ركب شاب جامعي فرنسي القطار, و بعد ان سار القطار اخذ هو يتمشى في رواق في عربات القطار, فرأى رجلا متقدما بالسن يتكئ على النافذة و يتلو مسبحته بخشوع. فبادره الشاب بعنجهية الجامعيين المعتادة:
-((لا تزال تؤمن بمثل هذه السخافات؟))
- (( طبعا يا صديقي!))
-(( عندي نصيحة اسديها لك: الق عنك هذه المسبحة من النافذة, و بدلا من هدر الوقت في تلاوتها, خذ لك مجلة علمية تطالع فيها اخبار العلم و آخر ما توصل علماؤنا الى أكتشافه في عصرنا, و منهم المواطن الذي تفخر به فرنسا: لويس باستور( عالم في علم الأحياء الدقيقة و كميائي. اول من اوجد عملية بسترة الحليب و لقاح ضد داء الكلب( للمزيد انظروا و كيبيديا)) هات عنوانك و انا كفيل بأن ارسل لك المجلات العلمية للتتثقف))
و مد الشيخ يده الى جيبيه بهدوء, فأخرج بطاقته الشخصية و قدمها بتواضع الى الشاب الجامعي. فأخذ صاحبنا البطاقة ليقرأ عنوان الشيخ واذا هو (( لويس باستور, معهد الأبحاث العلمية, باريس))
صعق الشاب لهذه المفجأة و احمر وجهه, فتوارى خجلا, في حين عاد العالم باستور الى تلاوة مسبحته.