببالتجربة الأليمة "مرض السرطان" حتى يظهر بالضعف ما هو أقوى من القوة. احتملت منالآلام ما لا طاقة للجبابرة على احتماله وبدأت رحلة المرض معها في سبتمبر 1981لتستمر رحلة السرطان معها طيلة ثلاث سنوات ونصف وفي بداية المرض استأصل الأطباءصدرها الأيسر لكن المرض كان أسرع كالقطار محطما جسدها وسرعان ما انتشر به ليفتتعظامها لدرجة أن ذراعها الأيمن قد تفتت عظامه واضمحلت قواه ثم تخللت أعاصير المرضالجزء السفلي من الجسم ليشل حركته وكانت محطته الأخيرة عندما استقر بالمخ. تقبلجسدها أعدادا هائلة من حقن المورفين وعديد من جلسات الكوبلت وما هذه الجلسات سوىموت أكيد أنفاسه ضيقة يعود بعدها المريض لحياته وكأنه عاش بعد موت حتى إن الأطباءقد تحيروا جدا من قوة آلامها وطول مرضها مؤكدين لزوجها أنها حالة فريدة مننوعها.
في يوم كانت متألمة جدا لدرجة انه من شدة آلامها إحمر وجها واهتزالسرير بشدة من رعشات الألم لدرجة أن كاهن الكنيسة صلى صلاة حارة وبدموع لأنه تألملأجلها جدا. وبعد أن انصرف أبونا قالت لزوجها "شفت إزاى يا أنسى إن كل ألم وراهبركة كبيرة لأنه لو ما كنتش اتألمت في وجود أبونا كيرلس مش كنا خسرنا بركة الصلاةدى اللي إحنا اتباركنا بيها؟" وهكذا كانت بالروح تحلل كل الأمور طوال معاناتها منمرضها القاسى الفظيع.
كانت أثناء الليل وهي بين النوم واليقظة (لأنها كانتلا تعرف طعم النوم بمعناه الطبيعي) من فرط آلامها الشديدة والمستمرة إنما كانت تحتمفعول المهدئات والمنومات تذهب في اغفاءات صغيرة من النوم تتكلم فيها بكلمات بسيطةواضحة وعميقة تصور فيها مشاعرها وتعلنها في صورة تأملات وأحيانا نصائح وإرشاداتوأخرى إعلانات لما تراه من رؤى روحية وسماوية وهي تحت وطأة الألم. وهنا يسرد زوجهابعض مما سجله لها مما قالته أثناء الشهور الأخيرة من مرضها ويقول "زوجتي نيح اللـهنفسها كانت تتكلم بهذه الأقوال في وضوح وبساطة وهي لم تقصد أن توجهها لأي أحد مناولكنها كانت تقول تلقائيا معبرة به عن مشاعرها ومكامن وجدانها ورغم أنها كانتتقولها وهي تحت وطأة الألم إلا انها كانت مع بساطتها أقوالا مرتبة وواضحة ذات أفكارعميقة هادئة وكنت اسمعها أنا بمفردي أثناء الليل اشعر كما لو كان روح طيب مقدسبداخلها يلقنها لتخرج عباراتها رصينة وغير مهزوزة وفيما يلي مقتطفات من هذهالأقوال:
الشبع الحقيقي :
يا يسوع انت اللي تشبعنا بس مش هنشبع من أجسادنا أبدا مهماأكلنا ولبسنا وأخذنا .. أهو أنا دلوقت جسدي يبلى يوم بعد يوم وحتى اللقمة الصغيرةبتقف في حلقى لكن أشكرك لأنك ورتنى إن انت شبعى ولأنى في أوجاعي الشديدة أشوفكجنبي، زمان وأنا كويسة ما كنتش أشوفك وعلشان كده أنا اصبر واشكروافرح.
العالم يمضى وشهوته:
باريت الناسيعرفوا يعملوا لك مكان في حياتهم، الشيطان يضحك عليهم علشان يملوا قلوبهم بأمورالعالم الفانية لغاية ما يتبقاش فيها مكان لك، أرجوك ياربى تفرح الكل بشخصكوتساعدهم علشان يجعلوا لك مكان في قلوبهم وأفكارهم ويفرحوا الفرح الحقيقي الفرحاللي ولا أشد الأوجاع تزحزحه.
أهو أنا في الامى الشديدة أشوف عطاياك العظيمةوأشوف عطاياك العظيمة وأشوف نفسي مش مستحقة لها فأفرح واصبر وأقول زي ما أخذت منكالحاجات الحلوة لازم اقبل من ايدك بشكر الحاجات المرة وحتى الحاجات المرة هي نفسهاعطية كبيرة لأنى باشوفها فتفوتة صغيرة خالص من الصليب تجعلنى شريكة معك في الآمك.

