تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > المنتديات المسيحية العامه > مدرسة الحياة المسيحية

مدرسة الحياة المسيحية دراسات روحية لاهوتية متكاملة للخبرة والحياة

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


مشكلة إيماننا اليوم وصراعنا القائم على الألفاظ - الجزء الأول

1 – تمهيـــــــــــــــد مشكلة إيماننا اليوم هي مشكلة واضحة في علاقتنا بالمسيح الحي، لأن ينبغي أن نمتحن أنفسنا كل يوم ونرى ونشاهد قلبنا: هل نحن في الإيمان

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Heartcross مشكلة إيماننا اليوم وصراعنا القائم على الألفاظ - الجزء الأول

كُتب : [ 02-24-2014 - 11:45 PM ]


1 – تمهيـــــــــــــــد

مشكلة إيماننا اليوم هي مشكلة واضحة في علاقتنا بالمسيح الحي، لأن ينبغي أن نمتحن أنفسنا كل يوم ونرى ونشاهد قلبنا: هل نحن في الإيمان الحي الذي قصده الرب نفسه حينما دعانا أن نؤمن به !!!؛ وأن قلنا أننا نؤمن حقاً به، فلماذا لا ننمو ونتأصل فيه ونخرج كل يوم عن ضعفنا وخجلنا من أنفسنا وندخل في خبرة قوة الله ونحيا ببرهان الروح والقوة !!!!
وأن كنا نقول أننا نؤمن بالمسيح الله الكلمة حياة النفس ورجاء المسيحي، فلماذا إذاً نخاف الموت إلى الآن وفقدان من نحب ونحن نؤمن بالمسيح أنه القيامة والحياة ومن آمن به ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً لن يموت إلى الأبد !!!
وأيضاً لماذا نظل نشكو أنفسنا ونتعب من خطايانا ونيأس ولا نأتي لله سرّ طهارة النفس وبحر غسيل الدنسين لكي نتطهر ونُشفى، فكيف لا نصدق أن دمه يطهر من كل خطية ويمحو كل شيء تماماً حتى يجعلنا أبرياء في محضره فعلاً...
وبالرغم من أنه يوجد من يصدق هذا فكراً، لكن عملياً وعلى مستوى واقع حياته المُعاش من جهة التطبيق، لا يصدق هذا بأفعاله وأعماله، وفكره الذي ينشره في كل مكان في نقاشاته وموضوعاته وأحاسيسه الشخصية، لأنه مثلاً لا يصدق أن الإفرازات الجسدية الطبيعية لا تحرم الإنسان من المسيح الذي ذهب بنفسه لقبر لعازر الذي مكث ثلاثة أيام حتى أنتن وقال ارفعوا الحجر ورفع عنه نتانة جسده المهترئ وأعاده صحيحاً معافاً، فهو على مستوى حدث الإنجيل التاريخي صدق هذا، أما على مستواه الشخصي لم يصدق ولم يؤمن أن الله لا يمسه دنس إنسان بل هو من يمس دنسه ويُطهره بالتمام، وأيضاً لا يُريد أن يُصلي أو يذهب للكنيسة أو يقرأ كلمة الله لأنه بالتقوى الغاشة يضع عذر أنه غير مستحق، ومستحق أن يعاقب نفسه فلا يتناول، فللأسف كثيرين اليوم لا يصدقون قوة فعل عمل جسد الرب ودمه المُعطى لنا بالسرّ ولا كل مفاعيل الحياة الموهوبة لنا منه !!!

للأسف الشديد المسيحية أصبحت عندنا فكر وفلسفة وعمل إنساني ومحاولات بشرية على قدر طاقة كل واحد، وهذا واضح في فكر معظمنا في نقاشنا وعدم استيعابنا للأسرار الإلهية، وسأعطيكم أمثلة نتائجها خطيرة للغاية كشفت النقاب عن أننا لم نستوعب بعد سرّ التجسد ودخلنا فيه كخبرة في حياتنا الشخصية، بل وأيضاً كشفت عدم إيماننا بالمسيح !!!

كلام الناس (بعض الخدام والشعب) الشائع الذي وراءه ضربة في الإيمان خطيرة:
+ لا ينبغي بعد المناولة أن تسير حافي القدمين لئلا تتعور فينزل منك دم المسيح على الأرض، ولا ينبغي أن تمضمض فمك في المنزل لمدة 9 ساعات حتى صرف المناولة !!!
+ المرأة في حالاتها الخاصة لا تتناول (البعض قال لا يصح لأنه ينبغي أن تتطهر أولاً مثل شريعة طقس العهد القديم – والبعض قال أن هذا فطر).
+ لا يوجد شيء اسمه التأله والاتحاد بالمسيح إلا بالمعنى الرمزي، والبنوة في الله لقب تشريفي، فنحن لا نرتفع للمستوى الإلهي، والروح نفسه يحل علينا كمجرد نعمة لأجل المواهب
+ المسيح اتى إلينا مثال ينبغي أن نقلد أعماله كما كشفها لنا ونطيع الوصية على قدر طاقة ومقدرة كل واحد فينا...

