تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > المنتديات المسيحية العامه > مدرسة الحياة المسيحية

مدرسة الحياة المسيحية دراسات روحية لاهوتية متكاملة للخبرة والحياة


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الكتاب

دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس الكتاب الثاني: ذبيحـــــة المحرقــــــــــــــــة ذبيحة المحرقة - ὁλοκαύτωμα - עֹלׇה ======================== قد سبق وتم وضع الدراسة على أجزاء

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 21 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:26 PM ]



[جـ] ذبيحة المحرقة، ذبيحة الطاعة
ثانياً: المسيح يُقدم نفسه ذبيحة طاعة
ملحوظة هامــــــــــــــــــــــ ـة
===============
حينما نجد أن الرسول يقول في أماكن عديدة إن المسيح [قدم ذاته] أو [قدم نفسه] أو [بذل نفسه فدية]، فهو يُعبَّر عن المسيح كرئيس كهنة عظيم قدم بيديه – أي بمحض مسرة إرادته الحرة – ذبيحة جسده على الصليب[1].
+ ليس أحد يأخذها مني (عنوه أو غصباً أو باقتدار) بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً هذه الوصية قبلتها من أبي (في الجسد)[2]
+ فقال له بيلاطس أما تُكلمني، ألست تعلم أن لي سلطاناً أن أصلبك وسلطاناً أن أطلقك، أجاب يسوع: لم يكن لك علي سلطان البتة لو لم تكن قد أُعطيت من فوق، لذلك الذي أسلمني إليك له خطية أعظم[3]
ونجد أن في حالة ذِكر تقديم الذبيحة، إما في صيغة المبني للمجهول، حيث يقصد أن الذي قدمه على الصليب هم اليهود، أو بذكرهم صراحة أنهم قتلوه، فهنا يقف المسيح يسوع ربنا موقف من سلَّم نفسه طوعاً وأعطى ذاته كخروف يُساق إلى الذبح: ظُلِمَ، أما هوَّ فتذلل ولم يفتح فاه، كشاة تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها، فلم يفتح فاه.[4]

==========
ولكن أروع صوره لذبيحة الصليب على الإطلاق هي التي ذكر فيها بولس الرسول أن الله هو الذي قدمه حسب القصد في قوله [الذي قدمه (προέθετο set forth as - determine beforehand) الله كفارة][5]، وهنا تظهر مشيئة الله (من جهة التدبير والتحديد المُسبق) لتُغطي كل ملابسات تقديم المسيح يسوع على الصليب، سواء في مشيئة المسيح الرب نفسه أو في التغاضي عن جهالة الصالبين له وذلك لبلوغ منتهى قصد الله التي هي [من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله][6]، هذا يعني أن ذبيحة الصليب تشترك فيها مشيئة الآب ومشيئة الابن المتجسد المطابقة والمستمدة من مشيئة الآب لأنها طبيعياً واحدة:
+ ثم قال ها أنا ذا أجيء (آتي – والصيغة في اللغة اليونانية تأتي بمعنى الحاضر الممتد) في درج الكتاب مكتوب عني (كُتب لأجلي، لإظهار ما يخص دوري وعملي الذي أعمله) لأفعل مشيئتك يا الله (فقلت ها أنا ذا آتٍ – كما هو في الناموس المكتوب عني – أني سأفعل مشيئتك يا الله).. فبهذه المشيئة نحن مُقدسون بتقديم [προσφοράبرسفورا – وهي الكلمة الطقسية التي تُشير للذبيحة كما سبق وذكرنا] جسد يسوع المسيح مرة واحدة.[7]
+ عموماً جدير بنا الآن أن نخرج خارج المفهوم المعتاد عليه من جهة أن الصليب في نظرنا عملاً يختص بالخطية والإثم فقط، ولكن يليق بنا الآن أن نكشف ناحية جديدة وهامة أُخرى فيه، تختلف كل الاختلاف عن معنى الخطية:
+ وهي هذه الطاعة العجيبة التي أكملها الابن المتجسد (كإنسان) نحو الآب، وتكميل مشيئته تماماً، كاشفاً بعمله الرائع عن نوع الصلة الخاصة التي ارتبط بها الابن بالآب، والتي نلمح فيها حدوداً عميقة لمعنى البنوة، فهو لم يأخذها اختطافاً، ولا ادَّعاها ادعاء مبهماً، ولكنه حقق واجبتها ووافها تماماً كابن حقيقي لله الآب فعلاً وقولاً وعملاً، لأن الله – حسب طبيعته – ليس تخصصه في الكلام والنظريات بل أفعال تظهر قدرته وقوته في أعماله، والمسيح الرب بصفته نائباً عن البشرية قدِّم الطاعة الكاملة في إنسانيته لإظهار بره التام وتقواه، التي يسلمها لكل من يؤمن به في الإنسانية الجديدة، أي الخليقة الجديدة.

