رد: لقب أبناء الله
كُتب : [ 04-16-2011
- 07:54 AM
]
من جهة العهد القديم وبحسب الخلق فنحن أبناء لله ، وحينما سقط الإنسان سقط من رتبته الأولى وانعزل عن الله ولم يقدر على مواجهة الله النور لأن الظلمة أعمت عينيه ، ولكنه لم يفقد ملامح الله التي في داخله ، ولكنها تشوهت فيه وفقد بساطته الأولى واصبحت الظلمة تخيم على قلبه ووقع تحت سلطان الموت ودخل إليه الفساد ، ,اصبح من أبناء الغضب : [ التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية ، الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً ] (اف 2 : 2و 3)
ولكن الله اختار له بعض الشخصيات واختار له شعباً أخص وسماه ابنه البكر كمثال لكل الشعوب ليظهر اسمه ويرجعهم إليه ، وهذا كله قد أشار إليه العهد القديم وأكده جداً ببعض الآيات الواضحة جداً :
- [ أن أبناء الله رأوا بنات الناس انهن حسنات فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا ] (تك 6 : 2)
- [ قدموا للرب يا أبناء الله (شعبه) قدموا للرب مجداً وعزاً ] (مز 29 : 1)
- [ أنا قلت إنكم آلهة (ملامح الله فيكم - على صورته ومثاله) وبنو العلي كلكم ] (مز 82 : 6)
- [ لأنه من في السماء يُعادل الرب (فلا يوجد إنسان مساوي لله بل فيه ملامح الله وصورته) من يشبه الرب بين أبناء الله ] (مز 89 : 6)
- [ لكي تكون الأرض التي هي أكرم عندك من كل أرض عامرة بأبناء الله كما يليق بها ] (الحكمة 12 : 7)
عموماً الله في العهد الجديد رد لنا ما كان لنا في الأصل ، إنما الفرق أنه وهبنا أن نكون ابناء في شخصه ، فضمن لنا أن لا نفقد بنوتنا قط مرة أخرى ، لأن الفرق بين العهدين ، هو أننا في القديم دُعينا ابناء الله حسب ملامح الله فينا من جهة اننا صورته ومثاله ، أما في العهد الجديد فأن الله ظهر في الجسد متحد بجسم بشريتنا ، فاصبحنا أبناء لله في الابن الوحيد وذلك حسب الوعد :
- [ وأما نحن أيها الاخوة فنظير اسحق أولاد الموعد ] (غل 4 : 28)
- [ إذاً أيها الإخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة ] (غل 4 : 31)
وفي ملء الزمان تجسد الله وظهر في الجسد ، فحصلنا على التبني كعطية إلهية فريدة من نوعها ، وأعظم مما كنا فيه ، لأننا حصلنا على التبني بالاتحاد بشخص المسيح ابن الله الوحيد ، لا كعلاقة مجازية تحكمها المشيئة أو العواطف الجسدية لأننا لم نولد [ من دم و لا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله ] (يوحنا1: 13) ، فصرنا أولاد الله في المسيح وأخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب ، فعوض أن كنا آنية ظلمة وصورة الله مشوهة فينا بسبب سلطان الخطية التي عملت بالموت فينا ودخل إلينا عامل الفساد وفقدنا قوة الشركة مع الله ، صرنا آنية مقدسة مستنيرة [ لأنكم كنتم قبلاً ظلُمة وأما الآن فنور في الرب أسلكوا كأولاد نور ] (اف 5 : 8) ، آنية مُخصصه لحلول الله وسكناه بضمان دم الحمل القائم بجسم بشريتنا ، حتى كل من يؤمن يصير أبناً حقيقياً لله في الابن الوحيد مولود من الله في المسيح يسوع ، ومضمون أنه لن يفقد بنوته مرة أخرى قط إذا تمسك بالمسيح الرب ، اي مسك بالحياة الأبدية الموهوبه له في المسيح الرب الذي يعمل فينا بروحه الذي يسكن أوانينا الضعيفة ....
