للقديس كيرلس الكبير عامود الدين
(10)
لذلك يوجد رب واحد يسوع المسيح هو بذاته الابن الوحيد وكلمة الله الذي تأنس دون أن يفقد ما كان عليه ، لأنه في بشريته ظل الله ، ومع أنه أخذ صورة العبد ، إلا أنه ظل السيد ، ومع أنه أخلى ذاته ، إلا أنه ظل يملك ألوهيته الكاملة ، ومع أنه صار في البشرية الضعيفة ، إلا أنه رب القوات الروحية ، وإذا كان قد حل في حدود الطبيعة البشرية ، إلا أنه ظل السامي فوق الخليقة كلها .
لقد قبل التجسد الإله والابن الوحيد الحقيقي ، والنور والحياة والقوة ، وهذا كله أحتفظ به دون أن يفقده . أما ما لم يكن فيه فقد أخذه ( الناسوت ) من أجل التدبير الإلهي . وهكذا في التدبير صارت صفات الجسد صفاته لأن الجسد اتحد بشكل فائق سري بالأقنوم ( أقنوم الكلمة ) وليس بآخر .
وهذا ما يقول الحكيم و " الكلمة صار جسداً " أي أنه أتخذ جسداً دون أن يتغير أو يتحول إلى طبيعة الجسد . ولا بأن أمتزج أو تحول إلى خليط من الناسوت واللاهوت في جوهر جديد – وهو ما يدعيه بعض الناس ( تعليم أبوليناريوس ) – لأن هذا مستحيل لأنه غير متغير ولا متحول ، ولكن كما قلت أنه عندما أخذ جسداً ذات نفس عاقلة من العذراء النقية وجعله جسده . وكعادة الأسفار المهمة من الله أن تستخدم كلمة " جسد " وتطلقها على الإنسان كله .
وكمثال لذلك قولها : " أسكب من روحي على كل جسد " ( يوئيل 2: 28 ) . ولم يكن وعد الله بأن يسكب نعمة الروح القدس على الجسد دون الحياة العاقلة التي فيه أي النفس ، وإنما يسكب النعمة على الإنسان كله جسداً ونفساً .
شرح قانون الإيمان للقديس كيرلس الكبير
للدخول على الجزء التاسع فقرة 13
أضغط هنـــــــــــــــــــــــ ـــا