[ريم الخوري]

علاقة المرشد بفرقته وأساليب عمله:

على المرشد أن يحتل موضعاً من الفرقة، يماثل موضع القلب في الجسم. فهو مشاركاً فيها، لا بل ومنشطاً وملهماً لتلك المجموعة، التي يجب أن تكون قواعدها مبنية على التفاعل والتعاطف والمحبة. كما ويسمح موقع المرشد بأن تقوم علاقة حميمية بينه وبين باقي الأعضاء، لكن دون أن يتحول الأمر إلى تعلق مفرط منهم به. وذلك بأن يكون تركيز المرشد على الجماعة لا على العلاقة الفردية، حتى لا تتحول إلى علاقة آسرة تستلب من الشخصية الناشئة قدرتها على النمو والاستقلالية. ولهذا فإن على المرشد أن يسعى إلى بناء فرقة متفاعلة ومشاركة، يكون فيها الأعضاء مشدودين إلى بعضهم البعض، بنفس قدر انشدادهم إلى مرشدهم، مما يحميهم من التبعية والذوبان.

أن يعي المرشد لدوره كخادم وراعٍ للنفوس التي أؤتمن عليها. وأن يعرف حدود علاقته بأعضاء فرقته، بأنها الحدود التي يفرضها احترام القائد لشخصية كل عضو، ليكون خادماً ومنمياً لها. ولهذا يكون المرشد محتوياً لا مذيباً لها. ويكون حاضراً ومتوارياً في آنٍ واحد. ويكون عطوفاً على أعضاء الفرقة مع فرصة ألا تكون العاطفة تقييداً لأي منهم. فيركز المرشد همه على أن ينمي الحوار الشخصي المباشر بين العضو وبين الرب، بحيث تتضاءل أهمية وساطته بالتدريج مقتدياً في ذلك بشخص يوحنا المعمدان "أنا عليّ أن أنقص، وهو عليه أن يزيد" (يو30:3).

أ‌- مشاكل تعترض علاقة المرشد بفرقته:

عدم مصارحة المرشد (فرقة تضم شباباً من المرحلة المدرسية الإعدادية )
عدم مصارحتي بأمور تحدث معهم بل وقد يكذب بعضهم وببساطة. وهذه ظاهرة وجتها متفشية في هذه السن(ظاهرة الكذب)


كثيراً ما يتعرض المرشد لمشكلة عدم مصارحة أعضاء فرقته له بأمورٍ كثيرة، وهذا ما يولدِّ لديه موقف الانزعاج. إنَّ من أول ما يجب على المرشد إدراكه هو أن المصارحة المنشودة، لا يمكن أن تُفرض كواجب، إنما ينبغي أن تأتي من أعضاء الفرقة تلقائياً. ولكي تأتي تلقائياً، ينبغي أن يكون المرشد مشاركاً في حياة الفرقة. بحيث تنشأ علاقات إلفه بينه وبين أفرادها، فيرتاحون إليه، ويتبعونه ويثقون به، ويتجرؤون شيئاً فشيئاً على فتح باب خفايا قلوبهم أمامه إي عالمهم الحميم وحديقتهم الخفية .

وعلى قدر نمو الألفة بين المرشد والمرشدين، يتراجع الكذب الذي كانوا يحتمون به من المرشد. حين كانوا يحسونه غريباً عنهم ويخشون اقتحامه لمجالهم الذاتي الذي يتخذ في سنهم أي سن المراهقة اهمية بالغة نمو التواصل بين المرشد وشبانه حري بانه يقلص رقعة الكذب . أما إذا بقي الكذب موجوداً، فهو مؤشر إلى أن هناك خللاً في تواصل المرشد معهم. وهذا يؤكد على ضرورة بأن تكون الفرقة أقرب إلى الشلة الصداقية، بدلاً من أن تكون صفاً مدرسياً، حيث يكون المرشد في هذه الشلة ذو موقع فريد يندمج هو ايضا في الفرقة .

