حياة جديدة
أهنئكم ببداية العام الجديد 2010 فكل عام وانتم بخير وأحب ان أقول لكم ليحل سلام الرب عليكم جميعاً فتمتلأ كفوف ايديكم بالحب والخير وتمتلأ اركان منازلكم بالستر ويدحرج الرب العار عنها وتفيض قلوبكم بالرضى والسلام والغنى والخبر والرحمة
اخوتي واخواتي ليحفظ الرب اجسادكم من كل مرض ومشاعركم من كل أذى في هذا العالم الجارح والجريح ليبسط الرب يديه عليكم بالخير فيوسع ارزاقكم ويحقق امانيكم ويسدد احتياجاتكم المادية والروحية المعلنه والخفية هذا كان دعاء أحد الآباء الى اولاده وبناته وأخوته وأخواته وختم صلاته في غنى وشفاعة وطيبة قلب حبيبنا الرب يسوع المسيح له كل المجد والاكرام والسجود من الآن والى الآبد.
وهوذا نحن دخلنا الى العام الجديد ومن المعروف ان كل انسان يحب أن يبدأ عامه الجديد بالتوبة والنقاوة لذلك هذا الأمر محتاج الى ان تجلس مع نفسك لكي تحاسبها تلومها على اخطاءها لان الذي لا يلوم نفسه لا يعترف بخطاياه وبالتالي لا يتوب عنها ويُقدم على العام الجديد كسابقه بنفس اخطائه! بنفس طباعه يوم يسلمه الى يوم وشهر يسلمه الى شهر وسنه تسلمه الى سنه.
داود لم يلوم نفسه على خطأه لذلك لم يعرف حقيقه نفسه ولم يفهم خطأه ولا موضع الزلل في حياته ولم يعرف مقدار وعمق خطئه لذلك لم يبكت عليه وضميره أيضاً لم يبكته انسان لم يلوم نفسه وبالتالي لم يعرف حقيقتها اذن هو محتاج ان يأتيه اللوم من الخارج نعم وهذا فعلاً ما حصل ارسل الله ناثان الى داود حتى يلومه ويعرفه كم هو مخطىء ويقنعه ان يقول اخطأت الى الرب (2 صم 12) ثم بعد ذلك قال خطيئتي أمامي دائماً (مز 51).
وفي مره آخرى داود لم يلوم نفسه فأرسل الله ابيجايل لتعرفه مقدار الخطأ الذي هو مزمع ان يقع به واستجاب داود وقال لها مبارك عقلك ومباركة أنت لأنك منعتني اليوم عن اتيان الدماء والانتقام (1 صم 25).
احكم على نفسك قبل ان يحكموا عليك عندما نلوم انفسنا لا ندين الآخرين أي أنني شخص استطاع ان يرى الخشبة في عينيه قبل أن يرى القذى الذي في عين أخيه، من هو الذي يشير على الآخرين ويدينهم هو البار في عين نفسه.
خيراً للإنسان ان يلوم نفسه على أن يبرر نفسه لا تلوم الآخرين كما فعل آدم ولام حواء والصق سبب خطيئته بها ولا تلوم الظروف كما فعل ايليا وهرب بقوله قتلوا انبياءك وهم يطلبون نفسي (1 مل 19) وقد يلصق السبب بالظروف والمحيط والمجتمع كما حدت مع ابراهيم وقال في هذا المكان ليس خوف الله البته فيقتلوني فقال عن ساره انها اخته (تك 20) الذي يلوم نفسه يعرف ضعفه فيعذر غيره ولا يدينه كما حدث مره مع الآب الروحي الذي صلى الصلاة المذكوره في مقدمه هذه المقاله:
دُعى مره كي يدين راهباً كان مخطئاً وعُقد مجمع لادانته حمل هذا الآب على ظهره كيساً مملوءاً بالرمل وثقبه وذهب لمكان الاجتماع وعندما سئل عن ذلك المظهر الذي أتى فيه فقال ((هذه خطاياي وراء ظهري تجري وقد جئت لإدانة أخي)).
الذي يلوم نفسه لا يقسوا بالحكم على خطايا الآخرين الذين فعلوا ما فعل الفريسين الذين طلبو ان ترجم المرأه الخاطئة وماذا كان جواب الرب الحنون من منكم كان بلا خطيئة فليقذفها أولاً بحجر (يو 8) وليكن جوابك اخاطىء هو؟ لست أعلم (يو 9).
ولكن للأسف كثيرين من أجل راحة نفسيه زائفه أو من أجل كبرياء داخلي ومجد باطل وليس من أجل ابديتهم لا يحبون ان يذكروا اخطاءهم ولا يلوموا انفسهم وأيضاً الاسوأ من ذلك انهم لا يقبلون أن يأتيهم اللوم من الغير يحبون ان ينسوا اخطاءهم وفي نفس الوقت يذكرون خطايا الناس!! ما الفائده في كل هذا سواء في السماء أو على الأرض.
ليتنا في في بداية العام ونحن في اول يوم منه نجلس مع ذواتنا ونفكر في خطايانا ونلوم أنفسنا على عيوبنا ونقائصنا ونقارن ما وصلنا اليه مع حياة القديسين والافاضل لأن الكتاب يدعونا ان ننظر الى نهاية سيرتهم مقتدين بهم ولا نعذر أنفسنا أبداً لأنك قلت أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي الى شيء فأنت الشقي والبأس والفقير والعريان والاعمى (رؤ 3).
لو حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا (1 كو 11).
القس / يوسف بخيت ـ الكويت www.aacku.com