أنا لما أشوف حبايبى المؤمنين يحاولوا يشبعوا من أمور العالم الزائلة بزعلخالص .. زي فترينات المحلات مثلا يفكروا إن سعادتهم فيها عرفهم يارب إن ينبوعهمالحى هو انت المحب والغنى واللي تحب تدينا دائما وكل ما تشوفنا سعداء بحبك وبشخصكتفرح انت وتديلنا اثر، انت كنت مع يوسف ويقول الكتاب انه كان ناجح في كلشئ.
المحبة أساس البنيان :
يارب خلى ولادىيعيشوا لك ويعيشوا فيك علشان يعيشوا حياة الفرح الحقيقي في يسوع في طهارة وأمانةواتضاع ووداعة وقناعة وبحق الالام اللي أنا فيها احفظ حياتهم في حبك ويحبوا بعضويحبوا كل الناس. حتى الوحشين يحبوهم علشان خاطر ربنا ويطلبوا من أجلهم علشان صليبكاللي خلص الكل.
--------------------------------------------------------
الفرح الحقيقي :
أشكرك ياربىيسوع لأن ضيقتي دى ورتنى جمالك اللي فوق جمال كل البشر ، أنا شفت كتير وانت ورتنىكتير وفرحت كتير لكن كل الفرح ده كان محدود وينتهى بسرعة لكن فرحى بك انت هو الليفي زيادة على طول وفرحى باقي للأبد ولولا الفرح ده أنا ما كنتش استحمل لحظة منالامى الشديدة اللي أنا أقاسيها كل لحظة من الشهور الطويلة دى.
ميراث مجد لا يتدنس ولا يضمحل
أنا فرحانة بك انت وبثوبالمجد اللي شفته عندك وقلت لي أنا هلبسه بعد شوية، وأنا يا أولادي عايزاكم تفرحوادايما، علشان أنا هاكون خلعت ثوب الألم والوجع. تكرهوا إن أمكم تنزف للسما؟ وهناكهتكون روحها معاكم اكثر من هنا بكتير وتكون لها رسالة معاكم اكثر من هنا بكثير، أنايوم ماما لما روحت من العالم ده وقت انتقالها وقفت جنب سريرها وصليت من اجلها وكمالأجل نفسي علشان الرب يعطيني الإيمان والقوة وفاتت التجربة بسلام واللـه ساعدني انىبأشعر دائما انها ويايا وأنا وياها. وأنا عايزاكم تكونوا كده ولا تحزنوش أبدا علشانأنا مازعلش وأنا في فرحى السماوي. وأنا متأكدة إن اللـه هيكون معاكم اكثر واكثروبعدها أروح أنا عنده هيتمجد معاكم اكثر ويكون لكم نجاح في كل شئ.
