تقسيم المزامير ومؤلفوها Hagiographa كتوبيم (2) تابع الأجبية والمزامير
كُتب : [ 03-11-2009
- 11:00 AM
]
1 - تقسيم المزامير
سفر المزامير هو السفر الأول من القسم الثالث من كتب العهد القديم المعروف باسم " كتوبيم " أي " الكتابات المقدسة Hagiographa " وذلك بحسب التقسيم اليهودي لأسفار العهد القديم ، وبخاصة القسم المسجل في النسخة المعروفة باسم الماسورية أي التقليدية ، وبموجبه تُقسم أسفار العهد القديم إلى ثلاثة مجموعات :
1 – التوراة أو الناموس أي أسفار موسى الخمسة ( البنتاتيوك )
2 – النبييم أي أسفار الأنبياء
3 – الكتوبيم أي المكتوبات المقدسة ، والتي تبدأ بسفر المزامير . ولذلك صارت المزامير عنواناً لمجموعة الكتوبيم كلها .
ونجد أن هذا التقسيم هو ما تكلم عنه بنفس ذات الترتيب ربنا يسوع : " ... هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم ما هو مكتوب عني في ناموس موسى ، والأنبياء ، والمزامير " ( لوقا 24 : 44 )
ونجد المزامير في النص العبري تُقسم إلى خمسة كتب أو خمسة أقسام على نفس ذات تقسيم التوراة (( أسفار موسى الخمسة )) ، وذلك بإدخال لفظي " آمين . آمين " كتسبيح حمد أو ذكصولوجية أي تمجيد في نهاية كل قسم من الأقسام الخمسة . وهذه الأقسام الخمسة تبدأ بالمزامير : 1 ، 42 ، 73 ، 90 ، 107 ، وقد جاء في المدراش اليهودي ( وهو بحث تفسيري ) عن المزمور الأول أن [ داود أعطى اليهود خمسة كتب للمزامير لتوافق كتب الشريعة الخمسة المعطاة لموسى ] . ولذلك فإنه يُمكننا أن نفترض أن كل فصل من أسفار موسى الخمسة كان يُتلى بدوره مع المزمور المقابل له .
الخمسة كتب للمزامير :
الكتاب الأول : 1 – 41
الكتاب الثاني : 42 – 72
الكتاب الثالث : 73 – 89
الكتاب الرابع : 90 – 106
الكتاب الخامس والأخير : 107 – 150
وهناك تقسيم آخر ، يعتبر أن المزامير 42 – 83 هي مجموعة واحدة ، تتميز بمخاطبة الله باسم " ألوهيم " ، فهي تخاطب الله كثالوث ، ويقلّ فيها ذكر الله باسمه " يهوة " . فقد وردت في هذه المجموعة كلمة " ألوهيم " أربعة أضعاف كلمة " يهوة " . أما باقي المزامير فهي تخاطب الله باسم " يهوة " في مقابل مخاطبته باسم " ألوهيم " بنسبة 20 : 1 ، أما الأساس في التقسيم هو ما سبق وقلناه ...
2 - مؤلفي المزامير
يُنسب من هذه المزامير لداود النبي 89 مزمور في الترجمات اليونانية والقبطية واللاتينية ، وهي بحسب الترقيم في السبعينية تشمل المزامير 1 – 40 ؛ 50 – 70 ؛ 90 – 103 ، والمزامير 42 ؛ 85 ؛ 107 – 109 ؛ 119 ؛ 136 ؛ 139 – 144 ؛ 151 ، أما باقي المزامير فيُنسب منها لبني قورح 11 مزمور : ( 41 ؛ 43 – 48 ؛ 83 ؛ 84 ؛ 86 ؛ 87 ) ، ولآساف 12 مزمور : ( 49 ؛ 72 – 82 ) ، ولزكريا النبي مزموران : ( 137 ؛ 138 ) ، ولحجي النبي 4 مزامير : ( 145 – 148 ) ، ولسليمان النبي مزمور واحد ( 71 ) ، ولناثان النبي مزمور واحد ( 88 ) ، ولموسى النبي مزمور واحد ( 89 ) ، ولهيمان الأزراحي مزمور واحد ( 87 ) ، وليدثون مزموران ( 61 ، 76 ) .
