[اشرف وليم]

احذر من أن تفقد بساطتك

" كونوا اولادا في الشر "
(1كو 14 : 20)

تعلمنا كلمة الرب أن نسلك فى حياتنا على الارض ببساطة قلب وذهن مستنير بعاقبة السلوك فى طريق الشر والفساد بعيداً عن البساطة ومعرفة الصالح للنفس وما يضمن لها الخلاص والفرح الحقيقى والدائم.

ونصيحة الإنجيل لكل إنسان يبتغى حياة فرح حقيقة وسلام دائم هى السلوك ببساطة
وهذا يتآتى للإنسان متى سلك بروح الطبيعة الجديدة و قبل تدبير الروح للمحافظة على سمات هذة الطبيعة الجديدة . ،

ولئن كان السير بعيدا عن معرفة المسيح
والبساطة يعوق الإنسان من النضوج الكامل في القامة والفهم
لذا كانت الضرورة موضوعة عليه أن يحفظ نفسه نقياً مقدساً
حتى يستحق الوقوف بين يدى الرب بلا لوم اوعيب ..
فلو علم كل إنسان كم ستكون رهبة هذة الساعة التى سيقف فيها امام الله
لجاهد بلا ملل أو توانى كل حين ورغم كل الظروف
وهذا ما حدى بالطوباوى بولس أن يقول
" مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي "
(عب 10 : 31) .

وفى كلمات قليلة وقوية قدم لنا القديس يوحنا الذهبي الفم تفسيرا رائعاً ودقيقاً للوصية موضوع تأملنا فقال : :
" أن تكون طفلاً في الشر هو أنك لا تعرف حتى ما هو الشر. "
وهذا معناه أن نكون أطفالاً فى ( معرفة ) الشر
وهذه هى البساطة بعينها .

وأرغب هنا فى ذكر بعض التوجيهات والتى أرجو أخذها بعين الاعتبار
وهى كالتالى :

1- لا ترفض الأخذ بالمشورة والعمل بها
لئلا يلحق بك الندم ويضيع تعبك ووقتك سدى .

2- حذارى من التسرع واللامبالاة والكبرياء
لأنها ثلاثة أمور رديئة تجلب على النفس كل تعب وحزن وخسارة
بل ورذل من الله أيضاً .

3- لا يكون لك عادة تقليد الاخرين وأفكارهم فى كل شىء
لأننا قد وهب لنا العقل الذى نميز به الأمور ، وتقرر لك أن تأخذ حكمة
متى طلبت ، والتى تقدر بها ان تسلك بوعي وعقلانية ونجاح وتمييز .

4- لا يتمتع الإنسان بما تحمله البساطة من قوة وثمر إلا عندما يمزجها بالحكمة والتى بدونها تصبح البساطة بلا وعتة وسبباً فى تعب قلب الإنسان ومن حوله .

5- البساطة ليست ضد المعرفة ولكنها الفلتر الذهبي للمعرفة
البساطة لا تعنى السلبية ولكنها الوسيلة الفعالة للحماية من كل ما قد يصيب النفس من حزن ردىء
البساطة لا تلغى الرغبة فى الارتقاء المقدس بل هى الوسيلة لنمو الإنسان صحيحاً فى التقوى ومعرفة المسيح .

6- البساطة فضيلة قد تدفع الإنسان للعديد من المشقات والأتعاب
ولكنها الوسيلة المباركة للحفاظ على طهارة النفس والجسد والروح
كما أنها درعا واقياً للإنسان تحميه من العديد والمزيد من سهام الكبرياء والزنا والغرور .

7- لا يمكن أن يعرف الإنسان ماهى أسرار الروح إلا بعد أن يسلك ببساطة القلب
لأن الروح القدس يرافق البسطاء أما الذين يسلكون بكبرياء القلب ويرغبون فى الحياة حسب ما بداخلهم من شر فلا يتعامل الروح معهم بل يبتعد عنهم إلى أن يواجهون عواقب سلوكهم الردىء ويطلبون تدبيرالروح بكل إيمان ومن كل القلب والإرادة والضمير .

صديقي
ما أصعب حال الذين فقدوا بساطتهم ونقاوتهم وسمحوا للشر بأن يجد مكاناً فى داخلهم
فأحذر أن تفقد بساطتك وتصير مثلهم ..
لك القرار والمصير .

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: التأملات الروحية والخواطر الفكرية