هذا الكلام شكلة يحمل تقوى وتواضع شديد مقبول بل وممدوح من كثيرين، ومعظم الناس تقتنع به فكراً وأدباً، مع أنه ضد الإيمان ولا يليق بمسيحي حي في المسيح أن ينطق به أو يُعلِّمه لأنه ليس فكر الرب بل فكر إنساني لا يختلف عن أي فكر ديني آخر في الدنيا كلها حينما يفكر أن يسمو بفكر الإنسان محتقراً الجسد ويعتبر الغريزة أساس الخطية !!!

انظروا الآن لخطورة هذا الكلام الذي قلناه سابقاً:
بالنسبة للنقطة الأولى في صرف المناولة وسكب دم المسيح !!! هذا قمة السخف، لأن معنى الكلام كأننا في القداس الإلهي كنا في جلسة تحضير أرواح، أحضرنا المسيح لكي نتحد به ثم بعد ذلك ننتظر أن نصرفه (صرف المناولة)، يا للمصيبة وضربة الإيمان وهدم العقيدة كلها، الرب قال من يأكلني يحيا بي ونحن ننتظر أن نصرفه...
يا إخوتي صرف المناولة بدعة وفكر خُزعبلات شعبية حتى لو قالها أعظم الأساقفة أو حتى أعظم أب في الكون، فالرب لا يُصرف، بل يسكن ويُقيم ويدوم فينا، وكل مرة نأكل من هذا الخبز ونشرب من هذا الدم نمتلئ منه أكثر ونتقوى وننمو إليه !!! ألم يقل بنفسه هذا الكلام الذي نكتب عنه كثيراً ونشرحه لكننا لا نعيشه ونضع سموم فكر عدو الخير كالزوان وسط الحنطة في كلامنا وأفعالنا:
[ أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد وليعلم العالم انك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني ] (يوحنا 17: 23)
[ وعرفتهم اسمك وسأُعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم ] (يوحنا 17: 26)
يعني الرب يقول أنا فيهم ونحن نتكلم عن صرف المناولة وعدم الامتلاء من الله، وأن هناك من هو غير مستحق للتناول لأن جسده ليس في استعداد بل يوجد فيه معوِّق يعوقه، يعني المرأة التي تناولت مرة من جسد الرب ودمه سيأتي مرة أخرى يكون هذا المفعول ذهب عنها والمسيح الرب غاب فينبغي أن لا تتناول، ثم تتناول ويعود فيها الرب ثم يمضي ويتركها !!!!

والنقطة المهمة والأخيرة، في الموضوع اللي مدوخ مُعظم الناس ومش قادرة تفهمه وهو كلام القديس إيريناوس: [ الله صار إنساناً لكي يصير الإنسان إلهاً ]
وهذه العبارة دوخت الناس اليوم بين مؤيد ومعارض، ووقف هذا ضد ذاك، وذاك ضد هذا، وانقسم الكثيرين وهرطقوا بعض وفقدوا الحس الروحي وأصبحنا في صراع بين من هو القادر أن يغلب الآخر في الكلام والإثبات، وهذا يسخر من ذاك، وأصبحنا في حلقة صراع قوى ومين اللي يغلب في النهاية، وضاع منا الإيمان وأصبحنا مُعلمين كثيرين وضيعنا أنفسنا والآخرين وفقدنا إيماننا كله واشتهى الأخ أن يحرم أخيه من الكنيسة لأنه يستحق القطع لأنه هرطوقي وضد الحق !!!!

أرأيتم مصيبتنا أمام الله، ويصرخ الناس ويشتكون لماذا في هذه الأيام لا نشعر بعد حضور الله، ولماذا اشعر أن الله تخلى عني، لا أحسه ولا يحسني، ولماذا لا أقدر أن أعرف ماذا يُريد مني على وجه الدقة، ولماذا لا يستطيع أن يُخاطبني وهو قال خرافي تسمع صوتي !!!
واعلموا يا إخوتي نحن لا نستحضر صوت المسيح، ولا نقول حينما نقرأ كتاب ولا حتى الإنجيل، اني سمعت صوته وخلاص كده لأني قريت الكلمة، لأن صوت الرب صوت قوة تسري منه حياة تفيض في الإنسان فتمسه داخلياً وتقدسه وتطرد الظلمة منه وتبدد فعل عمل الخطية فيه، فيتقدس ويمتلئ من الله، فيرتفع للمستوى الإلهي بالنعمة وتنطبع فيه ملامح صورة الرب يسوع كما هو مكتوب:
[ الحق الحق أقول لكم انه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون ] (يوحنا 5: 25)
[ ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ] (2كورنثوس 3: 18)
[ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6)

