[المحامي / شيرين شوقى]

سيدتى الحب لا يخضع أبداً للباعة الجائـلين
قد يباع الجسد بالبخس وقد يبـاع بالثمـين
بلا حب قد يصبح سلعة

لا تنحنى يا قلب فمازالت الدنيا للخفق خاشعة
ستنجـلي يوما صـورة الإنسـان المـلوثة
ومسميـات الغــنى والفـقر مـا هى إلا

ســدود بلا أنهـار

توفر الموت للبيـداء

فيا قلب قلمك سيف وريشة حبرك مـدواة شـافية
فأنت يا من تشكو الفقر فى زمن الأثرياء

أنت ذاتـك أغـنى الأغـنياء

فمن الذى أرسي قـواعد الثراء
ومن لقب الحب بأمـير الفقراء

فما هو سيدتي مفهوم الثراء
علمينى فأنا فى مضمار المادة من الجهلاء

أهو رزمـات من الأوراق النقـدية
تفى بألوان المتـع المختلفة الوقتـية
من طيب الطعام ومعـارض الازياء
أهو ظل جدران فارهة وجنات غنَّاء
فيظل قاطنها متسلطاً
ينتـشي بمفـاخر مجـده الوهمـية

ويرددها كالببـغاء

سجـين وسجَّـان

فهل هـذا هـو مرمـاكِ ومفهـومه ؟

الحـب سيدتي قلب يحتـوى الدنيا فى الخِبـاء

والعشـق صنـع الكثـيرين من العظــماء

وحـبي لك ِتجهــله الكثـير من النســاء
لا تلتـفتي لهـن دعـكِ من هـذا الثــغاء
قد لا أملك أكياساً وخزائن ومعيشتي شظـفاء
لكن قلبي يبذل فى حبكِ أخر قطرة من الدمـاء
فهل لا يكفيكِ لا يغني عن المحـافظ الجـلدية
وبطاقات الإئتمان

سيدتي أسواق العبـيد الحديثة مبرمجة مكتـظة بالمـلايين
من أحدث مبتدعـات العـلوم لتستر عورات الإنسـان

فـلازلنا نعشــق لــذة الإقتنــــاء

ونخُضـع فى أهـوائنا كـافة الأشيـاء
لجداول الأسعار

لا يا سيدي الحب لا يخضـع للباعـة الجـائـلين
عبثاً تجـدين للعشاق أسواقـاً وللقلوب بورصـة

وثلاجات للأشعار

فقــير أنا بمفهــومك ولا أستحى بفــقري
ففقرى عـالم لا يعـرف سـوى ميثـاق الشرف

عُملته الحـب والوفـاء

لا أتسول بعشقي لا أتجول
ألتمس مخيمــاً للاجيئين
بـلا أوطـــان

فأنا قانع بهواكِ كثروتي ومدَخري
فمن عُلـية القـوم من يشتـهي

لمحة حب صادقة من أقنعة المحيطين

وجُل مُراده بسـمة يهرب معـها
من عـالم الأحـزان
أو حضن دافئ بلا فراء
ينسلخ عن عقود الألماس الجارحة التى تسعمر الأعناق
تلك التى تطرحه بعد زيف الشحوب وبرود العِنـاق
مقتــــــولاً طعـــين
ولا يجـد فيستـجدي
فمن منا صار الفقـير تعتقدي
من حـــاز الأمــان

الحب يسمو فوق الأكيـا
التى تعلقـت بهـا عينـاكِ

حـبي أنا لكِ لايقـــاس

بقطـع المـعدن اللعــين

معذرة سيدتي فلن تجـدي بهــذه الأغـراض
ما تحلمـين به فهى لا تتـفق وقـانون المـال

فأنتي ترتفـــعين وفـق معطيـات السـوق

وتحترق أسهــــمك فى يوم سوءٍ بلا ضمان

فإن إبتغيتي المال وبريـق المعادن النفـاس
تحولتِ لصـلاة كـاذبة شقـية الأنفـاس
عبـدة لصـاحب الخزانـة النخَّــاس
فكل من ذهبـت وراء لمعان الذهب الأصفر
ذهب عنها الذهب وعادها وجـع الحـنين

تستعــطي الحب و العطـف والإحساس

من تجــري وراء ذا الرنـــين

كلما زادت وعلت فى خزانتها الأكـداس
تختنـق فيها الأنــوثة ويمـوت القـلب
وتحـترق على عرشهـا نضـارة السـنين
فلا تعلقـين حبي على ابواب المتـاجر

وقلـبي عـلى المـوازين

كلا يا سـيدتي الحـب لا يثـَّـمن
لا ينحـني لذا العـرض المهـــين

لا يخضع أبـداً للباعـة الجائلــين

شيرين شوقى

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: القسم الادبي