رسالة إلى الشباب
بس اخدموه واخدموا كنيستكم أمكم الأصليةاللي ولدتكم من معموديتها وعيشوا حياة الطهارة علشان الروح القدس يسكن ويدوم فيكم. ولا يهمكم العالم فأعملوا دايما الشيء المظبوط فإذا الناس كانوا راضيين كويس وإذاما رضيوش معلش، المسيح القدوس نفسه كان كثير من الناس ما يرضوش عنه.
جوهر أرواحكم
أنا اتعلمت من تجربتى كتير ، كنت زماناهتم بكلام الناس وكان يهمني المظهر لكن بعد العبر الكثيرة اللي ورهانى ربنا وشفتإن اللي احسن منى راحوا للدود والتراب عرفت إن دى خدعة لازم ما ننخدعش بيها. ومنوقتها وأنا بحب البساطة الكاملة والطبيعة المجردة من كل شئ لدرجة إن كتير انتقدونيوكمان جرحوني علشان المظهر وغيره لكن ما كنش يهمني أى شئ مادام أنا راضية، المسيحكان بسيط ويوصى بالبساطة في كل شئ. في الأكل كمان لازم نكون بسطاء كله كلام فارغ ياأولادي وكله للفساد.
أرواحكم بس هي اللي تحافظوا عليها وتهتموا بيها هيالباقية والجسد لو اديناله اكثر من اللازم ممكن يكون سبب هلاكنا وضياع خلاصنا، صحيحاطلبوا نجاح حياتكم في الدنيا علشان نجاحكم ده تخدموا بيه ربنا وتمجدوه لكن أوعواتفكروا إن نجاحكم ده حاجة تذكر لو ما كنش معاه نجاح في الروح يبقى زي قلته. المهمهو نجاح أرواحكم قبل كل شئ أما نجاح العالم هينتهى ويبقى هو وعدمهواحد.
تعزيات العريس للعروس
و كانت لهالقاءات متعددة مع حبيب نفوسنا يسوع الذى سمح في تنازل محبته أن يتراءى لها عدة مراتمعلنا لها ذاته، بل ناشرا حولها نوره وجماله. ويدخل معها في حوارات عديدة يمدها منخلال أحاديثه العذبة بالرجاء والمعونة والتعزية يخفف عنها آلامها لتصير عروس مزينةلائقة بعرس مجده الإلهي
جماله ابرع جمالا من بنىالبشر
يحكى زوجها أنه في إحدى الليالي التى كانت فيها تئن من شدةالألم ذهبت في إغفاءة نوم بعد حقنة المورفين ثم أيقظته بصوتها قائلة له "يا حلاوةايه اللي أيا شايفاه ده يا أنسى؟"
فيرد هو : "شايفةايه"