"
في بعض الاحيان يتعلق الشباب او الشابات بمرشده او بمرشد اخر فكيف يجب ان يكون تصرف المرشد كي لا يصد هذا الانسان وكي يبقيه بالقرب منه ولكن بدون تعلق وبدون ان يودي لك الى اقصائة بشكل فظ "

التعلق الشديد بالمرشد في عمر المراهقة، مرده هو تفتيش المراهق عن هويته، مما يجعله يُسقط صورة مثالية على المرشد، يتعشقها ويسعى إلى التماهي بها. المراهق يتعشق في المرشد تلك الصورة المثالية عن نفسه التي يسعى الى تحقيقها في حياته.
قد يكون هذا التعلق حافزاً للمراهق كي يرتقي وينمو. ولكن الواجب علينا أن نحمي شخصيته من الذوبان في علاقة استلابيه بالمرشد أي في شخص المرشد فتضيع طاقة النمو التي يمثلها ولا يترك له من جهة اخري أي مجال لتمادي المفرط ، وفي سبيل حفظ هذا التعلق من الغلو ينبغي:

1- أن يظهر المرشد بمظهر الإنسان الحقيقي فيبدد بمجمل سلوكه الأسطورة المنسوجه حوله . وهنا نعود إلى ضرورة تعريف أفراد الفرقة على هويته الشخصية (نشأته- بيته- دراسته...)، وأن يحيا مع الفرقة حياة البساطة، فيأكل معهم، ويعترف ببساطة بهفواته وأخطائه.

2- أن يركز على اندماج كل عضو في الجماعة الفرقية ، من حيث هي جماعة صداقية, متحابة, متداخله, متعايشة, مما يوازن تعلق المراهق بالمرشد بتعلقه بأقرانه، وبالتالي يحول دون تمادي التعلق بالمرشد وتجاوزه المعقول.

الى أي حد يمكن للقائد إقامة علاقة ميزة مع الطفل

تمييز المرشد لأحد أعضاء فرقته: يقع الكثيرون في وهم مفاده، أن على المرشد أن يعامل الأولاد كلهم معاملة واحدة، مغفلاً ما بينهم من اختلاف في الطباع والحاجات. وحين يقوم المرشد بذلك لا يكون منصفاً، كما يقول د. أندريه برج: (فالإنصاف هنا لا يمكن أن يعني التساوي).


لذا ينبغي على المرشد أن ينشئ حكمةً تُميِّز علاقته مع كل ولد وفقاً لسمات هذا الولد الخاصة، وما ينتج عنها من حاجات مميزة، ونمط فريد في الشعور والتجاوب. إذا ما تعامل المرشد مع كل ولد بهذا الأسلوب. أحس كل واحد منهم بارتياح لأنه مقبول ومعترف به كما هو. فلا يشعر بنقص، أو يشكو من غبن، إذا رأى المرشد يعامل غيره معاملة مختلفة.

إذاً التمييز على أساس حاجات الأشخاص من طباع وحاجات متباينة ليس خطأً تربوياً. إنما الخطأ هو التمييز بينهم على أساس مزاجية المرشد ومشاعره وميوله، التي يجعلها قاعدة للتعامل مع الأولاد. فيقترب إلى من كان متناسباً معه، ويبعد الذين لا يتلاءمون معه. هكذا يشعر الأعضاء في الفرقة أن المهم في سلم أولويات المرشد ليست حاجاتهم هم، بل حاجات وميول المرشد. ويشعر المهملون بالغبن، وبهذا يعكر المرشد علاقتهم به، وبالتالي علاقتهم بيسوع، الذي يحب أن يلتمسونه من خلال علاقتهم بالمرشد. لذلك فالمحبة الحقيقية هي التي "لا تطلب ما لنفسها" (1كو5:13)، وهي التي تتعهد كل عضو بكل تمايزاته، وتلُّون سماته وحاجاته على حسب قول السيد المسيح: "أنه يدعو خرافه باسمائها" (يو3:20) أي كل واحد بمفرده.



في بعض الأحيان أقع بالميزة والتفرقة بين أعضاء الفرقة الواحدة مع إني أحبهم جميعاً فماذا افعل لأتخلص منها؟؟؟؟