وهناك 30 مزمور غير منسوبة لأحد ، ويدعوها اليهود " المزامير اليتيمة " ، ومنها مزامير المصاعد ، أو تسبيحات الدَّرَج ، وهي 14 مزمور متتابعة ( 120 – 133 ) ، ومزامير هلليلويا وهي 13 مزمور ( 104 – 106 ؛ 110 – 116 ؛ 118 ؛ 134 ؛ 135 ) ، والمزموران ( 149 ؛ 150 ) ، أما المزمور 151 فيُظن أنه لداود ، قاله عن نفسه لما مسحه صموئيل النبي بالدهن بأمر الله ليصير ملكاً على إسرائيل .
أما النسخة العبرية للمزامير ، فتنسب لداود النبي 73 مزمور فقط ، ولآساف 12 مزمور ، ولأبناء قورح 9 مزامير . ولسليمان النبي مزمورين ، ولهيمان وإيثان وموسى النبي مزمور واحد لكل منهما . وهناك 51 مزمور لا يُذكر أسم كاتبهما ، وينسب العهد الجديد مزمورين من المزامير مجهولة الكاتب إلى داود ، وهما المزمور الثاني والمزمور الخامس والتسعون ( أنظر أعمال الرسل 4 : 25 ، عبرانيين 4 : 7 )
والمزامير 51 – 72 تُسمى مجموعة داود الصُغرى ، أما مجموعة داود الكبرى فهي تقع مابين مزمور 3 ومزمور 41 .
ومن شهادة الأسفار المقدسة نرى أن داود كان يقود طقوس العبادة في إسرائيل ( 2 صموئيل 6: 5 ؛ 16: 1 + 1 أخبار 15 : 16 ، 25 + 2 أخبار 7: 6 ؛ 29: 30 ) . وأن الروح القدس كان يتكلم به " كمرنم إسرائيل الحلو " ( 2 صموئيل 23 : 1و2 + مرقس 12: 36 + أعمال 1: 16 ؛ 2: 30 – 31 ؛ 4 : 45 ) .
عموماً لقد غلب اسم داود النبي على سفر المزامير ، وذلك لأنه كتب الجزء الأكبر منها وقد أصبح اسمه مقترناً بها بسبب شهرة محبته لله وأنه هو من دُعيَّ مرنم إسرائيل الحلو حسب ما جاء في الكتاب المقدس .
__________
بعض المراجع الهامة :
1 – كتاب مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة للقس أبو البركات المعروف بابن كبر ، الجزء الأول ؛ تحقيق الأب سمير خليل اليسوعي ، مكتبة الكاروز ، 1971 م ، الباب السادس .
2 - التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ، القاهرة 1998 ، ص 1130
3 – سفر المزامير – مقدمة دراسية كتابية طقسية تاريخية ، تأليف القس شنودة ماهر طبعة ثانية ديسمبر 2002
4 – الأجبية أي صلوات السواعي ، سلسلة طقوس أسرار وصلوات الكنيسة – راهب من الكنيسة القبطية – الطبعة الأولى إبريل 2006
5 – المزامير – دراسة وشرح وتفسير في ثلاثة مجلدات – المجلد الأول : المقدمة – الأب متى المسكين – الطبعة الثانية 2007
6 – المزامير – القمص تادرس يعقوب ملطي – كنيسة الشهيد مارجرجس باسبورتنج – من تفسيرات وتأملات الآباء الأولين – الطبعة الأولى 1991
التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 09-21-2010 الساعة 09:43 AM
|