فتقول له: شايفة يسوع جماله غير عادى ما أقدرشأوصفه
فيرد عليها : طبعا مش هو ابرع جمالا من بنىالبشر
فتقول : صحيح صحيح
فيرد عليها : قال لكحاجة؟
فتقول : ايوه قاللى تحبى تيجى عندى دلوقتى؟ فقلت له ايوه حاضر أنامشتاقة خالص بس بعد شوية قليلة، سيبنى أكلم أولادي وأوصيهم شوية انهم يكونوا معاكوبعد كده آجى عندك.
ثم تتأوه وتقول آه .. آه الالام شديدة خالص لكنأشكرك يا يسوع لأنك معايا تسندنى أنا مستحقش أبدا كل عطاياك اللي انت كاسفنى بيهاحتى الحقنة المسكن اللي مش كل واحد متألم بيلقاها أنا مااستهلهاش.
أشكرك ياربى الف شكر ده أنا شبعانة بيك خالص وما عنديش اىفراغ في حياتي وفي نفسي كل الناس تكون شبعانة من شبع المسيح الحقيقي اللي هو خبزالحياة.


باريت كل الناس يا حبيبي يجربوا يكونوا شبعانين بيك وعمرهم مايجوعوا ولا يحتاجوا لشيء ولا يخافوا من شئ، أوصيكم يا أولادي ثاني عيشوا فرحانيندايما بيسوع وافرحوا لي وأنا في السما معاه هناك لغاية ما نكون كلنا مع بعض معاههناك.
اذكرينا أمام الرب
كانت دائماتتكلم مع يسوع وهي تعاين نوره وجماله وذات ليلة بينما تتكلم معه أثناء نومها وزوجهايسمعها قال لها "عايزك يا فوزية وانت مع يسوع تذكرينا علشان يعيننا ويقوينا ويرحما" فأجابته "طبعا ها أذكركم" ثم يعود ويقول لها "يعنى ده وعد" فتجيبه هي "إلا وعد ياأنسى هو أنا لي عمل معاه غير كده، وهيكون كده دائما لما أكون معاههناك"
ثم يقول لها "أصلك ها تكوني مشغولة بيه وبجماله" فتجيبه "و أنا منضمن مشغولياتى بيه انى أذكركم واحد واحد". ثم تتأوه بأنين الوجع الشديد وتقول "آه .. آه الوجع شديد خالص، لكن كفاية يا يسوع انى شايفاك انك معايا، ده يعزينى ويفرحنىويجعلني استحمل كل شئ.
بالآلام تكثرالتعزيات
و في ليلة أخرى بعد إعطائها حقنة المخدر والمنوم وفيماهي بين النوم واليقظة قالت "أنا النهارده فرحانة بيه هو وبالنعيم اللي أنا فيه،النهارده اكثر يوم فيه الألم شديد وزي ما انت عارف يا أنسى اكثر يوم أخذت فيه حقنمسكن. لكن كمان المسيح النهارده اكثر يوم يحوطني فيه وفرحني بشخصه علشان يعوض ألمى. أنا فرحانة بيه هو، أنا عملت ايه من الخير علشان استاهل يورينى النعيم ده كله بعينىوأنا حية مش عارفة أشكره ازاى مهما شكرت مش كفاية، النهارده فيه وجع زيادة لكن كمانفيه حب زيادة علشان كده أنا فرحانة بأوجاعي وحاسة بإيديه الاثنين ، دى مراحم فوقالوصف ، الحمد للـه حقيقي.
نوره أشرقلمختاريه
و ذات ليلة نادت على زوجها قائلة "شايف يا أنسى النورالهايل اللي مالى الأوضة ده؟ غريبة خالص، ده أنا دايما أقول لك إن عيوني مش قادرةعلى نزر الكهرباء حتى ولو ضعيف، اشمعنى النور ده قادرة اشوفه ومبسوطة بيه وعيونيمرتاحة له؟ صحيح نور قوى لكنه مريح وحلو خالص.

(حقا يا حبيبتنا إنه نورالإله الذى تجلى قديما أما تلاميذه وها هو الآن يظهر لك بصيص من مجده فان كان ذلكوانت بالجسد فياترى ماذا ترين الآن وانت معه في الفردوس؟)
كانتدائما تقول لمن حولها "ليه تتألموا وتنزل دموعكم وتزعلونى؟ إذا كنت أنا فرحانةبأوجاعي علشان بأشوف فيها المسيح وأمجاده ليه انتم تزعلوا؟

وأمام هذه التعزيات السمائية كانت تشتهى أن تقسو الالام اكثر واكثر حتى تنعم بالمزيدمن النعم الإلهية والكاشفات الروحية وكانت تقول لزوجها "يا أنسى خذها قاعدة اليوماللي تلاقيني فيه تعبانة زيادة افرح لي لأنه مفرحنى زيادة بطرق ما أقدرش أوصفها أواعبر لك عنها.
معونة السيدة العذراء
و فيشهور مرضها الأخيرة كانت تتجلى لها أم النور كثيرا حتى تعزيها وتخفف عنها الآمهاوتصد عنها ضربات الشياطين الأعداء وكانت كثيرا ما تصف العذراء وجمالها وفستانهاالسماوى.