==========
عموماً المسيح القدوس بطاعته العميقة والمتسعة جداً، كشف ضمناً عن بره الشخصي، فالذي استطاع أن لا يعمل مشيئته قط بل مشيئة الله كُلياً وجزئياً، هذه التي أكملها بكل اتساعها وأبعادها، قد أوضح بكل تأكيد أن له مثل ذات المشيئة عينها، لأن مشيئته ومشيئة الآب يستحيل أن تتعارض أو تختلف إطلاقاً، لأنهما واحد في الجوهر ومشيئتهما تتفق طبيعياً، مع انه أخلى ذاته آخذاً شكل العبد متخلياً عن مشيئته طائعاً مشيئة من أرسله [لكنه أخلى (جرد) نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس إذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب][8]، وبذلك يبرهن بغير لبس على أنه هو والآب واحد [أنا والآب واحد][9]
لذلك كان صليب ربنا يسوع موضوع مسرة فائقة للآب القدوس، وكما يقول القداس الإلهي في دورات البخور [هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة (ذبيحة محرقة) على الصليب عن خلاص جنسنا، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة][10]

==========
هذا الوجه أتضح لنا جداً في طقس ذبيحة المحرقة، التي هي أولى الذبائح، والتي بدونها يستحيل على الإطلاق تقديم ذبيحة الخطية ولا ذبيحة الإثم، بل ولا أي ذبيحة أخرى أو تقدمة من أي نوع.
ومن وضعها في أول قائمة الذبائح، أدركنا أنه لولا إرضاء الابن للآب (كإنسان) وتقديم طاعته له حتى الموت، ما أمكن قط أن يكون هناك مغفرة خطايا أو سلام للإنسان إطلاقاً. أي أنه لولا طاعة المسيح أولاً، وتقديم نفسه كذبيحة محرقة، ما أمكن أن يُقدم نفسه على الصليب كذبيحة خطية وتُقبل هذه الذبيحة.

==========
لذلك لا نجد في ذبيحة المحرقة أي ذكر للخطية، بل يدعوها الطقس: محرقة وقود رائحة سرور (رائحة راحة) للرب (يهوه)[11]، وكما رأينا في لاويين 1: 3 [يقدمه للرضا عنه أمام الرب]

==========
فالمحرقة إذاً ذبيحة مسرة ورضا أمام الله، وهكذا كان الصليب أيضاً، بل ويجب أن يكون كذلك في ذهننا؛ فأول عمل أكمله المسيح اللوغوس المتجسد على الصليب هو تقديم نفسه ذبيحة محرقة في مسرة الطاعة التامة، إيفاءً لواجبات البنوة في التجسد[12].

==========
إذاً فقبل أن نطرح خطايانا على صليب رب المجد الله اللوغوس المتجسد، يلزمنا – بالضرورة – أن نتقدم إليه في طاعة الشاه التي تُساق إلى الذبح. فقبل معرفة مشيئة الآب السماوي يلزمنا أن نكون مستعدين بكل قلبنا (بإرادة واعية وبسرور داخلي لا عن تغصب بل بكل رضا) أن نخضع لها بسرور مهما كانت التكلفة، ومهما ما كانت مُرة وفيها خسارة، ومهما ما قادتنا حتى إلى الصلب والموت، لئلا لا يكون لنا شركه معه كأبناء في الابن الوحيد، لأن الدخول في سر التبني في المسيح معناه الطاعة كما أطاع الابن الآب، لأن هذا ما يحققه فينا شخص المسيح الرب لأنه يعطينا قوة طاعته في خلقتنا الجديدة، لأن الخليقة الجديدة – حسب طبيعتها – تخضع لمشيئة الله بمسرة.
[لهذا يحبُني الآب لأني أضع نفسي (القصد الموت) [τίθημι τήν ψυχήν – وتنطق هكذا tithemi ten psuchen – بمعنى lay down the life – am-laying-down the soul]، لآخذها أيضاً (القيامة)][13]، ثم يستدرك القول لئلا يتبادر للذهن أنه قَبِلَ الصليب عن اضطرار أو تغصُب: ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي (أبذلها برضاي = حرية المسيح الرب المطلقة)[14]
=========================
[1] (وأما رأس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات؛ وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْخَلِيقَةِ. وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً – عبرانيين 8: 1، 9: 11، 12)
[2] (يوحنا 10: 18)
[3] (يوحنا 19: 10 – 11)
[4] (أشعياء 53: 7)
[5] (رومية 3: 25)
[6] (رومية 3: 25)
[7] (عبرانيين 10: 9و 10)
[8] (فيلبي 2: 7 – 8)
[9] (يوحنا 10: 20)
[10] (رفع البخور – اعتراف الشعب)
[11] (لاويين 1: 13)
[12] مع ملحوظة أن الابن هنا لا يطيع من جهة أنه يثبت طاعته للآب، لأنه هو طبيعياً مع الآب في الجوهر لا يحتاج أن يُظهر طاعة، لكنه هنا يتمم الطاعة من جهة أنه أخلى نفسه آخذاً شكل العبد، أي كإنسان، فظل يطيع الآب للمنتهى.
[13] (يوحنا 10: 17)
[14] (يوحنا 10: 18)

رد مع إقتباس
Sponsored Links

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
עֹלׇה, الثاني, الذبائح, الكتاب, المحرقة, تفصيلية, دراسة, ذبيحة, في, من, والتقديمات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس - الذبيحة טֶבַח θυσίας σφάζω aymonded دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 32 07-16-2011 12:46 AM
لماذا قربان وليس فطير لتناول جسد الرب azez الطقس الكنسي الارثوذكسي 0 05-18-2011 07:43 PM
سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (45) الصليب ذبيحة طاعة - ختام ذبيحة المحرقة aymonded دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 2 11-30-2010 03:15 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 09:09 PM.