فهذا هو معنى التأله الذي يعثر بعضاً منكم، فالرب تنازل إلينا لكي يرفعنا إليه، بل ويغيرنا إليه ويضع ملامحه الإلهية الخاصة فينا، لذلك يُعطينا ذاته في اتحاد سري فائق ننمو فيه، فلم يأتي ليعيش وسطنا إنساناً ثم صعد وابتعد عنا لكي يراقب خطواتنا من بعيد، وينظر هل نسير حسب الوصية وكما أراد من المثال الذي أعطاه لنا، لأن كثيرين ينظرون لمسيح المثال وليس المسيح حياتي أنا شخصياً...
يا إخوتي الرب لم يتجسد ليبقى مثال لنا نسير عليه كمبدأ، أو لكي يبقى قريب منا، بل هو أراد بتجسده أن يُعايشنا، يكون معنا وفينا، به نحيا ونتحرك ونوجد، نسير به ونعمل كل شيء من خلاله، الروح القدس يسكنا (بالسرّ) بنفسه وبشخصه وأقنومه الإلهي ليُقدسنا ويطبع فينا ملامح الرب يسوع الخاصة ويجعلنا آنية حاملة الإله، حاملة الثالوث القدوس، أي نتأله، أي نمتلئ من الله، مثل الإناء الذي يُسمى باسم ما يحمله، فلو هناك قارورة تحمل عطر نفيس للغاية فهي تُسمى قارورة العطر الثمين، هكذا نحن صرنا حاملي الإله، لأننا انتسبنا إليه وهو يملأ أوانينا، لأننا صرنا هيكل لله الحي، نحمله فينا لذلك صرنا إلهيين، نحمل الله بشخصه فينا، لأنه هو من اراد ذلك لذلك الكلمة تجسد، فالقارورة ليست العطر نفسه لكنها تحمله، أن فرغت من العطر فقدت قيمتها، ونحن قيمتنا في المسيح لأننا نحمله في أوانينا، وهذا هو التأله...

أفهمتم الآن ما معنى هذه اللفظة التي أصبحت محل صراع فكري لا خبرة، أأدركتم فداحة خسارتنا العُظمى ومُصيبتنا الكبرى، أننا لم نعد نمتلئ من الله على هذا المستوى بل ولا نسعى إليه بكل طاقتنا، بل بددنا كل طاقتنا على صراع من هو على صواب ومن هو على خطأ، وسأذكركم قريباً أن كثيرين سيطلعون هذا الموضوع ولن يستفيدوا منه شيئاً قط، بل سيدخلون في نفس ذات الصراع ليقلبوا الموضوع لجدل بلا طائل، لأن هدف الدخول غير صحيح، بل كان للنقد والانتقاد كما هو الحال الذي أصبح عليه معظم الناس اليوم (وللأسف الخدام) وهو الدخول لفحص كل الكلام للنقد، لأن كل واحد ظن في نفسه – للأسف – أنه معلم وحامي حمى العقيدة والإيمان ومحافظ على التراث الحي المُسلم في الكنيسة من جيل لجيل، لأنه الآن خادم وتعلم الخدمة الحقيقية، مع أن للأسف لم يدخل في شركة مع الله قط وهذا واضح في حياته العملية وهو يعلمها جيداً جداً ولكنه يهرب منها...
يا إخوتي لينظر كل واحد إلى نفسه، ويقيسها على مستوى الإيمان بالمسيح الحي، هل يؤمن بالمسيح الكلمة المتجسد وهذا ظاهر في سعيه بأن يلتصق به التصاقاً لكي يحقق قصده من تجسده في أن يكون واحداً معه، وهل يسعى ليحيا الوصية لكي يأتي كل من الآب والابن ليصنعوا عنده منزلاً فيشتعل قلبه بنار الروح القدس المُطهرة والمقدسة للنفس، ويكون كله نار حب، الله ظاهر فيه !!!

آن الآن أن تتحرك قلوبنا نحو الله الذي أتى إلينا لكي يجدد طبعنا الفاني ويعطينا طبعه السماوي ليكون لنا حياة أبدية وليست مجرد حياة هزيلة تخص هذا العالم، وأرجو أن كل واحد يقرأ هذا الموضوع، يعلم أنه لم يوضع للجدل ولا لكي أتناقش مع أحد أو اقنع أحد، لأني لن أقنع أحد بشيء قط، ولن ادخل في هذا الحوار لأثبت شيء لأحد ما، بل ولن أدخل في صراع الكلام الفارغ الذي ضيع كل طاقتنا على مشاكل الأشخاص والتمسك بالألفاظ من عدمها، فأن أراد أحد أن يدخل في هذا الجدل ليترك الموضوع فوراً ولا يكمل في أي جزء آخر لأنه لا يخصه بل يخص فقط من يُريد أن يدخل في سرّ عمل الله ويحيا الإيمان الحقيقي عملياً في حياته الشخصية، فيكفينا كلام وإهدار لوقتنا وحياتنا في صراعات أوصلتنا كلنا لطريق مسدود وقسمت الكنيسة بين فرق ومجموعات فأهنا الرب وكسرنا الوحدة، بل وصنعت خدام بارعين في الكلام ولكن ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال، انتبهوا الرب قريب...