وبحسب النبوة : [ لكن يكون عدد بني إسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال ولا يُعَدَّ ويكون عوضاً عن أن يُقال لهم لستم شعبي يقال لهم أبناء الله الحي ] (هو 1 : 10)
وقد تمت النبوة بتجسد الكلمة وصرنا ابناء لله فيه ، إذ قد رد لنا رتبتنا الأولى بصورة أعظم وأقوى :
- [ فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم أشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ] (عب 2 : 14)
- [ وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه ] (يو 1 : 12)
- [ لأنكم جميعا أبناء الله بالايمان بالمسيح يسوع ] (غل 3 : 26)
- [ ثم بما إنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب ] (غل 4 : 6)
- [ الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ] (رو 8 : 16)
- [ فأن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً ورثة الله ووارثون مع المسيح ] (رو 8 : 17)
- [ أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ، أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله و لم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو ] (1يو 3 : 1 - 2)
_____بعض من أقوال الآباء في التبني_____
[ كلمة الله ربنا يسوع المسيح الذي من أجل حبه الفائق صار على حالنا حتى يجعلنا نحن نصير على حاله هو ] (القديس إيرينيئوس - ضد الهرطقات 5: المقدمة)
[ أنه بأي كيفية كان يُمكن أن نصير شركاء في التبني إن لم يكن قد نلنا من الآب من خلال الابن هذه العلاقة التي تجعلنا ننتمي إليه وإن لم يكن الكلمة قد تجسد ودخل في شركة معنا ] (القديس إيرينيئوس - ضد الهرطقات 3: 18: 7)
[ إن الرب افتدانا بدمه الخاص ، وبذل نفسه عن نفوسنا ، وجسده عن أجسادنا ، وسكب علينا روح الآب ، لكي يحقق الشركة والاتحاد بين الله والبشر ، بأن يجعل الله يحل في الناس بروحه ، وبتجسده يجعل الإنسان يصعد إلى الله . فإنه بالحق وبكل تأكيد عند مجيئه إلينا قد أنعم علينا بعدم الفساد وبحق الشركة التي بيننا وبينه ] (القديس إيرينيئوس - ضد الهرطقات 5: 1: 1)
[ إننا ننال هذه النعمة (نعمة التبني) من الآب ، بحق الشركة التي لنا مع الكلمة بواسطة الروح ] (القديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 1: 9)
[ لا يوجد تبني بمعزل عن الابن الحقيقي الذي قال : ليس أحد يعرف الآب إلا الابن ، ومن أراد الابن أن يُعلن له ... فجميع المدعوين أبناء وآلهة (أنا قلت أنكم آلهة - قام الله في مجمع الآلهة) سواء كانوا في السماء أم على الأرض ، قد نالوا التبني والألوهة (الملامح والسمات الإلهية) بواسطة الكلمة ] (القديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 1: 39)
[ نحن جميعاً بحق قرابتنا الجسدية مع المسيح - التجسد - (عب2: 14) قد صرنا متحدين بالكلمة ] (القديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 2: 69)
[ بحق الشركة التي لنا مع الابن يُقال إن لنا شركة مع الله . وهذا هو ما قاله بطرس الرسول : لكي تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية - 2بط1: 4 ] (القديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 1: 16)
[ إن ابن الله المولود من العذراء لم يكن (ابنين) ، ابناً لله مع ابن للإنسان (وكأنهما أبنان) بل ابن الله صار هو نفسه ابناً للإنسان ، وذلك لكي يجعل الإنسان ابناً لله فيه . فقد أخذ في نفسه الطبيعة الجسدية بشمولها (أي الجنس البشري كله) وبذلك صار هو الكرمة الحقيقية وصار يحتوي في نفسه كل الأغصان العتيدة أن تولد ] (القديس هيلاري - تفسير المزمور 51: 16)
[ الغصن الذي يثبت في الكرمة تكون له حتماً طبيعة الكرمة الحقيقية ] (القديس هيلاري - تفسير المزمور 51: 17)
[ هذه هي أسرار المشورة السمائية التي تحددت قبل إنشاء العالم : كان ينبغي أن ابن الله الوحيد يصير إنساناً بإرادته لكي يستوطن الإنسان في الله إلى الأبد ... فقد ولد (ابن) الله - تجسد - في الواقع لكي يأخذنا في نفسه ] (القديس هيلاري - في الثالوث 9: 7)
[ (ابن) الله المولود قبل كل الدهور ، يقول الآب عنه إنه قد ولده اليوم (مزمور2: 7) وذلك لكي يقبلنا نحن أيضاً (في هذا الميلاد) بالتبني ، لأن الطبيعة البشرية كلها صارت في المسيح (أثناء هذا الميلاد) من حيث أنه صار إنساناً ] (القديس كيرلس الكبير عامود الدين - تفسير إنجيل يوحنا 5: 2)
|