و في ذات ليلة حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل أيقظتزوجها وهي تقول له "يا أنسى أوعى تخاف من حاجة، كل اللي أنا شايفاهم بره الأوضة" ويرد عليها "مين دول؟" فتجيبه "الجماعة الكتار قوى اللي شكلهم مفزع ولونهم أسودوطوال خالص، شايفاهم متزاحمين علشان يدخلوا علينا، محدش ها يقدر يدخل منهم طول ماالست الجميلة دى اللي واقفة لنا على طول ، شايفها يا أنسى أد إيه جميلة ولابسةفستان سماوي حلو وخفيف ووشها منور ومادة ايدها على الباب وتصدهم، أشكرك يارب علشانانت اللي بتحمينا صحيح".
(و من تكون هذه السيدة النورانية غير فخر جنسناوالدة الإله؟ الآن قد عرفت معنى صلاة الأجبية "و عند مفارقة نفسي من عندي احضريعندي ولمؤامرة الأعداء اهزمي ولأبواب الجحيم اغلقي لئلا يبتلعوا نفسي يا عروس بلاعيب للختن الحقيقي)
أسعد لحظات حياتها :
و يبدو أن السيد المسيح له المجد لم يكن يتركها فترات الليل أوالنهار بل وقد تيقنت أنه في شهورها الأخيرة كان معها كل لحظة. بل كان يأخذها وينطلقبها فترات طويلة خارج الجسد وخارج نطاق هذا العالم، ليعطيها فترات راحة وسعادةوتعزية مشابهة بذلك القديس يوحنا الرائي فيما قد أعد له وهو منفى في جزيرة بطمس .
فيحكى زوجها قائلا "في صبيحة أحد الأيام استيقظنا صباحا فوجدنا راحلتناالكريمة في حالة غيبوبة، لا هي متيقظة ولا هي نائمة، وبينما نحن نفكر في هذا الأمرالمحير جاءت إلينا الطبيبة "مفيدة معوض" (و هي صديقة مخلصة وكانت تتردد عليها كثيراوقت الفرح والألم)، ولما فحصت الحالة تعجبت جدا وتحيرت هي الأخرى، فحالتها ليستبصورة الغيبوبة المعروفة ولا هي بحالة الموت أو الحياة؟ وظلت تمارس معها كل الوسائلالطبية لتفيق وتنتبه، وبعد حوالي نصف ساعة فتحت عينها فجأة. فبادرتها الدكتورة "إيهالحكاية يا فوزية انت كنت فين وحصل معك إيه؟" فردت عليها "إنتوا دلوقت قطعتوا علىأسعد لحظات حياتي" ولكنها لم تصف شئ أكثر من ذلك.
يسوعيريها الأمجاد السماوية :
إلا أنها في الليلة التالية أيقظتنيبصوتها وهي شبه نائمة وكانت تتكلم بصوت مسموع وواضح وتقول "غريب خالص اليوم الليفات ده إبتدا برحلة غريبة خالص من غير آي ألم ودى أول مرة أعيش فيها ساعات من غيرآي ألم من شهور طويلة وشعرت بسعادة كاملة غير آي سعادة شفتها، سعادة من نوع جديدعلى متتوصفش وأكثر من كده شفت يسوع الصبح بدرى وقال لي "إنت من بناتي اللي بحبهمواللي بأحبه أكبر له إكليله ، شوفي الإكليل بتاعك جه على أدك مضبوط وفستانك السماوىجاهز ومكانك إتعد خلاص.. باريت ما تروحيش للأرض ولا ترجعى لجسدك تانى، وكمان الليبيحبنى بصحيح يتحملنى ويقبل منى كل