الميزة الغير السليمة والمؤذية هي إن لا أتعامل مع الأولاد وفقا لحاجات كل واحد منهم بل وفق لمزاجيتي
فأتقرب ممن يتجاوب مع ميولي ويستجيب لنزواتي واستبعد من لا أجد فيه انسجاما مع هذا الميول او إرضاء لهذه النزوات
حينذاك تتصدع محبتي للأولاد لان علاقتي بهم تتمحور حول حاجاتي الذاتية بدل من التمحور حول حاجاتهم والتركيز على متطلبات نموهم وانتعاشهم في حين ان المحبة كما يصفها الرسول بولس " لا تسعي إلى منفعتها الخاصة"(1 كورنثوس 13: 5) واذا ما تصدعت محبتي على هذا الشكل تعطلت علاقتي بالأولاد ويشعرون
- وحتى المفضلون منهم- إني أتعامل معهم على أساس نزواتي لا على أساس تقبلهم كما هم وبذلك تضطرب علاقتهم ببعضهم البعض لان نمط تعاملي يزرع الغيرة والخلاف فيما بينهم
الواقع ان المحبة مسيره طويلة ينتقل عبرها المؤمن من التركيز على الذات إلى التركيز على الأخر وهذه المسيرة تدوم العمر كله
لذلك السبيل إلى التقدم يكون نحو توطيد العلاقة بين المرشد وبين جميع الأولاد في الفرقة وإنها بمقدار ما تمد جسور بينها وبينهم تجد السبيل للعبور إلى كل واحد منهم والالتقاء به في خصوصيته فرادته. طالما انها لا تراهم من الخارج ومن بعيد لا بل ان تنظر إليهم من زاوية حاجاتهم الذاتية فتتجاوز إلي بعضهم على حساب الأخر وتلبيه حاجاته إما اذا دخلت فعلا بقلبها وعقلها الى عالم كل منهم الوجداني فإنها ستراه من الداخل وتتحسس له كما يتحسس هو لنفسه وكأنها عند ذاك تنتقل من ذاتها اليه
وفي هذه النقلة اهتداء إلى الأخر واكتشافه لأهميته البالغة وانفتاح على ما يكتنز من طاقات وانعطاف الى ما يعانيه من مشاكل وحاجات إما الطريق لمد جسور هذه الطريق بين المرشد وبين أعضاء الفرقة فتكون بتحويل الفرقة الى هذه الجماعة التي تحيا فيما بينهم حياة المشاركة فتحول وجود المرشد مع فرقته الي تعايش حقيقي وفي ظل هذا التعايش يكون الاتصال الفعلي العميق بالجميع
الذي لا يستند الا على حاجاتهم وروح المحبة



تساؤلات المرشدين د.كوستي بندلى

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: قسم اعداد الخدام واجتماعات الخدمة

[emmmy]

رائع موضوع بجد جميل
تسلم ايدك يا قمر

انا ليا استفسار بسيط هطلبة للتوضيح
صاحب المقالة بيقول

عدم مصارحة المرشد (فرقة تضم شباباً من المرحلة المدرسية الإعدادية )
عدم مصارحتي بأمور تحدث معهم بل وقد يكذب بعضهم وببساطة. وهذه ظاهرة وجتها متفشية في هذه السن(ظاهرة الكذب)


كثيراً ما يتعرض المرشد لمشكلة عدم مصارحة أعضاء فرقته له بأمورٍ كثيرة، وهذا ما يولدِّ لديه موقف الانزعاج. إنَّ من أول ما يجب على المرشد إدراكه هو أن المصارحة المنشودة، لا يمكن أن تُفرض كواجب، إنما ينبغي أن تأتي من أعضاء الفرقة تلقائياً. ولكي تأتي تلقائياً، ينبغي أن يكون المرشد مشاركاً في حياة الفرقة. بحيث تنشأ علاقات إلفه بينه وبين أفرادها، فيرتاحون إليه، ويتبعونه ويثقون به، ويتجرؤون شيئاً فشيئاً على فتح باب خفايا قلوبهم أمامه إي عالمهم الحميم وحديقتهم الخفية .

وعلى قدر نمو الألفة بين المرشد والمرشدين، يتراجع الكذب الذي كانوا يحتمون به من المرشد. حين كانوا يحسونه غريباً عنهم ويخشون اقتحامه لمجالهم الذاتي الذي يتخذ في سنهم أي سن المراهقة اهمية بالغة نمو التواصل بين المرشد وشبانه حري بانه يقلص رقعة الكذب . أما إذا بقي الكذب موجوداً، فهو مؤشر إلى أن هناك خللاً في تواصل المرشد معهم. وهذا يؤكد على ضرورة بأن تكون الفرقة أقرب إلى الشلة الصداقية، بدلاً من أن تكون صفاً مدرسياً، حيث يكون المرشد في هذه الشلة ذو موقع فريد يندمج هو ايضا في الفرقة .