2 – خُلاصة التعليم

يا إخوتي أن خُلاصة التعليم هو المُعلن لنا بالفم الرسولي: تمموا خلاصكم بخوف ورعدة، لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل مسرة قلبه (أنظر فيلبي 2: 12و13). وقد رأينا إن موسى النبي عندما رأى كيف أن بني إسرائيل قد نسوا سريعاً وصايا الله، أوصاهم أن يصنعوا أهدابًا في أطراف ثيابهم لكي عندما يرونها يتذكرون وصايا الله ولا ينسونها قط (عدد 15: 38و39). أما نحن الذين تذوقنا الموهبة السماوية ودخلنا في سرّ الإيمان الحي بعهد جديد، بإعلان الروح القدس (أن كنا سمعنا صوته وأطعناه)، فلنجعل مخافة الله كأب لنا في المسيح تسكن في قلوبنا بدلاً من الأهداب وكل ما هو من أعمال الخارج التي يهتم بها الكثيرين اليوم مع أنهم يفتقدون جداً للجوهر، فنُشابه شعب إسرائيل الذي بدأ يدخل في إكرام الله بالشفتين والقلب مبتعد بعيداً عنه، وبدأوا ينحصرون في الرمز وحرفيته وتتميم كل شيء بالتدقيق من الخارج، حتى شابهوا شعوب الأمم فأصيبوا بالعطب وتمسكوا بالخرافات المُصنعة التي أصابتنا اليوم في مقتل، حتى أنهم عبدوا الرمز نفسه ونسوا شركة الرب إلهم، لذلك علينا أن نحيا بالحب الظاهر في التقوى حتى لا ننسى الوصية، فلا نُهمل خلاصنا، بل لنحذر لأنه مكتوب:

[ فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته يُرى أحد منكم أنه قد خاب منه. لأننا نحن أيضاً قد بشرنا كما أولئك لكن لم تنفع كلمة الخبر أولئك إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في الذين سمعوا. لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة كما قال حتى أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي مع كون الأعمال قد أُكملت منذ تأسيس العالم. لأنه قال في موضع عن السابع هكذا واستراح الله في اليوم السابع من جميع أعماله. وفي هذا أيضاً لن يدخلوا راحتي. فإذ بقي أن قوماً يدخلونها والذين بشروا أولاً لم يدخلوا لسبب العصيان. يُعين أيضاً يوماً قائلاً في داود اليوم بعد زمان هذا مقداره كما قيل اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم. لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر. إذا بقيت راحة لشعب الله. لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضاً من أعماله كما الله من أعماله. فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها. لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته. وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا. فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات يسوع ابن الله فلنتمسك بالإقرار. لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه ] (عبرانيين 4: 1 – 16)