شئ". وكنت شاعرة زي ما أكون خفيت خالص لغاية ماتركت العالم فعلا وعبرته لمدة لحظات ما أقدرش أعرفها أد إيه أو أصفها أبدا، وحسيتإن كل آلامي وأتعابي كلها خلعتها علشان أتهيأ للبس الثوب الأبيض بتاع السماء، كنتفي منتهى الفرح وبعدها دخلت الدكتورة /مفيدة وقالت ليهم انتم دلوقت قطعتوا على أسعدلحظات حياتي. والدكتورة افتكرتني في غيبوبة. أبدا ، أبدا ، أنا كنت بأعبر الحياةوالعالم، وورانى يسوع حلاوة العبور علشان أطمئن في ساعة إنتقالى اللي هي قربتخلاص
ليس موت لعبيدك :
و كانت بعدها قدكررت نفس هذه المعاني لزوجها وهي متيقظة بالنهار قائلة " أنا أشكر اللـه خالص علشانالحاجة الوحيدة اللي كنت خايفة منها هي لحظات الموت، ولكن شوف يا أنسى إزاى محبةربنا أطلقتنى من جسدي وعبر بي الحياة والعالم، وعرفني إن ساعة الانتقال دى هيبالعكس ساعة فرح وانطلاق مع المسيح، وبعدها أنا مش خايفة أبدا، لأنى شفت أد إيهحلوة وجميلة"، بل إنها كانت تقول لزوجها دائما "يا أنسى خذها قاعدة اليوم الليتلاقيني فيه متألمة زيادة إفرح لي، لأنه مفرحنى زيادة بطرق ما أقدرش أعبر عنها، طرقفوق الوصف لأنه يعلن لي ذاته كل يوم".
فكانت تشتهى أن تقسو الآلامدائما حتى تكثر تعزياتها السمائية وفي إحدى المرات قالت "أشكرك يا ربى لأن ضيقتي دىورتنى جمالك اللي فوق جمال كل البشر، أنا شفت كثير وإنت أعطتني كتير وفحت كتير لكنكل الفرح ده كان محدود وينتهى بسرعة لكن فرحى بيك إنت هو اللي في زيادة على طول فرحباقي للأبد، ولولا الفرح ده أنا ماكنتش أستحمل لحظة واحدة من الآمى الشديدة الليأقاسيها كل لحظة من الشهور الطويلة دى".
إتفاق على موعدالإنطلاق :
يوم 4 يناير 1984 وفي الصباح الباكر الذي ثقلت فيهالآلام جدا أشارت لزوجها قائلة (تعالى يا أنسى عندي كلام هقوله لك ومتزعلش، أناالليلة دى كنت مع المسيح وقال لي "إنت كفاية عليك، أخذت إكليل الآمك كله، وإن كنتتحبى تيجى عندي أنا مستعد .. لكنى قلت له .. معلش يا يسوع، صحيح الألم دلوقت فوقطاقتي شديدة خالص، لولا ما إنت ساندنى لكن انت عارف أد إيه أنا بحب ولادى ومستعدةأحتمل علشانهم، ونفسي يعيدوا لك عيد الميلاد وعيد الغطاس كمان وبعدها ينبسطوا معزملائهم في الكنيسة في أجازة نص السنة، وأحب أكون عندك، علشان الأولاد يدخلواكلياتهم تانى يوم." ويسوع وافقني على الكلام ده ووعدني إنه يتممه معايا. فأنا يومالجمعة آخر أجازة نص السنة ها أروح السماء عنده، إنت موافق ولا زعلان يا أنسى؟ ) فتمالك الرجل نفسه وبالجهد إستطاع أن يرد بعدما التقت أنفاسه "معقول يا فوزية،الشيء اللي وافق عليه يسوع أعترض أنا عليه ، لتكن مشيئته"