ممكن تذكرى مثال للكلام دة يا ريم !! ؟؟

[ريم الخوري]

بس الحالة دي ايمي بحد زاتها مثال الا لو بدك كتصرف ممكن اوي لو الخادم فرض راية وبقي سلطوي باسلوبة وكان من الخدام الاقل اصغاء لمخدومينة ليعبرو باريحية خلال فترة اللقاء وتبقي الفجوة بينهم كبيرة لدرجة عدم الاكتراث بالاسباب وار ذلك ودا لانه ميش فاهم طبيعة احتياجاتهم شو وميش بيعطي مساحة انهم يعبرو بطريقهم واسلوبهم لذلك تلقي تصرفات اقرب لتهرب منة لانهم شعرين انة بعيد عن اهتمامهم و بتاخد شكل الكدب او التبرير او التملص او ممكن يروحو لخادم تاني يكون اكثر اصغاء تحت اي مبرر
وعلى فكرة الاصغاء دي بجد مهمة اوي اوي بالخدمة بالفرقة الواحدة لانها اوقات بتكون اقوي من الوعظ بحد زاتة
دا تعليق على الحالة اللى اخترتيها بس مفهمتيش طبيعة المثال اللى بتقولي عليه اي بالزبط باي اتجاة بيكون
شكرا كتير ايمي الرب يقويك ويباركك

[emmmy]

انا مش فاهمة منك حاجة يا ريم يا حبيبتى
اية اللى ممكن يخلى الخادم يكذب على المخدوم
اية الدافع اللى ممكن توصلة للمستوى دى من وجهة نظرك
اذكرى مثال - حدث بالفعل او ممكن يحدث نتيجة اسباب معينة واذكرى الاسباب

[ريم الخوري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emmmy انا مش فاهمة منك حاجة يا ريم يا حبيبتى اية اللى ممكن يخلى الخادم يكذب على المخدوم اية الدافع اللى ممكن توصلة للمستوى دى من وجهة نظرك اذكرى مثال - حدث بالفعل او ممكن يحدث نتيجة اسباب معينة واذكرى الاسباب

ايمي مين جاب سيرة ان الخادم يكدب يا قمر
انا قولت لو اسلوبة سلطوي وبيفرض راية من غير ما يراعي مخدومينة واحتياجاتهم اكيد اكيد الاطفال او المخدومين رح يدارو دا بالكدب والتهرب منة ومن تساولاته سوا بما يختص بموضوع الدرس او بما يختص بعض امورهم الحياتة وعلاقاتهم ببعض لذلك يبقو مغلقين على انفسهم وعلى عالمهم الخاص من غير ان يشاركوا الخادم به باية طريقة ويبقوا سلبين معة
فمثلا لو في خادم متعلم ومثقف ولدية رغبة بالخدمة بس ميش قادر يندمج باهتمامات الفرقة ومخدومنية وليس لديه روح الخدمة اقصد الاتضاع والتجرد من الذات والمحبة ووووو او ممكن هي موجودة بس ميش قادر يفعلها بسبب طباعة الصعبة اوي وبيحاول دايما يفرض راية اللى بيعتبرة الاصحاح ولازم يتنفذ حتي ولو االمخدوم ميش مقتنع بيه بس كلمتة الخادم لازم تمشي وطبعا بالنص عناد وكبرياء وطبعا هاد الشيء بيولد ضغط وكبيت وسلبية لدرجة ممكن توصل برغبتهم بعدم العودة للخدمة لان ذلك افضل بالنسبة ليهم .............
تصور زي هيك خادم اي طبية المصارحة بينة وبين المخدومين اكيد مفيش لذلك بيلجاو لكتير من الخدام الاخرين لتعبير عن مدي سلبية هذا الخادم وسلبياتة بتاخذ حيز بالنقاش اكتر حتى من موضوع الدرس وهدفة وميش بتوصلة بسبب الخادم اللى استبدل بدل منها طريقتة تعاملة معهم لتكن هي محور الخدمة بالنسبة للمخدومين وشخصيتة وسماتة اللى بتنعكس على اسلوبه بالخدمة وصدقني المخدومين بيستحملو كتير وبيدو فرصة للخادم كتير ليغير ويستبدل وينتبة لخطة ببعض من التلميحات والتصريحات من المخدومين بس لما بتوصل الكاس لحد الامتلاء ايمي اكيد بتفيض وبتعود ما بتقدر تستوعب اكتر
لذلك هما بيمرقوا الدرس وبيمرقوا اللقاء بدون مشاركة فعلية بجو من المحبة اللى بتهدم سور الكدب عند المخدومين واللى بتبني ثقة بينهم وبين الخادم لدرجة المصارحة الفعلية القائمه على التفهم لاحتياجاتهم وبنفس الوقت يقدر يوصل هدف الموضوع وينقل صورة الله كما يجب للمخدومين بدون تشوية بالصورة التي تنتقل ليهم عن طريق الخادم واسلوبة وروحة بالخدمة


شكر ايمي الرب يقويك