لذلك يا إخوتي، الآن قبل أن نواصل هذا الموضوع لننال رحمة ونجد نعمة، فلنراجع أنفسنا بتدقيق وأمانة ونواجهها بصراحة ووضوح، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله وكل ما هو من الناس، وذلك حتى نفرز ما بين الغث والثمين فنتوب بوعي وإدراك، فتكون توبتنا مقبولة مثمرة قبل أن تفلت الفرصة منا وتضيع في التيه والتغرب عن الله الحي والكنيسة، لأن كثيرين يفشلون في التوبة تماماً بل ولا تثمر فيهم قط لأنهم يتوبون توبة خاطئة جداً، يتوبون بغير إفراز ولا تمييز، ولا يعرفون الحق من الباطل، ولا يعرفون كيف وبماذا يؤمنون ولا كيف يسلكون، لأنهم لا يعرفون ما هم مدعوين إليه، فيركزون على الأخلاق وأعمال الجسد من جهة الخارج ولم يستوعبوا بعد كلام الرسول الذي صار لنا الآن:
[ فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شُرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت. التي هي ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح. لا يخسركم أحد الجعالة راغباً في التواضع وعبادة الملائكة متداخلاً في ما لم ينظره منتفخاً باطلاً من قبل ذهنه الجسدي. وغير متمسك بالرأس الذي منه كل الجسد بمفاصل ورُبط متوازراً ومقترناً ينمو نموا من الله. إذاً أن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض. لا تمس ولاتذق ولا تجس. التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس. التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة (زائدة غير واجبة أو مفروضة) وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية ] (كولوسي 2: 16 – 23)
وبهذه الطريقة المشوهة للتوبة من جهة التمسك بأعمال الجسد في عادات موروثة نبعها الرأي الشخصي، قد ضاع على كثيرين حياة الشركة التي هي هدف التوبة في سر القداسة والسلوك في النور مع أعضاء المسيح الحي، ولم يعرف أحد كيف يقترب من مسيح الحياة فينال نعمة وفرح الحياة كما نال القديسين، بل يشعر انه عاجز وأن هناك مفارقة كبيرة ومدهشة بينه وبين القديسين، مع أنه مدعو هو أيضاً للقداسة عينها، لكنها أصبحت عنده فكره لا يستطيع الوصول إليها أبداً، شاعراً أنه متغرب عن القديسين وكل صلته بهم مجرد مناجاه وتوسل ومناداة عن بُعد بدون دالة قرب وشعور أنه معهم في الجسد الواحد، قريبين منه لأنهم اعضاء معه في جسد المسيح الحي، وهو معهم كل حين يشعرهم ويشعرونه، يتلامس معهم وهم معه في جو المحبة المشترك وعبادة المخدع الحي في قراءة كلمة الحياة التي منها يقتات مثلهم فينمو معهم للرأس الواحد الحي، رأس الكنيسة الحقيقي والأوحد شخص ربنا يسوع..
ألا تشهدوا وتسمعوا البعض (من الناس أو حتى منا) ينادي على القديسين كأنهم يسكنون بعيداً، ويتوسل إليهم كغريب عنهم وغير مستحق، ويحضر القداس ويظل فيه غريب ومتغرب عن الله والقديسين، وكأنهم ليسوا منه ولا هو منهم، ويعترف أنهم قديسين عظماء وهو لا يحق أن يكون معهم بحجة التواضع الغاش المستتر وراءه يا إما كبرياء، يا إما عدم إيمان حي حقيقي، لأنه لم يؤمن بعد بالمسيح إيمان حقيقي على مستوى تذوق قوة الحياة المُتدفقة منه إليه...

لذلك يا إخوتي بينما لا زال معنا النور الذي هو تعاليم أعضاء الجسد الحي الواحد الأحياء معنا في شركة القداسة في الكنيسة الجامعة الرسولية، ينبغي علينا أن نصنع كما قال الرب: سيروا ما دام لكم النور لئلاّ يُدرككم الظلام (يوحنا 12: 35)، وأيضًا: لنسلك بلياقة كما في النهار (رومية 13: 13)، وأيضًا: لأن الذين ينامون فبالليل ينامون، والذين يسكرون فبالليل يسكرون، وأما نحن الذين من النهار، فلنصحُ لابسين درع الإيمان (1تسالونيكي 5: 7و8).

فالآن علينا – لكي نلبس درع الإيمان الذي فقدناه في تشويش التعاليم المضطربة – أن نتحقق من إيماننا الصافي لنخرج خارج الشرنقة التي انحبسنا فيها، والتعاليم التي تهنا معها فضُربنا ضربة موجعة فصلتنا عن خلاص نفوسنا، فعشنا في هُزال روحي يستحق الإشفاق، وأصبح معظمنا يتبع تعاليم تقفز به بعيداً عن الحياة، تحت عبودية بلا حرية حقيقية، لا تمس ولا تذُق، أفعل هكذا ولا تفعل كذا، ونسمع خدام وكهنة.. الخ يضعون مناهج غريبة وتداريب شديدة التعقيد للتخلص من الخطية حتى تم المكتوب فيهم: [ واعدين إياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً ] (2بطرس 2: 19)، وبذلك لم يُشفى أحد من مرض الخطية ولم يفلت من قبضة الموت وحزن النفس، مثل تلك المرأة النازفة الدم التي صرفت كل معيشتها على الأطباء ولم تقدر أن تُشفى من أحد، وهكذا صرنا مثلها، لكننا نسينا لمسة يسوع الشافية وانتبهنا لأعمال وتدريبات الجسد عن طريق أفكار خدام وخادمات وبعض لابسي زي الخدمة، تلك الأفكار البشرية النفسية التي لم تنفع أحدٌ قط بل زادته سوء وعطب ودعمت وأصلت فيه الهلاك بالموت في عزلة عن الله الحياة، لأن الله لم يدعونا لنحيا بالجسد وننحصر في أعمال الناموس من جهة فرائض وتقاليد لم تنفع شعب إسرائيل على مر مراحل العهد القديم كله لأنه صار الكل تحت العصيان، حتى الطقوس لم تستطع أن تسندهم قط بالرغم من أنها مُرتبة من الله، لأن ما أسوأ أن نكون بارعين في الشكل أما من جهة الداخل في فلس مُريع، لأننا أن لم نبلغ روح الطقس ذاته فإننا نُدان مع شعب إسرائيل الرافض للمسيح والمتمسك بالناموس الطقسي فاقداً معرفة الله فأصبح ميتاً عنه...