وقد كمل الربوعده معها وأطلقها من جسدها بسلام في يوم ما الجمعة 27 يناير في اليوم والساعة التىاتفقت فيه مع حبيبها "لأنه ليس شئ غير ممكن لدى اللـه".

(حقا ما أعجبهذا الحدث الختامي والإكرام الإلهي لمن أكرمت الرب طيلة حياتها وارتضت قسوة الصليب،نحن نسمع كثيرا عن أبرار يكشف لهم الرب يوم انتقالهم، لكن ها نحن نسمع عن سيدةعلمانية تحدد للرب يوم انتقالها؟ وكأنهم صديقان قد وقعا معاهدة على موعد الإنطلاق،كما اننى أقف متحيرا أمام محبتها العميقة الباذلة التى أدت بها إلى تأجيل يومالرحيل تلك اللحظة التى طالما يتمناها مريض السرطان بالأخص، فلقد قبلت الآلاموالأوجاع مدة أخرى حتى لا تعكر صفو أسرتها وسعادتهم في أيام الأعياد والأجازاتفصارت ذبيحتها استشهاد يومي فاستحقت الإكرام من خالق الكون وفاديه، فمن تكون هذهالنفس التى تخضع لطلبها يا رب وتؤجل يوم انتقالها؟ إنى متحير من حبك العجيب ،صداقتك الوطيدة أمام تلك النفس البارة )
وصيتها الأخيرة :
قبل انتقالها بأيام قليلة أوصت زوجها قائلة " طبعا إنت عارف ياأنسى إنى يوم الجمعة مسافرة للسماء، باريت تخلى أبونا كيرلس والشمامسة يزفونى بلحنابؤرو علشان أنا يوم إكليلي الأرضي اتزفيت باللحن ده، فما بالك وأنا رايحة للسماءعند يسوع، وكمان يوم الثالث بتاعى موافق يوم الأحد، أوعى ما تلبسش شماس وتقف جنبمعلم الكنيسة، صلى عادى خالص ولا كأن فيه حاجة حصلت." وهكذا تمم لها زوجها جميع ماأوصته به.
هي ترعانابصلواتها
إن شعور أسرتها الدائم أنها لم تغبعنهم لحظة واحدة، بل دائما تحس بهم وأنهم يشعرون ببركتها وصلواتها الدائمة عنهم. وقد أخبرني زوجها أنه كثيرا ما يراها (ربما في أحلام سماوية) كما لو كانت بالفردوسوتطمئنه على حالها ودائما تقول له "أنا تمام وكويسة، أنا سبتكم وأنا مطمئنة عليكم ،المسيح يبارككم ويكون معاكم، ولسه ها يبارككم أكثر وأكثر"

ظهور عجيب :
إحتاج زوجها لمن يخدم بيته وأولاده بعد رحيلها حيث قد أحدث حيلهافراغا كبيرا وانقلابا هائلا في كل جوانب حياتهم، وقد طلب من شغالة تقية أن تعتنيبخدمة بيته فقالت له الشغالة "سبنى أقضي الليلة دى معاكم وأعرف مشيئة اللـه بالنسبةلأمر خدمتكم..!" وظلت تلك السيدة طيلة الليلة تصلى وبينما هي تتضرع للرب حتى يكشفمشيئته بخصوص خدمتها لهم إذ بالقديسة فوزية إسحق تظهر لها قائلة "إنت اشتغلت ثلاثشغلانات وأنا اللي خرجتك منهم علشان تيجى هنا وتخدمى أولادي وجوزي في الوقتالمناسب، وأنا حبيت أطمنك علشان ما تخافيش أو تقلقي من حاجة".


ثم ظهرتأختها التقية "جوليا إسحق" وقالت للشغالة ".. لسه أختي فوزية بتوصيك على ولادهاوجوزها وتطمنك علشان ما تتردديش في خدمتهم"


و في صباح اليوم التاليأخبرت الشغالة الدكتور أنسى بجميع ما رأته من ظهورات مباركة ووصفت القديستين وصفادقيقا، ووافقت على خدمتهم لأنها عرفت مشيئة اللـه. وكثيرا ما كانت تراها تلكالشغالة التقية وهي تنتقل من حجرة لأخرى بالمنزل وكأنها تباركهم وتطمئن علىحالهم.


بركة صلواتها فلتكن معنا جميعا آمين.




التعديل الأخير تم بواسطة ماروجيرافك ; 04-09-2009 الساعة 02:52 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
MICKEY
ملك الكوميديا
رقم العضوية : 314
تاريخ التسجيل : May 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,149
عدد النقاط : 19

MICKEY غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسه المتنيحه فوزيه اسحق

كُتب : [ 04-15-2009 - 09:52 AM ]


شكرا كتير ليكي
وبركة صلواتها تكون معنا
وكل سنة وانتي طيبة

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسه المتنيحه فوزيه اسحق

كُتب : [ 04-15-2009 - 05:52 PM ]


فعلا
عضر القديسين منتهاش
والقديسين مش لازم يكونوا بس من الكهنوت او الرهبان او الشهداء
ميرسي لموضوعك الحلو

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
miro_rook
ارثوذكسي فضى
رقم العضوية : 55542
تاريخ التسجيل : Mar 2009
مكان الإقامة : جيزه ارثوذكس
عدد المشاركات : 4,665
عدد النقاط : 13

miro_rook غير متواجد حالياً

Heart رد: القديسه المتنيحه فوزيه اسحق

كُتب : [ 04-16-2009 - 01:14 AM ]


اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mary william مشاهدة المشاركة
قديسة معاصرة – المتنيحة البارةفوزية إسحق


بركة صلواتها فلتكن معنا جميعا آمين.
اولا مرسي ماري علي القصه الجميله
ثانيا مش عارف هتصدقيني ولا لا انا جدتي اسمه فوزيه اسحق
بس لس عايش ربنا يديها طولت العمر
مرسي وانا اول ماشوف جدتي لزم اقلها علي سيره القديسه العظيمه ديه ربنا يبركك
واذكريني في صلاتك

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
miro_rook
ارثوذكسي فضى
رقم العضوية : 55542
تاريخ التسجيل : Mar 2009
مكان الإقامة : جيزه ارثوذكس
عدد المشاركات : 4,665
عدد النقاط : 13

miro_rook غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسه المتنيحه فوزيه اسحق

كُتب : [ 04-16-2009 - 01:24 AM ]


سوري ماري بجد لو معكي صوره ليها يبقي مرسي علشلن نفسي اقول قصتها في مدارس الاحد


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
marmarsh
ارثوذكسي متألق
رقم العضوية : 32087
تاريخ التسجيل : Jun 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 789
عدد النقاط : 16

marmarsh غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسه المتنيحه فوزيه اسحق

كُتب : [ 04-16-2009 - 05:02 PM ]


ميرسى ليكى بركه صلواتها تكون معانا


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
حنان الأخ
them@ster
رقم العضوية : 53705
تاريخ التسجيل : Mar 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 240
عدد النقاط : 10

حنان الأخ غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسه المتنيحه فوزيه اسحق

كُتب : [ 04-16-2009 - 05:17 PM ]


شكراً كتير يا أختي
مع خالص حناني


رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حصريا مجموعة ترانيم للفنان مارك اسحق besho555 الترانيم الروحية 2 09-18-2009 04:15 PM
حصريا : الشريط الاول للمرنمه انجى اسحق بالاشتراك مع ساتر ميخائيل و ا Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 0 08-25-2009 10:30 PM
مفاجأة الموسم و حصريا :برومو الشريط الاول للمرنمه انجى اسحق بالاشتراك مع ساتر ميخائيل anosh قسم الترانيم الفردية 3 08-24-2009 06:38 AM
مفاجأة الموسم و حصريا : الشريط الاول للمرنمه انجى اسحق بالاشتراك مع ساتر ميخائيل و ال Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 0 08-15-2009 01:20 AM
القديسه اوليمبيا المتشفع بمارجرجس حياة القديسات 6 03-01-2008 03:28 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 03:51 PM.