انتبهوا أيها الخدام والخادمات وكل من يحمل أي شكل أو زي الخدمة، لأن من فمك تطلب الشريعة ومعرفة فكر الله، ومن عرف فكر الرب يُعلمه، ولا يضع أفكاره الخاصة ولا آراءه الشخصية، ولا يقود النفوس حسب استحسان نفسه وما يراه مناسباً لها، لأن ويل لكل من يقول الرب قال لي والرب لم يقل شيئاً، لأنه في النهاية يغش نفسه ويخدع الناس فيسقط تحت الدينونة !!!
انظروا المكتوب: "استيقظ الرب كنائم، كجبار ثمل من الخمر، فضرب أعداءه إلى الوراء، جعلهم عارًا أبدياً" (مزمور 78: 65و66). لأن الذي قال: "على أدوم أطرح نعلي" (مزمور 108: 9)، قال أيضًا: "من أجل أنكِ قد نجّستِ مقدسي بكل مكرهاتكِ وبكل أرجاسكِ، فأنا أيضاً أقطعكِ ولا تُشفق عيني عليك، وأنا أيضاً لا أعفو" (حزقيال 5: 11). "لقد انتظروا نوراً، ولكن ظلمة أعمالهم الشريرة حلّت عليهم. انتظروا نوراً، فسلكوا في ظلمة عصيانهم. تلمّسوا الحائط مثل أعمى، أي مثل الذين لا فهم لهم، فتحسسوا مثل الذين لا عيون لهم، وسقطوا في وقت الظهيرة كما في نصف الليل" (إشعياء 59: 9و10)، أي مثل الذين لم يسمعوا كلمة الحق ولم تتأصل فيهم لتُثمر فلم يتعلموا شيئاً من الحق !!! بل حمقوا في أذهانهم مثل إنسان شره يأكل بلا استفادة ولا يعرف ما ينفعه من ما يضره حتى تتخم معدته فيمرض، أو مثل الأعمى الذي غش نفسه بمعرفته، فظن أنه قادر على قيادة النفوس، فسار بهم وسقط واسقطهم معه في حفرة سحيقة مُظلمة...
فانتبهوا من الظلمة واحذروا منها جداً، وحبوا النور وعيشوا فيه وانتبهوا للمكتوب: [ وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة ] (يوحنا 3: 19)...

أما أنتم يا إخوتي لا تشابهوا هؤلاء، بل تعالوا معي لنبني أنفسنا على إيماننا الأقدس، مصلّين في الروح القدس، حافظين أنفسنا في محبة الله متطلعين إلى رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية، مختطفين البعض من النار (يهوذا 20-23)، أي من أعمالهم البغيضة وكلامهم المفسِد الذي شكله صالح لكنه من نبع آخر غريب عن الله، ولنا الآن أن نتطهر بالتوبة مغتسلين في دم حمل الله رافع خطية العالم بالإيمان، مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد (يهوذا 23). و«احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم» (2بطرس 3: 17). فلا تكونوا مثل الذين يسلكون بالرياء بيننا ويتذرعون بأعذار التقوى الغاشة، ويخدعوكم بحجة التواضع أن القداسة للناس العظام، أو كانت للقديسين وأين نحن منهم، هؤلاء الذين لم يذكروا المكتوب أن الأبناء الذين تنجسوا ليسوا هم من الله، وأنه "إن كان أحد يُفسد هيكل الله فسيُفسده الله، لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو. لا يخدع أحدٌ نفسه" (1كورنثوس 3: 17و18). فالقداسة لنا لا كفعل استحقاق ندفع ثمنه من جُهدنا أو بأي شيء من عندنا، ولا عمل صناعة لنا، لأننا لا نقدر أن نصنعها قط، لكنها هبة الله لنا، نُطالب بها بالإيمان حتى ننالها منه...

نعم أيها القارئ العزيز مهما من تكون أنت، فأنت وانتِ وأنا، مدعوين لتكونوا قديسين فعلاً ليس كلام ولا ألفاظ ولا تأملات ولا فكرة حلوة وكلام جميل، ولا وعظ ولا قراءة كتب ولا أبحاث مسيحية، ده عمل وحق، والقداسة ليست عمل تصنعه أنت ولا أنا، ولا هي قدرة أحد على فعل وعمل الخوارق، ليست هذه قداسة، القداسة هي أنك تكون إناء مخصص لله الحي، القداسة هي التأله، ومن منا يقدر أن يتأله أو يستطيع أن يقترب من المجد الفائق من نفسه أو بقدراته، لذلك أتى المسيح ليحل فينا لنكون مُقدسين أي متألهين، يعني ممتلئين منه، وبحسب القول الرسولي بالروح: [ وأنتم مملوؤون فيه ] (كولوسي 2: 10)

يا إخوتي اصغوا لما أكتبه إليكم، أن أقصى أحلام المسيحيين – للأسف – هو أن يكفوا عن الخطية وفعل الشرّ ولا يعودوا إليه مرة أخرى، ويعملوا أعمال حسنة، ويصيروا ذو أخلاق ومحبوبون من الناس، مكرمين كمسيحيين عند الكل، يشهدوا للإنجيل ويبشروا به، ويعيشوا زي القديسين في السنكسار والتاريخ، مباركين من الله ناجحين في أعمالهم ووسط أُسرهم، وربنا مبارك بيوتهم، وبذلك شابهنا كلنا العهد القديم بالحرف الواحد للأسف، نظرنا لبركة الأرض والزرع والطعام والشراب والملبس وشفاء الأجساد.. الخ.
يا إخوتي أن كانت هذه هي أحلامكم وهذا هو منهجكم، اسمحوا لي أن أقول إنكم قد خبتم من النعمة، خبتم من المسيح، لأن منهجكم منهج الأمم الغرباء عن الله المتغربين عن عهده، فهذا منهج إنساني لا علاقة له بالمسيحية إطلاقاً، أقصاه هو زيارة قبور القديسين لنوال بركتهم، زيارة للكنيسة لكي نتناول لكي ننال رحمة ومعونة في هذه الحياة، أي في النهاية بقت مسيحيتنا عبارة عن التمسك بالشكل الجميل والمظهر الخارجي من جهة الصلاة وغيرها من الممارسات الروحية والدينية كواجبات موضوعة ينبغي تتميمها، وقد تصل لحد الخُزعبلات وتعبئة تراب الأرض ورمال من قبور القديسين بركة للتجارة، وغيرها من الأمور التي لم تكن وصية ولا إنجيل، بل دجل شيطاني أصاب الناس بالعطب والعطل وجعلهم أكثر عُزلة عن الله وأدخلهم في الجدل العقيم وزرع وسطهم الخصومة المرة، فعمق الانشقاق وأصل الباطل في قلبهم، وأصبحوا غرباء عن المسيح ولا يعرفون المسيحية سوى كتب وورق وتأملات وجدل ومعجزات وخوارق، بل وأفكار حلوة مطروحة، والقلب لازال في قلق واضطراب يهتز امام أقل مشكلة ويسأل اسأله لا يسألها مبتدئين، ويتهم الله ويقول لماذا وألف لماذا، وفي النهاية نجد من كان يدافع عن الإنجيل اليوم ويبشر به، يا أما ألحد يا أما كفر بكل شيء، يا اما نسى ومضى في طريقة حزيناً، أو أراد ان يترك الدنيا بكل ما فيها لأنه يائس، وكل هذا لأن الإناء فارغ من المسيح لذلك لا يجد الإجابات، ولا شيء بقادر أن يشبعه، لأن ما يعطي رجاء هو حضور المسيح فقط وفقط لا غير، وليست الأفكار التي نعرفها عنه مهما ما كانت صحتها لأنه مكتوب: [ الذين أراد الله أن يُعرفهم ما هو غنى مجد هذا السرّ في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد ] (كولوسي 1: 27)

يا إخوتي هذه الأفكار الحلوة والجميلة وكل ما تعرفونه عن الحق في أفكاركم المشوشة، ليست مسيحية إطلاقاً، لا تصدقوها أبداً لأنها فكرة شيطان عوج بها الطريق، المسيحية هي [ تجسد الكلمة ]، فالكلمة إلى الآن عندكم لم يتجسد عملياً في حياتكم الشخصية، أنتم لازلتم في خطاياكم تؤمنوا بمسيح التاريخ لكن ليس المسيح الشخصي، بل ولم تدخلوا بعد في سرّ التجسد الإلهي، التجسد عندكم معلومات وأوراق كتب آباء وكتاب مقدس تقرئون فيه واجتماعات وعِظات وخدمة ودفاع وابحاث، لكنكم لم تتذوقوا الحياة المسيحية المفرحة للقلب بعد، بل عندكم أفكار حلوة انفعلتم بها مؤقتاً ولم تثمر فيكم سوى مجرد أعمال ومشاعر لم تدخلكم بعد في سرّ التأله اي سرّ الامتلاء من الله...

واعرفوا أن الكف عن الخطية ليس هو الهدف المسيحي الأكمل أو الأسمى، أو حتى الغاية، لأنه مكتوب: [ اعتزلوا اعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسوا نجساً اخرجوا من وسطها تطهروا يا حاملي آنية الرب ] (إشعياء 52: 11)؛ [ لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فأقبلكم ] (2كورنثوس 6: 17)؛ [ وقال يشوع للشعب تقدسوا لأن الرب يعمل غداً في وسطكم عجائب ] (يشوع 3: 5)
إذن هناك هدف للتقديس الأول، أي بداية التقديس، وهو الاعتزال والانفصال بالإرادة والرغبة الداخلية والخروج من دائرة الشرّ كُلها، لكي يبدأ الرب يعمل عجائب في النفس ويحل فيها بالقداسة لكي تعاين مجده الخاص فيها، فتصبح هي نفسها مقدسة في الحق:
v [ كلا أقول لكم بل أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ] (لوقا 13: 3)
v [ ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ] (1يوحنا 1: 9)
v [ ولأجلهم أُقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضاً مُقدسين في الحق ] (يوحنا 17: 19)
v [ لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين ] (عبرانيين 10: 14)
v [ لأن المقدس والمُقدسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة ] (عبرانيين 2: 11)
v [ يهوذا عبد يسوع المسيح وأخو يعقوب إلى المدعوين المقدسين في الله الآب والمحفوظين ليسوع المسيح ] (يهوذا 1: 1)
v [ اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب ] (عبرانيين 12: 14)

يا إخوتي الخطية هي الظلمة أي الانطراح بعيداً عن النور، والله هو النور، فأن دخل النور هربت الظلمة، لكن الظلمة لا نستطيع أن نفرغها أو نطردها عن طريق تعبئتها ومحاولة إخراجها بمجهودنا الذاتي، بل فقط نطردها بإشعال النور، فانظروا واسمعوا للمكتوب:
v [ كان النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان آتياً إلى العالم ] (يوحنا 1: 9)
v [ ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور، تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم ] (يوحنا 12: 36)
v [ شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور ] (كولوسي 1: 12)

فانظروا – الآن – بانتباه وتدقيق دعوتكم الحقيقية: [ كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة. ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد، قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففاً وفي التعفف صبراً وفي الصبر تقوى. وفي التقوى مودة أخوية وفي المودة الأخوية محبة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح. لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبداً. لأنه هكذا يُقدم لكم بسعة دخول إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي. لذلك لا أهمل أن أُذكركم دائماً بهذه الأمور وأن كنتم عالمين ومثبتين في الحق الحاضر ] (2بطرس 1: 3 – 12)

فما رأيكم الآن، هل نحن نعيش مسيحيين حقيقيين على هذا المستوى !!! أم لازلنا نتجادل ونتخانق ونتناقش وندخل في حوارات جدلية عقيمة، وأصبحنا يهود حرف، لا تذق لا تمس وما هي البركة، وكيف نفعل هذا، وماذا عن ذاك، وكيف يفعل ربنا بنا كذا، وماذا نأكل، هل هذا حرام أم حلال...الخ، والبعض يأخذ منحى آخر إذ يتناحر على من هو على خطأ ومن هو على صواب، ومن هو الهرطوقي، ومن هو المحروم ومن هو المقبول، وما مصير فلان وما مصير علان.. الخ !!!
ويا لها من فضيحة عظيمة، نحن الذين ينبغي أن نكون صورة الله أمام الملائكة والناس هذا هو حالنا، فيا لفضيحة من يدَّعون أنهم أصحاب شريعة المحبة ويسعون لحرمان عضو في جسد المسيح، ويا لكارثة فضيحة من يذهبون للكنيسة بيت الله وهم متغربين عنه، ويا لفضيحة المدَّعوين خُداماً نظروا المسيح جلس تحت اقدام الرسل يمسك منشفة ويغسل الأقدام، ولازالوا يسعون للكراسي يبحثون عن كرامتهم وسط الناس !!!!

يا إخوتي – مرة أخرى انبهكم وأرجوكم – احذروا الجدل ولا تسمحوا لأنفسكم قط أن تعودوا لهذا الركن المُظلم، لينقلب الموضوع جدلي عقيم، فمكتوب: [ أن كنت حكيماً فأنت حكيم لنفسك وان استهزأت فأنت وحدك تتحمل ] (أمثال 9: 12)




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 02-26-2014 الساعة 06:58 AM
رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء, الألفاظ, الأول, القائم, اليوم, إيماننا, على, مشكلة, وصرعنا

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خميس العهد يوم الوصية الجديدة والعهد الجديد القائم على دم حمل الله الجزء الأول aymonded الطقس الكنسي الارثوذكسي 1 04-05-2018 04:30 PM
† حصريــاً : اكبر مكتبة لتحميل الافلام الدينية † ( 117 فيلم دينى ) ToMa الافلام الدينية 7 03-17-2013 02:30 PM
حصريا اكبر مكتبة افلام مسيحية !!!! Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 0 09-06-2011 11:50 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 03:42 AM.